مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تركيا وأمريكا: إستراتيجيات “انقلابية” كبرى في الأفق؟

قوات وآليات عسكرية تركية تتحرك على إحدى الطرق في محافظة سيرناك على الحدود بين تركيا والعراق يوم 22 أكتوبر 2007 Keystone

من يقف وراء الأزمة الإنفجارية الجديدة بين تركيا وكردستان العراق، والتي يتفق الجميع انها تهدد بإشعال حرب إقليمية في الشرق الاوسط في حال أفلتت من عقالها؟

ثمة ثلاثة أطراف مشتبه بها تتقاسم الان بشكل غريب سريراً واحداً على إمتداد المثلث الكردي على طول الحدود العراقية- التركية- الإيرانية..

فهناك، اولاً، حزب العمال الكردستاني الذي هاله التقارب الإقتصادي الكبير بين تركيا وكردستان العراق (80 في المائة من الإستثمارات الاجنبية في الإقليم تركية) والذي أفزعته كذلك التيارات الكردية المعتدلة التي تفرزها الان التجربة الاوردوغانية الإسلامية، فقرر تقويض كل ذلك بإشعال حريق كبير.

وهناك، ثانياً، المؤسسة العسكرية التركية التي تبحث منذ خمس سنوات عن فرصة لنسف كل الإصلاحات الدستورية التي ينوي حزب العدالة والتنمية التركي ذو الجذور الإسلامية إدخالها، وعلى رأسها وضع دستور جديد يحل مكان دستور 1982 الذي فرضه العسكر، يحد إلى درجة كبيرة من دور الجيش في الحياة السياسية. وبالطبع، الحرب ضد الاكراد مدخل ممتاز لإعادة فرض جدول أعمال العسكر على برامج المدنيين الإسلامويين.

ثم هناك أميركا، التي تمارس سياسة أقل ما يقال عنها أنها ماكيافيلية إلى أقصى الحدود. فهي من جهة تندد بقوة بحزب العمال الكردستاني الذي قتل خلال شهر واحد أكثر من 50 تركياً بين عسكري ومدني، ومن جهة ثانية تغَل يد تركيا وتمنعها من شن عملية عسكرية واسعة النطاق داخل منطقة كردستان العراق الجبلية الوعرة.

كل من هذه الاطراف الثلاثة يلعب دوراً كبيراً في قذف العديد من العيدان المشتعلة قرب برميل البارود الكردي. لكن الاخطر بينها هو الطرف الاميركي. لماذا؟

نترك الرد للمحللين الأتراك. فهؤلاء، خاصة في صحيفة ” توداي زمان ” ومجلة ” تيركيش ويكلي “، يرون نذر عاصفة عاتية وزاحفة تحلَق الأن بخطر فوق العلاقات بين هذين الحليفين الإستراتيجيين التركي والاميركي اللذين يمتلكان أكبر الجيوش في حلف شمال الأطلسي. السبب: الارمن والأكراد، على الجانب التركي، والعراق وإيران والإستراتيجيات العليا على الجانب الاميركي.

لكن، كيف ولماذا هذا التمازج المتفَجر بين قضايا تبدو منعزلة عن بعضها البعض، كالأرمن والاكراد، أو كموقف أنقرة من التوجهات الاميركية في العراق وإيران؟

سنأتي إلى هذا السؤال- اللغز بعد قليل. قبل ذلك، وقفة أمام العودة القوية للمسألة الأرمنية إلى ساح الفعل الدولي.

الورقة الأرمنية

يمكن القول بكل ثقة ان القضية الأرمنية لم تكن لتبقى قضية، لولا الشتات (الدياسبورا) الأرمني في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة. فالمهاجرون الأرمن في اوروبا واميركا، هم الذين عملوا بدأب ونشاط، وما زالوا، على إبقاء ما يسمونه “المذابح الأرمنية” أو “حرب الإبادة” في تركيا العثمانية العام 1915 في الذاكرة الحية.

ما حدث في ذلك العام واقعة تاريخية غامضة. فالأرمن يقولون ان العثمانيين قتلوا ما بين مليون و مليون ونصف أرمني ل ” تنقية” ما يعتبرونه أراض تركية من أي مطالب إقليمية فيها. فيما يقول الأتراك أن ما وقع تلك السنة، لم يكن سوى حلقة أخرى من سلسلة حلقات الأزمات التي خلقتها القوى الإمبريالية المتصارعة على تقاسم العالم خلال الحرب العالمية الأولى، عبر تحريك ورقة الأقليات. الروس، آنذاك، هم الذين حرضَوا العصابات والميليشيات الأرمنية على التمرد والإعتداء على مواطنيهم العثمانيين الاتراك والأذريين، فردت السلطات العثمانية بقتل بعض الأرمن( أنقرة تضع الرقم بين 30 إلى 50 ألفاً) وإعادة توطين بعضهم الاخر في مناطق وبلدان أخرى.

الحقيقة في هذا الجدل التاريخي تحتاج إلى لجنة مؤرخين دولية تخصصة، تقوم بإعادة قراءة الاحداث على أسس جديدة ومحايدة. لكن اللوبي الأرمني القوي في الولايات المتحدة، خاصة في ولاية كاليفورنيا، لا يؤمن لا باللجان ولا بالتحقيقات. إنه واثق بأن حرب الإبادة وقعت، وكل ما يحتاجه الامر هو أن تعترف تركيا بها. ولأنه واثق، يعمد عشية كل إنتخابات رئاسية اميركية إلى طرح هذه القضية كشرط لدعم مرشحي الرئاسة.

ما كان يحدث طيلة السنوات الخمسين الماضية أن الملف الأرمني كان يطوى بسرعة، مباشرة عبر إستقرار غبار معركة الإنتخابات. لكن هذا العام طرأ تطور جديد: الملف فتح ولم يغلق، بل هو تحَول إلى قرار أقرَته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، وسيعرض قريباً للتصويت أمام المجلس برمته.

” إيباك ” تتحرك

هذا التطور كان كبيراً وجديداً، لكنه لم يكن مفاجئاً. إذ سبقه قبل نحو الشهرين بيان من مجموعة الضغط اليهودية الاميركية ” إيباك” يؤكد أن المذابح الأرمنية كانت ” حرب إبادة ” بالفعل. هذه كانت المرة الاولى التي يدير فيها يهود أميركا ظهورهم لتركيا التي يعتبرونها أهم حليف إستراتيجي لإسرائيل في الشرق الاوسط واول دولة إسلامية تعترف بهذه الأخيرة بعد نشوئها. لكن لماذا إتخذ اليهود هذا الموقف؟

حتماً ليس لان ضميرهم إستيقظ فجأة بعد سبات قرن كامل على وقع صراخ أشباح المذابح الأرمنية، ولا بالتأكيد لانهم باتوا أكثر قرباً من روسيا وجمهورية أرمينيا وجورجيا وإيران في صراعها مع تركيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه. في المسألة شيء أعمق بكثير وأشمل بكثير. شيء له علاقة مباشرة بالإستراتيجيات العليا وبلعبة الشطرنج الكبرى التي تجري وقائعها هذه الأيام بخطى متسارعة على أرض مناطق الشرق الاوسط- آسيا الوسطى- القوقاز.

وهذا الذي يجري، يعيدنا بخطى متسارعة أيضاً إلى سؤالنا الاولي: لماذا تتمازج قضايا الأرمن والأكراد والإيرانيين والعراقيين والاتراك في كوب كوكتيل متفجَر واحد؟.

ببساطة لأن سفينة العلاقات التركية- الأميركية تمر في مضائق مائية خطرة للغاية. وهي خطورة تزداد حدة، حين نتذَكر أن العلاقات بين الطرفين لها تاريخ طويل من الود والوشائج العاطفية، على العكس تماماً من العلاقات العربية- الأميركية التي تدهورت منذ ما بعد معاهدة فرساي في عشرينات القرن العشرين.

ففي نيسان \ إبريل 1946، جلبت المدمرة الأميركية ” ميزوري ” جثمان السفير التركي لدى الولايات المتحدة منير أرتيغون إلى تركيا. وهو ما إعتبره الشعب التركي آنذاك تحية رائعة من الدولة الأميركية الصاعدة، فيما أطلت عليه الحكومة التركية على أنه تعبير عن وقوف واشنطن إلى جانبها في وجه المطالب السوفياتية في مضائق البوسفور ومناطق شرق تركيا. وهكذا، نزل عشرات المواطنين الأتراك إلى شوارع إسطنبول لتحية ” الميوزري، ونشر رئيس تحرير صحيفة “أقسام” النافذة نجم الدين صادق (الذي أصبح بعدها بسنة وزيراً للخارجية) عنواناً رئيساً ضخماً في الصفحة الاولى جاء فيه: ” أيها الأصدقاء الأعزاء، أهلاً “.

وحين أعلن الرئيس الاميركي هاري تروكان مبدأه الشهير حول الإحتواء في العام 1947، والذي أسفر في النهاية عن ضم تركيا إلى حلف شمال الأطلسي والمعسكر الغربي العام 1952 ، صعدت شعبية أميركا في تركيا إلى عنان السماء.

لكن الكثير تغيَر منذ ذلك الحين.

ففي العام الماضي، كشف إستطلاع لمؤسسة ” بيو ” العالمية عن أن شعبية الولايات المتحدة في تركيا بلغت 12 % ( الأقل في العالم بعد فلسطين) ، وأن 3 % من الرأي العام التركي فقط يثق بالقيادة الدولية للرئيس جورج بوش. وهذه اللاثقة تمددت ليس فقط إلى حكومة رجب طيب أوردوغان ذات الجذور الإسلامية، بل حتى إلى هيئة الأركان التركية التي تعتبر الحليف الأقوى لواشنطن في اوروبا والشرق الاوسط.

لماذا هذا التدهور في ما كان في وقت ما شهر عسل مديداً؟

الأسباب تبدو عديدة لدى كلا الطرفين. فالشعب التركي المسلم لم يقتنع بالمبررات الاميركية لغزو شعب أفغانستان المسلم، ولا لاحقاً بشعب العراق المسلم. كما أنه غاضب من التجاهل الاميركي الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني ولمصير مدينة القدس. والحكومة التركية وهيئة الأركان تشعران بغضب أشد من أميركا لسببين: تمرير مشروع القرار حول القضية الأرمنية في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي للمرة الأولى، وفي الوقت ذاته تقييد يدي تركيا في القضية الكردية ومنعها من الرد على الهجمات المميتة لحزب العمال الكردستاني إنطلاقاً من الأراضي العراقية.

ومن جهتها، لم تنس الولايات المتحدة ان أنقرة “خانتها” حين رفضت السماح للقوات الاميركية بفتح جبهة ضد صدام حسين في شمال العراق، وحين واصلت إقامة علاقات حميمة مع كل من سوريا وإيران.

شكوك.. شكوك

هذه الإتهامات والشكوك المتبادلة، خلقت الكوكتيل المتفَجر الراهن في العلاقات التركية- الأميركية. وهو كوكتيل مرشَح للتفَجر أكثر إذا ما صحًت الشكوك التركية الراهنة بالنوايا الأميركية والتي تسير على النحو الآتي:

واشنطن لا تزال حاقدة على أنقرة بسبب موقفها الرافض لغزو العراق، وهي تريد معاقبتها لتمنعها لاحقاً من تحدي القرارات الإستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط.

بيد ان الأمر لا يقتصر على الماضي، بل يتَصل أيضاً بالحاضر والمستقبل. فالولايات المتحدة العالقة في صراع خطير مع إيران في العراق، تبحث عن حلفاء أقوياء في المنطقة يساندونها في هذه المعركة المصيرية. وبالطبع، تركيا بحجمها الإقليمي الكبير، وقوتها العسكرية المشهورة، وتاريخها كمعقل للسَنة المسلمين، تعتبر مرشحاً ممتازاً للوقوف في وجه إيران ولترويض سوريا.

الورقتان الرئيستان اللتان تستخدمهما واشنطن الان للضغط على أنقرة هما المسألتان الأرمنية والكردية، بمساندة فعالة من اللوبي اليهودي في الكونغرس الاميركي (حيال الأرمن) والمخابرات الإسرائيلية في شمال العراق (حيال الأكراد). والمقايضة واضحة هنا: إنضموا إلينا في الحرب على إيران، نمنع عنكم حرب الأرمن والأكراد.

كتبت قبل أيام صحيفة “توداي زمان” التركية: “تركيا ستكون أكثر الحلفاء تأثيراً بالنسبة للولايات المتحدة فيما تعمل على سحب نفسها من الكابوس العراقي. وهي في حاجة لإستخدام أوراق قوية لتحويل الشراكة الإستراتيجية معها (تركيا) إلى تعاون قوي (حيال العراق وإيران). وفي هذا السياق، ورقة الإبادة الجماعية الأرمنية والاكراد، وسيلة ضغط مفيدة في يد الدبلوماسية الأمريكية. ورقة يبدو أنها تقول: ساعدونا في العراق، نساعدكم في أرمينيا”.

تكتيكات الضغط هذه ليست جديدة. وقد إستخدمتها واشنطن مراراً وتكراراً في السابق في علاقتها مع أنقرة. لكن مع ذلك، ثمة شيء مختلف هذه المرة: الولايات المتحدة مضطرة لإتخاذ قرارات راديكالية في العراق، ولذا، فهي في حاجة إلى تركيا أكثر من أي وقت مضى. وبالتالي، ورقة الضغط الناجحة يجب أن تكون أقوى.

لكن، ماذا تريد اميركا بالتحديد من تركيا ؟ الكثير:

1- أن تعمل على ردع إيران، لمنعها من ملء الفراغ بعد بدء سحب القوات الاميركية من بلاد الرافدين. وبالطبع، العلاقات الودية التركية- الإيرانية الراهنة، لا تفي بهذا الغرض. يجب أن يكون هناك توتر قوي بين البلدين، مشفوع بحشد متبادل للقوات العسكرية على الحدود إن أمكن.

2- أن تقوم تركيا بممارسة ضغوط قوية على سوريا لحملها على وقف تحالفها الإستراتيجي مع إيران. وهذا امر ممكن، إذا ما تذكَرنا ان القوات التركية كادت في شهر أكتوبر من عام 1998 ان تجتاح سوريا، مهددة بألا تتوقف عن الزحف على دمشق “إلا بهدف إحتساء الشاي”، ما لم تنه سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني. آنذاك، قدمت الحكومة التركية 11 شرطاُ، قبلها كلها الرئيس الراحل حافظ الأسد.

3-أن تكون انقرة مستعدة تماماً لتقديم كل التسهيلات العسكرية واللوجستية لأنقرة، في حال قررت هذه الاخيرة توجيه ضربة جوية ماحقة لإيران.

4- وأخيراً، أن تنتظم تركيا في التوجهات الإستراتيجية العامة الجديدة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. وهذا يعني في هذه المرحلة الإنضمام إلى الحلف الاميركي- العربي المناهض لإيران، والذي ينتظر أن يبلوره المؤتمر الدولي حول الشرق الاوسط في الخريف المقبل.

كما هو واضح، هذه المطالب تتطلب إنقلاباَ جذرياً في سياسات تركيا، تجعلها تتحَول بغمضة عين من دولة غربية أتاتوركية تدير ظهرها للشرق الاوسط، إلى دولة إسلامية شرقية منغمسة حتى أذنيها بالشؤون الاوسطية.

ولكي تقبل أنقرة ذلك، أوراق الضغط الاميركية الأرمنية والكردية والإقتصادية لن تكون كافية وحدها. . يجب ان يكون هناك أيضاً ثمن مغر بما فيه الكفاية. مثل ماذا؟ مثلاً، مثل بيع جلد حزب العمال الكردستاني الناشط حالياً في شمال العراق؛ منح تركيا تنازلات في كركوك ونفطها، ثم في كل العراق في حال تقسيمه؛ ضمانات بالحفاظ على وحدة الوطن التركي إذا ما بدأ العمل على إعادة رسم خرائط الشرق الاوسط؛ حصص تركية في أي تقاسم جديد للنفوذ في المنطقة قد يلي حرباً محتملة بين اميركا وإيران.. الخ.

حتى الان، بوادر مثل هذه الصفقة الضخمة لما تظهر بعد. فواشنطن لا تزال تمارس الضغوط على أنقرة عبر الورقة الأرمنية وعبر منع الأتراك من القيام بأكثر من عمليات عسكرية محدودة ضد الاكراد في شمال العراق. لكن الأمور قد تنقلب رأساً على عقب خلال الشهور المقبلة، مع بدء إقتراب موعد الإنسحابات الاميركية من العراق. إذ قد تظهر في ذلك الوقت الجزرة الاميركية جنباً إلى جنب مع العصا. وحينها، قد يكتب تاريخ جديد لكل من تركيا ومنطقة الشرق الاوسط. “تاريخ جغرافي” جديد، بتعبير أدق !.

سعد محيو – بيروت

الجزيرة (تركيا) (رويترز) – قالت مصادر عسكرية يوم الاربعاء ان طائرات حربية وقوات تركية هاجمت متمردين اكراد داخل العراق وان القوات تحتشد على الحدود لكن أنقرة امتنعت عن توجيه أي ضربة عسكرية كبرى في الوقت الراهن.

وفرضت انباء الطلعات الجوية في الفترة بين يومي الاحد 21 أكتوبر ومساء الثلاثاء 23 أكتوبر التي توغلت فيها طائرات حربية تركية لمسافة 20 كيلومترا داخل العراق وتقدمت قوات قوامها نحو 300 جندي لمسافة عشرة كيلومترات على بغداد ضغوطا شديدة لاتخاذ اجراء ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يعملون من شمال أراضيه.

وقالت المصادر ان 34 متمردا من حزب العمال الكردستاني المحظور قتلوا في الغارات. وجميع القوات التركية المشاركة في العمليات عادت الى تركيا.

وفي مواجهة قلق شديد من جانب واشنطن وبغداد بشأن هجوم كبير محتمل في شمال العراق من جانب القوات التركية تقول انقرة انها مازالت تأمل في حل دبلوماسي للازمة.

لكن رغم ان بغداد تعهدت بالتحرك ضد المتمردين تتعرض حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لضغوط شديدة من الرأي العام لاتخاذ اجراء صارم وخاصة بعد ان قتل متمردو حزب العمال الكردستاني 12 جنديا بالقرب من الحدود يوم الاحد.

وفي انقرة يتوقع ان يبحث مجلس الامن القومي الذي يضم زعماء سياسيين وضباطا من الجيش اتخاذ اجراءات اقتصادية ضد الادارة الكردية في شمال العراق بسبب تقاعسها عن التعامل مع المتمردين.

وقال مصدر عسكري لرويترز “اننا نعزز قواتنا بالقرب من الحدود عند سيلوبي واولوديري بجنود تم احضارهم من اجزاء اخرى من البلاد.”

ونشرت تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي قوات يصل قوامها الى 100 الف جندي تدعمهم دبابات وطائرات مقاتلة من طراز اف-16 وطائرات هليكوبتر حربية على امتداد الحدود الجبلية للتحضير لشن هجوم عسكري محتمل واسع النطاق.

وقالت مصادر عسكرية لرويترز ان الطلعات الجوية التي نفذت في الفترة من يوم الاحد وحتى مساء الثلاثاء تشبه عمليات مماثلة جرت في الماضي.

وقال مسؤول عسكري “يمكن توقع المزيد من غارات المطاردة الساخنة في شمال العراق رغم أنه لم تقع أي غارة اليوم (الاربعاء) حتى الان.” وأضاف أن كل القوات التركية التي شاركت في العمليات عادت الان الى تركيا.

وتخشى واشنطن وبغداد من ان شن هجوم تركي كبير داخل شمال العراق يمكن ان يزعزع الاستقرار في المنطقة كلها.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 24 أكتوبر 2007)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية