مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصحراء الغربية: مُذكرة فالسيوم بين ارتياح المغرب وسُخط البوليساريو

من اليمين، رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي في لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم خلال زيارة للرباط يوم 6 فبراير 2008 AFP

ُسجِّـل للمغرب هدَف ثمين كان في أمَـسّ الحاجة إليه في نزاعه حول الصحراء الغربية مع جبهة البوليساريو، قبل أيام من قرار جديد لمجلس الأمن الدولي حول تطوّرات هذا النزاع وآفاق تسويته.

النقطة لم يسجِّـلها المغرب في مرمَـى خصومِـه، بل سجَّـلها له مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المكلّف إلى الصحراء الغربية، بما ورد في تقريره للمجلس من تشكيك في إمكانية قيام دولة مستقِـلة بالصحراء المتنازع عليها، وهو الهدف الذي تسعى إليه جبهة البوليساريو منذ أكثر من ثلاثة عقود.

في تقريره الذي قُـدّم يوم الاثنين 21 أبريل الجاري، قال بيتر فان فالسيوم في مذكِّـرة إلى مجلس الأمن تتضمّـن ملاحظاته وتقديراته لتسوّية النزاع، “إن استقلال الصحراء الغربية ليس خيارا واقعيا”، داعيا “الدول الخمس عشرة، أعضاء المجلس، إلي التوصية بمواصلة المُـفاوضات، مع الأخذ بالاعتبار الواقع السياسي والشرعية الدولية” وأن “الذي يهُـمّ هو التوصّـل إلى توافُـق بين هذين المبدأين”.

وأوضح “لقد أحسَـست بالحاجة إلي إعادة التأكيد علي هذه الخلاصة، المتمثِّـلة في أن استقلال الصحراء الغربية ليس هدفا قابلا للتحقيق، لأنه يبدو أن هذه الخُـلاصة قد تمّ حجْـبها خلال مُـفاوضات مانهاست، مع أن هذه الحقيقة التي تفرِض نفسها اليوم، كانت هي أساس مُـسلسل المفاوضات الجارية حاليا”، مشدِّدا على أنه يرفض “الفكرة التي مؤْداها أن أخذ الواقع السياسي بعيْـن الاعتِـبار يشكِّـل تنازُلا أو استسلاما”.

وتبنَّـى مبعوث الأمم المتحدة المُـقاربة المغربية لتسوية النزاع، المرتكِـزة على منح الصحراويين حُـكما ذاتيا تحت السيادة المغربية. واقترح سحب المغرب لمُـبادرته بمنح الحُـكم الذّاتي للصحراويين وسحب جبهة البوليساريو لطلبها بتقرير المصير مؤقّـتا (لفترة تتراوح بين ستة وتسعة شهور على سبيل المثال) من جدول المفاوضات والتفاوض بشكل حقيقي وبدون شروط مسبقة، ولكن على أساس فرَضِـية مؤقّـتة، مفادها أنه لن يكون هناك استفتاء مؤدّي إلى الاستقلال كخِـيار، وبالتالي، فإن النتيجة ستكون بالضرورة أقلّ من الاستقلال الكامل.

ويكشِـف المبعوث الدولي في خلاصاته وملاحظاته، أن الجولات الأربع من المفاوضات، التي جرت في ضاحية مانهاست القريبة من نيويورك بين المغرب وجبهة البوليساريو تحت رعاية الأمم المتحدة وبحضور الجزائر وموريتانيا، تعيش مأزقا حقيقيا.

“..النزاع مغربي جزائري وليس مغربي صحراوي”

فرغم إجراء أربع جولات من هذه المفاوضات، تنفيذا لقراري مجلس الأمن رقم 1754 الصادر في أبريل 2007 ورقم 1783 الصادر في 31 أكتوبر من العام نفسه، فإن الأطراف المتفاوضة والأمم المتحدة عجزت عن إحداث أي اختراق حقيقي للمأزق الذي تعرفه عملية التسوية.

ويقترح فالسيوم لتجاوُز هذا المأزق، أن تكون المفاوضات القادمة على أساس أن لا يرغم مجلس الأمن المغرب على استفتاء في الصحراء الغربية، وأن لا تعترف الأمم المتحدة بسِـيادة الرباط على الإقليم دون اتفاق بين الجانبين. وإذا ما تبيّـن في هذه الأثناء لمجلس الأمن أن هناك معالِـم حلٍّ سياسي مُـحتمل، فإن بوُسعِـه أن يقرِّر تمديد الفترة التجريبية، وإلا فإن الوضع القائِـم والمواقف المتباعِـدة للأطراف، ستعود بالضرورة.

وذهب بيتر فان فالسيوم بعيدا في اقترابِـه من الموقف المغربي من النزاع الذي يقوم على أساس أنه نزاع مغربي جزائري، وليس بين المغرب والصحراويين، حيث قال “إن السبب الرئيسي الذي يجعلني أجِـد أن الوضع القائم أمرٌ لا يُـطاق، كونه وضعا تجِـد فيه راحتها، ليس فقط أطراف غير معنِـية لبلدان بعيدة، ولكن أيضا أطراف مؤيِّـدة بشكل غير مشروط لجبهة البوليساريو، والتي لم تعِـش هي نفسها داخِـل المخيَّـمات، ولكنها مُـقتنعة بأن أولئك الذين يعيشون في هذه المخيمات، ربّـما يفضِّـلون البقاء هناك بصورة دائمة، بدل الاتجاه نحو حلٍّ مُـتفاوض بشأنه أن يكون أقل من الاستقلال الكامل”.

تصريحات فالسوم بين الإشادة والتهـجّم

المغرب الذي وجد في ملاحظات وخلاصات فالسيوم هديَّـة من السماء، وصف موقِـف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بـ “الشجاع”. وقال خالد الناصري، وزير الاتِّـصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن فالسوم “توصَّـل إلى خُـلاصة شجاعة وواضحة، وهي أن استقلال الصحراء خِـيار غير واقعي، لأن قِـيام دولة سادِسة في المغرب العربي، خيار انتحاري من شأنه أن يُـزعزع الاستقرار”.

وأضاف “هذا يدعَـم قناعاتنا وموقفنا البنَّـاء. نأمل أن يُـدرك الجزائريون كما جبهة البوليساريو أنه من العبَـث الجَـرْيُ وراء سَـرابِ دولةٍ سادِسة في المغرب العربي”.

وعلى عكس الموقف المغربي، تلقت جبهة البوليساريو تصريحات فالسيوم بخَـيبة أمل ووصفتها بالسَّـخيفة وتشكِّـل خرقا للشرعية الدولية، حيث قال محمد عبد العزيز، الأمين العام للجبهة: “إن هذه التصريحات تصريحات تقصي فالسيوم تِـلقائيا من مهمَّـته كمبعوث شخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للصحراء الغربية ومن صِـفة الوساطة، وتشجِّـع على عودة المواجهات”، مضيفا: “لا تمثل تصريحات فان فالسوم إلا شخصه وتُـجرِّده من أهليته للوساطة التي تلزمه بالإشراف على المفاوضات التي تدعو إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن”، وأنه كان “الأجدَر بفان فالسوم تشجيع الحِـوار واحترام القانون الدولي، بدل الاكتفاء بالدّعم المجاني لاقتراح المغرب، الذي يحتل الصحراء الغربية بصفة غير شرعية”.

الجزائر، الدّاعم الرئيسي لجبهة البوليساريو منذ اندلاع النزاع، لم تُـعلن موقِـفا رسميا، لكن صُـحفها شنّـت حملة قاسية على فالسيوم واتَّـهمته بأنه عميل لـ (العاهل المغربي) الملك محمد السادس وبالانحياز الواضح للمغرب، وقالت إن مهمّـته كوسيط انتهت.

أما على الصعيد الدولي، فإن المغرب وجد لتشجيع فالسيوم على المُـضي في خطِّـه، دعما في موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، الذي لم يتبرّأ من تصريحات مبعوثه، وتصريحات زالمان خليل زاد، المندوب الدائم الأمريكي الذي قال إن فكرة فان فالسوم “جديرة بأن تُـؤخذ جدِّيا بعيْـن الاعتبار”، فيما وجدت جبهة البوليساريو دعما بتقرير بان جي مون لمجلس الأمن وتصريحات دوميسانو كومالو، سفير جنوب إفريقيا في الأمم المتحدة، الذي اعتبر ملاحظات فالسيوم موقفا شخصيا ولن يُـؤخذ بها في نقاشات حول تطوّرات نزاع الصحراء، التي يعقدها مجلس الأمن الأسبوع القادم.

“نصر هام” للمغرب، لكنه “معنوي” فقط

الحسان بوقنطار، الباحث المغربي وأستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بالرباط، قال لسويس انفو إن “موقِـف فالسوم نصر هامّ للمغرب، حيث يكرِّس الاختيارات التي قام بها المغرب، والتي تعتبِـر أن حلّ قضية الصحراء لا يمكن أن يتِـم إلا في إطار الحُـكم الذاتي الذي يمنح للسكان الصحروايين تدبير شؤونهم اليومية مع الاستمرار في الانتماء إلى المغرب”.

غير أن بوقنطار أضاف أن هذا النّصر نصر معنوِي ولن يغيِّـر بالمسار الذي تتّـخذه تسوية النزاع التي استطاعت الجزائر أن تنتزع من الأمم المتحدة على مدى العقود الماضية سلسلة قرارات لصالح جبهة البولبساريو، تتمحور على إجراء استفتاء لتقرير المصير.

ويُـشير إلى أن سلف فالسيوم، أي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر، قدّم إلى مجلس الأمن الدولي سنة 2000 مُـقاربة لتسوِية النِّـزاع، أيَّـدها المغرب ودافع عنها، ورفضتها جبهة البوليساريو والجزائر وأفشلاها، وقدّم في سنة 2003 مقاربة رفضها المغرب وهاجمها، وتبنّـتها الجزائر وجبهة البوليساريو ودافعتا عنها، وبعد ذلك، ذهب بيكر وذهبت مُـقارباته معه.

ويعتقِـد الباحث المغربي أن ما قدّمه فالسيوم يزيد من الأعباء على كاهِـل دبلوماسية بلاده، قائلا: “الدبلوماسية المغربية مدعُـوة إلى مواصلة جُـهودها من أجل إقناع أقصى ما يُـمكن من الدول بصوابية المقترح المغربي، وبالتالي، استمرار المغرب في نهج خطّ التفاوض والبحث عن التسوية، لأنه مقتنع بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل إلا إذا انخرط في رؤية تعتمِـد على التَّـوازن بين مصالح كافة الأطراف”.

ويستبعِـد الحسان بوقنطار في تصريحاته لسويس انفو أن تتوقف المُـفاوضات المقرّر أن تجري جولتها الخامسة خلال الأسابيع التي تلِـي صدور القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء القادم، كما يستبعد ذهاب جبهة البوليساريو في تهديداتها إلى العودة للعمل المسلّـح ضدّ المغرب “لأن الوضع الإقليمي والوضع الدولي والتحوّلات العسكرية في الميدان، تحُـول دون ذلك”.

على مدى الأيام، بل الساعات القادمة، سيتحرّك المغرب لتظهر آثار موقف فالسيوم على القرار الجديد لمجلس الأمن، وضدّه، ستتحرّك الجزائر وجبهة البوليساريو لتبعد أي من هذه الآثار، وسيصدر القرار الجديد الذي يمدّد لقوات الأمم المتحدة المنتشِـرة بالمنطقة لستة شهور أخرى تنتهي يوم 31 أكتوبر القادم، ويؤكِّـد على قراراته السابقة ويصدِر توصِـيات بناءً على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أعلن الأطراف المعنية بالنزاع، ترحيبها بما ورد فيه من قِـراءة لشهور ستة من تطوّرات عرفها النزاع وتسويته، وهي تطورات لم تخرج عن السياق العام لما يعرفه النزاع وتسويته منذ 1991.

محمود معروف – الرباط

اختار الأمين العام للأمم المتحدة (1996 -2006) كوفي أنان يوم 26 يوليو 2005 الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسيوم لشغل منصب مبعوثه الشخصي المكلف بالنزاع الصحراوي، خلفا لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر.

وكان واضحا منذ اليوم الأول لاختيار فالسيوم أن مهمته لن تكون سهلة، فسلفه بيكر ترك منتصف 2004 المنصِـب، الذي استحدث من أجله، لقيادة الحملة الانتخابية الثانية للرئيس الأمريكي جورج بوش، لكن تبيّـن فيما بعد أنه ترك المنصب مستقيلا، بعد إدراكه أن النزاع بين الإخوة الأعداء أعقد مما تحمله الملفات إن كان في الخارجية الأمريكية في واشنطن أو الأمم المتحدة في نيويورك من أوراق واقتراحات وأفكار، وأن سبعة سنوات من الجولات واللقاءات، لم تُـسفر إلا عن قرارات أو أفكار تتداول، دون أن تعرف طريقها للتنفيذ.

ولم يُـعرف حتى الآن إن كان بيتر فان فالسيوم قبل تولي المنصب الذي بقي فارغا أكثر من عام، إيمانا منه بدوره كوسيط سلام في نزاع طال أكثر مما يستحق أم أن المسألة كلها أنه كان يبحث عن مهمّـة أو منصب يضمن له أضواء ساطعة في عالم العلاقات الدولية ونزاعاتها وتقاعُـد مريح، معنوي ومادي.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، لم يكن بيتر فالسيوم حاضرا بشكل لامع في النزاع وملفه، باستثناء ما كان من بصمات يتركها في تقارير الأمين العام، التي تقدَّم نصف سنويا إلى مجلس الأمن حول تطورات النزاع وتسويته، ولم تصادف فالسيوم طوال السنوات الثلاث أية إشكالية هدّدت مسار التسوية التي تُـراوح مكانها دون أن تتوقف أو تتحرك من هذا المكان الذي تراوح به منذ نجحت الأمم المتحدة في إقرار وقف إطلاق النار ونشر قواتها في المنطقة المتنازع عليها.

الأمم المتحدة (رويترز) – قال دبلوماسيون إن وسيط الأمم المتحدة في المحادثات بشأن الصحراء الغربية أثار انقساما في مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين 21 أبريل 2008، عندما أبلغ أعضاء المجلس أن اقتراح استقلال الإقليم المتنازع عليه غير واقعي.

وهذا “التقييم” الذي قدمه بيتر فان فالسوم يضعه في نزاع مع حركة بوليساريو المطالبة بالاستقلال التي سعت لإبقاء خيار الاستقلال مفتوحا في أربع جولات من المحادثات مع المغرب الذي ضم المستعمرة الاسبانية السابقة في 1975.

واستُـؤنفت المحادثات قبل عام لمحاولة جسر الهوّة بين خطط متنافسة قدمها الجانبان.

ويعرض المغرب حُـكما ذاتيا للإقليم الغني بالموارد الطبيعية والذي يسكنه 260 ألف نسمة، لكنه يستبعد الاستقلال، في حين تحث بوليساريو على إجراء استفتاء يتضمّـن الاستقلال كخِـيار.

ولم تحقّق المفاوضات بين الجانبين، التي تجرى في ضيعة خاصة قرب مدينة نيويورك تقدّما يُـذكر.

وقال فان فالسوم في تقييمه إنه “خلص إلى أنه لا يوجد أي ضغوط على المغرب للتخلّي عن ادّعائه السيادة على الإقليم، ولذلك فإن استقلال الصحراء الغربية هو اقتراح غير واقعي”.

وقال دوميساني كومالو، رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، إنه حدث تشوش في المجلس بعد أن أرسل فان فالسوم تعليقاته بالفاكس إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر يوم الاثنين، قبيل مشاورات لهم حول الصحراء الغربية. ويتعين على المجلس أن يجدّد التكليف لقوة للأمم المتحدة لحفظ السلام هناك بحلول الثلاثين من أبريل الجاري.

وقال كومالو إن تعليقات فان فالسوم “يبدو أنها تتناقض” مع تقرير عن الصحراء الغربية للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون معروض أيضا على المجلس، وأضاف قائلا للصحفيين “قرّرنا أننا سنركِّـز على تقرير الأمين العام”، مضيفا أن فان فالسوم قال إنه يعبِّـر عن رأيه الشخصي.

واقترح فان فالسوم تجاوز المأزق الحالي بأن تكون المفاوضات القادمة على أساس أن لا يرغم مجلس الأمن المغرب على استفتاء في الصحراء الغربية وأن لا تعترف الأمم المتحدة بسيادة الرباط على الإقليم، دون اتفاق بين الجانبين.

وكان استيلاء المغرب على الصحراء الغربية قد أثار حرب عصابات من أجل الاستقلال إلى أن توسّطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار في 1991.

وقبِـل المغرب لفترة طويلة مبدأ إجراء استفتاء، لكن لم يتم قط التوصّل لاتفاق بشأن كيفية تنظيمه وتخلّت الرباط عن الفكرة في 2004.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 21 أبريل 2008)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية