مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بايدن يستعيد الزخم في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين وبلومبرغ ينسحب لصالحه

المرشح الديموقراطي جو بايدن خلال تجمع انتخابي يوم "الثلاثاء الكبير" في لوس أنجليس في 3 آذار/مارس 2020 afp_tickers

استعادت حملة جو بايدن الانتخابية الزخم للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي ومواجهة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة إثر تحقيقه عددا من الانتصارات في انتخابات “الثلاثاء الكبير” وانسحاب منافسه الملياردير مايكل بلومبرغ، ما يضعه في مواجهة تبدو طويلة الأمد مع بيرني ساندرز.

ورغم إنفاق مبلغ قياسي في الحملة — أكثر من نصف مليار دولار –، استخلص بلومبرغ العبر الأربعاء من النتائج المخيبة للآمال التي سجلها في “الثلاثاء الكبير”.

وقال رئيس بلدية نيويورك السابق “قبل ثلاثة اشهر، قدمّت ترشيحي (…) من أجل إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب. اليوم، أنسحب من السباق للسبب نفسه: هزم دونالد ترامب”، معتبراً أنّ جو بايدن بات الأقدر على فعل ذلك في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

واشارت وسائل إعلام أميركية إلى أنّ السيناتور اليزابيث وارن كانت بدورها الأربعاء “تعيد النظر” في مستقبل حملتها في ضوء النكسات التي تعرضت لها.

وقال ساندرز بعد إجراء اتصال هاتفي معها مساء إنّها “لم تتخذ أي قرار”، داعيا إلى “احترام” الوقت والمسافة التي “تحتاج إليهما”.

– “عودة مذهلة” –

وعلّق ترامب أنّها “عودة كبيرة لجو بايدن، عودة مذهلة حين تفكّرون فيها”، ساخراً في الوقت نفسه من مايكل بلومبرغ بالقول “لا بدّ من أنّها اسوأ تجربة في حياته، الأكثر إحراجاً”.

وغرّد بايدن في وقت لاحق “يتوجب علينا إزاحة ترامب خارج البيت الأبيض”، مضيفاً أنّه “بمقدور هذه الأمة تجاوز أربع سنوات لدونالد ترامب. ولكن في حال أعيد انتخابه، لن نعرف هذا البلد بعد سنوات قليلة”.

وعلى هذه الخلفية، يرتقب استكمال الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي وسط منافسة ثنائية بين سبعينيين، بايدن الوسطي (77 عاماً) وساندرز الاشتراكي (78 عاما).

وسارع نائب باراك أوباما السابق إلى شكر بلومبرغ. فغرّد عبر موقع تويتر “هذه المنافسة تتجاوز المرشحين والسياسة. يتعلق الأمر بهزم دونالد ترامب، وبمساعدتك، سنبلغ ذلك”.

وكانت النتائج الأولية ليل الثلاثاء إلى الأربعاء تشير إلى عودة الزخم لحملة بايدن بفوزه بعشر ولايات على الأقل من 14، فقدّم نفسه على أنّه الرئيس المقبل القادر على “مداواة جراح” الولايات المتحدة المصابة في رأيه ب”الكراهية والانقسام” الذين زرعهما قطب العقارات السابق.

وفاز بايدن بحسب الاستطلاعات بولايات فيرجينيا وتكساس وكارولاينا الشمالية وألاباما وأوكلاهوما وتينيسي وأركنساو وماساتشوستس ومينيسوتا ومين.

ويشير فوزه في تكساس ذات التنوع السكاني، إلى أن لدى بايدن القدرة على بناء تحالف أوسع.

وقبل أسبوع فقط كانت حملة بايدن قد بدت على شفير الانهيار، واليوم بات في المقدمة للفوز بمقعد السباق إلى البيت الأبيض.

– “السياسات نفسها” –

وكان ساندرز الذي يصف نفسه بالاشتراكي الديموقراطي الساعي إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الأميركي، يتقدم بشكل واضح في السباق. وكان يأمل في تسديد ضربة قاضية في يوم “الثلاثاء الكبير” الذي صوتت فيه 14 ولاية.

وبحسب الاستطلاعات، فاز بولايات فيرمونت مسقط رأسه وكولورادو ويوتا. وتشير الاستطلاعات أيضا إلى فوزه في ولاية كاليفورنيا، التي لديها أكبر عدد من أصوات المندوبين، إذ بعد فرز نحو 87% من المراكز الانتخابية كان متقدما بتسع نقاط على بايدن.

وفي انطلاقة جديدة، بدأ ساندرز بمهاجمهة منافسه لجهة أنّه دافع عن اقتطاعات على صعيد الانفاق الاجتماعي “منذ 40 عاما”.

وقال “لا يمكننا إلحاق الهزيمة بترامب بالسياسات نفسها”.

ولكنّه أضاف لاحقا “أحب جو، إنّه شخص جيد ولا أريد لهذه الحملة ان تتردى”، ودعا إلى منافسة عادلة، مشروع في مواجهة مشروع.

ويريد كثر في الحزب الديموقراطي وقف تقدّم ساندرز ويقولون إنه سيتم القضاء على السناتور في انتخابات سينعته فيها ترامب بالاشتراكي الساعي لوضع حد لأسلوب الحياة الأميركي.

وصار الفريق المعتدل في هذا الحزب متحداً خلف بايدن في مسعى لوقف تقدّم ساندرز.

وبعدما راكم الانتكاسات في بداية الانتخابات التمهيدية، بدأ بايدن يحقق الانتصارات بعد فوزه الساحق في كارولاينا الجنوبية السبت.

وأعقب ذلك قرارات منسقة من مرشحين معتدلين هما بيت بوتيدجيدج وايمي كلوبوشار بالانسحاب من السباق وإعلان تأييدهما لمنافسهما السابق.

ويمكن للمنافسة الحالية بين ساندرز وبايدن أن تكون شبيهة بالتي سجّلت في 2016 بين ساندرز وهيلاري كلينتون.

ورغم هذه العودة، لا يزال بايدن بعيداً من 1,991 مندوبا يحتاج اليهم للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في تموز/يوليو.

وسيسعى إلى استكمال هذا المسار الطويل بدءاً من الثلاثاء بانتخابات ولايات واشنطن وايداهو وميشيغن وميزوري وميسيسيبي وداكوتا الشمالية، ثم في 17 آذار/مارس بانتخابات ولايات فلوريدا واريزونا واوهايو والينوي.

ولا شيء يشير حالياً إلى أنّ أيا من المتنافسين سيحوز الغالبية المطلقة بعد هذه الاقتراعات، غير أنّ بايدن صار في موقع قوة.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية