مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الكساد الاقتصادي يثـير قلق عدد متزايد من السويسريـين

Keystone

رغم أن البطالة مازالت تتصدر قائمة مخاوف السويسريين، فإن الأزمة المالية العالمية قد بدأت تثير بالفعل قلق عدد متزايد من المواطنين. هذا ما كشف عنه سبر الآراء السنوي لمصرف كريدي سويس "مقياس القلق لعام 2008" الذي نُشر يوم الإثنين 15 ديسمبر الجاري في زيورخ.

وظلت البطالة وتكاليف الرعاية الصحية ومعاشات التقاعد تحتل صدارة ترتيب المخاوف السويسرية في “بارومتر قلق السويسريين” الذي يعده معهد أبحاث “gfs” في برن منذ سنوات لحساب كريدي سويس. لكن لوحظ أن مصادر قلق أخرى باتت تتسلق بشكل مُلفت درجات سلم الترتيب، وهي التضخم وتطور الوضع الاقتصادي عموما.

ونوه المصرف السويسري إلى أن نتائج الدراسة الاستقصائية، التي اشتملت على 1008 من المقابلات التي أجريت وجها لوجه مع المُستجوبين في شهر سبتمبر الماضي، “تأثرت بوضوح” بأجواء عدم اليقين التي تسود الأسواق المالية العالمية.

وفي تصريح لسويس انفو، قال روني بوهولزير، رئيس قسم السياسة العمومية في كريدي سويس: “في ظل الوضع الحالي الصعب، ليس من المفاجئ أن تكون هاتان المسألتان – ولا سيما تطور الوضع الاقتصادي عموما – من أكبر مصادر القلق المتنامي لدى المواطنين السويسريين.

واستطرد قائلا: “إذا ما نظرنا إلى النتائج بمزيد من التفصيل، يمكن أن نرى بأنه يُنظر إلى التضخم كمسألة شخصية للغاية بما أن عددا متزايدا من المواطنين السويسريين لديهم الانطباع أن مستوى الدخل المتاح ينخفض باستمرار.

وأضاف السيد بوهولزير أنه يُمكن توقع استمرار المخاوف في عام 2009 إذا ما ظل تطور الوضع الاقتصادي شبيها بالحال الذي شهدته الأشهر القليلة الماضية.

العمل شبه مُقدس

ولازالت البطالة تُشكل أكبر مصدر لقلق المواطنين السويسريين للسنة السادسة على التوالي، بينما تراجعت المخاوف إزاء معاشات التقاعد إلى المرتبة الثالثة، بعد تكاليف الرعاية الصحية، فيما احتل القلق من التضخم المرتبة الرابعة، وذلك على إثر ارتفاع نسبة القلق بـ 12% مقارنة مع نتائج عام 2007. أما المخاوف من اللاجئين فانخفضت بـ 11% لتحتل المرتبة الخامسة لقائمة المخاوف العشرة للسويسريين.

وفي تعقيبه على هذه النتائج، أوضح بوهولزير بأن “البطالة كانت أكبر دواعي القلق للعام السادس على التوالي رغم أن معدلها كان ضعيفا جدا خلال هذه الفترة. وقد يُعزى ذلك إلى حقيقة أن الناس في سويسرا مُركزون جدا على عملهم ويكرسون حياتهم لمهنتهم. وبالتالي فإن إحتمال تحولهم إلى عالة (على المجتمع) تـُخـيفهم على مستوى شخصي جدا”.

ومن المتوقع أن تبقى البطالة على رأس قائمة مخاوف السويسريين خلال السنوات العشر المُقبلة، لكن الفقر قد يقفز إلى المرتبة الثانية ليتقدم على تكاليف الرعاية الصحية ومعاشات التقاعد. ويقول مصرف كريدي سويس إن هذا التوجه يعكس القلق الذي يشعر به العديد من السويسريين إزاء احتمال تدهور وضعهم المالي خلال الأعوام العشرة القادمة.

وعندما سئل المُستجوبون عن المُشكلة التي تستدعي إيجاد حل بالدرجة الأولى (من بين المشاكل الخمس الأولى)، احتلت البطالة المرتبة الأولى أيضا، يليها ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والتضخم والفقر والأمن الاجتماعي.

مشاعر الفخر بالوطن

وسـُئل المشاركون أيضا عن مواطن قوة وضعف سويسرا، فأجابوا عـُموما بأن سويسرا تعني لهم الأمن والحياد والمناظر الطبيعية والدقة والرخاء والحرية.

وقال جل المُستجوبين تقريبا – 97% – إن صناعة الساعات السويسرية مصدر فخر لهم. وذكَر 93% الحياد السويسري، و87% الدستور الفدرالي.

في المقابل، قال ما يقرب من نصف المـُجيبين (52%) أن نقطة الضعف الرئيسية لسويسرا تتمثل في تعدّد قوانينها، بينما ألقى 36% اللوم على نظام ضريبي وصفهوه بـ “غير العادل”، فيما اعتبر 29% التعددية الثقافية السويسرية خاصية سلبية.

وعلى غرار نتائج سبر آراء السنة الماضية، كان 85% من المُشاركين فخورين “جدا” أو “نوعا ما” بكونهم سويسريين. ولم يكن سوى 5% فقط “غير فخورين” أو “غير فخورين على الإطلاق” من وطنهم سويسرا. وقد تراجع عددهم بشكل حاد في اسنوات الأخيرة: ففي عام 2007، كان 12% من السويسريين غير فخورين ببلادهم بينما كانت النسبة قد بلغت 22% في عام 2006.

وأشار مصرف كريدي سويس إلى أن “تنامي مشاعر الفخر الوطني يسير جنبا إلى جنب مع تزايد الوعي بالقيم السويسرية التقليدية”.

سويس انفو – جيسيكا ديسي

يُصْدر مصرف كريدي سويس الدراسة الاستقصائية “بارومتر قلق السويسريين” منذ 32 عاما، وقد تولى مُجددا معهد “gfs” لسبر الآراء في برن إنجاز دراسة عام 2008.

وتم استجواب 1008 ناخبا من المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية والفرنسية والإيطالية من 2 إلى 28 سبتمبر 2008.

53% البطالة

40% تكاليف الرعاية الصحية

39% معاشات التقاعد

32% التضخم

30% اللاجئون

28% الفقر

27% الأمن الشخصي

24% الأجانب

20% حماية البيئة

20% الأمن الاجتماعي

رغم أن 43% من المُستجوبين قالوا إن النظام السياسي لا يوشك على الإنهيار، فإنهم لم يبدوا ثقة في المؤسسات الفردية.

وحصلت المحكمة الفدرالية على أكبر قدر من الدعم (68%)، تليها الشرطة والمصارف والحكومة والقوات المسلحة والاتحاد الأوروبي والأحزاب السياسية والأمم المتحدة.

وللمرة الأولى، قاس سبر الآراء مُستوى الثقة في وسائل إعلام مختلفة. واتضح أن مصادر المعلومات التي تحظى بأعلى قدر من الثقة هي التلفزيون والإذاعة.

أقل من النصف بقليل من المُستجوبين يثقون في الصحف المدفوعة الثمن، تليها الصحف المجانية والإنترنت.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية