مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعركة الانتخابية الإسرائيلية وصلت خط النهاية

مواطن إسرائيلي من اليهود الأرثودوكس يتأمل إعلانا انتخابيا بأحد شوارع مدينة القدس يوم 4 فبراير 2009، كتب عليه: "في لحظة الحقيقة.." Keystone

اختتمت الحملة الإنتخابية في إسرائيل في ظل ما يشبه الإجماع لدى المراقبين على أن الرابح الأكبر من تصويت الثلاثاء 10 فبراير، سيكون أفيغدور ليبرمان وحزبه اليميني "إسرائيل بيتنا".

وحسب المحللين السياسيين في إسرائيل، فان المعركة الانتخابية هذه المرّة بدون ليبرمان، كانت ستبدو أكثر المعارك الانتخابية ملَـلا في تاريخها. فقد قاد زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” خطّـا انتخابيا حادّا وواضحا رفع شعار “بدون إخلاص، لا توجد مواطنة”، وكان هدفه واضحا: الفلسطينيون داخل إسرائيل.

رازي بركائي، أحد أهم الصحفيين في إسرائيل قال هذا الأسبوع “إن الفرق بين ليبرمان وباقي الأحزاب، هو وضوح الرسالة التي بثّـها ليبرمان منذ بدء حملته الانتخابية”.

من جهته، يصف عضو الكنيست د. أحمد الطيبي ليبرمان بـ “يورغ هايدر” أو “جون لوبّـين” الإسرائيلي، أما محمد بركة، رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، فقد نعته بالفاشي، وأوساط فلسطينية أخرى في إسرائيل ، فضّـلت عدم الكشف عن اسمها خوفا من وصفها باللاسامية ومعاداة اليهود، تحدثت عنه بأوصاف مأخوذة من التاريخ الألماني في فترة الحرب العالمية الثانية مذكرة في تصريحات لسويس انفو هذا الأسبوع بأن “هتلر لم يكن أول شخص حمل الأفكار النازية في ألمانيا، ولكن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية تحديدا، نضجت معه لتُـوصل أفكاره إلى سدة الحكم حينها”، على حد تعبيرها.

وتضيف هذه الأوساط أيضا بأن “العداء للعرب في إسرائيل، ليس جديدا، والرغبات الدفينة بطردهم من موطنهم، لم تتوقّـف طوال الواحد وستين سنة الماضية، وكان هناك حزب كاخ الإسرائيلي، الذي طالب بطرد العرب من البلاد في الثمانينات. ومن يتحدث عن الالتفاف حول ليبرمان كموضة انتخابية عرفتها إسرائيل مع أحزاب أخرى في انتخابات سابقة، لا يعرف عمّـا يتحدث. هناك أرضية عنصرية خصبة ضدّ العرب في إسرائيل، و”إسرائيل بيتنا” عكس في هذه الانتخابات هذه العنصرية”، على حد تعبيرها.

ليبرمان.. خصم أساسي

مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على غزّة، كان هناك رِهان في إسرائيل على أن الحرب ستساعد في الأساس زعيم حزب العمل الإسرائيلي، وزير الدفاع ايهود براك، وثانيا تسيبي ليفني مرشحة حزب كاديما لتولِّـي منصب رئيس الوزراء في إسرائيل.

البعض راهن أيضا على أن انتصار ليفني وبراك سيأتي على حساب حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو، الذي بدا حتى أيام قليلة مضت، من ضمن زعامة أكبر حزب في الكنيست القادمة ورئاسة الحكومة في إسرائيل.

مع انتهاء المعارك في غزّة، نجا نتنياهو من المعركة أمام ليفني وبراك، وبتقدير البعض، كان نتنياهو الرابح الأساسي من هذه الحرب. ففي إسرائيل، يردد البعض مقولة مفادها “عندما تذهب إلى حرب، فإنك تجيش المجتمع الإسرائيلي بأكمله وتوقظ داخله المشاعر القومية والوطنية، التي تخدم عادةً اليمين بشكل مباشر”.

ما لم يكن في حسبان نتنياهو والليكود، أن المشاعر الوطنية والقومية، ستعمل ضدّه في النهاية. مشاعر الكُـره للعرب بدأت تصُـب بعد الحرب لصالح أفيغدور “ايفيت” ليبرمان أو ايفيت “الرهيب”، على حدّ تعبير بعض السياسيين العرب في إسرائيل.

الجمهور اليميني، الذي أراد نتنياهو رئيسا للحكومة القادمة، بدا وكأنه ضمن مرشّـحه لهذا المنصب واتجه إلى التخلي عن الليكود وتركه لصالح الأحزاب اليمينية الأخرى، كحزب الاتحاد الوطني والبيت اليهودي، اللذين لم يعبرا نسبة الحسم في بعض استطلاعات الأسبوع الماضي، ليعودا في استطلاعات نهاية الأسبوع للحصول على ثلاثة أو أربعة مقاعد على حساب الليكود، غير أن الخصم الأساسي والمُـزاحم الرئيسي لليكود، كان ليبرمان من جديد، الذي وصل في بعض الاستطلاعات إلى 19 مقعدا.

“المعركة حسمت لصالح اليمين”

الليكود بدا بالتّـدهور في استطلاعات نهاية الأسبوع، حيث حصل على 27 مقعدا بعد أن حصل على أكثر من ثلاثين قبل أسابيع قليلة فقط.

من جهته، تبنى كاديما خطابا يمينيا في الأسبوعين الأخيرين واكتشف فجأة في الأيام الماضية هوية زعيمته، التي أطلقت تاليا حملة انتخابية نسوية جديدة يالتوازي مع الحملة الرئيسية، بعد أن أشارت الاستطلاعات الدقيقة أن أكثرية المترددين، (أي الذين قرّروا المشاركة في التصويت ولم يقرّروا بعدُ لأي حزب سيمنحون أصواتهم)، والتي وصلت نسبتهم قبل أسبوعين إلى 25% هم من النساء.

كاديما استطاع تقليص الفارق مع الليكود في استطلاعات نهاية الأسبوع إلى مقعدين وحصل على 25 مقعدا، وكان شعار حملته الأخيرة في الساعات الثمانيو والأربعين السابقة لفتح صناديق الاقتراع، بات “إما تسيبي أو بيبي”، في محاولة للتفوّق على الليكود والحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات.

هذا الإنجاز – إن تحقق – قد يحمي كاديما من خسارة سياسية قاسية، ولكنه لن يغيِّـر، على ما يبدو، حقيقة أن “المعركة حُـسمت لصالح اليمين”، حسب الاستطلاعات الأخيرة. ففوز كاديما بأكبر عدد من المقاعد، وِفق ما تظهره الاستطلاعات، لا يعني أنها ستتزعّم الحكومة القادمة. فكتلة اليمين، أي الليكود والأحزاب المُـنضوية في خانة اليمين والأحزاب الدينية في الخارطة السياسية، حافظت منذ بدء المعركة الانتخابية على تفوّق واضح أمام كتلة “اليسار”، التي تضم كاديما وحزب العمل وميرتس والأحزاب العربية.

كتلة اليمين حصلت طوال الوقت على أكثر من 65 مقعدا، وطالما لم تستطع كُـتلة اليسار بناء كتلة مانعة أمام اليمين والحصول على 61 مقعدا، فإن مهمّـة تشكيل الحكومة القادمة ستوكل – فعلى الأرجح – إلى زعيم أكبر حزب يميني، والذي سيكون على ما يبدو بنيامين نتنياهو، إذا لم يفاجئ ليبرمان حتى نفسه ويُـحدِث هزّة أرضية سياسية في إسرائيل ويتحصل على عدد مقاعد أكثر من الليكود، وهو ما يبدو قبل بدء عمليات التصويت، أنه سيناريو “غير متوقع”.

تصويت العرب في إسرائيل

“فريسة ليبرمان”، أي الفلسطينيون داخل إسرائيل قادرون على إحداث تغيير جُـزئي في الخارطة السياسية في إسرائيل، كونهم معدودون على كتلة اليسار أو على الجسم البرلماني المانع لليمين داخل الكنيست الإسرائيلي.

زيادة عدد أعضاء الكنيست العرب من خلال زيادة إقبال المواطنين العرب على التصويت، سترقع من وزن هذه الكتلة وتقلِّـل من حجم كتلة اليمين، على الرغم من أنهم لن يكونوا جزءا من أية حكومة إسرائيلية سيتم تشكيلها بعد الانتخابات. فهم يشكِّـلون 20% من السكان في إسرائيل، وطاقتهم الانتخابية قد تصل إلى 20 مقعدا.

الأحزاب الرئيسية هي ثلاثة: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة، وتشمل الحركة الإسلامية والقائمة العربية للتغيير والحزب الديمقراطي العربي، والتجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه عزمي بشارة (المقيم حاليا في الخارج).

المُـقلق للأحزاب العربية في إسرائيل هو نسبة التصويت المتدنِـية المتوقَّـعة لدى أصحاب حق الاقتراع من الفلسطينيين، حملة الجنسية الإسرائيلية، حيث أن نسب التصويت بينهم تراوحت عادة حول 55%، مقابل 65% لدى اليهود في إسرائيل.

المؤشرات هذه المرة تدُل على أن أكثر من نصف المصوّتين العرب داخل إسرائيل، ستقاطع الانتخابات القريبة مقابل مُـعطيات أخرى، تفيد أن نسبة التصويت بين اليهود في إسرائيل سترتفع فوق المعدل هذه المرة، ما قد يعني أن حزبا واحدا على الأقل لن يستطيع الوصول إلى الكنيست.

“بالأرقام، وِفق هذه التوقعات، سيبلغ عدد المصوّتين العرب ما يقارب المائتان وخمسون ألف صوت”، حسب قول أحد ناشطي التجمّع الوطني لسويس انفو هذا الأسبوع الذي يشير “إذا أخذت بعين الاعتبار أن هناك أصواتا كثيرة من هذا الرقم ممّـن سيُـصوتون للأحزاب الصهيونية، فهذا يعني أن ما سيتبقّـى من أصوات، ربما لا يكفي لإيصال الأحزاب العربية إلى الكنيست”.

ويضيف، “السيناريو الأسوأ، أي عدم وصول أي حزب عربي للكنيست، لا يبدو مع نِـسب تصويت كهذه، خياليا” على حد قوله.

إحدى الاستطلاعات الداخلية للحزب، كما رواها لنا هذا الناشط في التجمّع الوطني دلت أن 20% من الفلسطينيين داخل إسرائيل قرروا نهائيا بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، مقاطعة الانتخابات.

واصل طه، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وعضو الكنيست قال من جهته لسويس انفو “إن التصويت هذه المرة تحديدا، هو في غاية الأهمية للتصدّي لليبرمان ولليمين الإسرائيلي. مقاطعة الانتخابات بشكل مُـمنهج، هي جزء من معركة عِـصيان مدني واسع مع أجندة وطنية وسياسية عميقة وشاملة، والجماهير العربية داخل إسرائيل غير جاهزة بعدُ لخوض هذه المعركة”.

رجا اغبارية، من قيادة حركة أبناء البلد الدّاعية لمقاطعة الانتخابات قال لسويس انفو: “بالمقابل، إن تصويت العرب في إسرائيل هو إضفاء شرعية على البرلمان الصهيوني لدولة إسرائيل وعلى احتلالها وعلى ممارساتها القمعية ضدّ شعبنا الفلسطيني، لا أشك في انتماء أعضاء الكنيست العرب وفي وطنيتهم والتزامهم تجاه القضية الفلسطينية، ولكن تجربة 60 عاما من العضوية في البرلمان الإسرائيلي، أثبتت أننا لم نستطع تحقيق أي انجاز، ولو حتى على الصعيد الخدماتي للفلسطينيين في إسرائيل”.

قاسم الخطيب – إسرائيل

فيما يلي الأحزب الرئيسية التي تتنافس في الانتخابات البرلمانية:

حزب كديما:
تتزعمه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ويأتي الحزب الحاكم الوسطي في المرتبة الثانية في نتائج استطلاعات الرأي وراء حزب ليكود اليميني. وتساند ليفني كبيرة المفاوضين الاسرائيليين في محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية قيام دولة فلسطينية وفقا لاتفاقات مؤقتة جرى التوصل اليها في التسعينات. وأسس رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الحزب عام 2005 اذ قاد عددا كبيرا من أعضاء حزب ليكود للتحالف مع المتمردين على حزب العمل من أجل ترويج خطة أمنية للانسحاب من غزة. وحينما دخل شارون في غيبوبة قاد رئيس الوزراء الحالي ايهود أولمرت كديما للفوز في انتخابات عام 2006 ولكنه فقد التأييد في ذلك العام بسبب حرب لبنان. ودفعت فضيحة فساد أولمرت الى الاستقالة في سبتمبر أيلول. وحلت ليفني محله في قيادة كديما ولكنه ظل رئيسا للوزراء من أجل تسيير الاعمال بعدما أخفقت في تشكيل ائتلاف حاكم جديد.

حزب ليكود:
بعدما انشق عنه شارون تراجع تأييد حزب ليكود الى 12 مقعدا في الكنيست عام 2006. ويريد بنيامين نتنياهو زعيم الحزب تحويل التركيز في محادثات السلام مع الفلسطينيين بعيدا عن قضايا الارض والتركيز بدلا من ذلك على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. وتوعد أيضا بانهاء حكم حماس لقطاع غزة. ويساند حزب ليكود حل الدولتين في الصراع مع الفلسطينيين ولكنه يقول ان الدولة الفلسطينية في المستقبل يجب أن تكون منزوعة السلاح وذات سلطات محدودة. ويرفض أعضاء الحزب الاتهامات بأنهم يعارضون التفاوض على السلام ويشيرون الى أن زعيم حزب ليكود الاسبق مناحيم بيجن هو الذي وقع معاهدة سلام مع مصر عام 1979 وهي أول معاهدة سلام بين اسرائيل ودولة عربية.

حزب العمل:
بعد أن حكم حزب العمل اسرائيل في النصف الاول من عمرها البالغ 60 عاما قاد زعماء له اتفاقات السلام المؤقتة مع الفلسطينين في التسعينات تحت حكم اسحق رابين وشمعون بيريس. ويرأس الحزب حاليا وزير الدفاع ايهود باراك الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة من عام 1999 الى عام 2001 . وخلال هذه الفترة سحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وأجرى محادثات سلام مع الفلسطينيين وسوريا ولكنه فشل في التوصل لاتفاقات. وادارته للحملة العسكرية في قطاع غزة زادت من شعبيته في استطلاعات الرأي.

اسرائيل بيتنا:
اللكنة الروسية في اللغة العبرية عند أفيجدور ليبرمان كانت بمثابة موسيقى في أذن عدد كبير من مليون اسرائيلي جاءوا من الاتحاد السوفيتي السابق منذ الثمانينات. وتشير نتائج استطلاعات الرأي الى أن سياسات ليبرمان تجاه العرب التي وصفها بعض المنتقدين بأنها عنصرية أكسبته دعما متزايدا وسط جمهور الناخبين. ويقول ليبرمان انه ينبغي “مقايضة” الارض التي يعيش عليها كثيرون من عرب اسرائيل ومجموعهم 1.5 مليون نسمة بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ويشغل الحزب في الوقت الراهن 11 من مقاعد الكنيست. وأنشأ ليبرمان الذي كان مساعدا لنتنياهو هذا الحزب عام 1999 .

حزب شاس:
كان حزب اتحاد الشرقيين المحافظين على التوراة (شاس) عضوا في الحكومات المتعاقبة ودفع بشكل كبير الى اجراء هذه الانتخابات برفضه دعم ليفني خلال المحادثات التي كانت تجريها لتشكيل حكومة ائتلافية في أعقاب استقالة أولمرت. وهو حزب قومي متشدد يستند في قاعدة تأييده الى اليهود المتدينين المنتمين للشرق الاوسط. وهي فئة تزداد حجما ويقودها الحاخام عوفاديا يوسف (88 عاما) المولود في العراق. ويشغل الحزب حاليا 12 مقعدا في الكنيست.

أحزاب أخرى..
تحتل أحزاب صغيرة نحو ثلث مقاعد البرلمان. فحزب ميرتس يشغل خمسة مقاعد وهو حزب يساري لا ينتمي للائتلاف الحاكم حاليا. وهناك أحزاب الجبهة الديمقراطية للمساواة (حداش) والقائمة العربية الموحدة والحزب القومي العربي ( بلد) الذي يمثل عرب اسرائيل. ولهذه الاحزاب معا عشرة مقاعد. ويؤيد حزب ميرتس تقديم تنازلات من أجل السلام. ويمثل حزب التوراة اليهودي المتحد الذي يشغل ستة مقاعد في الكنيست اليهود المتشددين من أصول أوروبية (الاشكينازي). ويطالب الحزب القومي الديني الذي يشغل تسعة مقاعد وهو حزب متشدد بوقف محادثات السلام. وأخيرا هناك حزب جيل (حزب المتقاعدين والمسنين) الذي له سبعة مقاعد في الكنيست.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 9 فبراير 2009)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية