مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الحل لا يمكن أن يكون ببساطة العودة إلى الوضع السابق في غزة”

السيد بيير كريهنبوهل
قبل أزيد من ثلاثة أشهر، تولى بيير كراهينبوهل، رئاسة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى، والتي هي الآن في خط المواجهة للأوضاع الطارئة في غزة.

"التوصّل إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة، والحاجة إلى البدء الفوري في مناقشة القضايا الأساسية بين جميع الأطراف، بما في ذلك القضايا الإقتصادية، من أجل توفير أفق أشمل في المستقبل". هذا أبرز ما جاء في حوار أجرته صحيفة "لوتون"رابط خارجي السويسرية الصادرة في جنيف اليوم الأربعاء 23 يوليو مع بيير كراهينبوهل، رئيس وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.


المسؤول الأممي، الذي رافق أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته بالأمس للقاهرة، لم يكشف عن تفاصيل المحادثات بين مختلف الأطراف المعنية بالأزمة في غزة، وعلى وجه الخصوص مع المصريين، لكنه أكّد أنه هو والأمين العام قد شدّدا على أن “هناك ضرورة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار”.

وتحدّث عن خطورة الوضع الميداني في القطاع المحاصر قائلا: “قبل ستة أيام، كان مجموع المشردين اللاجئين إلى مدارس الامم المتحدة 17.000 نسمة، أما الآن فهم 100.000 ألف”، كما أشار إلى أنه والامين العام أكّدا خلال المحادثات في القاهرة على أن الحل “لا يمكن أن يكون ببساطة العودة إلى الوضع السابق (قبل بداية النزاع العسكري)”.

ورغم تمسّك رئيس وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيينرابط خارجي بضرورة إعلان وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن، لكنه يضيف “نحن بحاجة إلى معالجة أشمل للوضع، بما في ذلك الجوانب الإقتصادية”. وعن الحصار المضروب عن القطاع منذ ثماني سنوات، يضيف المسؤول الاممي: “هذا الحصار لم يعد بالإمكان الدفاع عنه من الناحية الإنسانية”.
ويعدد نتائجه المدمّرة على حياة السكان في غزة فيقول: “في عام 2000، قدمت الاونروا المساعدة إلى 80.000 ساكن في القطاع، أما الآن فتساعد 830.000 ساكن”. وهذا بحسب ما يقول “ليس لأن الناس لا يريدون العمل ويتكلون على المساعدات الإنسانية” بل “لأن الإتصالات قطعت مع الجانب الإسرائيلي، واجبرت الشركات التي حافظت على علاقات تجارية مع الجانب الإسرائيلي إلى الإغلاق في غزة، مما كان له نتائج كارثية”.
 

مخزون الغذاء

عن جهود الانروا واستعداداتها لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تسبب فيها الهجوم الإسرائيلي الحالي في غزة، يقول كراهينبوهلرابط خارجي: “أعددنا أنفسنا، وبناءً على الأزمات السابقة، لوصول ما بين 35.000 و50.000 لاجئ إلى مرافقنا في المدينة، لكن مع ارتفاع عدد طالبي العون والمساعدة، سوف نضطرّ إلى تعبئة موارد إضافية، وبالفعل فقد توجهنا بنداء للتبرّع بما قدره 115 مليون دولار”.

وعن إدعاءات الجيش الإسرائيلي بأنه يفعل ما في وسعه “لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”، يعتقد المسؤول الاممي أنه من “الواضح جدا، جدا، أنه لابد من اتخاذ تدابير إضافية في هذا المستوى. وكل عملية عسكرية من هذا النوع تشتمل على مخاطر كبيرة بالنسبة للمدنيين في سياق مثل الاوضاع في غزة”، قبل أن يستدرك “لكن هذا لا يمكن أن يستعمل كذريعة (من إسرائيل) للقول بأن هذه الوفايات والإصابات في صفوف المدنيين لا مفرّ منه”.

وفي تعليق لكراهينبوهل عن فكرة عقد مؤتمر دولي في سويسرا لضمان احترام قواعد القانون الإنساني المتضمنة في اتفاقيات جنيف الأربعةرابط خارجي، بناءً على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، قال كراهينبوهل: “من الناحية من المبدئية، لابد من تجنّب أن يتحوّل مؤتمر كهذا إلى منبرا سياسي، لكن معايير القانون الإنساني تشكل اليوم أحد الاسس الصلبة لتحديد الإلتزامات على الساحة الدولية. والأونروا تؤكّد هي الأخرى على أن للاجئين حقوقا، يجب احترامها”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية