مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايام بلاتر معدودة على راس الفيفا؟

هل ستفتح الصعوبات التي يواجهها جوزيف بلاتر الطريق امام عيسى عياتو لخلافة السويسري على راس الفيفا؟ Keystone

كشفت معظم الصحف السويسرية الصادرة يوم الاحد، وعلى صفحاتها الاولى ان الاوضاع داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم قد تعقدت جدا وان وضع رئيس الاتحاد السويسري جوزيف بلاتر اصبح حرجا بعد تخلي الامين العام للفيفا عنه واتهامه له بسوء الادارة.

ستة اسابيع فقط تفصلنا عن نهائيات كاس العالم لكرة القدم في كوريا واليابان، حيث سيمتع زيدان وريفالدو وراوول وغيرهم من اللاعبين محبي الرياضة الشعبية الاولى في العالم بعروض كروية ينتظر ان تكون شيقة ومشوقة. لكن الاوضاع في كواليس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو الامبراطورية السياسية والمالية التي تشرف على كل ما يتعلق بكرة القدم في العالم، بما في ذلك تنظيم الادوار النهائية، تتسم هذه الايام بالكآبة والمأساوية.

فرئيس الاتحاد، السويسري جوزيف بلاتر، الذي انتخب على راس الفيفا قبل اربع سنوات في كاس العالم الفرنسية، اصبح عرضة لانتقادات شديدة واتهامات خطيرة، ليس فقط من منافسه على المنصب الكامروني عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم، ومؤيده رئيس الاتحاد الاوروبي لينارت يوهانسن، بل ايضا من شخصيات قريبة جدا منه، وتنتمي الى نفس الدويلة السويسرية التي ينتمي اليها بلاتر. فالاتهامات ضد بلاتر هذه المرة، صدرت عن ميشال زان روفينن الامين العام للفيفا.

فقد اتهم السيد زان روفينن في نهاية الاسبوع رئيسه بانتهاك قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك بعدم عرض بعض العمليات المالية على الامانة العامة للاتحاد، وهو ما يزيد الطين بلّة بالنسبة لجوزيف بلاتر الذي توالت عليه الاتهامات من كل حدب وصوب بانه دكتاتوري ولا يستشير احدا ويتصرف في الفيفا وكانها ضيعته الشخصية. ويذهب بعض المعلقين الرياضيين وعلى راسهم الصحفي البريطاني المرموق ديفد يالوب، الى حدّ القول بان الفيفا على وشك فضيحة تضاهي الفضيحة الناجمة عن انهيار مجموعة انرون في الولايات المتحدة، وما لها من تبعات ومضاعفات اخلاقية وقضائية.

انعدام الشفافية؟

كما يواصل عملاق كرة القدم الاوروبية، رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، السويدي لينارت يوهانسن تسديد اللكمات لرئيس الفيفا، حيث صرح يوهانسن لصحيفة لوماتان السويسرية ان ما يجري حاليا في الاتحاد الدولي، امر مأساوي، مشيرا الى ان الفيفا كانت قبل أمد قصير اقوى المنظمات الرياضية الدولية واكثرها تقديرا واحتراما، مؤكدا ان السقوط الذي يؤول اليه الاتحاد الدولي امر غير مقبول.

ويشير يوهانسن الى ان انتقاداته وهجوماته لا تستهدف شخصية جوزيف بلاتر بقدر ما تستهدف النظام الذي ارساه على راس الفيفا، مؤكدا ان الاتحاد الاوروبي، تدعمه في ذلك اتحادات قارية اخرى، طالب باجراء تحقيق حول التسيير المالي للفيفا، الا ان بلاتر اوقف هذا التحقيق منتهكا بذلك القوانين الداخلية للاتحاد. وعاب يوهانسن على بلاتر انعدام الشفافية في اسلوب ادارته، قائلا لو كان الرئيس واضحا في مواقفه ولم يخف الحقائق، لما آل الاتحاد الى هذا الوضع الصعب.

ما من شك في ان تراكم الانتقادات والاتهامات ضد بلاتر من هذه الشخصيات البارزة داخل وخارج الاتحاد الدولي، يخدم مصلحة رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الكامروني عيسى حياتو، الذي ساهم بشكل فعال في اشعاع كرة القدم الافريقية، ورفض الترشح لمنصب رئيس الفيفا قبل اربع سنوات عندما كان الاتحاد الاوروبي يؤيد بلاتر. لكن لينارت يوهانسن حسم موقفه عندما ذهب قبل اربعة اسابيع الى القاهرة واعلن تأييده لترشح حياتو لخلافة بلاتر.

على الساحة الاسيوية، فان اقوى شخصيات الاتحاد الاسيوي والاتحاد الدولي لكرة القدم، قد اعلنت تاييدها ايضا لعيسى حياتو. وقد تردد الكوري الجنوبي شونغ مونغ جون في ترشيح نفسه للمنصب، لكنه فضل تأييد ترشيح حياتو الذي تعززت فرص نجاحه في انتخابات رئاسة الفيفا، التي ستجرى في التاسع والعشرين من مايو المقبل، قبل يومين من المبارات الافتتاحية لكاس العالم.

ويبدو من خلال كل هذه المعطيات ان الرياضة الاكثر شعبية في العالم، وعلى غرار الالعاب الاولمبية، وما اكتشفه العالم من الاعيب وسوء ادارة داخل اللجنة الاولمبية الدولية، هي على وشك ان تصبح ضحية نجاحاتها الباهرة.

لقد تحولت كرة القدم الى صناعة تدرّ مليارات الدولارت بفضل الارتفاع المذهل لحقوق البث التلفزيوني، وبفضل الرعاية او ما يعرف ب Sponsoring. لذا، فان غياب الشفافية في ادارة شؤون الاتحاد الدولي ادى الى انفجار هذه الازمة، على الرغم من كل النوايا الحسنة والمجهودات الكبيرة التي ابداها جوزيف بلاتر على مدى السنوات الاربع الماضية في اشعاع كرة القدم وفي تقديم مساعدات سخية للدول الفقيرة لتحسين البنية التحتية وتطوير وسائل التكوين والتدريب لديها. ولعل ابرز انجاز في رصيد سيب بلاتر هو التأكيد على ان نهائيات كاس العالم عام 2010 ستكون في افريقيا.

سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية