مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعد 60 عاما.. لا زالت إشكالية الهوية قائمة في إسرائيل

فيما كانت إسرائيل تحتفل بمرور 60 عاما على إنشائها يوم 8 مايو 2008، قام يهود أرثوذوكس متشددون ينتمون إلى طائفة نطوري كارتا بإحراق علم إسرائيل في أحد ضواحي مدينة القدس Keystone

أزمة هوية؟... يوم واحد قبل احتفال إسرائيل بذكرى استقلالها الستين، حسب التقويم العِـبري، دخل رجل يهودي على دراجته النارية لأحد الأحياء اليهودية التابعة للمتديِّـنين اليهود الأرثوذكس أو "الحريديم" بالتسمية العبرية.

الإذاعة الإسرائيلية قالت، إنه “تم إنقاذ الرجل بصعوبة، بعد أن هُوجِـم في المكان، احتجاجا على رفعه علَـم إسرائيل على دراجته”. في إسرائيل، يهودي يُـضرب بيَـد يهودي آخر، لأنه رفع علَـم إسرائيل؟

في اليوم التالي، في “عيد الاستقلال” الستين، نظم الفلسطينيون من حمَـلَـة الجنسية الإسرائيلية مسيرة العودة السنوية الحادية عشر، المسيرة هي عبارة عن مظاهرة تسير في نفس يوم ذكرى احتفال إسرائيل باستقلالها إلى إحدى القُـرى التي هُـدمت عام 48 وتشرّد أهلها، هذه السنة، المسيرة كانت إلى صفورية، بالقرب من الناصرة في شمال إسرائيل.

نشطون من اليمين الإسرائيلي المتشدِّد من حزب إسرائيل “بيتنتا” نظَّـموا مظاهرة خاصة بهم في نفس المكان، احتجاجا على المظاهرة الأولى، مظاهرة “عرب إسرائيل” على حدِّ تعبيرهم. فجأة، تصل مجموعة من اليهود الأرثوذكس، من جماعة نطوري كارتا الأرثوذكسية المتشدِّدة، إلى المظاهرة الأولى لتتضامن مع ضحايا النَّـكبة من الفلسطينيين، ولتُـندِّد بإسرائيل.

يهودي يميني يتظاهر ضدّ يهودي متديِّـن، الأول، يطالب بطرد العرب من إسرائيل، والآخر يُـطالب بإزالة دولة إسرائيل وإعادة الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُـجِّـروا منها، ومجموعة تعد بآلالاف من الفلسطينيين من حَـمَـلة الجنسية الإسرائيلية تسير في مظاهرة تحت شعار “يوم استقلالهم، يوم نكبتا”، في نفس المكان في نفس الزمان في نفس الكيان.

صحفي أجنبي في المكان قال معلِّـقا “المشكلة، أنهم بطريقة ما، كلهم إسرائيليون، الموضوع ليس تعبيرا عن دمقراطية نموذجية غير عادية في المنطقة، الأمر تعدّى ذلك، إنها أزمة هوية، إنه مجتمع بلا هوية أو مجموعة مُـجتمعات لم تتعلَّـم، رغم مرور ستِّـين عاما أن تبني سلَّـم أولويات مشترك”.

“الشاب الذي، دخل رافعا عَـلم إسرائيل إلى أحد أحيائنا في القدس، قام بهذا العمل عن سبق إصرار وترصُّـد بهدف استفزازنا”، يقول الراب يسرائل جيليس، أحد الشخصيات المعروفة في الجاليات الأورثوذكسية في القدس في مقابلة مع سويس انفو، مضيفا “قلَّـة من الشبان قامت بمهاجمته، لكن الغالبية لم تعره اهتماما”.

سويس انفو: ولكنه يهودي مثلك، وما حمله هو عَـلم الدولة التي تعيش أنت أيضا فيها؟

الراب جيليس: “العَـلم لا يعني لي شيئا. العَـلم هو رمز أوجدته الحركة الصهيونية، ولكنه بصورته هذه، غير مذكور في التوراة بتاتا. أنا كإنسان متديِّـن، بوْصَـلتي هي التوراة، هي أساس حياتي اليومية، هي مركز حياتي، وما هو غير مذكور فيها، لا يلزمني بتاتا”.

سويس انفو: ولكنك إسرائيلي؟

الراب جيليس: مفهوم أو مصطلح إسرائيلي لا يعني لي شيئا كيهودي متديِّـن، هذا المصطلح لم يَـرِد في التوراة، لدي مُـصطلح آخر “يهودي أرض إسرائيلي”، هذا هو المصطلح التوراتي، وأرض إسرائيل المذكورة في التوراة، لا علاقة لها بدولة إسرائيل الحالية. حدودها ليست حدود إسرائيل، قِـيمها ليست قِـيم إسرائيل، وقياداتها ليست قيادات إسرائيل.

تاريخيا، حتى في زمن الاحتلالات التي تعاقبت على أرض إسرائيل، القيادة الدِّينية هي التي اضطلعت بمُـهمة إدارة حياة اليهود هنا. هذا الأمر استمر حتى فترة الانتداب البريطاني، ولكنه انتهى مع الإعلان عن قِـيام أو تأسيس دولة إسرائيل، وانتقل الحُـكم إلى حركة أخرى حاولت بناء نموذج آخر لليهودي، نموذج لا يُـشبه بتاتا اليهودي الذي طالَـما عاش وسكَـن أرض إسرائيل خلال الألفي عام الماضية.

سويس انفو: إذن، أنت ليس إسرائيليا؟

الراب جيليس: “كلا، أنا أرض إسرائيلي”.

سويس انفو: ما الذي يربطك إذن بإسرائيل الحالية؟

الراب جيليس: “أنا إسرائيلي بمفهوم العلاقات اليومية المُـتبادلة بيني وبين المجموعات الأخرى في هذا المكان، من خلال استعمال نفس شبكة الطُّـرق وشبكة المِـياه والكهرباء والهاتف وما إلى ذلك، بمعنى آخر كعلاقتي بأي كِـيان جغرافي سياسي آخر يعيش فيه اليهود في العالم”.

سويس انفو: ولكن إسرائيل، حسب تعريفها لذاتها، هي دولة الشعب اليهودي؟

الراب جيليس: “الشعب اليهودي ليس بحاجة إلى دولة، وإذا كان هذا الحديث صحيحا، لِـماذا يعيش ثُـلثي اليهود في العالم خارج إسرائيل”؟

الشرخ الإسرائيلي

حسب مصطلحات عِـلم الاجتماع الإسرائيلي، فإن حديث الراب جليس، إنما يعبِّـر عن ظاهرة “الانعزال المتديِّـن” لليهود الأرثوذكس في إسرائيل، خصوصا أن العلاقة بين المتديِّـنين والعِـلمانيين في إسرائيل، تعتبر أحد الشروخ المركزية في المجتمع الإسرائيلي، حسب تعبير البروفسور دان هوروفيتس والبروفسور موشيه ليسك من الجامعة العبرية.

مصطلح الشرخ، هو المصطلح الذي استعملاه لتوصيف المشاكل الحادّة في المجتمع الإسرائيلي، وهناك أيضا – حسب أبحاثهم – ما يُوصف بالشرخ القومي بين العرب الفلسطينين من حمَـلة الجنسية الإسرائيلية واليهود في إسرائيل.

الشرخ السياسي بين اليمين واليسار في إسرائيل، أي بين من يعتقِـد بإمكانية القبول بتقسيم إسرائيل من أجل الحِـفاظ عليها كدولة ديمقراطية، ذات أغلبية يهودية، وبين من يقول إن أرض إسرائيل، هي هبة من الله وغير خاضعة للمساومات البشرية، ويرون في حرب سبعة وستين إعادة تأكيد من الله على أن أرض إسرائيل لشعب إسرائيل.

الشرخ الطائفي، الذي تحدَّد في الماضي حول الصِّـراع بين اليهود من أصول عرقية غربية “الاشكناز” واليهود من أصول عرقية شرقية “السفارديم”، غير أنه تطوّر ليشمل الهجرات اليهودية الحديثة وامتداداتها العِـرقية في دول الاتحاد السوفييتي السابق أو من أصول عرقية إفريقية، وتحديدا الإثيوبية.

الشرخ الطَّـبقي بين أصحاب رأس المال وبين الطَّـبقات المسحوقة أو بين النُّـخبة الاقتصادية، ذات الأصول العِـرقية الغربية وبين الطبقات الاجتماعية الاقتصادية الضعيفة، كمجموعات كبيرة من اليهود الشرقيين والإثيوبيين والعرب.

أزمة وجود؟

“المشكلة الأساسية في إسرائيل نابعة في الدرجة الأولى من غياب إجماع على هوية اليهودي أو في الوصول إلى جواب متفق عليه بين كل التيارات الدِّينية والسياسية عل سؤال – من هو اليهودي – وليس في الخلاف حول من هو الإسرائيلي”، يقول لسويس انفو الباحث والكاتب انطوان شلحت، محرِّر مُـلحق “المشهد الإسرائيلي” في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار”، “إسرائيل تعرف نفسها بدولة الشعب اليهودي، وحتى اللحظة لم تحل معضلة من هو اليهودي. المجتمع الإسرائيلي هو مجتمع مهاجر، ولكن خلال الستين عاما الماضية، كانت هناك محاولة لخلق هوية جماعية جديدة قصرا.

في إسرائيل استُـعمل عادة مصطلح – فرن الصهر – بمعنى جلب اليهود من أماكن ومجتمعات مختلفة في العالم وصهرهم داخل إسرائيل، لخلق مجتمع جديد ذو رواية واحدة وذاكرة جماعية واحدة، ولكن هذه المحاولة لم تنجح، ولم تنجح أيضا محاولة بناء اليهودية كقومية، وِفق مفاهيم الحداثة الأوروبية للقومية وإعادة كتابة الماضي أو التاريخ من خلال ذلك”.

“كانت هناك محاولة من قِـبل النخب الحاكمة في إسرائيل في بداياتها، لخلق قومية يهودية جديدة مبنِـية على نموذج اليهودي الغربي”، يواصل شلحت حديثة لسويس انفو، “كان هناك قمع للهويات الشرقية، عمليات القمع لم تنجح وأخذت الهويات المختلفة تُـطالب في مرحلة ما بعد الحداثة بطرح روايتها الخاصة أو تعزيز هويتها الأصلية والابتعاد عن الرواية أو الناراتيف الاشكنازي، الذي حاول احتكارها”.

سويس انفو: هذا يعني أن المجتمع الإسرائيلي ليس مجتمعا طبيعيا؟

انطوان شلحت: إسرائيل ككيان، هي كيان غير طبيعي. هي كِـيان مهدّد بالانقسام الدائم، الفجوات الاجتماعية والحضارية والاقتصادية والسياسية كبيرة جدا.

إسرائيل ككيان، ما زالت تستمر بالانغلاق على المحيط الشرقي التي تتواجد فيه، وهي دائمة الطموح بالانعزال نحو الغرب، هي أيضا كيان عنيف تعتمد على القوة العسكرية للبقاء، ويمكننا القول أيضا أنها ككِـيان، لها دور وظائفي، أي أنها تحصل على دعم غربي واضح، للقيام بمهمة ملقاة على عاتقها في المنطقة”.

مشكلة إسرائيل في هذا السياق، أنها تعيش في بيئة متغيرة. تاريخيا، بنت إسرائيل عقيدتها العسكرية على ثلاثة مبادئ:

1 – الردع، ليخلق توازن رُعب يمنع العدُو من التفكير في الدخول في مواجهة عسكرية.

2 – الانذار المبكر، أي المبادرة في الهجوم ونقل المعركة فورا إلى أرض العدو، وتحييد المدنيين في إسرائيل عن المعركة.

3 – الحسم. لا مجال لخسارة أية حرب، التطورات الدينامكية في الشرق الأوسط، اضطرت إسرائيل لإدخال مصطلح جديد إلى هذه العقيدة، وهو الدفاع. في ظل تطوّر القدرات الصاروخية في المنطقة، فإسرائيل ستكون مُـضطرة لإيجاد سُـبل جديدة للدِّفاع، وتحديدا الدِّفاع عن الجبهة الداخلية، أي السكان المدنيين الذين سيدخلون إلى المعركة في لحظاتها الأولى في الحرب القادمة.

وبعد حرب لبنان الثانية، هناك شعور في إسرائيل بـ “خيانة القوة”، أي أن الطرف الآخر قادر هو أيضا على تحقيق انتصارات، وأن لا مكان مستقبلا – لعدم انتصار آخر – أمام العدو. وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود براك تحدّث في مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت في بداية مايو، بما معناه أن ضرورة تجنُّـب خوض حروب إضافية، وإن اضطرت إسرائيل إلى ذلك، فيجب عليها أن تحاول تأجيل موعد المعركة. أعتقد أن ايهود براك بات يفهم أن أي عدم انتصار آخر في إسرائيل، سيصيبها في الصَّـميم وقد يؤدّي إلى نهايتها.

مخاوف الإسرائيليين

البروفيسور دافيد اوحنا من جامعة بن غوريون في النقب، اقترح في كتابه “آخرُ الإسرائيليين”، بناءَ مفهومٍ جديد للإسرائيلي الجديد. في مقدمة الكتاب يقول اوحنا “هذا الكتاب وُلِـد بعد كتابي السابق “الرمز والذاكرة”، الذي بحث في موضوع خصخصة الرموز الموحدة وخصخصة الذاكرة في المجتمع الإسرائيلي (مطالبة المجموعات المختلفة في إسرائيل بطرح روايتها من جديد)، هذا الأمر ولَّـد النقاش الحالي حول خصخصة الهوية الإسرائيلية وبضرورة البحث عن هوية جديدة المركّـبة من خمس مركَّـبات أساسية: محاولة دائمة للوصول للديمقراطية والنِـضال من أجل السلام وقيمة مضافة من خلال المبادئ اليهودية وتواصل إقليمي شرق أوسطي مع المحيط، وتكافل اجتماعي داخلي.

أقوال اوحانا تتَّـفق مع مخاوف العديد من النُّـخب الثقافية في إسرائيل، أن استمرار إسرائيل في الوجود، ليست مفهومة ضِـمنا وأن الخَـطر على بقائِـه نابع أيضا من التحولات العسكرية في المنطقة، ولكن الخلل الأساسي هو في حجم التناقُـضات غير العادية، التي تجرها إسرائيل في جنتها الداخلية، وأن المجتمع الإسرائيلي، إن لم يصل إلى صياغات جديدة تحدِّد هويته وأولوياته، فإنه غير قادر على حمل هذه التناقضات لسنوات قريبة قادمة، أو على حدِّ تعبير رازي بركائي، أحد الصحفيين البارزين في إسرائيل “الوضع سيئ لدرجة أن احتفالات السبعين قد لا تكون أية حاجة إليها.

قاسم الخطيب – القدس

القاهرة (رويترز) – مع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية الستين لإنشائها، يقول الكاتب المصري عبد الوهاب المسيري مؤلِّـف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية)، إنه يتوقّـع “نهاية قريبة” للدولة العبرية، ربما خلال 50 عاما.

ونفى المسيري أن يكون لهذا التوقّـع علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل، مُشدِّدا على أنه يقرأ مُـعطيات وحقائق في سياقها الموضوعي، ويستخلص ما يُـمكن أن تُـسفر عنه من نتائج.

وقال لرويترز، إن الباحثين الإسرائيليين أنفسهم لا ينكرون هذا الخوف، حتى أصبحت “كمية الكتابات (في إسرائيل) عن نهاية إسرائيل مُملة”، مضيفا أن هذا الهاجس لازَم مؤسسي إسرائيل ومِـنهم ديفيد بن غوريون، أول رئيس للوزراء، الذي ألقى في عام 1938 “خُـطبة في منتهى الجمال والصِّـدق”، تضمنت أن الجماعات اليهودية في فلسطين لا تُـواجه “إرهابا”.

وقال المسيري، إن بن غوريون عرف الإرهاب بأنه “مجموعة من العِـصابات مُمَولة من الخارج.. ونحن هنا لا نُـجابه إرهابا وإنما حربا، وهي حرب قومية أعلنها العرب علينا.. هذه مقاومة فعّـالة من جانب الفلسطينيين لما يعتبرونه اغتصابا لوطنهم من قِـبل اليهود.. فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه، لن ينال منه التّـعب سريعا”.

وأضاف المسيري، أنه قابل في الولايات المتحدة في منتصف الستينيات يهوديا عِـراقيا هاجر إلى إسرائيل ومنها إلى أمريكا، وصارحه بأن “الاشكيناز (اليهود الغربيين)، محتفظون بعناوين ذويهم في الخارج.. وبعد توالي الهزائم، زاد عدد مَـن يطلبون الحصول على جوازات سفر غربية بالتَّـزامن مع الهجرة العكسية من إسرائيل للخارج”.

وبعد أن قضي نحو ربع قرن في إعداد موسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية)، يعد المسيري حاليا موسوعة عنوانها (الصهيونية وإسرائيل)، تتناول إسرائيل من الداخل.. مجتمعا ومؤسّـسات، بهدف تعميق فَـهم “هذا الكِـيان الاستيطاني، حتى تتحسّـن كفاءتنا في المواجهة معه كدولة وظيفية”، لا تختلف كثيرا في رأيه عن دولة المماليك التي نشأت في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي واستمرت 267 عاما.

وأوضح أن الطبيعة الوظيفية لإسرائيل تعني أن “القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة.. هي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية”.

وقال، إن التشابه بين وظيفة إسرائيل ودولة المماليك، لا يعني أن تستمر إسرائيل 267 عاما، “فالدورات التاريخية أصبحت الآن أكثر سرعة ممّـا مضى.. العدُو الآن في حالة تقهقُـر بعد أن لحِ،قت به هزائم عسكرية مُـتوالية منذ حرب الاستنزاف (في نهاية الستينيات) وحرب 1973 والانتفاضة الأولى (1987) والانسحاب من جنوب لبنان والانتفاضة الثانية (2000) والحرب السادسة”، في إشارة إلى الحرب التي شنّـتها إسرائيل في صيف 2006 ضد جماعة حزب الله في لبنان، والتي أثبتت أن الجيش الإسرائيلي يُمكن أن “يُهزَم”.

وأضاف قائلا، “هزيمة إسرائيل في الحرب مع حزب الله، ساهمت فيها المقاومة الفلسطينية التي أتعَـبت إسرائيل بوسائل رغم بِـدائيتها، لا يوجد لدى إسرائيل وسيلة لصدّها حتى اقترح بعض الإسرائيليين أن يمدّوا الفلسطينيين بصواريخ سكود حتى يمكنهم التعامل معها.. المؤسسة العسكرية مرهقة”.

ومضى قائلا “في حروب التحرير، لا يمكن هزيمة العدُو، وإنما إرهاقه حتى يُسـَلم بالأمر الواقع”، مضيفا أن المقاومة في فيتنام لم تهزم الجيش الأمريكي، وإنما أرهقته لدرجة اليأس من تحقيق المخططات الأمريكية، وهو ما فعله المجاهدون الجزائريون على مدى ثمانِ سنوات (1954-1962) في حرب تحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي.

ووصف المسيري قيام دولة فلسطينية بالصيغة التي تقترحها إسرائيل ودول عربية وأجنبية، بأنه أمر “عديم الجدوى”، لأن الدولة في هذه الحالة ستكون مجرّد “مكان أو قُـبور ترفع عليها”، على حد وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان.

وقال “إسرائيل كمشروع استيطاني، لا تقبل وجود دولة فلسطينية حقيقية، حتى لو قبل العرب قرار التقسيم (1947) لالتهمتها إسرائيل ضمن المخطط الصهيوني الاستعماري.. البديل هو، قيام دولة متعدّدة الأديان والهويات”، كما حدث في جنوب إفريقيا.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 15 مايو 2008)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية