مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المهرجان الدولي للأفلام بلوكارنو يتعهّد بضمان تكافؤ الفرص بين الجنسين

خمس نساء وسط عشرات المقاعد الصفراء والسوداء
كم عدد المقاعد المخصصة للنساء القادة في المجال الفني؟ المخرجة السويسرية باربارا ميلر (في الوسط) برفقة (من اليسار إلى اليمين) دوريس فاغنر (الناشطة الألمانية في مجال حقوق الإنسان)، وليلى حسين (عالمة النفس الصومالية والناشطة في مجال حقوق المرأة)، وفتيكا ياداف (الناشطة الهندية في المجال النسوي)، وروكو دايناشيكو (ممثلة يابانية). Keystone

تعهّد مهرجان الأفلام في لوكارنو، جنوب سويسرا، بعرض المزيد من الأعمال السينمائية التي تخرجها النساء.

وقد وُقّعت وثيقة التعهد بضمان المساواة والفرص المتكافئة في هذا المهرجان الدولي للفن السابع صبيحة يوم الأحد 5 أغسطس الجاري خلال حفل استخدمت فيه الفرنسية والألمانية والإيطالية، وحضرته جميع العضوات المشاركات في مختلف لجان تحكيم جوائز المهرجان.

وأطلقت فكرة هذا التعهّد مجموعة فرنسية تسمي نفسها 5050×2020رابط خارجي، ووقعت عليها لأوّل مرة إدارة مهرجان لوكارنو في شهر مايو 2018 بعد أن نجحت الشبكة النسائية السويسرية للفن السمعي البصريرابط خارجي في إقناع المشرفين على التظاهرة الدولية الشهيرة بذلك.

تبعا لذلك، سيكون لوكارنو، أحد أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، الثاني الذي يوقّع هذا التعهّد بعد مهرجان كان على المستوى الدولي، والأوّل على المستوى السويسري، وفق ما أعلنته الشبكة النسائية السويسرية للفن السمعي البصري، قبل ساعات قليلة من بدء عرض فيلم ” Gease ” في ساحة بياتزا غراندي مساء الثلاثاء 31 يوليو الماضي.

+ في العام الماضي، أحيا مهرجان لوكارنو الذكرى السبعين لانطلاقته

من خلال توقيعها على هذا التعهّد، وعدت إدارة المهرجان “بتجميع إحصائيات بحسب نوع الجنس، وخاصة تلك المتعلقة بعدد الأفلام المقدّمة”، وأيضا بـ “الكشف عن قائمة الأعضاء المعيّنين في لجان اختيار وانتقاء الأعمال والمُبرمجين للقضاء على أي اشتباه في غياب التنوّع” – وفق ما أشارت إليه الشبكة النسائية السويسرية في نشرة إخبارية أرسلت إلى swissinfo.ch وغيرها من وسائل الإعلام.

في الوقت نفسه، اتفقت مهرجانات الفن السابع في كل من لوكارنو وكان Cannes (فرنسا) وآنسي Annecy (فرنسا) على الإلتزام بجدول زمني “للوصول إلى المساواة بشكل تدريجي وفي أقرب فرصة مُمكنة”.

توقيع لوكارنو
توقيع تعهّد تكافؤ الفرص بمهرجان لوكارنو صبيحة الأحد 5 أغسطس 2018. swissinfo.ch

بدورها، أعلنت إيزابيل ساشّو ، مديرة المكتب الفدرالي السويسري للثقافةرابط خارجي، بالمناسبة أن الحكومة الفدرالية، ومؤسسة بروهلفيتسيا Pro Helvetia (وهي عبارة عن مجلس للفنون معني بالترويج للثقافة السويسرية في العالم) ملتزمان أيضا بتطبيق تدابير التكافؤ في الفرص بين الجنسيْن في جميع المبادرات والقرارات المتعلقة بالمنح وبعقود التشغيل.

في السياق، أوردت ساشو إحصائيات حديثة تظهر أن 50% من خريجي مدارس الإعلام والفنون في سويسرا هم من النساء- وكذلك 40% من منتجي الأفلام والبرامج التلفزيونية- لكنهن يمثلن 25% فقط ضمن وظائف ما بعد الإنتاج، وأن 80% من الأموال الحكومية التي تمنحها البلديات والكانتونات والحكومة الفدرالية تُسند إلى مشاريع يقودها الرجال.

مباشرة بعد حفل التوقيع على التعهّد، وضمن برنامج “أسبوع النقد” بلوكارنو، عُرض فيلم “ملذات النساء” ( Female Pleasures# ) للمخرجة السويسرية بابرا ميلر، وهو أوّل عرض عالمي لهذا الفيلم.

وردا عن سؤال وُجّه إلى المدير الفني للمهرجان حول ما إذا كان برنامج دورة هذا العام يحتوي على شريط يُمكن أن يسبب فضيحة، أجاب كارلو شاتريان أن “هذا الفيلم هو المرشّح الأوّل لكي يتسبب في فضيحة”.

يُشار إلى أن هذا الفيلم الوثائقي السويسري- الألماني يُعالج بشكل أساسي ظاهرة التضييق على النشاط الجنسي الأنثوي من طرف الأديان اليهودية والكاثوليكية والهندوسية والإسلام- وكذلك بعض الطوائف التي تظهر درجة عالية من الكراهية ضد النساء.

ومن المقرّر أن يُعرض هذا الفيلم السويسري- الالماني في قاعات العرض في سويسرا ابتداءً من يوم 15 نوفمبر 2018.

مهرجان لوكارنو

يُعدّ مهرجان الأفلام في لوكارنو أحد أقدم المهرجانات السينمائية في العالم حيث يعود تاريخ انطلاقته إلى عام 1946. وتوجد شاشته الرئيسية في بياتزا غراندي، الأكبر من نوعها في أوروبا، وهي تستوعب في آن واحد 8000 متفرّج.

مثّل مهرجان لوكارنو قاعدة انطلاق دولية لمجموعة من المخرجين مثل جيم جارموش، وسبايك لي وغوس فان سانت. ويستند المهرجان الذي تمتد فعالياته هذا العام من 1 إلى 11 أغسطس الجاري إلى ميزانية ضخمة ويوفّر مساحة كبيرة للأعمال الفنية الصغيرة.

في إحدى المناسبات، قال المدير الفني لهذا المهرجان: “لا يأتي المبدعون (إلى لوكارنو) من أجل عرض أعمالهم، أو اقتراح سيناريوهاتهم، أو ملاقاة المشاهير، بل من أجل الإحتفال بالأفلام وبالحياة”.

(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية