مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المكتب السويسري المُخصّص لمساعدة السكان الفلسطينيين قد يُغادر القدس الشرقية

مصافحة بين الرئيسين السويسري والإسرائيلي
التقى الرئيس السويسري غي بارمولان (إلى اليسار) في مقر إقامته بمدينة القدس مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ (إلى اليمين) يوم 28 أكتوبر 2021. Keystone / Gpo/kobi Gideon Handout

أبلغ وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، زملاءه في الحكومة الفدرالية يوم الأربعاء 27 أكتوبر أنه قد يتم إغلاق مكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في القدس الشرقية ونقله إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية.

وكانت إسرائيل قد اقترحت بالفعل في عدة مناسبات على سويسرا أن تغلق هذا المكتب المخصّص لمساعدة الفلسطينيين. وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن هذا الضغط اشتد من خلال القناة الدبلوماسية.

وفي ظل وجود عدة احتمالات مطروحة حاليًا في انتظار “التوضيح”، وفقًا للمُعجم الدبلوماسي، فإن السيناريو الذي تفضله سويسرا هو نقل موظفي الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون إلى رام الله، في الأراضي الفلسطينية، حيث يوجد لسويسرا تمثيل دبلوماسي بالفعل. وكانت صحيفة “لوتون” السويسرية الصادرة بالفرنسية قد كشفت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن وجود مشروع من هذا القبيل.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية هذه المعلومات لقناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية (RTS) لكنها أحجمت عن إعطاء المزيد من التفاصيل. ويبدو أن هذا التسريب لم يأت بمحض الصدفة بالتزامن مع زيارة الرئيس السويسري لهذا العام غي بارمولان التي بدأت اليوم الخميس 29 أكتوبر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

تغيير في النهج وردود فعل مبكرة 

إن تم ذلك، فسيكون لنقل مقر الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون من القدس الشرقية إلى رام الله أهمية تتعدى الخطوة الرمزية، وسيمثل ذلك تغييراً في النهج الذي ظلت تتبعه برن حتى الآن في الشرق الأوسط.

ذلك أن الموقف الرسمي لسويسرا يعتبر أن القدس الشرقية أرض فلسطينية محتلة، بل وحتى “العاصمة” لدولة فلسطينية مستقبلية محتملة.

للتذكير، تم افتتاح مكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في القدس الشرقية منذ عام 1994 من أجل تقديم المساعدة للسكان الفلسطينيين، وكان يُنظر إليه على أنه ضمانة للحياد السويسري.

ومع أنه لم يصدر أي قرار رسمي بهذا الشأن، تعددت ردود الفعل من طرف المدافعين عن الشعب الفلسطيني داخل البرلمان السويسري بل وخارجه، إلى درجة أن مسؤولاً سابقا رفيع المستوى في الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون أسرّ لقناة الإذاعة والتلفزيون العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية بأن قراراً من هذا القبيل سيكون “خطيرا”، وعلامة على أن “سويسرا تعترف بضم إسرائيل للقدس”.

الحكومة الفدرالية تضغط على المكابح

 في اجتماعها يوم الأربعاء 27 أكتوبر، ناقشت الحكومة الفدرالية القضية وقررت التروي وعدم اتخاذ قرار فعلي في الوقت الحالي، حيث لا يزال الموضوع قيد المناقشة داخلياً ومع السلطات الإسرائيلية.

وقال رئيس الكونفدرالية غاي بارمولان أيضًا إنه لم يتم اتخاذ أي قرار يوم الخميس 28 أكتوبر خلال زيارته لإسرائيل وأن المناقشات مستمرة. وأضاف قائلاً: “ذكّرت رئيس الوزراء نفتالي بينيت بأن سويسرا تعمل في القدس الشرقية منذ عشرين عامًا وإلى الآن دون أي مشكلة. ويجب تحليل الوضع المتعلق باتفاقية فيينا، كما تذكره إسرائيل، من هذا المنظور”.

تم تحديث الخبر بعد الإعلان عن توجّه الحكومة الفدرالية إلى عدم اتخاذ قرار في الوقت الحاضر بشأن نقل مكتب الوكالة من القدس الشرقية إلى رام الله

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية