مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جنيف في انتظار الزوار العرب

صورة جوية لمدينة جنيف ونافورتها الشهيرة (المصدر: المكتب السياحي بجنيف) swissinfo.ch

تعتري الأوساط السياحية في جنيف موجة من القلق بسبب النقص المسجل في توافد السياح العرب على جنيف هذا الصيف رغم حملات الترويج السياحي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

ولكن الآمال لا زالت معقودة على حجوزات آخر لحظة قبيل بداية احتفالات أعياد جنيف التي تنطلق في موفى شهر يوليو الجاري.

” صحيح أننا سجلنا في الوقت الحالي تراجعا في عدد الزوار المتوافدين على جنيف من منطقة الشرق الأوسط مقارنة مع السنوات الماضية، لكنني لا زلت متفائلا في رؤية تحسن مع قرب احتفالات جنيف وبالنسبة لشهر أغسطس”.

بهذه العبارات المطمئنة أجاب نائب مدير المكتب السياحي في جنيف السيد بيات دريير على تساؤلات سويس إنفو بخصوص القلق الذي يعتري الأوساط السياحية في جنيف بسبب التراجع المسجل في عدد حجوزات السياح العرب وبالأخص من منطقة الخليج هذا العام.

القلق الذي تبديه الأوساط السياحية في جنيف خصيصا وسويسرا عموما من انخفاض عدد الزوار العرب الذين يعتزمون قضاء إجازات صيفية هذا العام، مرده إلى أن أرقام هذه السنة لا زالت دون مستوى الأرقام المسجلة في نفس الفترة من العام 2003، وأبعد بكثير عن أرقام العام 2002 التي اعتبرت سنة استثنائية بسبب إقامة الملك فهد وحاشيته لأكثر من شهرين في المدينة.

حجم الإنفاق العربي

وفيما تبرر الأوساط السياحية في جنيف هذا التفاؤل، بالإشارة إلى أن الزوار العرب وخاصة الوافدين منهم من منطقة الخليج، عادة ما يقدمون على الحجز في آخر لحظة، وإلى أن موجة الحجوزات تتزامن مع أعياد مدينة جنيف التي تنظم هذه السنة في نهاية شهر يوليو وبداية شهر أغسطس، يُعتقد أن أي تحسن مرتقب لن يؤدي إلى تعويض الخسارة المادية المترتبة عن هجرة السياح العرب للمدينة خلال شهر يوليو الجاري.

وفي هذا الخصوص يذكر نائب مدير المكتب السياحي في جنيف السيد دريير بأن “السائح العربي من منطقة الخليج يتميز بكونه من الطبقات الغنية التي لديها معدل إنفاق يومي يفوق ال 450 فرنك سويسري”.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن شهري يوليو وأغسطس من عام 2003، الذي يعتبر سنة عادية، شهدا تسجيل اكثر من 28 ألف حجز في يوليو، وما يزيد عن 56 ألف حجز في أغسطس، فإن مستوى نفقات السياح الخليجيين تراوحت الصيف الماضي ما بين 12 و 25 مليون فرنك.

في المقابل، تظل هذه المبالغ بعيدة عن أي مقارنة مع الأرقام التي عرفتها جنيف سنة 2002 “الاستثنائية” حيث أفادت بعض المصادر الإعلامية أن إجمالي نفقات الملك فهد وعائلته لوحدهم تجاوزت حينها 550 مليون فرنك.

جهود متواصلة لكسب العرب

إذا كانت الأسباب المقدمة بالدرجة الأولى لشرح أسباب تراجع توافد للسياح العرب على جنيف لهذه السنة تعود بالدرجة الأولى للوضع السياسي المتدهور في المنطقة، فإن الساهرين على السياحة في جنيف والمناطق المحيطة بها وفي سويسرا عموما لم يدخروا جهدا في الترويج لمنطقتهم في الأسواق الخليجية.

فقد زار وفد سياحي هام في شهر مارس الماضي كلا من الكويت والإمارات والسعودية وقطر والبحرين إضافة للبنان، من أجل الترويج “للوضع الآمن في سويسرا، والقدرة الفندقية المتوفرة، والجو المعتدل الذي يسمح بالهروب من حر المناطق الصحراوية” على حد تعبير حسب بيات دريير، نائب مدير مكتب السياحة في جنيف والمسؤول عن الترويج التجاري فيه.

وقد بذلت الأوساط السياحية السويسرية وفي منطقة جنيف بالخصوص جهودا إضافية هذه السنة لاستقبال وفود إعلامية من منطقة الخليج والتعريف بالعروض السياحية التقليدية المتوفرة في جنيف وبمضمون البرامج الموسيقية والثقافية المعدة بمناسبة “أعياد جنيف” السنوية.

وعلى الرغم من صرامة لغة الأرقام، يؤكد بيات دريير، نائب مدير المكتب السياحي أن آخر المعلومات المتوفرة لدى شركة الطيران السويسرية “سويس” تشير إلى “حجز كامل لكل الرحلات القادمة من منطقة الخليج خلال شهر أغسطس” القادم. كما أعرب عن تفاؤله بإمكانية إنقاذ ما يمكن إنقاذه في موسم هذا العام من خلال “ارتفاع عدد الزوار القادمين من آسيا”.

مردود السياح .. 12 مليار فرنك!

تجدر الإشارة غلى أن هذا التراجع في عدد الزوار لا يقتصر على جنيف وحدها بل يمس سويسرا ككل حيث سجلت أرقام المكتب الفدرالي للإحصاء لعام 2003 تراجعا في نفقات السياح الأجانب بحوالي 185 مليون فرنك حيث استقرت في حدود 12،1 مليار فرنك.

وشكلت مداخيل حجوزات الأجانب في الفنادق السويسرية خلال العام الماضي حوالي 6،2 مليار فرنك، أي بتراجع يقدر بحوالي 355 مليون فرنك. ومن القطاعات التي تستفيد بشكل جيد من توافد الزوار الأجانب، منتجعات النقاهة والعلاج الطبيعي التي بلغت مداخيلها العام الماضي حوالي 5،6 مليار فرنك.

وقد سجل مردود سكان المناطق الحدودية على الاقتصاد السويسري، دخلا قدر العام الماضي بأكثر من 1،6 مليار فرنك، في الوقت الذي خلفت إقامة الأجانب الوافدين بغرض الدراسة في سويسرا ما يقارب 790 مليون فرنك. أما مردود المرضى الأجانب الذين اختاروا تلقي العلاج في المستشفيات والمصحات السويسرية فقد بلغ 1،1 مليار فرنك.

وفي المقابل سجلت نفقات السياح السويسريين في الخارج في نفس العام تراجعا بنسبة 244 مليون فرنك لتستقر في حدود 10،1 مليار فرنك. وقد سجل هذا التراجع للعام الثالث على التوالي بالدرجة الأولى في عدد الحجوزات في الفنادق، بينما عرفت الرحلات التي لا تتعدى يوما واحدا للخارج ارتفاعا بنسبة 2،1% لتصل تكلفتها إلى حوالي 1،5 مليار فرنك.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

أرقام موسم 2003 السياحي:

12،1 مليار فرنك: نفقات السياح الأجانب في سويسرا
10،2 مليار فرنك: نفقات السياح السويسريين في الخارج
متوسط نفقات السائح العربي يوميا: 450 فرنك

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية