مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المشاريع السويسرية لإعادة إعمار لبنان تشرف على الإنتهاء

ساعدت سويسرا في ترميم ست قرى لبنانية تضرت من حرب صيف 2006 Keystone

اطلع مبعوث سويسرا للمساعدة الإنسانية توني فريش على المشاريع الممولة من طرف برن لإعادة إعمار لبنان التي فاقت الأموال المرصودة لها 11 مليون دولارا امريكيا (أي حوالي 15 مليون فرنك سويسري).

وقد أولت سويسرا اهتماما خاصا بمشاريع مساعدة السكان على العودة إلى قراهم، ومحاربة التلوث البيئي وترميم 50 مدرسة لاستقبال التلاميذ في بداية السنة الدراسية.

بزيارة مبعوث الحكومة الفدرالية المكلف بالمساعدة الإنسانية توني فريش للبنان في الثاني مارس الحالي تصل عدة مشاريع سويسرية لإعادة الإعمار في لبنان الى نهاية فترة إنجازها.

وقد شملت المشاريع شتى الميادين ما بين تشجيع الأهالي على العودة الى قراهم، مرورا بتوفير المياه الصالحة للشرب لعدد من القرى ومساعدة السلطات والصيادين على تنظيف الشواطئ من التلوث النفطي، وانتهاء بتوفير ظروف دخول مدرسي عادي بترميم أكثر من 50 مدرسة من بين ما يفوق 350 مدرسة تضررت بسبب القصف الإسرائيلي أثناء الحرب ضد حزب الله في صيف 2006.

العودة للقرى

ركزت سويسرا الجهد الأكبر من مساعداتها لإعادة إعمار لبنان على برنامج “التشجيع على العودة الى القرى”، وهو البرنامج الذي سمح لأهالي ست قرى دمرت بشكل كبير اثناء الحرب من ترميم مبانيهم واستئناف حياة عادية.

وقد زار مفوض الحكومة السويسرية للمساعدة الإنسانية توني فريش بعضا من تلك القرى المستفيدة مثل بني حيان، ومارون الرأس، وكفرا زبكين، ومعركة.

وكانت الحكومة السويسرية قد قدمت عبر الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون أكثر من 800 الف فرنك لحوالي 700 شخص من سكان تلك القرى من الفلاحين وأصحاب المؤسسات الصغيرة لمساعدتهم على تعويض النقص في الدخل وترميم بيوتهم المتضررة.

كما سهرت على إصلاح تجهيزات المياه في قريتين مما سمح لأكثر من 8000 شخص من استئناف حياة عادية سواء بالنسبة للشرب أو الري.

وقد عبر السيد توني فريش في حديث لسويس إنفو عن “الإرتياح للنتائج التي تم تحقيقها لأن المشاريع التي تم إنجازها مشاريع عملية ويمكن معاينتها”.

وترى الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون أن عملية تقديم مساعدات مالية مباشرة للمستفيدين تعتبر تجربة جديدة في لبنان، وقد سمحت لأكثر من 1000 شخص من الحصول على مساعدات فاقت 830 الف فرنك سويسري.

عام دراسي شبه عادي

من البنى التحتية التي تضررت بالقصف الإسرائيلي في الحرب ضد حزب الله، أكثر من 350 مدرسة ليس فقط في الجنوب اللبناني بل أيضا في مناطق اخرى من البلاد.

ومن المشاريع التي شملتها المساعدات السويسرية، برنامج لترميم وإصلاح وتجهيز حوالي 60 مدرسة لتكون جاهزة لاستقبال التلاميذ مع مفتتح السنة الدراسية. وهذا الرهان تم كسبه حيث قال كورت هورلر، المهندس المعماري التابع للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والمسؤول عن هذا البرنامج، في حديث سابق لمبعوث سويس إنفو “اخترنا 50 منشأة تعليمية منتشرة في أكثر من منطقة وكان هدفنا هو الإنتهاء من الترميم قبل بداية العام الدراسي .. ولحسن الحظ وبتعاون كافة الدوائر الرسمية انجزنا المشروع في الوقت المناسب”.

من جهته، أفاد مفوض الحكومة السويسرية للمساعدة الإنسانية توني فريش أن “أكثر من 21 الف تلميذ استفادوا من هذا البرنامج”، بعد أن كانت المدارس مأوى للنازحين والمرحلين.

دعم الصيادين وحماية البيئة

من بين المجالات التي شملتها البرامج السويسرية لإعادة إعمار لبنان جهود محاربة التلوث الناجم عن القصف الإسرائيلي لمحطة توليد الطاقة بالقرب من بيروت، والذي أدى الى تسرب أكثر من 15 الف طن من النفط الى السواحل اللبنانية.

فقد خصصت سويسرا حوالي مليون فرنك لتمويل برنامج سمح لحوالي 30 صيادا لبنانيا بالمشاركة في عملية محاربة التلوث من جهة والحصول على دخل من جهة أخرى.

وتمثل المشروع في العمل بمساعدة خبير بيولوجي على تنظيف محمية طبيعية موجودة في جزيرة النخيل التي تعتبر ملجأ للطيور المهاجرة وللسلاحف أثناء فصل الشتاء.

نزع الألغام.. برنامج مستمر

إذا كانت برامج المساعدة الإنسانية السويسرية السابقة الذكر ستعرف نهاية مع موفى شهر مايو أيار القادم، فإن برنامج إبطال مفعول الألغام والذخيرة التي لم تنفجر من قنابل عنقودية وغيرها سيستمر الى ما بعد هذا التاريخ.

ويقول مفوض الحكومة السويسرية توني فريش “إن الألغام تمثل مشكلا هاما نظرا لأنها تمنع المزارعين من زراعة حقولهم كما تستهدف الأطفال عند تنقلهم”.

فقد تم إحصاء أكثر من 120 حالة إصابة في انفجار قنابل عنقودية أو ذخيرة حرب لم تنفجر. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن حوالي مليون قنبلة عنقودية لا زالت منتشرة فوق التراب اللبناني.

وفي هذا الإطار قدمت سويسرا لمركز الأمم المتحدة لمحاربة الألغام حوالي 1300 وحدة إبطال مفعول الألغام من مخزون الجيش السويسري. كما أرسلت منذ بداية شهر أكتوبر الماضي خبيرا سويسريا للسهر على تكوين المختصين اللبنانيين في مجال استخدام هذه الوحدات التي تتميز بقدرتها على تفجير هذه القنابل والألغام دون الاقتراب منها أو التعامل المباشر معها.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

خصصت سويسرا 16 مليون فرنك كمساعدات إنسانية موجهة للمنطقة، قدمت 3،2 مليون دولار منها للجنة الدولية للصليب الأحمر.

في 6 سبتمبر 2006 وافقت الحكومة الفدرالية على زيادة حجم المساعدات بحوالي 11،5 مليون لصالح برنامج إعادة إعمار لبنان.

في الوقت نفسه، تم تخصيص 4،5 مليون دولار كمساعدات للأراضي الفلسطينية المحتلة.

مساعدات سويسرا في مجال إعادة إعمار لبنان:
سمحت لحوالي 700 شخص بترميم منازلهم في ست قرى لبنانية
كما أصلحت نظام تزويد قريتين بالمياه
وسهرت سويسرا على ترميم حوالي 50 مدرسة
وتكفلت بتمويل عملية تطهير محمية طبيعية بجزيرة النخيل من خلال تشغيل صيادي المنطقة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية