مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المغاربة يكتشفون الفريق السويسري.. والتصفيات الإفريقية شغلت التونسيين

لا يُشارك أي منتخب وطني من بلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط في بطولة أمم أوروبا التي انطلقت يوم 7 يونيو في سويسرا والنمسا لكن اهتمام الجمهور الرياضي في شمال افريقيا بمتابعة مقابلاتها وسيرها واسع جدا.

ويوم السبت الماضي، فتحت السفارات السويسرية في عدد من بلدان المنطقة أبوابها لاستقبال السويسريين المقيمين فيها وضيوفا كثيرين لمتابعة مقابلة الإفتتاح بين سويسرا والتشيك واغتنام فرصة الحدث الرياضي لتقديم صورة أخرى عن الكنفدرالية.

في حديقة “دار سويسرا” بالرباط، كان السفير السويسري وعقيلته كريستين دونان، عشية يوم السبت 7 يونيو، يرتديان ألوان العلم السويسري وهما يستقبلان ضيوفهما بمناسبة الاحتفاء بافتتاح دورة أمم أوروبا2008 التي تحتضنها كل من سويسرا والنمسا.

لم يكن لونا العلم السويسري، أي الاحمر والابيض، زي السفير وعقيلته وحدهما بل العشرات من الضيوف، خاصة المواطنين السويسرين المقيمين بالمغرب الذين جاؤوا مُرتدين ملابس باللونين.

وفي الوقت الذي كانت فيه “دار سويسرا” تحتضن هذا الحشد الذي توجهت أعينه الى شاشات التلفاز التي توزعت في الحديقة والصالونات، كانت شوارع مدينة الرباط فارغة، لكن مقاهيها كانت تستقبل حرفاءها المعتادين أو زبائن قدموا خصيصا لمشاهدة مباراة الافتتاح بين الفريقين السويسري والتشيكي التي اقيمت في مدينة بازل.

وعلى مدار ايام كأس اوروبا2008 ستبقى مقاهي مدينة الرباط ومقاهي المدن المغربية الاخرى تشهد حضورا مكثفا لمتابعة المباريات وبالتأكيد ستكون مبارة النهائي الاكثر جاذبية وإثارة.

المغاربة .. جمهور للكرة الإسبانية!

والمعروف أن الجمهور الكروي المغربي، متابع بشكل ملفت لكرة القدم الاوروبية، فهو يعرف فرق الدرجة الأولى في كل بلد أوروبي ويعلم مواعيد أهم المباريات كما يضبط مواعيده على ضوئها وحين تنتهي المباراة، (خاصة بين الفرق الاوروبية الأكثر شعبية في المغرب)، تجد الشوارع تمتلئ بشباب يسيرون جماعات وهم يواصلون تحليل سير المبارة وأحيانا يخرج انصار الفريق الفائز بالسيارات يلوحون بأعلامه.

وللفرق الاسبانية، وتحديدا فريقي ريال مدريد وبرشلونة، الحصة الاكبر من الجمهور الرياضي المغربي. ويقول رشيد جبوج وهو احد المثقفين المغاربة والمتابعين بشغف لكرة القدم، “إن الجمهور الكروي المغربي منقسم بين الريال والبارصا”، ويضيف جبوج أن القرب الجغرافي ومستوى الكرة الاسبانية يجعلان من الجمهور الكروي المغربي “جمهورا للكرة الاسبانية”.

محمد مصباح، أحد النقاد الرياضيين المغاربة قال لسويس انفو: “إن ما تتميز به كرة القدم الأوروبية عن غيرها هو فرقها العريقة في هذا الميدان والتي احتلت مكانة على الصعيد الدولي اذ تختلف عن كرة امريكا اللاتينية، المدرسة الاعرق والاهم، كون هذه الاخيرة تقدم فرقا وطنية كالفريق البرازيلي أو الارجنتيني لكن الأوروبيين أكثر قدرة على الاستفادة من نجوم هذه المدرسة لصناعة فرق توجه اليها الانظار”.

الكرة السويسرية فاجأت يوم السبت الماضي الجمهور المغربي، فرغم خسارة الفريق السويسري بهدف لصفر أمام الفريق التشيكي، فإن هذه المبارة أدخلت الكرة السويسرية مجددا في دائرة الاهتمام الكروي بالمغرب لجهة المستوى الذي ظهر به المنتخب السويسري أو بالنظر إلى اللعب النظيف الذي تميز به.

أولويات افريقية ولكن..

طغت مشاركة المنتخب التونسي في تصفيات كأس أفريقيا 2010 على اهتمامات التونسيين في الفترة الأخيرة على نحو أحال متابعة كأس أوروبا إلى المرتبة الثانية أو الثالثة.

ولوحظ أن نشرات الأخبار الرياضية في الإذاعات العمومية (مثل الإذاعة الوطنية أو إذاعة الشباب) والخاصة (مثل إذاعة جوهرة أو راديو موزاييك) ركزت خلال الأيام الأخيرة على آخر أخبار المُدرب الجديد للمنتخب التونسي أومبرتو كويلهو، الذي سيحل محل الفرنسي روجي لومير اعتبارا من أول يوليو المقبل، وكذلك لتنقلات المنتخب التونسي بين بلدان أفريقية، لكنها منحت بعض الوقت من بثها لإعطاء صورة موجزة ومركزة عن تصفيات كأس أوروبا التي تستمر من 7 إلى 29 يونيو الجاري في كل من سويسرا والنمسا.

وبالنظر لقرب إيطاليا الجغرافي من تونس واهتمام التونسيين القديم بالنوادي الإيطالية، نلاحظ أن صحيفة “الخبير” اليومية الناطقة بالعربية والفرنسية خصصت كامل تغطيتها لأخبار كأس أوروبا يوم الخميس 5 يونيو للتعديلات التي أدخلت على تشكيلة المنتخب الإيطالي وخصوصا خروج المدافع الشهير فابيو كنافارو، الحائز على “الكرة الذهبية” في سنة 2006، من المباريات نتيجة إصابة في قدمه اليسرى تضطره لاعتزال اللعب طيلة شهرين.

كذلك تابعت أخبار تعافي اللاعب السويدي جوهان ألمندر واستئناف المهاجم التركي تونكاي أنلي التدريبات مع منتخب بلده، إضافة إلى الإصابتين اللتين تعرض لهما المهاجمان الإسبانيان ديفيد فيلا وسيرجيو غارسيا.

الأقربون أولى …

أكثر من ذلك حرصت بعض الصحف اليومية التونسية على نشر روزنامة المباريات منذ البدء حتى الدور النهائي مع الإشارة إلى اسم القناة التي ستبث كل مباراة، ومن تلك القنوات “أم 6″ و”تي أف 1″ و”دبليو 9″ الفرنسية و”يورونيوز” الأوروبية، فيما أغفلت القنوات العربية مثل “الجزيرة الرياضية” وقناة “راديو تليفزيون العرب”، مع أن قسما مهما من الجمهور تابع المباريات من خلال تلك القنوات العربية “لأسباب لغوية” على حد تعبير فؤاد جفال (سائق تاكسي).

وخصصت صحيفة “الشروق” اليومية الصادرة يوم الجمعة صفحة من ملحقها الرياضي لتحقيق تحت عنوان “بين الإمتحانات وكأس أوروبا للأمم: الغلبة للدروس أم لأميرة الكؤوس؟” وأتى الجواب على السؤال لافتا للنظر لأن كثيرا من الطلاب تمسك بضرورة متابعة المباريات على الإنشغال بالمراجعة حتى أن الشاب أيمن العثماني رد على سؤال مندوب الصحيفة بقوله في إشارة إلى كأس أوروبا “مرة واحدة كل أربع سنوات فكيف نفرط فيها؟”.

وحملت الظاهرة صلاح الدين الدخلاوي على التعليق في الصحيفة نفسها بقوله “شبابنا يعرف عن كأس أوروبا واللاعبين أكثر مما يعرف عن دروسه”. وكتب الصحفي فؤاد بن عجمية في عدد آخر من الصحيفة نفسها مقالا قدم فيه عرضا للمنتخبات المشاركة في الكأس واللاعبين البارزين وضعه تحت عنوان “فُرجة بالتفصيل ونجوم من العيار الثقيل”.

المنتخب التونسي أولا

غير أن صحافيا في “إذاعة الشباب” فضل عدم الكشف عن هويته اعترف لسويس إنفو بأن المحطات الإذاعية والتليفزيونية المحلية أعطت الأولوية لأخبار المنتخب التونسي ومبارتيه الأوليين مع كل من السيشيل وبورندي في إطار تصفيات كأس افريقيا وكأس العالم للأمم 2010. واستدل على ذلك بأن توفيق العبيدي رئيس القسم الرياضي في “قناة تونس 7” العمومية كان مُنهمكا بإجراء اتصالات مكثفة لتأمين نقل مُسجل لمبارات تونس والسيشيل على القناة الرسمية التونسية.

وفي السياق نفسه لوحظ أن جريدة “الصحافة” اليومية (قطاع خاص) لم تنشر أي خبر عن مباريات كأس أوروبا للأمم في عدد الخميس الماضي الذي استأثر القسم الرياضي بثلاث صفحات منه (من الحجم الكبير). كما سكتت صحيفتا “الصباح” و”لوتون” (الوقت) اليوميتين الصادرتين في اليوم نفسه عن ذلك الحدث على رغم تخصيصهما صفحتين كاملتين للأحداث الرياضية المحلية والدولية.

لكن الوضع “تحسن” بعد الإنطلاق الفعلي لمباريات كأس أوروبا، إذ خصصت جميع الصحف من يوميات واسبوعيات مساحات متفاوتة لنقل نتائج المباريات أو التعليق عليها، وإن ظلت ملاحقة أخبار المدرب الجديد للمنتخب التونسي كويلهو طاغية على الإهتمامات الرياضية، وبخاصة الإستعدادات لوصوله إلى البلد في 19 من الشهر الجاري وعقده أول لقاء مع مندوبي وسائل الإعلام في 23 منه، استعدادا لمباشرة تدريب المنتخب اعتبارا من مطلع الشهر المقبل.

محمود معروف من الرباط ورشيد خشانة من تونس

تشارك سويسرا والنمسا آليا في بطولة الأمم الأوروبية، بوصفهما البلدين المنظمين للدورة التي تجري منافساتها بين 7 و29 يونيو 2008.

وتحتضن أربعة مدن سويسرية (بازل وزيورخ وبرن وجنيف)، وأربعة مدن نمساوية (إنسبروك وكلاغنفورت وسالسبورغ وفيينا)، اللقاءات الإحدى والثلاثون التي ستجري ضِـمن البطولة.

وتلعب سويسرا مبارياتها في بازل، ومن المنتظر أن يكلِّـف تنظيم البطولة الخزينة السويسرية 182.1 مليون فرنك، تبلغ مساهمة الحكومة المركزية منها 82.78 مليون فرنك.

أما مواعيد المقابلات السويسرية فهي كالتالي:

سويسرا ضد تشيكيا (السبت 7 يونيو، على الساعة 18.00) انهزمت فيها بهدف مقابل صفر.

سويسرا ضد تركيا (الأربعاء 11 يونيو، على الساعة 20:45)

سويسرا ضد البرتغال (الأحد 15 يونيو، على الساعة 20:45)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية