مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الشركات العالمية تُعير اهتماما متزايدا لتصنيف المدن

Keystone

أصبح تصنيف المدن في عصر العولمة صناعة مُصغرة وعنصرا هاما لقابلية الحياة الاقتصادية في المراكز السويسرية مثل زيورخ وجنيف.

وتساعد نتائج العديد من الدراسات الاستقصائية الشركات على اختيار الموقع المثالي لمقرها الرئيسي، أو فتح مكتب جديد لها في الخارج، رغم أن مصداقية الترتيب نادرا ما تكون موضع تساؤل.

“زيورخ – عاصمة سويسرا الاقتصادية” هو عنوان مطوية نشرتها المدينة، وتعرض فيها تصنيف ما لا يقل عن ست دراسات استقصائية دولية احتلت فيها زيورخ المرتبة الأولى أو الثانية.

وسواء تعلق الأمر بالنية التحتية أو نوعية الحياة أو القدرة الشرائية، فيظل من الصعب التفوق على زيورخ، وفقا لنتائج تلك الدراسات.

ومن بين الشركات المُقتنعة بأن زيورخ هي المكان المناسب محرك البحث على الإنترنت “غوغل” الذي وقع اختياره في عام 2004 على المدينة السويسرية لفتح أكبر مركز هندسي له خارج الولايات المتحدة.

وبمناسبة الكشف عن المباني الجديدة التي شـُيدت خصيصا لغوغل، قال في تصريح لـ swissinfo.ch فيراندي كنافليك، المسؤول في قسم التوظيف لدى مكتب الشركة في زيورخ: “يعمل لدينا مهندسون من جنسيات يفوق عددها الأربعين، وهذا دليل على أن زيورخ مكان مثالي لاجتذاب الناس. وباستطاعتنا الاستفادة من غوغل كوسيلة لتعريف الناس بواحدة من أكبر المدن في العالم”.

ويظل النظام الضريبي المحلي فائق الأهمية عندما تضع الشركات قوائمها المختصرة لاختيار مكان إقامتها. ولكن حسب بينو سايلر، رئيس التنمية الاقتصادية في زيورخ، غالبا ما تكون “العوامل الناعمة” حاسمة، مثل نوعية الحياة و”البيئة المناسبة لعائلات” رؤساء الشركات.

وقد احتلت زيورخ لسبع سنوات متتالية الصدارة في ترتيب “جودة الحياة” الذي يصدره مكتب “ميرسر” الدولي للاستشارات في مجال الموارد البشرية. لكن العاصمة النمساوية فيينا انتزعت منها الصف الأول في عام 2009 لتكتفي بالمركز الثاني.

عامل إقناع

روبرت بالدوين، من شبكة الخدمات المهنية السويسرية (Network Relocation)، التي تساعد الشركات العالمية على نقل موظفيها إلى سويسرا، قال لـ swissinfo.ch إن نوعية الحياة هي التي تقنع في كثير من الحالات، الموظفين المترددين بالقدوم إلى سويسرا، سواء تعلق الأمر بزيورخ أو جنيف أو العاصمة الفدرالية برن.

وأضاف بالديون أن الدراسات الاقتصائية هي بمثابة مؤشرات تحظى بالاعتراف وتساعد الشركات على إقناع العمال ذوي الكفاءات العالية قد يرفضون عرض عمل إذا لم تكن الظروف ملائمة في المدينة المعنية.

ويرى هذا الخبير في نقل الموظفين والشركات أن اختيار الشركات لمدينة ما على أساس معدلها الضريبي الملائم فقط يجعلها تواجه نوعا آخر من التكاليف، مثل تلك المترتبة عن استبدال الموظفين غير الراضين عن مكان إقامتهم الجديد. وهذا غالبا يكلفها أموال تفوق المبالغ التي وفرتها على مستوى الضرائب.

ويتزايد الاهتمام بمثل هذه الدراسات الاستقصائية، إذ أوضحت فيفيان ماكلود، من مكتب “ميرسر” في جنيف، إن 1600 شركة تدفع رسوم العضوية للوصول إلى جميع جميع بيانات المكتب الاستشاري، بينما تقدمت 1800 شركة اخرى بطلبات حول دراسات استقصائية مختلفة.

سوتشي وبيونغ يونغ

ويـُصدر مكتب “ميرسر” التصنيف العالمي لـ 240 مدينة. وتقول ماكلود إن المكتب سيوسع القائمة لتشمل مدينتين “غريبتين” عن مثل هذا الترتيب، وذلك بسبب ارتفاع الطلب عليهما، وهما سوتشي (روسيا) التي ستحتضن الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، وبيونغ يونغ، عاصمة كوريا الشمالية.

وفي حين يتزايد الاهتمام بهذا النوع من الاستقصاءات، يتساءل جيف هوانغ، الأستاذ في المعهد الفدرالي التقني العالي بلوزان، عن مدى مصداقيتها، قائلا: “كيف يمكنك أن تعتمد – في بعض الحالات – على خبراء يتواجدون في مكان بعيد لتقديم معنى ما هي أفضل مدينة أو تحديد ما هي أفضل الوسائل؟”. وقد شارك هوانغ في تأسيس ” cityrank.ch”، وهو أداة جديدة على الإنترنت تُتيح للشركات بوضع تقييمها الخاص.

واستكمل قائلا: “اللافت أن الناس لا ينظرون في الواقع إلى الكيفية التي تم بها التصنيف أو مستوى الثقة الذي يحظى به أولئك الخبراء”.

ويتيح موقع Cityrank.ch للشركات إمكانية إجراء تقييمها الخاص انطلاقا من 11 مؤشر، من بينها نوعية المعيشة أو جودة الحياة (طبقا لمقاييس مركز “ميرسر”) والأسعار والعائدات (وفقا لمعايير اتحاد المصارف السويسرية “يو بي إس”) والتسوق والتجارة (حسب معطيات شركة ماستركارد)، ثم الموازنة بين المؤشرات وفقا للأهمية التي تمنحها لها الشركات.

“حكــمة جماعية”

ويعتقد هوانغ أنه بعد سنة أو سنتين، سيكون عدد كاف من الشركات قد قدم نتائجه الخاصة لتتوفر بذلك مجموعة من التقييمات، مضيفا: “هذا يعني في الأساس أننا سنكون قد استفدنا من الحكمة الجماعية لكثير (من الشركات)”.

غير أن بينو سايلر، رئيس مكتب التنمية الاقتصادية في زيورخ، يرد أن مجموعة الخبراء التي ينتقدها هوانغ تقوم بالتأكيد بعمل جيد. وقال في هذا السياق: “إن الاستقصاءات جديرة بالثقة. وإذا نظرتم إلى مختلف التصنيفات، ستجدون، على سبيل المثال، أننا نحتل المرتبة الثانية في ترتيب “ميرسر” لهذا العام، والمرتبة الأولى في مجلة “مونوكل” الدولية، ونوجد ضمن العشر الأوائل على المستوى العالمي في ترتيب مجلة “إيكونومست” (البريطانية)”.

واستكمل عرض حججه بالقول: “تعتمد جميع (هذه الجهات) على معايير مختلفة، لذلك أعتقد أن هنالك قدرا من الصحة في النتائج بما أننا دائما قريبون من قمة (الترتيب)”.

ديل بيكـتل – swissinfo.ch

(ترجمته من الإنجليزية وعالجته: إصلاح بخات)

ترتيب “جودة الحياة” لعام 2009 الذي نشره مكتب “ميرسر” الدولي للاستشارات في مجال الموارد البشرية:

1. فيينا (النمسا)
2.زيورخ (سويسرا)
3. جنيف (سويسرا)
4. أوكلاند (نيوزيلندا)
5. فانكوفر (كندا)

التسوق في المراكز التجارية في جميع أنحاء العالم باستخدام بطاقة “ماستر كارد”:

1. لندن (انجلترا)
2. نيويورك (الولايات المتحدة)
3. طوكيو (اليابان)
4. سنغفورة
5. شيكاغو (الولايات المتحدة)
15.زيورخ

الأسعار والعائدات (تم تجميعها من قبل اتحاد المصارف السويسرية “يو بي إس”):

1. كوبنهاغن (الدنمرك)
2. زيورخ (سويسرا)
3. برلين (ألمانيا)
4. جنيف (سويسرا)
5. فرانكفورت (ألمانيا)

تكاليف المعيشة الاقتصادية (الأغلى)

1. طوكيو (اليابان)
2. أوساكا كوب (اليابان)
3. باريس (فرنسا)
4. كوبنهاغن (الدنمرك)
5. أوسلو (النرويج)
6. زيورخ (سويسرا)

تصنيف شبكة الخدمات المهنية “KPMG” لمعدلات الضرائب المفروضة على الشركات:

1. دبلن (أيرلندا)
2. زيورخ (سويسرا)
3. فيينا (النمسا)
4. أمستردام (هولندا)
5. ستوكهولم (السويد)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية