مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جحيم الفلسطينيين والعراقيين في العراق

صورة حديثة لمخيم يقع قرب معبر تنف الحدودي (يبعد 306 كيلومتر شمال شرق دمشق) بين العراق وسوريا يتواجد فيه حوالي 400 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال Keystone Archive

وجهت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداء استغاثة لجلب الانتباه الى معاناة 1400 من فلسطيني العراق المحاصرين منذ سنة على الحدود السورية العراقية في مخيم الوليد.

في المقابل، تشهد منطقة كردستان شمال العراق إقامة مخيمات لإيواء العراقيين الفارين من جحيم الانفجارات في الجنوب والوسط.

وجهت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين صباح الثلاثاء 26 يونيو في جنيف، نداءا عاجلا للمجموعة الدولية لجلب الانتباه لأوضاع 1400 من فلسطينيي العراق المحاصرين منذ عام في المنطقة المنزوعة السلاح بين العراق وسوريا.

إذ اتضح أنه بالإضافة إلى ما يتعرضون إليه من التهديد بالقتل من قبل المجموعات المسلحة، فهم يعانون من ظروف العيش التي لا تطاق في مخيم الوليد ومن عدم الإكتراث الذي تبديه المجموعة الدولية لوضعيتهم المأساوية.

جحيم لا يطاق

في حديثها عن الأوضاع التي يعيشها فلسطينيو العراق في مخيم في العراء على الحدود السورية العراقية قالت الناطقة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، جينيفر باغونيس “إن هؤلاء اللاجئين المحاصرين في المنطقة المنزوعة السلاح لا يفهمون لماذا لم يهب أحد لانتشالهم من هذا الجحيم؟”.

المخيم كما وصفته الناطقة باسم المفوضية “لا يسمح – رغم الجهود التي تبذلها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر – بتقديم المساعدات الضرورية نظرا لكونه مخيما تعج فيه الزواحف من أفاعي وعقارب، ولكونه غير موصول بالمياه الصالحة للشرب وتنقصه الوسائل الصحية الضرورية لعناية صحية مقبولة”.

التهديد بعد الحرمان

إضافة الى الحرمان الذي يعيشه هؤلاء اللاجئون المقيمون في منطقة تفوق فيها درجات الحرارة الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف، قالت الناطقة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”إن مجموعة مسلحة هاجمت مخيم الوليد الأسبوع الماضي وهددت اللاجئين ونهبت مخزونهم من الأغذية”.

كما أن منظمات الإغاثة التي تحاول تقديم المساعدة لهؤلاء العراقيين “تعرضت للتهديد من قبل عراقيين مقيمين في المنطقة لمنع عمالها من تقديم المساعدة”.

وتأتي هذه المضايقات والتهديدات لتضاف الى المعاناة التي شهدها الفلسطينيون المقيمون في العراق منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين بعد الغزو الأمريكي البريطاني.

فقد تعرض أكثر من 30 الف فلسطيني يقيمون في العراق منذ عام 1948 لمضايقات وتهديدات بالقتل انتقاما حسبما يبدو للمعاملة الحسنة التي كانوا يتلقونها من قبل النظام العراقي السابق.

وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن معظم هؤلاء غادروا البلاد بعد ان قتل حوالي 186 منهم في الفترة الفاصلة ما بين أبريل 2004 ويناير 2007، وأشارت إلى أن الذين لم يستطيعوا مغادرة البلاد (يقد عددهم بحوالي 15 ألف شخص) “يتعرضون لانتقام وهجمات المجموعات المسلحة”، حسبما ذكرته المفوضية.

مخيمات للعراقيين في كردستان

بعيدا عن انفجارات بغداد، ومطاردات الجنوب يجد العديد من العراقيين الفارين من ويلات الحرب الأهلية وتجاوزات قوات الاحتلال ملاذا في مناطق أخرى من بلادهم رغم صعوبة الظروف المناخية والمعيشية.

فقد أوردت وكالة الصحافة الفرنسية مؤخرا تحقيقا استعرضت فيه بعض الحالات مثل وضعية السيدة بشرى خليل داود التي وصلت قبل اسبوعين إلى المناطق الكردية قادمة من الجنوب ذي الأغلبية الشيعية برفقة أطفالها السبعة.

بشرى وأطفالها تعتبر من السكان الأوائل في أول مخيم للاجئين يقام في خازير بكردستان العراق الواقع على بعد 30 كيلومترا عن مدينة أربيل. وعلى الرغم ظروف العيش تحت الخيام في ظل درجات حرارة مرتفعة، ورغم الوقوف في طوابير للحصول على الماء والغذاء ، فإن هذه الأم تعرب عن سعادتها لأن “المنطقة تعرف السلم والاستقرار”.

وقد بدأت معاناة بشرى وأطفالها في أعقاب فقدان زوجها في انفجار بمدينة الحلة قبل ثلاث سنوات، وبعد إصابة إبنها في انفجار آخر بسوق المدينة حيث كان يحاول كسب قوت العائلة. وقد تلت هذه المآسي ويلات الفرار والوصول الى كردستان الذي أصبح ملاذا للعديد من العائلات العربية الغنية والفقيرة على حد سواء.

الباب ليس مفتوحا للجميع

من جهة أخرى، أصبح إقليم كردستان العراق ملاذا للعديد من العراقيين من بينهم أكراد أيضا من منطقة الموصل التي تشهد تصاعدا في الصراعات ذات الطابع العرقي، ولكن الوصول الى المنطقة الكردية ليس مفتوحا للجميع بل يتطلب الأمر كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية “تقديم رشوة والحصول على دعم من قريب مقيم في المنطقة”.

ومن هؤلاء عبد الله أحمد موسى الكردي من الموصل الذي لم يعد قادرا على الخروج من بيته لمدة سنتين بسبب الصراعات العرقية في المدينة والذي فر الى مخيم خازير مع زوجته وأطفاله الستة.

ويرى رئيس البلدية في الإقليم رزغار محمد “أن هذا التوافد احدث ضغطا على المرافق الصحية وعلى استهلاك الطاقة الكهربائية”، ويشير إلى أن الكثافة السكانية في بلديته شهدت ارتفاعا في غضون عامين من 25 الف نسمة الى 30 الف نسمة.

وتشير مصالح الهلال الأحمر العراقي التي تشرف على المخيم الى أن ظروف العيش في المخيم “ليست سهلة نظرا لقلة المرافق الصحية ولانعدام التيار الكهربائي في منطقة حارة”.

ويشتكي أطفال العائلات اللاجئة في كردستان العراق من عدم وجود مدارس باللغة العربية وهي المسألة التي يُتوقع أن تنظر فيها قريبا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

ولكن رغم هذه الصعوبات يجمع اللاجئون على أن “العيش هنا أهون من العودة الى جحيم بغداد”، فعبد الله الكردي يقول إنه “مستعد للقيام باي عمل في المنطقة”، أما بشرى التي أقسمت على عدم العودة الى الحلة، فقد حصلت من ابنائها على وعد “بدفنها في كردستان”.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

مدينة الفاتيكان (رويترز) – قال البابا بنديكت يوم الخميس انه يشعر بقلق بالغ بسبب الهجرة الجماعية للاقلية المسيحية من العراق ومن أجزاء أخرى في الشرق الاوسط بسبب العنف وتدهور الوضع الامني والاضطهاد.

وقال البابا لرئيس الكنيسة الاشورية الشرقية وهي كنيسة مسيحية مستقلة لها أتباع في العراق ولبنان وسوريا وايران “اليوم يعاني المسيحيون في هذه المنطقة ماديا وروحيا وبصورة مأساوية.”

واضاف “وفي العراق على وجه الخصوص … تشعر العائلات والمجتمعات المسيحية بضغوط متزايدة من جراء انعدام الامن والعدوان والشعور بالتخلي عنها.”

“كثير منهم لا يرى سبيلا للخروج من هذا الوضع سوى بمغادرة البلاد والسعي لمستقبل جديد في الخارج. هذه الصعوبات مبعث قلق عظيم بالنسبة لي …”

وقتل عدد من رجال الدين المسيحي في العراق. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قتل مسلحون اسلاميون يسيرون على خطى القاعدة كاهنا كاثوليكيا وثلاثة من مساعديه في مدينة الموصل في شمال العراق.

واختطف كاهن كاثوليكي اخر واحتجز لمدة أسبوعين في العراق. وأغلقت الكليات والمدارس المسيحية في بغداد لاشهر بسبب تهديدات بشن أعمال عنف.

وحذرت جماعات حقوق الانسان وجماعات مسيحية من أن العنف وتدهور الوضع الامني يدفعان الاقلية المسيحية في العراق وأجزاء أخرى من الشرق الاوسط للهجرة الى الخارج.

وقال الاب برناردو سرفيليرا رئيس تحرير وكالة أنباء اسيا نيوز الكاثوليكية “هناك ضغوط متزايدة لقصر حياة المسيحيين في الشرق الاوسط داخل نوع من الجيتو (المعازل).”

وأضاف سرفيليرا “في كثير من المناطق هناك حروب وتدهور للوضع الامني وهذا يؤدي الى رغبة في الرحيل. في بعض أجزاء العراق يجبر أصوليون اسلاميون المسيحيين على ترك دينهم أو الرحيل عن البلاد تاركين كل ممتلكاتهم خلفهم.”

وقالت الامم المتحدة في تقرير هذا العام انه كان هناك 1.5 مليون مسيحي اشوري يعيشون في العراق قبل 2003 نصفهم فر من البلاد في السنوات التالية بعد الغزو وكثير ممن بقوا يرتحلون الى “مناطق امنة” في شمال العراق.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 21 يونيو 2007)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية