مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الواقع العربي أرضية خصبة للتوثيق السينمائي

swissinfo.ch

تكتسي مدينة نيون الواقعة على ضفة بحيرة جنيف كل ربيع حلة حمراء إعلانا عن قدوم دورة جديدة من المهرجان الدولي للسينما "رؤي من الواقع"، الذي تنعقد دورته الرابعة عشر هذه السنة من 17 إلى 23 أبريل الجاري، وتعرض خلاله 160 فيلما، عشرون منها وجدت في الواقع العربي السياسي والاجتماعي مادتها الثرية والطريفة .

وكل سنة يكون زوار هذا المهرجان على موعد مع أعمال فنية طريفة وشيّقة،تسبر أغوار هذا العالم الفسيح، وتفتح الأنظار والأفكار على عوالم معقدة، وبقدر ما تتعدد الأسئلة التي تثيرها تلك الأفلام بقدر ما تتنوع الإجابات، لكن الأكيد أن كل فلم منها يقدم تجربة، أو يحكي مسارا، أو يستعيد مأساة.

ويحلو لجون بيري، مدير مهرجان “رؤى من الواقع” التذكير كل حين بأن القائمين على إدارة هذا المهرجان “لا يختارون الأفلام للوقائع التي ترويها، بل للجودة الفنية التي تتميز بها”.

وفي حديث خص به سويس انفو أجاب مدير المهرجان عمّا يعتقد بأنه أفضل فيلم فقال: “الفيلم الجيد هو الذي يتميز بشيئين، من ناحية التعامل الجاد والحذر مع الواقع ، بما يقتضي ذلك من بحث عميق وتحقيق شاق ورغبة في اكتشاف الوجه الخفي، وثانيا العمل الذي يقدم رؤية وصورة فريدة من نوعها، طريفة في شكلها، حتى لو كانت وجهة نظر ذاتية وشخصية، لكنها مكتوبة بلغة فنية سينمائية راقية”.

وحول ما هو مطلوب من الفيلم الواقعي، يقول: “المطلوب من السينما الواقعية تقديم صورة صادقة عن الطريقة التي يعيش بها الناس في الواقع فعلا، والموضوعية المطلوبة ليست الموضوعية الصحفية، بل هي الدفاع عن وجهة نظر معينة وفي نفس للوقت التعامل بذكاء وحنكة واحترام مع الواقع “.

برنامج ثري

وتعود دورة هذه السنة بقائمة طويلة من الأفلام المثيرة. ومن ضمنها عددا كبيرا من الأعمال التي يطغى عليها الطابع السياسي بالمعنى الواسع للكلمة، كمحاكمة المسار السياسي في روسيا الاتحادية، وقضايا التعذيب في العراق، والإرهاب وأسبابه المتعددة، وموجة الهجرة من الجنوب إلى الشمال، وحرية المرأة في المجتمعات الشرقية كسوريا واليمن.

ولم تغب الأفلام التي تتبع وترصد التجارب الشخصية المؤثرة كالعودة المثيرة للرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر على الساحة الدولية خاصة بعد صدور كتابه السنة الماضية حول قضايا الشرق الأوسط، وأيضا مأساةالصحفية الروسية آنّا بوليتكوجسكا التي اغتيلت في أكتوبر 2006، بسبب ريبورتاجاتها الجريئة عن الحرب في الشيشان، واتهامها نظام روسيا الجديدة بالفساد، جرأة دفعت حياتها ثمنا لها.

وقد عكس افتتاح المهرجان بعرض فيلم طويل للسينمائية الجورجية نينو كيرتايدج بعنوان “ديراكوفو، قرية المجانين” الطابع السياسي لهذه الدورة. ويروي الفيلم الذي يوجد على قائمة المسابقة الدولية قصة قرية تقع في قبضة رجل روسي ثري يستمد سلطته ونفوذه من الكنيسة الأورثدوكسية، ومن الكرملين، ومن المؤسسة العسكرية والأمنية في آن واحد، وكل ذلك بدعوى “الدفاع عن مجد روسيا وكرامتها التي لا تهان”.

وبعيدا عن السياسة وحساباتها المعقدة، ودون مغادرة قائمة المسابقة الدولية، لفت الأنظار أيضا فيلم سويسري بعنوان “أبي العزيز، سيدي العزيز” بإمضاء المخرج السويسري فرنسوا كوهلر. ويحاول المخرح مساءلة المجتمع السويسري المعاصر عن أسباب تأزم العلاقة بين أجياله، وذلك من خلال عرض تجربة خمسة شباب سويسريين، عاش كل منهم في ظروف اجتماعية صعبة، وصاغ شخصيته بعيدا عن تأثير العائلة ورعايتها.

هذا بالإضافة إلى العديد من الفقرات المستحدثة هذه السنة كعرض مجموعة من الأفلام للسينمائيين الشباب المبتدئين من أجل تشجيعهم وتقييم أعمالهم، وكذلك العديد من الأعمال الوثائقية السمعية من إنجاز محطات إذاعية متعددة.

حضور قوي “للأفلام العربية”

هذه الدورة الرابعة عشر تميزت أيضا بحضور قوي للأعمال التي تصوّر الواقع العربي بعضها لمخرجين عرب، وأخرى لمخرجين أوروبيين. ولا يرى المدير الفني للمهرجان السيد جون بيري أي غرابة في هذا ويقول: “الثقافة العربية في حد ذاتها ثقافة أصيلة ومنتجة، وتمر مجتمعاتها بتجارب متعددة ومختلفة أحيانا، لكن ما تبشر به تلك الثقافة، وما تحمله من آمال وطموحات مدعاة للتفكير والتأمل، وهذا ما نرغب في تحقيقه من كل عمل نقدمه”.

لكن هذه الأفلام صنفان، بعضها نجح إلى حد كبير في تصوير واقع المجتمع العربي في صيرورته وتحوّلاته، وفي الإمساك بهمومه وهواجسه، ويمكن التوقف في هذا السياق عند فيلم المخرجة السورية ديانا الجيرودي الذي يحمل عنوان “فلة، إمرأة من دمشق”، وتحاول في عملها هذا تصوير واقع المرأة العربية وسعيها إلى التوفيق بين متطلبات الحياة العصرية من دون مصادمة لقيم المجتمع المحافظ، والخروج للعمل من دون الإخلال بواجباتها العائلية والمنزلية. ويبدو الفيلم وكأنه يبحث عن “تعادلية” الراحل توفيق الحكيم، ويسعى إلى إيجاد النموذج الاجتماعي الوسطي الذي تحقق من خلاله المرأة ذاتها، ويحقق المجتمع حداثته من دون عنف أو مصادمة.

وعن هذا الفيلم، يقول فنسنت شميت، راعي الكنيسة البروتستانتية بسانت بيار بجنيف: “لقد أعجبني هذا الفيلم، وأعطاني الانطباع بأن الجيل العربي المعاصر قد استطاع بناء ذاته، وقبل بتحدي العولمة، ونجح في تكييف ثقافته ومعتقداته مع متطلبات العصر، وهذا أمر جيد”.

وعن أهمية هذا النوع من الأعمال الرصينة، يضيف رجل الدين المسيحي: “لقد نجح الفيلم في تقديم صورة صادقة عن المجتمع السوري، والمجتمع العربي بصورة عامة، من دون الإخلال أو التبسيط أو الاحتكام إلى القوالب الجاهزة التي عوّدتنا عليها وسائل الإعلام عندنا في الغرب كلما تعلق الأمر بالعالمين العربي والإسلامي، وهذا ما يساعد على تعزيز فرص الحوار والتقارب”.

أما الفيلم الثاني، الذي لفت الانتباه، فكان فيلم “الطريق إلى مكة” للمخرج النمساوي جورج ميخ، والذي يعالج مشكلة التواصل بين الحضارات والشعوب من خلال إستعادة تجربة محمد أسد، اليهودي النمساوي الذي أسلم في العقدين الأولين من القرن العشرين وقام برحلة جاب فيها منطقة الشرق الأوسط إلى أن وصل إلى مكة. وحاول من خلال تأملاتهفي النص وفي الواقع، أن يكون جسرا للتقارب بين الثقافة الإسلامية والثقافة الأوروبية.

وفي حديث لسويس انفو، يقول المخرج جورج ميخ : “آمل أن يدفع الفلم المشاهدين إلى التفكير بأنفسهم بدل تسليم أمرهم لوسائل إعلام تروّج لأفكار بالية، تشكلت في أزمان خالية، وآمل أن تلقى دعوة محمد أسد التي افتتحت بها الفلم للتأمل والتفكير آذان صاغية”.

وعن سؤال إن كان الموضوع الحقيقي للفيلم محمد أسد أم الإسلام، قال المخرج: “هو عن الإثنين. لقد أردت استكشاف قيمة التراث الفكري الذي تركه محمد أسد، ومدى قدرته على جسر الإنقسام الذي تلوح نذره، وكيف يمكن للمعاني والدلالات الإنسانية التي وقف عندها بطل الفيلم أن تساعدنا على فهم وتجاوز ما يحدث اليوم”. لكن الفيلم لا يعالج فقط العلاقة بين الشرق والغرب، بل وأيضا بين مكونات الغرب ومكونات الشرق في ما بين بعضها البعض. وفي تجربة محمد أسد الداعية إلى الإعتدال والتمسك بالمشترك من الفكر والقيم ما يمكن أن يستفيد منه الجميع.

هذا عن الصنف الأول من الأفلام العربية المشاركة في مهرجان الرؤى الواقعية بنيون، وأما الصنف الثاني، فتغلب عليه السمة التقليدية في تناول موضوعات العام العربي، بوصفه جزءً من الشرق تعاني فيه الشخصية من الكبت والازدواجية والانفصام، ويبدو هذا واضحا في فيلم “عشاق النيل” للمخرجة الفرنسية ليونارد بوود، وفيلم “حب وكلام” للمخرجة الفرنسية أيضا سيلفي باليوت.

ويُحاول الفيلم الأول رصد العلاقات العاطفية بين الشباب والشابات المصريات، وأما الفيلم الثاني فيحاول تصوير واقع المرأة اليمنية، والحيف الاجتماعي المسلط عليها. لكن الغالب على العملين الفنيين ظاهرة التمركز حول الذات، واعتبار كل مخالف شاذ أو مريض، وكل خصوصية ثقافية أو قيمية محاولة للتستر وتبرير السيطرة.

الطابع الديني

وتبقى الميزة الجديدة لمهرجان السينما بنيون هذه السنة طغيان المسحة الدينية بمختلف مدارسها على الكثير من الأعمال، ويعكس هذا الحضور المتزايد للدين في الأعمال السينمائية الواقعية حقيقة موضوعية، فأغلب الأزمات، وكذلك الأحداث الكبرى في عالم اليوم، لا تخلو من هذا البعد.

وفي هذا الإطار يمكن ذكر العديد من الأعمال التي عرضت خلال المهرجان كفيلم “أحلام الحياة” للمخرج الفرنسي ستيفن سيبرنغ، والفيلم الأندونيسي “اللعب بين الفِيَلة” للمخرج أريو دانوسيري، وفيلم”الوجود”، وهو عمل تأملي حول ظاهرة الموت، والعلاقة بين الجسد والروح، وقضية البقاء والفناء، وأسئلة وجودية أخرى تتعلق بمصير الإنسان.

هذا الطابع الديني في الأعمال السينمائية يعبّر عن حاجة متزايدة إلى ما يبعث الثقة في النفس ويحقق الإستقرار والإطمئنان في عالم كل شيء فيه أصبح نسبيا، وفي هذا السياق يقول مدير المهرجان جون بيري: “اليوم، نحن نعيش في مجتمعات هي في حاجة إلى ما يعزز ويقوي ثقتها في هوياتها في مواجهة عولمة جارفة، وأعتقد أننا جميعا في حاجة إلى إيجاد جذور في ثقافة دينية، أردنا أم لم نرد هي المحدد الأساسي لهوياتنا”.

ويعقب قائلا: “سواء كنا متدينين أم، علينا كفنانين ومثقفين الإقرار بتواضع بالدور الإيجابي الذي تلعبه الأديان في توفير أسباب التماسك الإجتماعي والتعايش المشترك”.

الدورة الرابعة عشر لمهرجان نيون هذه السنة تميزت بمشاركة أعمال سينمائية جادة ومتنوعة، وسجلت فيها قضايا العالم العربي حضورا قويا ولافتا، وعكست الأعمال المشاركة كذلك عمق التحوّلات التي يشهدها العالم وحاجتها إلى القراءة والتأمل.

سويس انفو – عبد الحفيظ العبدلي – نيون

المهرجان الدولي “رؤى من الواقع” الذي ينظّم سنويا بمدينة نيون الواقعة على ضفة بحيرة جنيف هو الأول من نوعه في مجال عرض الأفلام الوثائقية. ومن أهدافه كما يقول المنظمون “عرض العالم كما هو معاش في تنوع تعبيراته الثقافية وتعدده الحضاري”. وهو الأول ضِـمن المهرجانات السينمائية في سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية)، والثالث من حيث الميزانية والفعاليات على المستوى الوطني إلى جانب مهرجان لوكارنو وسولوتورن. وفي عام 2007، اجتذب 25 ألف متفرّج.

تستمر فعاليات مهرجان السينما الواقعية بنيون من 17 إلى 23 أبريل 2008.

يعرض المهرجان 160 فلما تم اختيارها من 1700 فلم تقدمت بطلبات مشاركة، ومن ضمن 160 فلم، 22 فلما في المسابقة الدولية. وتشارك في المهرجان أعمال فنية قدمت من 36 دولة.

تبلغ ميزانية هذه الدورة 2.2 مليون فرنك سويسري، وتشارك في تمويله العديد من المؤسسات العامة والخاصة، ومن ذلك الإدارة الوطنية للبريد، والمكتب الفدرالي للثقافة الذي تبلغ مساهمته السنوية 400.000 فرنك. ويتوزع التمويل بين 50% من القطاع العام و45% من القطاع الخاص، والبقية من مداخيل تذاكر الدخول إلى العروض.

يشارك في هذه الدورة الرابعة عشر 17 فلما حول الواقع السياسي والتحولات الاجتماعية والقيمية في العالم العربي، بعضها بعيون عربية وأخرى بعيون أوروبية. كما تطغى على مجمل الأعمال المعروضة مسحة دينية تعكس طبيعة الدور المتزايد الذي تلعبه الأديان على الساحتين المحلية والدولية.

يصل الدعم الحكومي الذي تقدمه الحكومة السويسرية سنويا إلى السينما إلى 1.3 مليون فرنك، نصف تلك المنحة يذهب تقريبا إلى دعم المدارس العليا المختصة، و350.000 إلى حملات التوعية والتحسيس في صفوف الأطفال والشباب

على هامش المهرجان السينمائي”زؤى من الواقع” بنيون، كشف المكتب الفدرالي للثقافة ممثلا في رئيسه جون فردريك جوستلان، والمسؤول عن دائرة السينما نيكولا بيدو، عن التوجهات المستقبلية للمكتب في مجال تشجيع الفن السابع، وتحفيز المنتجين والمدربين في المجال.

وخلال الندوة الصحفية التي عقداها بنيون، الجمعة 18 أبريل 2008، أكد المسؤولان على أن دعم الحكومة سيتركز على ثلاث أولويات رئيسية ثثمثل في التكوين وتحسيس الأطفال و توعية الشباب بضرورة متابعة الإنتاج السينمائي الهادف بما يربي لديهم “الحس النقدي والذوق الفني الرفيع”.

فعلى مستوى التدريب والتكوين السينماتوغرافي أولا، قرر المكتب الفدرالي للثقافة دعم المداس العليا للفنون كمدرسة زيورخ بمنحة مالية قدرها 400.000 فرنك في السنة، ودعم مدرسة الفنون بلوتسرن بمبلغ قدره 170.000 فرنك، ثم مدرستا الفنون بلوزان وبجنيف بمبلغ قدره 140.000 فرنك لكل منهما في السنة ولمرتين على التوالي. والمعيار الذي اعتمد في توزيع هذه المنح كما يقول نيكولاس بيدو، المسؤول عن دائرة السينما: “جودة الأعمال السينمائية التي ينتجها الخريجون في آخر مشوارهم الدراسي، ومدى تواصل وانفتاح المدرسة مع الساحة الثقافية الوطنية، وعلاقات الشراكة التي تربطها بشبكة الإنتاج والتوزيع”. وأما في مستوى التشجيع على الإقبال على الفن السابع، فتعتزم الحكومة دعم المشروعات التي تعتبر مفيدة للبلاد عامة أو لعدة كانتونات في نفس الوقت، بالإضافة لجدية المشروع وطابعه الاحترافي. وفي هذا السياق، ستواصل الحكومة دعمها لمؤسسة “Lanterne magique ” بمبلغ قدره 300.000 في السنة، ولمؤسسة “Roadmovie “، بما قدره 40.000 فرنك في السنة.

ودائما في إطار توعية الشباب وربطهم بالسينما، سيقدم المكتب الفدرالي للثقافة دعمه أيضا لمشروعين جديدين: مشروع ” e-media ” للهيئة الكانتونية المشتركة للمؤسسات التعليمية لسويسرا الروماندية وللتيتشينو ويبلغ هذا الدعم 32.000 فرنك في السنة، ومشروعا آخر بزيورخ بدعم قدره 20.000 فرنك. وسيستثمر هذا الدعم في وضع برامج بيداغوجية في إطار المؤسسات التعليمية هدفها عرض بعض الأعمال السينمائية وبطريقة نقدية وشرح مضمونها وتفكيك الرسائل التي تهدف إلى إيصالها إلى المشاهد. و يهدف هذا العمل على المدى البعيد إلى إعداد الشباب للتعامل بشكل نقدي وبناء مع الأعمال السينمائية. وليس هذا فقط، بل واستخدام الفضاء السينمائي كإطار للإدماج الاجتماعي وللمساهمة في بناء الصورة المستقبلية للمجتمعع بحضور الشباب وبجهده.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية