مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تمويلٌ سويسري لإعادة توطين المهاجرين التشاديين في بلادهم

بعد أن ساعدت منظمة الهجرة الدولية على ترحيل المهاجرين الأفارقة من ليبيا بعد سقوط نظام القذافي، تحاول اليوم الإسهام في تيسير عملية اندماجهم في مجتمعاتهم الأصلية. Keystone

خصّصت سويسرا حوالي 2،9 مليون دولار أمريكي كمساعدة لدعم منظمة الهجرة الدولية في إعادة توطين المهاجرين التشاديين العائدين من ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي. المشروع يستمر عامين وسيستفيد منه حوالي 125 ألف شخص في ثلاثة مناطق تقع في شمال البلد الإفريقي.

أعلنت منظمة الهجرة الدولية في جنيف عن توقيع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون مع السلطات في نجامينا يوم الإثنين 7 يناير 2013 على اتفاق تقدم بموجبه سويسرا حوالي 2،9 مليون دولار لإعادة توطين المهاجرين التشاديين الذين أرغموا على العودة من ليبيا بعد اندلاع الثورة فيها، والذين يعيشون حاليا في ثلاثة مناطق في شمال البلاد مجاورة لكل من ليبيا والنيجر والسودان.

وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، يقول جومبي عمري جومبي، الناطق باسم منظمة الهجرة العالمية: “إن هذا التوقيع يعتبر حدثا مهما بالنسبة لنا حيث أنه سيسمح بمساعدة المهاجرين العائدين وعائلاتهم للإستقرار في  شمال البلاد التي هي مناطق فقيرة جدا، وليست بها بنية تحتية، وطرقاتها معطلة بسبب انتشار الألغام المترتبة عن الحروب الأهلية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي”.

إشراك الأهالي في القرار

في السياق نفسه، ترغب منظمة الهجرة الدولية في إشراك سكان المناطق المعنية والمهاجرين العائدين من ليبيا في اختيار المشاريع التي يرون أنها تخدمهم في المنطقة، ويقول جومبي عمري: “لا نريد فرض حلول على سكان المنطقة”.

المتحدث أشار أيضا إلى أن منظمة الهجرة العالمية عرضت تقييمها للأوضاع هناك على الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وأضاف “بعد حصولنا على هذا الدعم المالي من سويسرا، سنتوجه إلى السكان في المنطقة للتعرف على ما يرون أنهم في حاجة إليه. أكيد أنه ستكون هناك مدارس، ومراكز علاج، ومشاريع حفر آبار للحصول على المياه الصالحة للشرب. لكننا نرغب في أن يعبّروا هم بأنفسهم عن أولوياتهم، وبعدها نقوم بإنجاز هذه المشاريع”.

خصصت سويسرا لهذا المشروع حوالي 2،9 مليون دولار أمريكي.

باعتبارها الطرف الممثل للكنفدرالية، ستقوم الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون بالإشراف على هذا المشروع بالإشتراك مع منظمة الهجرة الدولية التي يُوجد مقرها في جنيف.

تم التوقيع على تمويل المشروع يوم 7 يناير 2012 في العاصمة التشادية نجامينا.

يبلغ عدد المستفيدين من المشروع حوالي 125 ألف شخص ما بين مهاجرين عائدين من ليبيا ومقيمين في المناطق التي سيستقرون فيها في شمال البلاد.

المشروع مبرمج لمدة عامين ابتداء من تاريخ التوقيع عليه (أي من 7 يناير 2013 إلى 6 يناير 2015).

سيتم إشراك السكان والمهاجرين العائدين في تحديد المشاريع التي تحظى بالأولوية وفي مقدمتها قطاعات التكوين والتعليم، والبنية التحتية، ومراكز العلاج الصحي، وتطهير الأراضي والطرقات من مخلفات الألغام، إضافة إلى توفير فرص الدخل للعائدين في منطقة فقيرة كانت تعتاش على ما يُرسله أبناؤها المهاجرون.

قدرت منظمة الهجرة الدولية عدد المهاجرين التشاديين العائدين من ليبيا إلى كامل مناطق البلاد بحوالي 130 الف شخص. 

تطلعات العائدين وأولويات السكان

المشروع الذي أعدته منظمة الهجرة الدولية قائم على أساس دراسات أنجزها خبراؤها في شهر مارس 2012 في 14 مقاطعة تشادية تتميز بهجرة كبيرة لسكانها إلى الخارج. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها وجود حاجة ماسة في هذه المناطق لعملية اندماج اجتماعي واقتصادي للمهاجرين العائدين بما يساعدهم في تعويض النقص في الدخل من جهة، وتكييفهم من جهة أخرى على التأقلم مجددا مع الوضع الإجتماعي والثقافي بعد أن عاشوا لفترات تطول وتقصر في مجتمعات تختلف أنماط عيشها بدرجة أو بأخرى عن المجتمع المحلي.

وفي هذا الصدد، يؤكد جومبي عمري، الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية أن هذا المشروع “متكامل ببعديه الإجتماعي والإقتصادي، حيث نقوم بالتركيز على استقرار سلمي بين العائدين وأبناء المجموعة المستقبلة لهم لأننا نتحدث من منطقة الساحل التي تعرف مشاكل كبيرة في مجال الأمن الغذائي. ومن أجل أن لا يحدث تشاحن بين العائدين والسكان الأصليين، نسعى لأن يكون هناك نقاش مستمر بين الطرفين حفاظا على التعايش السلمي بينهما”.

استفادة من البنية المحلية

من القطاعات التي ستحظى بالأهمية مسألة التكوين والتأهيل لأن “أغلب العائدين من ليبيا هم من العمال ذوي التكوين البسيط والذين كانوا يقومون بأعمال مثل قيادة الجرارات وما إلى ذلك. وهذه مهن ليست متوفرة في المنطقة. لذلك سنضطر لإعطائهم تكوينا يلبي الحاجيات الموجودة في تشاد”، كما يقول الناطق باسم منظمة الهجرة الدولية.

من جهة أخرى، كان أبناء المهاجرين العائدين يتابعون دراستهم باللغة العربية في ليبيا، أي أنهم لا يتقنون اللغة الفرنسية المعتمدة في المدارس التشادية. لذلك، يُنتظر أن تُولي منظمة الهجرة الدولية أولوية لهذه المسألة في سياق هذا المشروع المُموّل من قبل سويسرا.  

أخيرا، تشدد منظمة الهجرة الدولية على أن “هذا المشروع السويسري هو الأول من نوعه الذي يستخدم البنية الإجتماعية القائمة في منطقة ما، من أجل تسهيل اندماج المهاجرين العائدين للوطن”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية