مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تدريب الجراحين على الدمى!

يلجأ مستشفى كانتون بازل إلى الدُمى الإلكترونية الآدمية المظهر، لتدريب فرق الجراحين على مواجهة المواقف المعقدة في غرف العمليات الجراحية.

وتتقمّص الدُمى التي تنتجها إحدى الشركات الأمريكية بولاية فلوريدا دور المرضى وخلجاتهم في غرف العلميات الجراحية.

قد يندهش المتابع لإحدى العمليات الجراحية في مستشفى بازل عبر الشاشة الصغيرة أو النافذة الزجاجية لوجود “إنسان” على إحدى مناضد العمليات الجراحية ولخلو الغرفة تماما من أي طبيب جراح أو معاون.

لكنه سيكتشف بسرعة أن “الإنسان” المُنضد باللفائف التقليدية على الطاولة الجراحية هو دمية محشوة تماما بأجهزة إلكترونية متطورة للغاية بطريقة تمكنها من كشف النقاب عن أي خطأ أو عيب يرتكبه أي فرد من أفراد الفريق الجراحي خلال العملية الجراحية.

ويقول الأستاذ دانييل شايديغر Daniel Scheidegger رئيس قسم الجراحة بمستشفى كانتون بازل، إن المتتبع لسير عملية جراحية على أجهزة الرقابة التقليدية المستخدمة لهذه الغاية، ينسى سريعا أن “المريض” الذي تُجرى عليه العملية هو عبارة عن دمية إلكترونية ليس أكثر.

ويرجع هذا الشعور لحقيقة أن الدمية العجيبة تتميّز تماما بنفس ردود الفعل التي يتميز بها الإنسان تحت العملية الجراحية، وتعكس على أجهزة الرقابة بدقة بالغة نفس الظواهر الإيجابية والسلبية التي يعكسها المريض الخاضع للعملية الجراحية.

ويستطيع الجيل الجديد من هذه الدمى الإلكترونية الجراحية مخاطبة الجراحين بالسعلة والأنين ونزف العرق أو حتى بلغة العيون، و بالحشرجة التي تنطلق تقليديا عن القلب أو الرئتين والأمعاء أثناء العمليات الجراحية، للفت الانتباه إلى أن العملية تسير سيرا حسنا، أو لعكس ذلك تماما.

توسيع التجربة

وبعد الإطلاع على “دمية طفل” عرضت خلال أحد المؤتمرات الطبية مؤخرا في ألمانيا، قال الدكتور بيتير بيرو Peter Biro أخصائي التخدير في قسم الجراحة بالمستشفى الجامعي في زيوريخ، إن هذه الدمى تأخذ بشكل متزايد معالم المرضى الحقيقيين وتعتبر حاليا عنصرا حيويا للتدريب على الجراحة على الإنسان.

وبغض النظر عن ردود الفعل الماثلة في السعال أو العرق أو حركة الجفون والعيون “للتعقيب” على مقادير البنج أو المخدر ومقادير مختلف أنواع الأدوية المستخدمة خلال العملية الجراحية، تعطي هذه الدمى مؤشرات قيّمة على نوعية الدواء المستخدم وما إذا كان الدواء سليما للجراحة.

لكن الأهم من ذلك هو أن هذه الدمى تساعد على تدريب الأطباء الجراحين على فنون السيطرة على المواقف العسيرة والمعقدة التي قد تطرأ خلال العمليات الجراحية، من حيث أنها تسجل ردود فعل كل فرد من أفراد فريق الجراحين لتقييم قدراته بعد ذلك على اتخاذ القرار في غضون ثواني تكون حاسمة لإنقاذ حياة المريض.

والطريف أن التدريب على هذه الدمى يتم في إطار حقيقي تماما وليس افتراضيا. وهذا يعني أن جميع التجهيزات والأدوية والمواد المستخدمة خلال عمليات التدريب تكون فعلية وحقيقية.

وتسجل عدسات الفيديو كل كبيرة وصغيرة وكل حركة ورد فعل يرتسم على وجه أحد أعضاء الأطباء الجراحين، ليس لتقييم جميع هذه العناصر وحسب، ولكن لتقييم التفاعلات الإنسانية أيضا بين أعضاء الفريق أثناء الوضعيات الصعبة والمعقدة في غرفة العمليات الجراحية.

جورج انضوني – سويس إنفو

ينتظر الجراحون بالمستشفى الجامعي في كانتون بازل وصول الدمية الإلكترونية الثانية التي ستأخذ مكان الأطفال في غرف العمليات الجراحية، بعد التدريب على دمية تتقمص دور البالغين في نفس الغرف. أما الهدف من استخدام هذه الدمى فهو التدريب على المواقف الصعبة والطارئة في غرف العمليات الجراحية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية