مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتخابات خمس نجوم في الإمارات

إماراتيون يدلون بأصواتهم في مكتب انتخابي في دبي يوم 18 ديسمبر 2006 Karim Sahib/AFP Photo

انتخابات الأمارات لم تُـجر على أساس قانون انتخابي، ومن هنا، فإن الاعتقاد السائد، هو أن المجلس القادم قد يشرِّع قانونا للانتخابات ويُـعزِّز من صلاحياته باتِّـجاه التشريع، رغم أنه مجلس استشاري ليس إلا..

وأجريت الانتخابات الإماراتية إليكترونيا، وبذلك، تكون أول دولة عربية وخليجية تُـطبِّـق هذا النوع من التصويت في انتخابات وطنية، تستند إلى خِـبرات ومَـعايير دولية مُـعتمدة.

بدأت عملية الانتخابات في كلِّ مركز، باستقبال العضو المنتخب في مربَّـع والتعرف إليه من خلال الهوية الرسمية، وخُـصِّـص جناح خاصٌّ للنساء المحجَّـبات، للتعرف إلى هويتِـهنَّ من خلال المُـطابقة مع صُـورِهن.

بعد ذلك، ينتقل الناخب إلى مربَّـع آخر في القاعدة نفسها، يتم فيه تعريف الناخب بطريقة الانتخابات الإليكترونية، كما يتعرّف على لوحة تجمع أسماء وصُـورَ المرشّـحين.

ويستطيع الناخب من خلال أجهزة الكمبيوتر، التعرف إلى هؤلاء المرشحين في أقصر وقت ممكن، ثم يتوجّـه إلى مُـربّع آخر لانتخاب مرشّـح واحد أو أكثر، بحسب عدد المقاعد المطلوب لكل إمارة، كحد أعلى. وبالضغط على الزِرّ، تكون العملية انتهت، حيث يحصل على ورقة باسم المرشح آو المرشحين الذين انتخبهم، ويتّـجه بعدها إلى المُـربّع الأخير، حيث يضع هذه الورقة في صندوق الاقتراع، وبذلك تنتهي مهمَّـة التصويت الإلكتروني في أقل من ثلاث دقائق، منذ الخطوة الأولى التي بدأت بدخوله إلى المركز.

وعلى جوانب المركز، وفي المدرجات المحيطة به، يستطيع أعضاء الهيئة الانتخابية مُـتابعة عملية الانتخابات، كما خُـصِّـص مربَّـع آخر في وسط القاعة للمتابعين والمراقبين، من مندوبي وسائل الإعلام، الذين تمّ تحديدهم من قِـبل جمعية الصحفيين.

إلى جانب كل ذلك، يتواجد العديد من أعضاء اللجنة الوطنية للانتخابات ولجنة إمارة أبو ظبي، لتقديم الخدمات والتسهيلات للناخبين ومندوبي وسائل الإعلام، الذين يَـودّون إجراء المقابلات الصحفية مع المنتخبين والمرشحين وكبار المسؤولين، الذين يتواجدون خلال عملية الانتخابات.

كما أن المرشحين استخدموا في حملاتهم الانتخابية الرسائل النصية القصيرة على الهاتف المحمول، مع السماح بإرسالها من قِـبل المرشح عبر هاتفه الشخصي.

وبما أن قرار النظر بالطُّـعون الانتخابية المُـقدمة من قِـبل المرشحين يعود إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، عكس معظم القوانين الانتخابية التي تحصر حق النظر بالطعون بالأجهزة القضائية المختصة.

كانت برامج المرشحين الانتخابية تعزِف نغمة واحدة، وغاب عنها أي مطلب سياسي، وركّـزت على المطالب العامة، الاجتماعية والاقتصادية، ومطالب تحسين ظروف العمل والبيئة التعليمية مع إدراك الجميع أن المجلس الوطني يقوم بوظيفة استشارية.

ولأن كل شيء متوفِّـر في الإمارات اليوم، بفضل اهتمام السلطات بالمواطن، فإن دور المجلس هو تعزيز ودعم الحكومة.

ورغم وجود دعوات دينية لمنع اقتراع أو ترشّـح النساء، فقد سمحت الإمارات بمشاركة المرأة في التصويت والترشح، تاركة تحديد عدد النساء اللواتي يدخلن المجلس إلى صناديق الاقتراع.

وسُـجِّـل في هذه الانتخابات، ارتفاع نسبة المرشحين، قياسا على عدد المقاعد، حيث تبلغ النسبة حوالي 22 مرشحاً للمقعد الواحد، وبما أن الناخب يستطيع التصويت لعدد من المرشحين يساوي حصة إمارته في المجلس، فقد كان من الممكن أن يحسم بضع عشرات من ناخبي كل إمارة نتيجة المعركة.

ويبلغ عدد أعضاء الهيئات الانتخابية في الإمارات السبع نحو 6688 عضوا، منهم 1677 عضوا في إمارة أبو ظبى، انتخبوا أربعة ليمثلوا الإمارات في المجلس الوطني الاتحادي الجديد، فيما تنافس 35 مرشحا في الفجيرة على مقعدين.

بروفة انتخابية

منذ عام 1972، كان يجري تعيين الأعضاء الأربعين في المجلس الوطني من قِـبل حُـكام الإمارات السبع، وهذه المرة الأولى التي يتمّ فيها اختيار نصف هذا العدد من قِـبل أعضاء مختارين بدورهم من الرأي العام.

من ضمن معايير اختيار الناخبين، أن يكونوا مواطنين إماراتيين ومقيمين في الدولة وغير أميين ويبلغون من العمر أكثر من 25 عاما.

وتمّ اختيار هؤلاء المصوّتين، اعتمادا على عدة اعتبارات، من ضمنها حجم المقاعد التي تتمتع بها كلّ إمارة في المجلس الوطني.

قرر رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خطة من ثلاث مراحل، لتعزيز المشاركة في البلاد وقرر في شهر ديسمبر 2005 إجراء انتخابات لاختيار نصف المجلس الوطني وإنشاء لجنة انتخابية لمراقبة العملية في أغسطس، تتشكل من 12 عضوا، كما أعلن الشيخ خليفة خطوتين إضافيتين، سيتمّ تنفيذها انطلاقا من عام 2007.

وتستهدف المرحلة الثانية، توسيع المجلس ليضم عددا أكبر من الأعضاء ومراجعة دوره من أجل تعزيز دوره. أما المرحلة الثالثة، فستسمح لجميع الإماراتيين بالمشاركة في العملية الانتخابية، بعد أن يكون المجلس قد شهد تعزيزا لدوره وتوسيعا لحجمه.

المرأة الإمارتية

عدد النساء اللاتي يحِـق لهُـن التصويت في انتخابات الإمارات، 1190 سيدة من جملة 6688.

نجحت المرأة الإماراتية في الوصول إلى مقاعد المجلس الوطني متفَـوِّقة بذلك على محاولة المرأة الكويتية والبحرينية في الانتخابات، التي جرت في البلدين مؤخرا، إذ شهدت إمارة أبو ظبي اليوم فوز أمل عبد الله جمعة كرم القبيسي، كأول امرأة خليجية تصبح برلمانية.

وبلغ عدد المرشحين 439 بينهم 65 إمرأة للتنافس على 20 مقعدا، أي نصف عدد أعضاء المجلس الاتحادي البالغ 40.

14 سيدة في العاصمة أبو ظبي، و15 سيدة في إمارة دبي، و39 سيدة في إمارة الشارقة، وثلاث سيدات في رأس الخيمة، وسيدتان في إمارة عجمان، في حين لم تتقدم إلا سيدة واحدة للترشح في كل من إمارة أم القيوين وإمارة الفجيرة. لجأت مرشحات إلى شبكة الإنترنت في محاولة لكسب أصوات الناخبين.

وأطلق عدد كبير من السيدات المرشحات لعضوية البرلمان، مواقع انتخابية على شبكة الإنترنت، تقدر بنحو 19 موقعا، فيما لا يزيد عدد المواقع التي أنشأها المرشحون من الرجال عن خمسة.

ومن اللافت، أن اعتماد المرشحين الرجال كان على المؤتمرات الانتخابية والزيارات العائلية، بينما ركّـزت المرشحات على مواقع الإنترنت لتوضيح برامجهن وخبراتهن للناخبين.

وكانت المرشحة عن إمارة الشارقة، أميرة بن كرم، أول من بدأت ظاهرة الدعاية الإلكترونية وأنشأت موقِـعا على الإنترنت لنشر أهدافها وخُـططها الانتخابية. ولوحظ أن موقعها مُـحرَّر باللغتين العربية والإنكليزية، على رغم أن التصويت في الانتخابات يقتصِـر على الإماراتيين.

ولم تكتف المرشحة رحاب لوتاه عن دبي (لم تفز) بموقع إلكتروني، بل أطلقت إلى جانبه مُـدوّنة إلكترونية (بلوغ) لتتواصل من خلاله مع الناخبين، وتستطلع آراءهم ومقترحاتهم، وهو أمر لم يستغربه أحد باعتبار أن رحاب حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الإلكترونية، فضلا عن أنها تشغل موقع مدير عام في حكومة دبي الإلكترونية، وتوصف بأنها أشهر امرأة إلكترونية في الإمارات.

ويعزى السبب في إقبال المرشحات على إنشاء مواقع إلكترونية، إلى أن المرشحات للانتخابات لن يستطعن منافسة المرشحين الرجال في جولاتهم ومؤتمراتهم الانتخابية، والوسيلة الوحيدة أمامهن هي الإنترنت، باعتباره ضيفا على كل بيت.

وتفاخرت مرشحات بأنهن حصُـلن على شهادات علمية جامعية، وتولّـين مناصب قيادية، على رغم أنهن في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد التي قد تقف عقبة أمام تطلُّـعات المرأة. ولم تخف بعض المرشحات أعمارهن، على رغم أن بعضهن يُـعد صغيرا نسبيا على خوض تجربة الانتخابات، إذ لا تزيد أعمارهن عن 28 عاما.

نجاح محمد علي – دبي

جرت الانتخابات لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي المؤلف من 40 عضوا وهو مجلس استشاري بلا سلطات. ويعين حكام الإمارات السبع النصف الثاني.

ليس جميع رعايا دولة الإمارات العربية المتحدة، يسمح لهم بالتصويت أو خوض الانتخابات، والذين يسمح لهم بالاشتراك في الانتخابات يبلغ عددهم 6688 من بين نحو 800 ألف إماراتي في البلاد، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين نسمة، والأشخاص الذين يحق لهم الانتخاب يختارهم حكام الإمارات.

سمح للنساء بالتصويت وخوض الانتخابات، لكن لا توجد نسبة محددة تضمن انتخاب عدد محدد من النساء، مثلما يحدث في بعض الدول العربية الأخرى، وقد تجاوزت نسبة النساء 14% من المرشحين.

انتخابات دولة الإمارات العربية المتحدة جرت على مدى ثلاثة أيام:

يوم 16 ديسمبر في أبو ظبي العاصمة وفي الفجيرة.
يوم 18 ديسمبر في دبي ورأس الخيمة.
يوم 20 ديسمبر في الشارقة وأم القيوين وعجمان.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية