مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعد 90 عاما.. “الجامعة الأمريكية” لا زالت تثير الجدل في مصر

واجهة مبنى الجامعة الأمريكية بميدان التحرير بوسط القاهرة swissinfo.ch

رغم مرور تسعة عقود على إنشائها وافتتاح مبناها الجديد مؤخرا بالقاهرة الجديدة على مساحة 260 فدانًا وبتكلفة قدرها 400 مليون دولار، ما زال الجدل دائرًا في المجتمع المصري حول الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ولا تزال الكثير من علامات الاستفهام تبحث عن أجوبة مُـقنعة...

وفيما أشاد فريق بدورِها التّـنويري والتّحديثي لمصر، واعتبرها إضافة للبحث العلمي وسببا مباشرا في التواصل الثقافي والحضاري مع الغرب، صبّ فريق آخر جامّ غضبَـه عليها، فاعتبرها وراء موجة التّغريب التي ضربت البلاد، وسببا في تشويه صورة مصر في الخارج، ولم يبرِّئها من تُـهمة القِـيام بأنشطة مُـريبة، “تجسسية” و”تنصيرية”. لكن فريقا ثالثا أوضح أنها، وإن مثلت أحد أهم بوابات العلوم الغربية في بعض مجالات المعرفة في مصر والمنطقة العربية، إلا أنها كانت أحد أدوات صناعة التّـبعية الثقافية في مصر، من خلال سعيها لترويج النّـموذج الأمريكي.

ماذا قدّمت الجامعة لمصر والمصريين على مدى 90 عامًا؟ وماذا عن طبيعة الدِّراسة والمناهج التي تدرِّس بها؟ وماذا أضافت إلى النّـخبة والجدل الثقافي والفكري والسياسي، الدائر بمصر والمنطقة؟ وهل استفادت مصر، علميا، من الأبحاث والدّراسات والاستطلاعات، التي تقوم بها الجامعة؟ ومَـن هُـم أبرز وأشهر خرِّيجيها في مصر؟ ولماذا لم تُخَرِّجْ واحدا من قائمة الأفذاذ الذين تلقّـوا تعليمهم بالجامعات المصرية، ذات الإمكانات المتواضعة، وأصبحوا ملء السمع والبصر؟! ولماذا يشكِّـك البعض في نواياها ويتّـهمونها بالعمل، وِفق أجندة خفِـية؟ وعلى أي أساس يثني عليها آخرون ويُشيِِّـدون بدورها التّـنويري والتّـحديثي لمصر؟

“سويس إنفو” بدورها حملت هذه الأسئلة وألقت بها على طاولة البحث أمام عدد من الخبراء والمختصِّـين والمهتمِّـين والقريبين من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهم: الدكتور عماد حسين، الخبير المصري المتخصّص في شؤون الجامعة الأمريكية والحاصل على الدكتوراه بتقدير امتياز في موضوع (الجامعة الأمريكية في القاهرة 1919 – 1967)، والدكتور مصطفى كامل السيد، مدير مركز دراسات الدول النامية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والباحث والإعلامي أحمد إمام، أخصائي معلومات سابق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والإعلامية الدكتورة ليلى بيومي، المهتمة بمتابعة ملف الجامعة الأمريكية على مدى 20 عامًا.

نموذج جيِّـد ومزايا عديدة

في البداية، يوضح أحمد إمام، أخصائي معلومات سابق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أنه: “من خلال عملي بالجامعة لمدة 3 سنوات ومعايشتي للطلبة والطالبات وحديثي معهم، بحُـكم طبيعة عملي في المكتبة، يُـمكنني القول بأن للدِّراسة في الجامعة مزاياها الكثيرة، سواء من حيث كفاءة هيئة التدريس أو المناهج التي تدرّس وجاذبيتها أو طُـرق توصيل المعلومات للطالب، فضلا عن اعتماد الدِّراسة على المكتبة والبحث العلمي، وِفق نظام (أدرس ما تُـحب في الوقت الذي تحب)”.

ويقول أحمد إمام: “إن كانت للجامعة أهداف خفية، فهي لا تصل لمستوى التغيير الفكري أو الدِّيني، لكن الواضح للعيان، أنها نموذج جيِّـد في أشياء كثيرة، والأجمل أن الذين يقدِّمون هذا النموذج الجيِّـد أساتذة مصريون”، مشيرًا إلى أن “الجامعة قدّمت أبحاثا تطبيقية هامّـة للمجتمع واستفاد المجتمع من الخرِّيجين في مواقِـع قيادية هامة، كالعمل في السِّـلك الدبلوماسي أو في شركات البترول أو في مجال التكنولوجيا”.

واستكمل إمام قائلا: “كما قدّمت الجامعة العديد من المطبوعات عن طريق دار النشر الخاصة بها، وقدّمت أيضًا نموذجا للزِّراعة النظيفة الخالية من المُـبيدات في أراضي خاصة بها، إضافة إلى التعليم غير الجامعي في مجالات عديدة، لغير الطلاّب الذين يدرُسون بها”، موضحًا أنه “وإن تردّدت أنباء عن دعم الجامعة لبحوث متعلِّـقة بتنظيم الأسرة وتجريب بعض وسائل منع الحمل في بعض القُـرى المصرية، قبل اعتمادها بأمريكا، غير أنها تبقى في نِـطاق الشكوك، التي لا يوجد دليل قطعي على صحتها”.

وكشف إمام عن أن “مشكلة الجامعة في الإدارة، التي لا تتعامل مع المجتمع المصري بطريقة واحدة وعادلة، وإنما تفضِّـل فئات على أخرى”. وضرب إمام مثالين لذلك، أولهما، بأنه “كان هناك كورس (درس) تدريبي بالجامعة حول المدوِّنين المصريين، لكن مسؤول التدريب بمركز آدم سنتر، رفض دعوة مدوِّني الإخوان بحجة أنهم يتبعون جماعة “محظورة”، من وجهة نظر النظام المصري، واتّـصلوا فقط بمَـن اعتبروهم مدوِّنين مُـعتدلين!”، وثانيهما، أنها “رفضت السماح للمنقّـبات بدخول المكتبة، رغم صدور حُـكم من الإدارية العليا لصالحهِـن، حيث التفوا على الحُـكم، فاستحدثوا قرارًا بمنع دخول المكتبة لأي طالب أو طالبة لا يدرس بالجامعة!”.

واختتم أحمد إمام حديثه قائلا: “من وجودي بالجامعة لسنوات واحتكاكي بعدد، ليس بالقليل، من الطلبة والطالبات، لاحظت رغبة معظمهم في الهِـجرة خارج البلاد بعد انتهاء دراستهم، وتحديدًا بالهجرة إلى الولايات المتحدة”، مبرِّرًا ذلك بأنه “ربَـما أغرى شكل الدراسة ونظام التعليم الأمريكي، هؤلاء بالعيش في المجتمع الأمريكي والانسلاخ من وطنهم مصر في ظل الظروف العصيبة التي تمُـر بها البلاد، وهذه في رأيي نتيجة طبيعية للدراسة في الجامعة الأمريكية، حيث تجد نفسك تنسلِـخ شيئا فشيئا عن مجتمعك وقضاياه ومشاكله”.

تشويه وتغريب وتنصير!

وتختلف الإعلامية الدكتورة ليلى بيومي، المهتمة بمتابعة ملف الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع أحمد إمام جملة وتفصيلا، بحيث تقول: “إن الجامعة الأمريكية بالقاهرة مؤسّـسة بحثية تقوم بمتابعة ورصد الظواهر الحياتية للمجتمع المصري من خلال البحوث والدِّراسات والزيارات الميدانية واستطلاعات الرأي، التي تجريها للوصول إلى نتائج حقيقية لمعرفة توجّهات المجتمع المصري، وذلك كله لخدمة صانِـع القرار في الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى استخدمها في تشويه صورة مصر في الخارج”.

وتقول د. ليلى بيومي: “المتابع لشؤون الجامعة يكتشِـف أنها تسعى لإغراق الشباب المصري في دوّامة التغريب من خلال المناهِـج التي تدرسها وأسلوب الحياة والنّـمط المعيشي الذي تدعمه، وذلك وِفق النموذج الغربي، البعيد عن قِـيمنا ومبادئِـنا”، لكنها تتعجّـب لأنه “سُـرعان ما ينقلِـب السِّحر على السَّـاحر، فيُـصبح لدى الخرّيج رغبة شديدة في الالتزام بتعاليم دينه، لدرجة أنها أحيانا تأخذ ردّ فعل عكسي لدى خرّيجيها فيلجؤون إلى مزيد من التدَيُّـن، بل ويصل الأمر بالفتاة التي ترتدي أحدث خطوط الموضة، أن ترتدي النِّقاب”.

وتضيف د. بيومي: “وللجامعة أنشِـطة مريبة كثيرة، غير مسألة البحوث والدِّراسات واستطلاعات الرأي، تتمثل فيما يُـمكن أن نُـطلِـق عليه “نشاط تنصيري”، ويبدو هذا من مُـحاكاتها للمنهج الذي تتّـبعه منظمات التّـنصير في مجاهل إفريقيا، فتقوم بأعمال، ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب، فتمدّ يد العون للفقراء والمرضى والمحتاجين، وتُـقيم مشروعات إعادة تصنيع الورق والزبالة في أفقر أحياء القاهرة، حيث العِـشش والأسَـر المنسية في مناطق مثل: ترب اليهود والأبجية ومنشية نصر والدويقة… إلخ”.

وتواصل بيومي، “وفي اعتقادي الشخصي، أن مصر لم تُـجنٍ شيئا إيجابيا من الجامعة طوال 90 عاما، وإنما تأثّـرت تأثيرًا سلبِـيا، حيث خسِـرت الكثير من صفوة أبنائها، ممّـن تمّ تغريبهم عن وطنهم وإبعادهم عن دِينهم، ومن يُـدقِّـق النظر، يجد أن خرِّيجيها هُـم أقلّ معرفة بدِينهم وأكثر جهلا بشريعة ربِّـهم إذا ما قُـورنوا بأقرانهم، حتى من خرِّيجي الجامعات المصرية غير الدِّينية”.

واختتمت د. ليلى بيومي حديثها قائلة: “ولا يخفى على مُـتابع راصد أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة لم تخرِّج لمصر طوال التسعين عامًا طبيبًا واحدًا أو مهندسا واحدا ولا عالِـما واحدا في أي فرع من فروع العلوم الطبيعية، ولا مخترعا ولا مبتكرا، بينما ساهمت الجامعات الحكومية، ذات الإمكانات المتواضعة، في تخريج مئات، بل ألوف العلماء والمفكِّـرين والمخترعين والمبتكِـرين، ممّـن يُـشار إليهم بالبنان، وهم ملء السمع والبصر، يكرّمون في مختلف المحافل الدولية”، مشيرة إلى أنها “ركّـزت على “البيزنس” والسياسة والدبلوماسية، في محاولة للسيطرة على حكومات العالم العربي أو ترويضها”.

“أجندة خفية” أم “قوّة ناعمة”؟!

مختلفا مع سابقته، يؤكِّـد الدكتور عماد حسين، الخبير المتخصِّص في شؤون الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن “أجندة الجامعة ليست خفِـية، ولكننا نحن الذين نُـعاني قدرا كبيرا من التِـباس الفهْـم”، موضِّـحا أنها “تقوم بعمل البُـحوث والدراسات والاستطلاعات عن المجتمع المصري، للتعرّف على آراء وانطباعات وتوجّهات وردود فِـعل الرأي العام بمصر تُـجاه قضية معيّـنة، خدمة للمجتمع الأمريكي ولتعريفه بما يحتاجه عن مصر، لخلق نوع من المعرفة، التي تسمح بالتّـواصل بين الثقافة المصرية والأمريكية، وخِـدمة رجال المال بتقديم تفاصيل أكثر عن السّوق المصري واحتياجاته وعن المواطن المصري واهتماماته”.

ويقول د. عماد حسين، الحاصل على درجة الدكتوراه بدرجة امتياز في موضوع (الجامعة الأمريكية في القاهرة 1919 – 1967): “هذا أمر طبيعي أن تفعله أي دولة لمصلحتها، ويجب أن لا نُـجرِّم أمريكا لأنها تعمل ما يُـحقق مصالحها، وكوننا نحن كعرب ومسلمين لا نعمل لمصلحة أوطاننا ولا للقِـيم الثقافية العربية والإسلامية التي نؤمِـن بها، فهذه مشكِـلتنا نحن، وليست مشكلة الجامعة الأمريكية ولا مراكز البحوث التابعة لها، ويجب أن نبحث عن حلٍّ لها”، مؤكِّـدا أنه لا يرى “فيما تقوم به الجامعة أي مشكلة”، ولا ينظر إليه على أنه “تجسّس وخِـيانة”، وإنما هو “أمر طبيعي”.

ويضيف د. عماد: “هذا هو المفهوم الأمريكي للقوة الناعمة، الذي اعتمدته المخابرات الأمريكية بموجب خِـطاب تكليفٍ رسمي من الرئيس الأسبق بيل كلينتون لتدعيم سياسة “القوة الناعمة” من خلال تقديم نموذج الثقافة الأمريكية على مستوى العالم، وعندما تمتثِـل الشعوب له، فلن تكون هناك حاجة للقوّة العسكرية، وهذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا باراك أوباما قبل وأثناء ترشحه وبعد فوزه في الانتخابات الأخيرة، حيث وردت كلمة “القوّة الناعمة” أكثر من 10 مرات في خطاباته”.

ويعرّف د. عماد حسن مفهوم القوّة الناعمة، بأنه “نشر النموذج الأمريكي داخل الثقافات المختلفة، بحيث تتبنّـاه المجتمعات بشكل كبير، فلا تكون هناك حاجة لاستخدام القوّة الخشنة أو المفرِطة أو ما يُـطلق عليه القوّة العسكرية”، والتي اعتمدها سلفه الرئيس جورج بوش”، مشيرًا إلى أن “الجامعة عملت في البداية لمصر وإنما في ظل منظومة متكاملة، تشمل فروع الجامعة في: لبنان وتركيا والعراق والإمارات والهند والصين، وفرعها بالقاهرة، مثل إحدى الحلقات الأساسية التي عملت لتدعيم النموذج الأمريكي بالعالم”.

“قرأت مستقبل المنطقة”

وحول ماذا قدّمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة لمصر وللمصرين على مدى 90 عاما، قال د. عماد حسين: “الحقيقة أنها قدّمت الكثير. فقد دعمت بشكل كبير البحث العلمي، الأهم أنها استطاعت أن تقرأ مستقبل المنطقة وما تحتاج إليه في المستقبل، فقدّمته لها، ولا يجب أن ننسى أنها كانت من أوائل الأماكن التي شرعت في تدريس إدارة العلوم: الإدارة والإعلام والتربية”، موضحًا أنها “أول من أصدر مجلة متخصّصة في التربية، وهي مجلة “التربية الحديثة” عام 1922، بعد نشأتها بثلاث سنوات فقط، وكانت في البداية، عبارة عن ترجمة لمجموعة من البحوث الأمريكية، ثم بدأت في تطويرها منذ عام 1960، فضلا عن أنها أول من أعطى مؤهلا علميا في مجال الإعلام بمصر”.

وحول الإقبال على الالتحاق بها، قال د. عماد: “في البداية، كانت الأعداد قليلة، وبمرور الوقت، ازداد الإقبال عليها بعدما أصبح هناك هَـوَس بكل ما هو أمريكي، خاصة لدى شريحة معيّـنة، كما أنها مثّـلت البديل الطبيعي للرّاغبين في الحصول على مؤهّـل أمريكي من القاهرة، بدلا من تكبّـد عَـناء السفر والإقامة وارتفاع الكُـلفة”، مشيرا إلى أنها أيضًا “أضفَـت نوعا من الوجاهة الاجتماعية (Prestige) على خرّيجيها، فأسّـسوا نادي خرِّيجي الجامعة الأمريكية، الذي أصبح فيما بعد بابًا للحصول على وظيفة راقِـية تحقق دخلا كبيرًا، سواء في الخارجية أو شركات البترول أو مجالات التكنولوجيا”.

ويعترف د.عماد بأنها “خدمت في مجال البحث العلمي بشكل جيِّـد، ولكن مشكلتها في خرّيجيها، حيث يعتبرون أنفُـسهم من طراز فريد وأفضل من خرِّيجي الجامعات الأخرى، وقد يكون خرِّيجوها أفضل من غيرهم، من حيث القُـدرة على العرض وتقديم الذات وتطوير المهارات والمعارف، لكنهم في الغالب الأعم، يكونون أقل من الناحية المعلوماتية، إذا ما قورنوا بخرِّيجي الجامعات الحكومية بمصر، الذين يمتازون بقُـدرة أكبر على الحفظ”.

واختتم د. عماد حديثه قائلا: “منذ أواخر عهد الرئيس الراحل أنور السادات، بدأت مصر تتّـجه للأبحاث التي تُـنتجها الجامعة للاستفادة منها، وخاصة ما ينتجه مركز البحوث الاجتماعية، لكونه أهم وأخطر مراكز الجامعة على الإطلاق، لأنه ينزل للقرية المصرية ويرصد الظواهر ويحلل الشرائح ومُـعطياتها بشكل دقيق”، مشيرًا إلى أن “طلاب الدِّراسات العُـليا بمصر استفادوا كثيرا من مكتبة الجامعة، لاحتوائها على أكبر وأهمّ وأندر المراجع العِـلمية في العديد من التخصّصات والدراسات، خاصة في مجال العلوم الإنسانية”.

دور “محدود” وإنتاج “لا يُـذكر”!

متَّـفقًا مع د. عماد، ينفي الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن يكون ممّـن يسيئون الظنّ بالجامعة الأمريكية أو يتّـهمونها بالتجسّس، وأضاف “بالتأكيد، أنني لست في خندق الذين يرَون أن الجامعة تعمل وِفق أجندة خفِـية تسعى إلى استدعائها في المجتمع المصري، وليس لدي عِـلم بهذه الأجندة”، مشيرا إلى أن “الجامعة أنشِـئت عام 1919، أي قبل إنشاء وكالة المخابرات الأمريكية وقبل أن تصبح لأمريكا أهداف خارجية، وخاصة في العالم العربي”.

وحول الدّور التَّـنويري للجامعة، يقول د. مصطفى كامل: “أعتقد أنه محدود للغاية، وذلك بحُـكم أن عدد الطلاب الدّارسين بها محدود، كما أنها لم تقدِّم إنتاجا ثقافيا يُـذكر، وربما لأن إنتاجها الثقافي كان يصدر بالإنجليزية التي لا يُـجيدها إلا عدد محدود من الشعب المصري، كما أنه لم يكُـن يتردّد عليها حتى عهد قريب أبناء الصّفوة، وإنما كانوا يتلقّـون تعليمهم بالجامعات المصرية، وذلك حتى بداية عصر الانفتاح في عهد السادات، وتحديدا في ثمانينيات القرن العشرين”.

ويضيف د. مصطفى “ومن ناحية النشاط البحثي، فهو محدود للغاية ولا يقارن بالنشاط البحثي الذي تقوم به مؤسسات بحثية مصرية، وهو يتركّـز بصفة أساسية في “مركز البحوث الاجتماعية”، الذي يعمل به عشرات الباحثين، حيث تُـتاح له إمكانيات أكبر ويقدّم بحوثا جادّة، وإن كان إنتاجه غير معروف، حتى لدى معظم أفراد النخبة، ربما لكون بحوثه تُـنشر بالإنجليزية، وهناك أيضا “مركز بحوث الصحراء”، الذي لا أستطيع أن أقلِّـل من دوره، أما عن مركز الوليد، فإنتاجه قاصِـر على تنظيم بعض المحاضرات”.

ويواصل د. مصطفى “هناك أيضا إنتاج متميِّـز للجامعة الأمريكية من خلال ما يسمّـى “أوراق القاهرة للبحوث الاجتماعية”، والذي أشرف عليه لكوني عضوًا بهيئة تحريرها، وهي تختصّ بعرض إنتاج بحثي متميِّـز لباحثين مصريين وأمريكيين، ومن بلاد أخرى. أما الدور التنويري، فهو قاصر على أبناء النّخبة، لدرجة أن برنامج المحاضرات العامة في الجامعة والذي يُـعتبر من أهم أنشطتها وأحد وسائلها للتّـواصل مع النّـخبة، فقد بدأ منذ فترة قريبة ولا تحافظ عليه سوى ثلّـة قليلة منهم”، معتبرًا أن الجامعة “تمثل واجهة للمـُجتمع المصري في الغرب، غير أن مشكلتها اليوم أنها أصبحت تجذُب من يقدرِون على دفع الفاتورة، بغضِّ النظر عن النوع، وهي بالطبع تكاليف باهظة، إذا ما قورنت بمتوسِّط الدّخل في بلدٍ نامٍ مثل مصر”.

ويختتم د. مصطفى حديثه قائلا: “في اعتقادي أن النمط الغربي، الذي تسعى الجامعة الأمريكية لإحلاله، يتعرّض للفشل بسبب تصاعد ونمُـوّ الحركات الإسلامية، ولا أظنّ أنها ستسمح بنموِّ التيار الإسلامي بين أركانها”، مشيرا إلى أنه “وإن كانت الجامعة قد خرّجت عددا من العاملين في الإعلام والسياسية والقطاع الخاص والسـّلك الدبلوماسي في مصر والعالم العربي، إلا أن عددهم لا يزال محدودا ولا يمكنه أن يُـحدِث أثرا ملموسا، لكنها تبقى واحة للحرية الشخصية والأكاديمية في مصر، رغم الظروف التي تمُـر بها البلاد”.

همام سرحان – القاهرة

الجامعة الأمريكية بالقاهرة، هي جامعة مستقلة، غير هادفة للربح.
تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، على يد الدكتور تشارلز واتسون.
يقع مبناها القديم في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية.
شهادتها معترف بها في مصر والولايات المتحدة، وبرامجها الدراسية معتمدة فيهما.
يقع مقر مجلس أمنائها وبعض المكاتب الإدارية التابعة لها في نيويورك.
رئيس مجلس الأمناء الحالي بويد هايت، أما الرئيس الحالي للجامعة ديفيد أرنولد‏.‏
بلغ عدد خريجيها منذ عام 1923 وحتى اليوم، 30 ألفًا.
حوالي 20% من خريجيها من جنسيات مختلفة، و50% تقريبا من خريجيها من النساء.
يقع المبنى الجديد بالقاهرة الجديدة علي مساحة 260 فدانًا وتبلغ تكلفته 400 مليون دولار.
يجد خريجو الجامعة صعوبة في اجتياز اختبارات الإلتحاق بوزارة الخارجية المصرية لضعف مستوى إجادتهم للغة العربية.

مركز البحوث الاجتماعية.
مركز تنمية الصحراء.
مركز بحوث العلوم والتكنولوجيا.
معهد دراسات المرأة.
وحدة الدراسات العربية.
وحدة دراسات شئون اللاجئين و الهجرة القسرية.
مركز الأمير الوليد بن طلال آل سعود للدراسات والبحوث الأمريكية.
مركز الشيخ محمد بن عيسي الجابر للسلام والديمقراطية والتنمية المستدامة.

متطوعون، ولا يحصلون على راتب مقابل إسهاماتهم، ويتكون المجلس من:-
د. محمد البرادعي، مدير عام وكالة الطاقة الذرية، والحاصل على جائزة نوبل.
د.أحمد زويل، أستاذ الفيزياء بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك)، والحاصل على جائزة نوبل، وأستاذ كرسي ليونس باولنج في الكيمياء الفيزيائية.
معتز الألفي، رئيس مجموعة أمريكانا
محمد إبراهيم، مؤسس ورئيس سيلتل العالمية.
دينا حبيب باول، مدير اتصالات شركة جولدمان ساشس جروب.

السفير نبيل فهمي، سفير مصر السابق في الولايات المتحدة.
الدكتورة عفاف لطفي السيد، أستاذ التاريخ والحضارة بلوس أنجلوس.
الدكتور سعد الدين إبراهيم، الناشط الاجتماعي والأستاذ بالجامعة الأمريكية.
الكاتب الصحفي مصطفى أمين، رئيس تحرير أخبار اليوم.
الدكتور زياد أحمد بهاء الدين، الرئيس السابق للهيئة العامة للاستثمار.
عائلة الرئيس حسني مبارك (السيدة سوزان + علاء + جمال + خديجة).
منى ابنة جمال عبد الناصر، رئيس مصر الأسبق.
ابن رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف صدقي.
بنت الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق.
ابن السيد كمال الشاذلي، أمين التنظيم الأسبق بالحزب الوطني (الحاكم).
الدكتورة منى مكرم عبيد، النائب السابق بالبرلمان، والأستاذة بالجامعة الأمريكية.
… والقائمة طويلة…

د. أحمد زويل، مكتشف الفيمتو ثانية، الفائز بجائزة نوبل (جامعة الإسكندرية).
د. محمد البرادعي، مدير وكالة الطاقة الذرية، الفائز بجائزة نوبل،(جامعة القاهرة).
الأديب العالمي نجيب محفوظ، الفائز بجائزة نوبل) جامعة القاهرة(.
د. مجدي يعقوب، عبقري جراحات القلب في العالم (جامعة القاهرة).
د.فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن (جامعة عين شمس).
د. يحيى المشد، صاحب البحوث الرائدة في المجال النووي (جامعة الإسكندرية).
د. سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية وعربية، (جامعة القاهرة).
د. أحمد ذكي، أبو الكيمياء، أول عربي حصل على الدكتوراه (جامعة القاهرة).
د. أحمد مستجير، أبو الهندسة الوراثية (جامعة القاهرة).
د. زغلول النجار، أبو الجيولوجيا، له عدد تذكاري بالمتحف البريطاني (جامعة القاهرة).
المهندس حسن فتحي، أحسن معماري في العالم (جامعة القاهرة).
د. طه حسين، عميد الأدب العربي (جامعة الأزهر).
………… وغيرهم كثير.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية