مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
غرافيك

انبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون: سويسرا بلد صغير لكن بصمته كبيرة

بلد منظم ومرتب، جيّد في مجال إعادة التدوير، ورائع للتنقل فيه بالقطار: في أذهان كثير من الناس، تقترن سمعة سويسرا بالنظافة والنقاوة على خلفية طبيعة مبهرة. ومع ذلك، فإن لجودة الحياة السويسرية المشهود لها جانب مظلم، يتمثل في مستويات استهلاكية ورفاه تفاقم حجم بصمة الكربون الوطنية. فيما يلي نظرة على العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

النفايات

لو كان الجميع على وجه البسيطة يعيشون كالسويسريين، لاحتاج سكان العالم إلى ثلاثة كواكب أرضية لتوفر لهم موارد طبيعية تكفيهم، فبينما يُصادف “يوم تجاوز موارد الأرض” نهاية شهر يوليو على المستوى العالمي، تكون سويسرا قد انتهت من استخدام حصتها من تلك الموارد بعدُ بحلول أوائل شهر مايو.

في دراسة حديثةرابط خارجي، كتبت كارين سيغفارت، نائبة مدير المكتب الفدرالي للبيئة: “نظرًا لمستوى استهلاكها المرتفع نسبيًا، تعد سويسرا واحدة من البلدان التي تعتبر بصمتها البيئية للفرد الواحد عالية بشكل غير مُتناسب”.

جزئيا، يُعزى الارتفاع الكبير للبصمة البيئية (أي المقدار اللازم من الطبيعة لدعم البشر أو الاقتصاد) لسويسرا إلى جميع السلع التي تستوردها. فإذا تم حساب الانبعاثات الناتجة عن الواردات، فإن بصمة كل مقيم في سويسرا تبلغ أربعة عشر طنًا من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وبالمقارنة، فإن المتوسط العالمي لا يزيد عن ستة أطنان.

المزيد
رجل يحمل لوحة شمسية لوضعها على سقف

المزيد

حماية المناخ في سويسرا “غير كافية” ، لكنها أفضل من غيرها

تم نشر هذا المحتوى على رفض الناخبون مُراجعة قانون ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعتبر أحد ركائز سياسة سويسرا للمناخ، مما يجعل الطريق المؤدي إلى الحياد المناخي أطول.

طالع المزيدحماية المناخ في سويسرا “غير كافية” ، لكنها أفضل من غيرها

بالنسبة للفرد الواحد، يرمي السكان السويسريون بكميات أكبر من النفايات من معظم الأوروبيين الآخري.

“إن الأنانية المتفشية في مجتمعنا تكشف عن نفسها في شكل القمامة وفي عملية التخلص منها. إنه علامة دالّة على مجتمعنا المبعثر”، كما يستنتج أندي فيرّين، الذي يعمل مرشدا سياحيا في محطة “فورستهاوس” في برن لتوليد الكهرباء والحرارة باستخدام الخشب والغاز الطبيعي والنفايات.

المزيد
نقاط جمع النفايات لإعادة تدويرها امتلأت بعد عطلة نهاية أسبوع في مدينة جنيف.

المزيد

ما مقدار القمامة التي يتم التخلص منها وإعادة تدويرها في سويسرا؟

تم نشر هذا المحتوى على يخلف الفرد في سويسرا ضعف حجم القمامة التي يتم التخلص منها في جمهورية التشيك واليابان وبولندا وكوستاريكا.

طالع المزيدما مقدار القمامة التي يتم التخلص منها وإعادة تدويرها في سويسرا؟

رغم وجود منظومات قائمة لإعادة تدوير بعض المواد مثل حاويات المشروبات، فإنه يعسُر أو يستحيل إعادة تدوير جزء كبير من العبوات البلاستيكية. وفيما تختلف المنشآت حسب المنطقة والكانتون، يكون سعر التخلص من النفايات المنزلية عموما منخفضًا بما فيه الكفاية لتقليل الحافز على إعادة التدوير.

المزيد
Swissinfo journalist Susan Misicka with a pile of rubbish she collected

المزيد

لماذا لا يقوم السويسريون بتدوير المزيد من النفايات البلاستيكية؟

تم نشر هذا المحتوى على يجمع السّويسريّون حاليّاً 80,000 طنّاً من البلاستيك من أجل إعادة تدويرها، أغلبها من قوارير الماء والحليب والشامبو وغيرها من القوارير ذات الجودة العالية. ويمكن لسويسرا عمليّاً تدوير ما يزيد على الـ 112,000 طنّاً سنويّاً علاوة عن تلك الّتي تجمعها الآن. بكلمة أخرى يمنك لكل شخص في سويسرا جمع وتدوير 14 كيلوغرام إضافيّة من البلاستيك سنويّاً،…

طالع المزيدلماذا لا يقوم السويسريون بتدوير المزيد من النفايات البلاستيكية؟

في حين أن معظم أوروبا تخلصت من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، فإن سويسرا ليس لديها خطط لفرض حظر مماثل. ومع ذلك، فقد قرر بعض كبار تجار التجزئة السويسريين طوعًا التوقف عن بيع أو التخلي عن استخدام أغراض وأشياء مثل القش البلاستيكي وأدوات المائدة.

المزيد

المزيد

جنيف تحظر بيع البلاستيك المُعدّ للاستخدام مرة واحدة في الفضاءات العامة

تم نشر هذا المحتوى على سيتم تطبيق القانون الجديد على الأكشاك وشرفات المقاهي والمطاعم وشاحنات وعربات بيع الأطعمة والمشروبات ومحلات المثلجات (آيس كريم)، وكذلك على جميع التظاهرات والفعاليات والإحتفالات المُصادق عليها من قبل المدينة والتي يتم تنظيمها فوق فضاءات أو ممتلكات عامة. وتشمل المنتجات المحظورة القش البلاستيكي وأدوات المائدة والأكواب وغيرها من الحاويات التي يُرمى بها بعد الإستخدام، والتي عادة…

طالع المزيدجنيف تحظر بيع البلاستيك المُعدّ للاستخدام مرة واحدة في الفضاءات العامة

المواصلات

توجد لدى سويسرا شبكة كثيفة من السكك الحديدية، ويُعتبر ركاب قطاراتها أبطالاً من حيث عدد الرحلات والمسافات المقطوعة في السنة.

مع ذلك، لا يزال التنقل ذهابا وإيابا إلى مقر العمل بالسيارة منتشرا على نطاق واسع، حيث يُواصل أكثر من نصف هذه الفئة من المسافرين استخدام السيارة بدلاً من استعمال وسائل النقل العمومي أو ركوب الدراجات أو المشي. عموما، يمثل النقل البري – بما في ذلك الحافلات ومركبات الخدمة والتوصيل – مصدراً لحوالي 40% من غازات الدفيئة المُسبّبة للاحتباس الحراري في سويسرا.

المزيد
صورة من الأعلى لتقاطع طرق سريعة

المزيد

وسائل النقل العام

تم نشر هذا المحتوى على يُعتبر العرض المتاح من وسائل النقل العام ثريا وغزيرا بشكل خاص في سويسرا. إذ يمكن الوصول إلى جميع مناطق البلاد بما فيها المناطق الجبلية النائية بواسطة القطار والحافلة.

طالع المزيدوسائل النقل العام

قبل الجائحة الصحية، كان السويسري يقطع في المتوسط حوالي 9000 كيلومتر جوّا في السنة، أي ضعف ما كان عليه الحال قبل 20 عامًا. وفي السنوات الأخيرة، سُجّلت زيادة ملحوظة في عدد المسافرين بواسطة الطائرات. وقبل وباء كوفيد – 19، كان الطيران مسؤولا عن 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في سويسرا، وهو رقم أكبر بكثير من الرقم العالمي البالغ 2.5%.

“في المتوسط​​، يستخدم سكان سويسرا الطائرات ثلاث مرات أكثر من المواطنين الأوروبيين، ويقودون أكبر السيارات في أوروبا ويُعدّون من أكبر منتجي النفايات في العالم”، كما قال الصندوق العالمي للحياة البرية في بيان أصدره عندما بلغت سويسرا “يوم تجاوز الموارد” الخاص بها قبل أشهر من المتوسط العالمي: في مايو بدلا من يوليو أو أغسطس.

لكن هناك ضغط متزايد من طرف الرأي العام للحدّ من التنقل بالطائرات. ويدور جدل حول ما إذا كان ينبغي فرض ضريبة على تذاكر الطيران أم لا، يرى البعض أن تكلفة السفر بالطائرة نفسها يجب أن تكون أعلى لثني الجمهور عن اقتناء تذاكر رخيصة كذريعة لقضاء إجازات قصيرة.

تتوفر حاليا بعض الخدمات مثل “myclimate”رابط خارجي التي تقدم للملوثين الذين يُعانون من الشعور بالذنب إمكانية التبرع لتعويض انبعاثات الكربون التي يتسبّبون بها.

يقول ستيفن نيف الرئيس التنفيذي لمجالس إدارة هذه الخدمة: “الطيران ليس حقًا إنسانيًا، إنه ترف اعتدنا عليه في سويسرا وفي بلدان أخرى”.

المزيد
طائرة تحلق في الجو

المزيد

اربطوا أحزمة الأمان: انبعاثات الطيران على وشك الإقلاع مرة أخرى!

تم نشر هذا المحتوى على بعد عامين من التضييقات بسبب الجائحة الصحية، عاد المسافرون إلى أروقة المطارات بصورة مفاجئة وبأعداد كبيرة.

طالع المزيداربطوا أحزمة الأمان: انبعاثات الطيران على وشك الإقلاع مرة أخرى!

من أجل الوصول إلى تحقيق هدفها المتمثل في تصفير الانبعاثات بحلول عام 2050، اعتمدت الحكومة السويسرية تدابير لخفض ثاني أكسيد الكربون في قطاعات النقل والبناء والصناعة. ولكن البرلمان السويسري أقرّ في شهر مايو 2020 قرضا تناهز قيمته ملياريْ فرنك لدعم شركة “سويس” للطيران، وشركات أخرى في نفس المجال تأثرت جراء أزمة جائحة “كوفيد-19”.

وفي يونيو 2021، أتيحت الفرصة للناخبين السويسريين لاعتماد قانون للحد من غازات الاحتباس الحراري، لكن القانون – وهو جزء من استراتيجية سويسرا للالتزام باتفاقية باريس بشأن تغير المناخ – رُفض من قبل 51.6٪ من الناخبين.

سيمونيتا سوماروغا، وزيرة البيئة قالت إن التصويت بـ “لا” ستكون له تداعيات وأشارت إلى أنه “سيكون من الصعب الآن تحقيق الأهداف المتعلقة بالمناخ”. ذلك أن سويسرا تهدف – تماشياً مع بنود اتفاق باريس – إلى أن تكون بلدا مُحايدا على المستوى المناخي بحلول عام 2050.

المزيد
مصادر الطاقة

المزيد

الناخبون السويسريون يرفضون المشروع الحكومي بشأن الاحتباس الحراري

تم نشر هذا المحتوى على إذا كان من المعتاد، أن يتبع الناخبون توصيات السلطة التنفيذية والبرلمان، فإنهم هذه المرة رفضوا منح تأييدهم للقانون المعدّل الهادف لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في سويسرا وهو التأييد الذي كانت تأمله السلطات.

طالع المزيدالناخبون السويسريون يرفضون المشروع الحكومي بشأن الاحتباس الحراري

الإسكان

تستخدم سويسرا كميات أكبر من زيت التدفئة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، وهي أعلى من المتوسط عندما يتعلق الأمر بالتسرّب الحراري (من المباني). يعود ذلك إلى أنّ العديد من المباني قديمة نسبيًا، ولا زال هناك تردد واسع النطاق في الاستثمار في أعمال التجديد.

في الوقت نفسه، يتألف جزء كبير من المباني الجديدة في سويسرا من بيوت مُشيّدة في الضواحي لأسرة واحدة أو لأسرتين. وغالبًا ما تؤدي مواقعها البعيدة إلى اعتماد قاطنيها على المركبات الشخصية للتنقل.

الطفرة التي يشهدها قطاع البناء مدفوعة في أغلب الأحيان من طرف شركات استثمارية تُراهن على السوق العقارية لتحقيق المزيد من الأرباح. وهذا يعني أن العديد من هذه المنازل لا تزال خالية في الوقت الحالي، مما يؤدي إلى هدر في مواد البناء وإلى فقدان مساحات خضراء.

المزيد
Leerstehende Überbauung

المزيد

الجميع يبني في الضواحي.. لكن لا أحد يستقر هناك

تم نشر هذا المحتوى على في مراكز المدن السويسرية – مثل زيورخ أو جنيف أو بازل – ليس من النادر رؤية مئات الأشخاص وهم يصطفون في طابور لزيارة شقة شاغرة. على العكس من ذلك، نعثر في الريف على عمارات جديدة لا تزال فارغة. أما في المناطق البعيدة نسبيا، مثل كانتوني جورا أو تيتشينو، توشك قرى بأكملها على الإنهيار. في سويسرا،…

طالع المزيدالجميع يبني في الضواحي.. لكن لا أحد يستقر هناك

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: ثائر السعدي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية