مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصحراء الغربية: مزيد من الجهد للوصول إلى تسوية!

زيارة العاهل المغرب محمد السادس إلى مدينة العيون في الصحراء الغربية في الفاتح من نوفمبر تشرين الثاني الجاري Keystone

القرار الجديد لمجلس الامن الدولي بتمديد مهمة بعثة الامم المتحدة المرابطة بالصحراء الغربية يشير الى ان النزاع المفتوح منذ ربع قرن لن يغلق قريبا وان على جيمس بيكر المبعوث الدولي لتسوية النزاع بذل المزيد من الجهود لوضع تسويته على السكة.

مجلس الامن لم يحدد لبيكر الإطار الذي سيبذل به جهوده، رسميا لازال مخطط السلام، الذي اتفق عليه 1988 واقره مجلس الأمن الدولي 1991، هو الإطار رغم الاتفاق العام على وصوله الى باب مسدود بعد ان طال المأزق الذي يعيشه.

هذا المخطط قام على خطوتين: الأولى وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليزاريو والثانية إجراء استفتاء يقرر من خلاله الصحراويين إقامة دولة مستقلة او الاندماج بالمغرب. وما بين الخطوتين إجراءات تضمن تنظيم الاستفتاء بحرية ونزاهة وشفافية.

وتنفيذ الإجراءات يتم بالتتابع، أي لا ينفذ الإجراء الثاني الا بعد التنفيذ الكامل للإجراء الأول، ولان واضعي المخطط تعاملوا مع النزاع بمقاربة تقليدية، دون إدراك لخصوصيته، فإن السنوات العشر الماضية لم تعرف تنفيذ أي من الإجراءات المنصوص عليها الا انتشار بعثة الأمم المتحدة في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار ومتابعة تنفيذ الإجراءات.

المخطط توقف في الإجراء الثاني الذي يتضمن تحديد هوية الصحراويين الذين تحق لهم المشاركة بالاستفتاء، ولم يستطع الخروج منه، لان كلا من المغرب وجبهة البوليزاريو تمسك بموقفه من اللوائح التي أنجزت بعد سبع سنوات من الإحصاء الذي حدد عدد الصحراويين بمائة وعشرين الف تقريبا، ثمانون يعيشون في الصحراء واربعون يعيشون في مخيمات تندوف بالجزائر ومخيمات الزويرات في موريتانيا، ولم تستطع الامم المتحدة تعليق هذه اللوائح أي تنفيذ إجراء الطعن.

طرق مختلفة .. قد تؤدي إلى السلام

أمام هذا المأزق ونتيجة لتحولات إقليمية ودولية رأى جيمس بيكر بعد مشاورات مع أطراف النزاع تقديم مقترحات لا تشكل بديلا عن مخطط السلام، لكنها تتجاوز العراقيل التي تقف أمام تنفيذه. وتقوم هذه المقترحات على منح المناطق الصحراوية حكما ذاتيا لمدة خمس سنوات يتم بعدها تنظيم الاستفتاء المقترح.

كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة تبنى مقترحات بيكر التي اطلق عليها الحل الثالث، وضمنها تقريره الى مجلس الأمن في يونيو والمجلس لم يتبناها واكتفى بإعلانه دعم جهود بيكر داعيا أطراف النزاع للتجاوب معه ومساعدته، و موقف المجلس لم يأت من فراغ ، فالمغرب قبل الاقتراحات وان كان بتحفظ لكن جبهة البوليزاريو رفضتها كونها التفافا على حق الصحراويين في تقرير مصيرهم.

ما بين يونيو و نوفمبر واصل بيكر جهوده واتصالاته والتقى رسميا مسؤولين من جبهة البوليزاريو وأيضا مسؤولين من الجزائر وموريتانيا باعتبارهما بلدين معنيين بالنزاع، مع هذه التحركات جاءت الهجمات على واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر وتبعها الحرب الأمريكية على أفغانستان، ليتقلص الاهتمام الدولي بالنزاع الصحراوي دون ان يوضع على الرف بحكم الأجندة التي تحكمه، خاصة اجندة بعثة الأمم المتحدة في المنطقة التي تحدد مدتها بثلاثة شهور تجدد كل مرة بقرار من المجلس.

اوضاع ثابتة رغم التحركات

في المدى المنظور يستبعد ان يعرف نزاع الصحراء تطورات غير عادية، وجيمس بيكر سيواصل جهوده، ومجلس الامن الدولي سيتلقى مرة أخرى بعد شهور ثلاث تقريرا جديدا لكوفي عنان يتضمن توصية لتمديد عمل البعثة الدولية لثلاثة اشهر اخرى وسيوافق المجلس على توصية عنان.

في المقابل لن يعرف النزاع أيضا تطورات على الارض، فتهديدات جبهة البوليزاريو بالعودة إلى العمل المسلح ضد القوات المغربية لا يخرج عن إطار التصعيد الإعلامي ، إذ أن قادة الجبهة يعرفون ان الوضع الإقليمي، العلاقات الجزائرية المغربية والوضع الدولي بما يحمله من تطورات لا يسمح لها بإعادة التوتر وخلط أوراق لا زال ترتيبها لم يكتمل.

ودعوة محمد عبد العزيز بلقاء مع العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يلقى استجابة مغربية، لان اللقاء، إذا ما تم بالصيغة التي يقترحها عبد العزيز يعطي البوليزاريو مكاسب لا يشعر المغرب انه مضطر لتقديمها أو سيعقد بالصيغة التي يتصورها المغرب، لقاء ملك مع رعاياه، وهو ما لا ترضاه البوليزاريو بعد ان حصلت في القرارات الدولية للصحراويين على صفة الشعب وأنها ممثلة له.

محمود معروف – الرباط

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية