مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اللجنة الدولية للصليب الاحمر تحتج بقوة

نيران تلتهم احد مستودعات اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاث التي تعرضت خطأ لقصف امريكي على كابول يوم الجمعة Keystone

لم تقتنع اللجنةُ الدوليةُ للصليبِ الأحمر بتفسير واشنطن للقصف الجديد الذي استهدف ثلاثة من مستودعات اللجنة في كابول خطأ وللمرة الثانية منذ بدء الغارات الأمريكية ضد أفغانستان. المُتحدث باسم اللجنة في جنيف صرح يوم السبت أن اللجنة تنتظر تفسيرات مباشرة من الولايات المتحدة كما تنوي إثارة القضية رسميا في واشنطن قريبا.

تعبيرا عن استياء وغضب اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الأخطاء المتكررة التي ترتكبها القوات الأمريكية في أفغانستان ضد المنشآت المدنية وخاصة مستودعات اللجنة في كابول، قال اليوم المتحدث باسم اللجنة في جنيف كيم غوردون بيتس (Kim Gordon Bates): ” لم نتوصل لحد الآن بتفسيرات رسمية أو شبه رسمية من قبل الولايات المتحدة…نحن مازلنا في انتظارها.”

المتحدث أضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتزم “عن قريب” إجراء اتصالات “مباشرة” مع واشنطن لإثارة هذه القضية وفهم الأسباب التي أدت مرتين إلى قصف مستودعاتها خطأ. وأوضح السيد بيتس أن اللجنة ستطلب ضمانات كي لا تتكرر أخطاء القوات الأمريكية مرة ثالثة وكي تتمكن من استئناف نشاطاتها الإنسانية في أفغانستان.

وذكَّر السيد بيتس أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغت القوات الأمريكية بمواقعها في كابول وان شارة الصليب الأحمر كانت واضحة على مستودعاتها مضيفا انه، لحسن الحظ، لم يكن أي موظف داخل المستودعات لان يوم الجمعة يوم عطلة في أفغانستان.

الغارات الأمريكية تُعطل نشاطات اللجنة في كابول

لم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من استئناف نشاطاتها الإنسانية لفائدة حوالي 50000 معوز في العاصمة الأفغانية اثر القصف الأمريكي لمستودعاتها الثلاث. وان كانت القنابل الأمريكية لم تسفر عن وقوع خسائر بشرية فإنها تسببت في حرق أو إتلاف جزء هام من 12000 طن من مواد الإغاثة التي كانت تختزنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مستودعاتها الثلاث.

وبعد الخطأ الثاني لقوات واشنطن، لم يعد في كابول سوى مستودع سليم واحد للجنة الدولية للصليب الأحمر من اصل خمسة مستودعات. وقد تعرضت مباني اللجنة لأول قصف أمريكي عن طريق الخطأ في السادس عشر من الشهر الجاري. وعلى الرغم من أخطاء قوات واشنطن، تواصل اللجنة توزيع الأدوية على المستشفيات.

بينما تتكرر أخطاء القوات الأمريكية، تُنصب مخيمات اللاجئين في باكستان

من جهتها، أقرت وزارة الدفاع الأمريكية أو البنتاغون ليلة الجمعة إلى السبت أن طائرات طيران البحرية الأمريكية ومقاتلات من طراز B-52 قصفت خطأ مستودعات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر ومنطقة سكانية مجاورة لها. وأكد البيان الصادر عن البانتاغون أن “المستودعات أُصيبت بسبب خطأ بشري أثناء عملية تحديد الأهداف.”

غير أن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف لا يبدو مقتنعا بهذا الخطأ البشري خاصة بعد اطلاعه على ما أوردته الصحف الأمريكية التي عزت خطأ القوات الأمريكية إلى عدم تغيير ثوابت توجيه القنبلة منذ أول قصف لمستودعات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الـ16 من الشهر الجاري. أما تعليق السيد بيتس عن أقوال الصحف الأمريكية فقد تلخص في جملة : ” هذا يتحدى الخيال.”

على صعيد آخر، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم السبت أنها أقامت في مدينة كيتا جنوب غربي باكستان القريبة من الحدود الأفغانية، خمسة عشر مخيما يمكن أن يستوعب مائة وخمسين ألف لاجئ أفغاني وذلك تحسبا لتدفق إنساني هائل على باكستان من جراء الضربات الأمريكية المتواصلة ضد أفغانستان. المتحدث باسم المفوضية رون ريمون (Ron Raymond) المتواجد في كيتا، أكد أمام الصحافيين أن “المخيمات جاهزة الآن لاستقبال اللاجئين حيث تتوفر على البنية التحتية الضرورية.”

وبينما تستعد الأراضي الباكستانية لاستقبال اللاجئين الأفغان، يتوجه في الأثناء آلاف المسلحين الباكستانيين إلى اقليم كونار الافغاني للجهاد ومساندة حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان في قتالها مع القوات الأمريكية.

ويقود الباكستانيين المسلحين الذين ينتمون إلى قبائل الباشتون صوفي محمد زعيم حركةِِ تحمل اسم “نفاذ الشريعة المحمدية”. وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن متحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية أن المجاهدين الباكستانيين استجابوا لنداء الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان.

يذكر أن الطائرات الأمريكية أطلقت ليلة الجمعة إلى السبت حوالي عشرين قنبلة على كابول في إطار عمليات عسكرية استغرقت زهاء أحد عشر ساعة حسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية القريبة من طالبان. الوكالة أضافت أن مدن قندهار وجلال اباد وهيرات الأفغانية تعرضت أيضا لغارات عنيفة.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية