مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
protecting power

هل تحتاج وسيطا دبلوماسيا؟ سويسرا مستعدّة للقيام بهذا الدور!

تُعرف الدبلوماسية السويسرية بتقاليدها العريقة في التواصل مع جميع الأطراف "من أجل بناء الثقة". وتقريبا، تضاعفت تفويضات "رعاية المصالح" الممنوحة إلى سويسرا لتصبح سبعة بعد أن كانت أربعة خلال السنوات القليلة الماضية. فلماذا هناك عودة اهتمام كبيرة لدور الوسيط الحميد الذي يضطلع به البلد الذي تشقه سلسلة جبال الألب؟

كشفت كاتبة الدولة بوزارة الخارجية المنتهية ولايتها، باسكال باريسفيل مباشرة قبل مغادرتها لوظيفتها إلى swissinfo.ch  سرّ هذه الظاهرة قائلة: “ إنهم يتوجهون إلينا ويطلبون منا الوساطة بين بلديْن انقطع التواصل بينهما”. وهي تعتقد أن هذا دليل على وجود توتّر “لأن هناك الكثير من النقاط الساخنة في العالم حيث بدأت الدول في تخفيض مستوى علاقاتها الثنائية”.

وتقوم دولة جبال الألب حاليا بدور “راعي مصالح” في سبعة نقاط ساخنة في العالم، وفقا لإحصاء رسمي. وبذلك تحتل سويسرا المرتبة الثانية عالميا بعد السويد التي يبلغ عدد التفويضات التي بحوزتها تسعة تفويضات.

ورغم أن هذه “الإنتدابات” هي تمثيل فعال لمصالح الدول التي قطعت العلاقات الدبلوماسية بين بعضها البعض، فإن سلطة الحماية تأخذ على عاتقها مهمة القيام بالوظائف القنصلية للدولة التي تمثلها، مثل إصدار التأشيرات. كما يمكن للبلد المنتدب تسهيل المفاوضات.

المزيد
مهندسون سعوديون يقومون باصلاح منشأة لمعالجة النفط

المزيد

ماذا تفيد المساعي الحميدة في سويسرا؟

تم نشر هذا المحتوى على في عام 2013، صرّح سفير سويسرا السابق لدى إيران فيليب فيلتي في حوار مع swissinfo.ch أنّه “عندما تعلن دولتان الحرب ضد بعضهما البعض، فإن أول ما تفعلان يكون قطع العلاقات الدبلوماسية بينها، ولكنّ ذلك أغبى ما يمكن القيام به في هذه الحالة، إلّا أنّ ذلك ما يحدث دائمًا.” و”بمجرد قطع البلدين للعلاقات الدبلوماسية، تصبح الحاجة إلى…

طالع المزيدماذا تفيد المساعي الحميدة في سويسرا؟

خلال ولاية باريسفيل، بدأت سويسرا في تمثيل المصالح الدبلوماسية للملكة العربية السعودية في إيران، والعكس بالعكس. وفي تمثيل مصالح إيران في كندا، بينما تكفلت إيطاليا بتمثيل مصالح كندا في إيران.

كذلك وقّعت برن على اتفاقية لتمثيل مصالح الولايات المتحدة في فنزويلا، لكن هذا الاتفاق لايزال ينتظر المصادقة عليه من قبل حكومة نيكولاس مادورو في كاراكاس، لذلك لم يتم تضمينه في القائمة الرسمية.

وفضلا عن هذه التفويضات التي تعد حديثة العهد، لاتزال سويسرا تمثّل إيران في مصر منذ 1979، والولايات المتحدة في إيران منذ 1980، وروسيا في جورجيا منذ 2008، وجورجيا في روسيا منذ 2009.

المزيد
رهائن مُحتجزون من طرف طلبة إيرانيين بعد اقتحام السفارة الأمريكية في طهران سنة 1979

المزيد

“كلما زادت السرية.. كلما كان ذلك أفضل”

تم نشر هذا المحتوى على كيف يمكن لعدويّن لدودين أن يظلا على اتصال؟ في إطار تفويضها لحماية المصالح، تساعد سويسرا المُحايدة على عدم انقطاع حبل المباحثات وتُسهم في الإبقاء على “شعرة مُعاوية” بين السعودية وإيران مثلا. حوار خاص مع تيم غولديمان عن هذه المهمة التي عاينها مباشرة خلال شغله منصب سفير للكنفدرالية في طهران من خلال لعب دور قناة اتصال بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية.

طالع المزيد“كلما زادت السرية.. كلما كان ذلك أفضل”

انطلقت سياسة المساعي الحميدة السويسرية في القرن التاسع عشر. ونما هذا الدور لاحقا بشكل مضطرد. وحصلت برن خلال الحرب العالمية الثانية على 219 تفويضا، لتمثيل 35 حكومة، بما في ذلك القوى المتحاربة الرئيسية. وظهرت كل من سويسرا والسويد كسلطتيْ حماية مصالح مفضّلتيْن في ذلك الوقت، بسبب سياستهما المحايدة.  

وبالعودة إلى عدة عقود، قام الدبلوماسيون السويسريون أيضا بدورا حاسما في نزع فتيل أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 وأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران في سنوات 1979- 1981.  

المزيد
رجلان يجلسان إلى طاولة

المزيد

كوبا والولايات المتحدة: هل حان الوقت لإنزال العلم السويسري.. وفتح المصارف؟

تم نشر هذا المحتوى على مع إعادة فتح واشنطن وهافانا سفاراتهما، يقترب فصل آخر من فصول الحرب الباردة، ونصف قرن من الوساطة الدبلوماسية السويسرية من نهايتهما. فما طبيعة دور الوساطة الذي لعبته سويسرا بين وجهتيْ نظر متباينتيْن شغلتا العالم؟ وما هو الشكل الجديد الذي سيتخذه هذا الدور ضمن المرحلة الحالية من الثورة الكوبية؟

طالع المزيدكوبا والولايات المتحدة: هل حان الوقت لإنزال العلم السويسري.. وفتح المصارف؟

في الآونة الأخيرة، وبالتحديد في ديسمبر 2019، سهّلت سويسرا تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وإيران، وهو انفراج نادر في العلاقات المتدهورة بين البلديْن.

وفي أبريل 2019، ساعدت سويسرا أيضا في ضمان الإفراج عن مواطن أمريكي كان مسجونا في فينزويلا.  

المزيد
متظاهرون يحتجون على نقص المياه في كاراكاس، عاصمة فنزويلا

المزيد

لماذا تمثل سويسرا “دولا متنازعة” دبلوماسيا؟

تم نشر هذا المحتوى على تشهد فنزويلا منذ عدة أشهر صراعا داخليا على السلطة، حيث تدعم واشنطن زعيم المعارضة، خوان غايدو – الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد – بدلاً من مادورو. في هذا السياق، هددت الولايات المتحدة بالتدخل عسكريا عدة مرات، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وفي 5 أبريل الجاري، صدر إعلان يُفيد بتوقيع برن على اتفاقية مع…

طالع المزيدلماذا تمثل سويسرا “دولا متنازعة” دبلوماسيا؟

ما الذي تجنيه سويسرا من القيام بهذا الدور؟

عندما سئلت وزارة الخارجية إذا كانت سويسرا تحصل على أموال مقابل المساعي الحميدة التي تقوم بها، ردّت بأنها لا تحصل إلا على نفقات الجهود التي تقوم بها. فلماذا إذن تقوم بهذه المهمات المعقّدة؟

سبق أن أجاب السفير السويسري المتقاعد والسابق في إيران فيليب ويلتولد على هذا السؤال في حديث إلى swissinfo.ch في عام 2013 قائلا: “أوّلا، نريد تقديم المساعدة. قد يبدو من السذاجة قول ذلك. لكن هذه هي الحقيقة”.

لكنه أضاف بأن هناك أسبابا أخرى: “إنها أيضا فرصة جيّدة للرسوخ في أذهان الحكومات الأخرى باعتبار سويسرا بلدا مفيدا- لأنه عادة عندما يكون الآخرون في حالة حرب مع بعضهم البعض، تصبح الأطراف الثالثة مهمّشة. وفي حالة الحرب العالمية الثانية، كان التهميش مضرا للغاية، لأنه تحوّل إلى موقف عدائي ضد سويسرا”.

من المؤكّد أن هذا التفويض يسمح لبلد جبال الألب بالبقاء حاضرا في اهتمام القوى العظمى في حينه. في العام الماضي فقط، فجأة ظهرت سويسرا على الرادار الدبلوماسي الأمريكي، مما سمح بعقد لقاء بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس السويسري حينها أولي ماورر في مايو 2019.

ونظرا للتوتّر المستمر في علاقة بالملف االإيراني، من المرجّح أن تستمر سويسرا في القيام بهذا الدور الحيوي.

المزيد
مراسم تشييع جنازة في طهران

المزيد

كيف يتعامل “ساعي البريد” السويسري مع الولايات المتحدة وإيران؟

تم نشر هذا المحتوى على يوم الأحد 5 يناير الجاري، استدعت السلطات الإيرانية المبعوث السويسري الذي يمثل المصالح الأمريكية في طهران احتجاجًا على تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع تويتر. فقد قال ترامب إن الولايات المتحدة ستستهدف مواقع إيرانية إذا ما هاجمت طهران مواطنين أو ممتلكات أمريكية ردا على مقتل القائد العسكري قاسم سليماني. وكانت إيران قد هددت…

طالع المزيدكيف يتعامل “ساعي البريد” السويسري مع الولايات المتحدة وإيران؟

(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية