ايران تكرم قتلى الحرس الثوري في هجوم الاحد وتتهم امريكا
طهران (رويترز) – إتهم الجيش الايراني الولايات المتحدة واسرائيل بالارهاب خلال جنازة اقامها يوم الثلاثاء لقادة كبار قتلوا في اكثر الهجمات دموية بالجمهورية الاسلامية منذ الثمانينات.
وحملت حشود من المشيعين نعوشا مغطاة بالاعلام لنائب قائد القوات البرية للحرس الثوري الايراني الجنرال نور علي شوشتري وضباط اخرين قتلوا في تفجير شنه انتحاري في جنوب شرق البلاد المضطرب يوم الاحد الماضي.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان 15 من افراد الحرس الثوري كانوا ضمن 42 شخصا قتلوا بينهم ستة من كبار القادة. كما قتل شيوخ قبائل ومدنيون اخرون.
ونقلت كالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الميجر جنرال حسن فيروز ابادي قائد القوات المسلحة قوله في رسالة تليت خلال حفل تأبين قتلى الحرس الثوري “استشهاد القائد شوشتري أضاف صفحة سوداء الى ملف الولايات المتحدة واسرائيل الارهابي.”
وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان جماعة جند الله السنية المتمردة اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في اقليم سستان وبلوخستان الفقير المتاخم لباكستان وافغانستان.
وتقول ايران ان الجماعة تلقى دعما من الولايات المتحدة وبريطانيا واشارت الى ان لها علاقات أيضا مع باكستان. ونفت واشنطن ولندن واسلام اباد تورطها في التفجير. وكثيرا ما تتهم ايران خصومها في الغرب بالسعي لتقويض استقرار المناطق الحدودية الحساسة.
وقال ابراهيم حامدي رئيس الهيئة القضائية في اقليم سستان وبلوخستان انه جرى التعرف على هوية المهاجم الانتحاري وانه من الاقليم. ونقلت وكالة فارس للانباء عنه قوله “سيلقى القبض قريبا على العناصر التي تقف وراء الهجوم الارهابي.”
وقال تلفزيون برس الحكومي الايراني انه تم اعتقال ثلاثة أشخاص فيما يتصل بالتفجير لكنه لم يدل بتفاصيل.
ووقع هجوم الاحد وهو ادمى هجوم تشهده ايران منذ الحرب العراقية الايرانية التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988 قبل يوم من بدء مباحثات بين ايران ومسؤولين غربيين في فيينا تهدف الى تهدئة المخاوف بشأن طموحات ايران النووية.
وشارك الاف الاشخاص معظمهم عسكريون في الجنازة التي اقيمت في قاعدة لقوات الحرس الثوري في طهران وكانوا يحملون صورا للضحايا والزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي.
وكتب على احدى اللافتات “خامئني..نحن مستعدون للشهادة”.
والقى الهجوم بالضوء على عدم الاستقرار المتزايد في جنوب شرق ايران. ويعيش العديد من ابناء الاقلية السنية في ايران في المنطقة الصحراوية التي شهدت تزايدا في التفجيرات والاشتباكات بين قوات الامن ومسلحين من السنة البلوخ ومهربي المخدرات.
وقال قاسم سليماني الذي يقود قوة القدس التابعة للحرس الثوري ان الهجوم يزيد من اصرار القوة على الدفاع عن قيم الثورة الاسلامية التي أطاحت عام 1979 بالحكومة الايرانية الموالية للولايات المتحدة.
وتابع “نحن منظمة تنتظر الشهادة” مكررا المزاعم بأن الهدف من التفجيرات الانتحارية هو اثارة صراع طائفي.
والحرس الثوري قوات ينظر لها على انها شديدة الاخلاص لخامنئي. وتتحمل هذه القوات مسؤولية الامن في مناطق حدودية وزادت قوتها ومواردها في السنوات الاخيرة.
وصرح حسين سلامي نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الايراني ” سيلاحق الحرس الثوري الايراني ويعاقب الارهابيين الذين يقفون وراء هذا الهجوم وخصوم الامة الايرانية أيا كانوا وفي أي مكان كانوا.”
وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان مرتكبي الهجوم يتمركزون في باكستان وشنوا هجمات عبر الحدود.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشيرا الى جماعة جند الله “اعضاء في هذه الجماعة الارهابية ينتهكون بانتظام الحدود ويشنون هجمات داخل ايران… يجب قطع ايادي من يقفون وراء الجرائم في جنوب شرق ايران.”
وتابع ان ايران وباكستان ستجريان محادثات حول كيفية حل القضية قائلا انهما تتشاركان في “حدود صداقة”.
والقي باللوم على جماعة جند الله في العديد من الهجمات الدامية خلال السنوات القليلة الماضية. وتتهم الجماعة الحكومة بممارسة التمييز ضد الاقلية السنية. وذكرت تقارير انها اعلنت مسؤوليتها عن تفجير مسجد شيعي في اقليم سستان وبلوخستان في مايو ايار اسفر عن مقتل 25 شخصا.
وعلى أحد مواقعها على الانترنت قالت جماعة جند الله ان هجوم يوم الاحد كان “ردا على الجرائم المستمرة للنظام الايراني ضد شعب بلوخستان الاعزل والمضطهد.”
وترفض ايران اتهامات جماعات غربية مدافعة عن حقوق الانسان لها بالتمييز ضد اقليات عرقية ودينية.
وفي تطور منفصل يوم الثلاثاء قدم أكثر من 100 مشرع ايراني شكوى للمدعي العام ضد زعيم المعارضة مير حسين موسوي متهمين اياه “بالاضرار بصورة النظام” من خلال أنشطته.
وخسر موسوي انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو حزيران أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي فاز بفترة رئاسية ثانية. لكن موسوي يقول ان الانتخابات زورت.
وتقول المعارضة ان أكثر من 70 شخصا قتلوا خلال قمع الحرس الثوري وميليشيا اسلامية للاحتجاجات التي اندلعت بعد الانتخابات.
(شارك في التغطية باريسا حافظي ورضا ديراخشي في طهران وفيروز سيدارات في دبي)
من فريدريك دال ووهاشم كالانتري