مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جهود حثيثة لإصلاح القطاع السياحي بالجزائر

السيد رابح مرحبا والسيدة سميرة حرشاوي من المكتب الوطني لسياحة امام جناح الجزائر بالمعرض في جنيف (14 سبتمبر 2006) swissinfo.ch

تولي الجزائر أهمية لإعادة إصلاح القطاع السياحي محاولة الاستفادة من أغلاط الآخرين من أجل تطوير قطاع سياحي "مراع لمتطلبات التنمية المستدامة كالمحافظة على البيئة وفي خدمة وصالح السكان الأصليين بالدرجة الأولى".

هذه هي الرسالة التي حرص على إبلاغها الوفد الجزائري المشارك في أول معرض للسياحة الإفريقية الذي انعقد في جنيف ما بين 10 و 15 سبتمبر 2006.

على هامش مشاركة الجزائر في أول معرض للسياحة الإفريقية بجنيف ما بين 10 و 15 سبتمبر 2006، التقت سويس إنفو بالسيد رابح مرحبا، مسؤول التسويق بالمكتب الوطني للسياحة بالجزائر للتعرف من خلاله على الجهود المبذولة في هذا البلد لتطوير قطاع السياحة الذي بقي الى حد ما مهمشا بعد ان ظل يعاني من تأثيرات التسيير الحكومي في الحقبة الإشتراكية التي عرفتها البلاد في الفترة السابقة.

سويس إنفو: السيد رابح مرحبا، تشارك الجزائر بجناح مهم في هذا المعرض الأول للسياحة الإفريقية بجنيف، ما هي توقعاتكم من هذه المشاركة؟

رابح مرحبا: التوقعات هي أولا المشاركة في هذه المحاولة الأولى لأنها تدخل في إطار ديناميكية قطاع السياحة في الجزائر حاليا. إذ أن الجزائر تهيئ نفسها منذ ثلاث أو اربع سنوات على الأقل للدخول في هذا الميدان على الساحة الدولية . وهناك عودة لإقبال السياح على التوافد على الجزائر. وثانيا لربط صلات بمحترفي السياحة وبمن لهم رغبة في الاستثمار او في الدخول في مشاريع مشتركة في القطاع السياحي بالجزائر. فالجزائر اختارت اليوم الانفتاح على اقتصاد السوق ونحاول حاليا إصلاح كل بنياتنا ومرافقنا السياحية لكي تكون في مستوى المعايير الدولية من أجل القدرة على التنافس في مجال الساحة الدولية.

سويس إنفو: ما هي الصورة التي جئتم لتقديمها عن واقع السياحة في الجزائر في هذا المعرض؟

رابح مرحبا: هي صورة جزائر تحاول تقديم كل ما لديها من إمكانيات في هذا الميدان. كما تعلمون الجزائر بلد قارة بمعنى الكلمة تشتمل على كل مقومات البلد السياحي من شواطئ الى حمامات معدنية الى سياحة صحراوية الى سياحة المعالم الأثرية والاكتشافات. ويمكن القول أن الزائر من مختلف الأذواق بإمكانه أن يجد مبتغاه عند زيارة الجزائر. وهدفنا هو تقديم هذه الأوجه السياحية للزائر خصوصا وأننا نعرف أن السائح السويسري يولي أهمية بالغة لحماية واحترام البيئة ولكل ما له علاقة بالسياحة الثقافية. وهناك أعداد من السويسريين الذين يترددون على الجنوب الجزائري حيث يمارسون هواية التجوال في الصحراء وهواية الاكتشاف وبالأخص في أقصى الجنوب حيث معالم الرسوم الأثرية في اكبر متحف في الهواء الطلق في العالم اي متحف الطاسيلي.

سويس إنفو: على ذكر السياح السويسريين، ما الذي تمثله السوق السويسرية بالنسبة للسياحة الجزائرية؟

رابح مرحبا: أهمية السوق السويسرية بالنسبة لنا تكمن في أن السويسريين يتمتعون بتقاليد في مجال حماية الطبيعية والبيئة. وكون أن النظام التربوي السويسري يساهم في إعداد النشء بطريقة محافظة على البيئة وهو ما يمكنهم تطبيق تلك المعايير عند زيارة بلد مثل الجزائر لأن الجزائر تمثل بالنسبة لهم المكان الأمثل لتطبيق تلك المعارف.

سويس إنفو: المشكلة التي كانت تعاني منها الجزائر منذ سنوات هي مشكلة عدم توفر ما يكفي من الفنادق ومن الأسرة والمنشئات الضرورية لاستقبال الزوار. ما هي الجهود المبذولة حاليا لتلافي هذا النقص؟

رابح مرحبا: بالفعل لقد كانت الجزائر تنتهج في الماضي سياسة اقتصاد موجه على الطريقة الاشتراكية وهو ما ترتب عنه كون كل البنية التحتية السياحية هي ملك للدولة وهذا ما هو متوفر حتى اليوم. ولكن كما قلت في البداية هناك جهود للانفتاح على اقتصاد السوق وللوصول بالقطاع السياحي الى مستوى المعايير الدولية القادرة على المنافسة. ونتيجة لذلك توجد كل هذه المؤسسات السياحية الحكومية محط خصخصة وبالتحديد في مجال الإدارة والتسيير.

سويس إنفو: ومن حيث البنية التحتية فنادق وما إلى ذلك؟

رابح مرحبا: هناك حاليا أكثر من 160 منطقة سياحية قابلة للتمديد، وفي كل من هذه المناطق فرص متاحة أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب. (ملاحظة من التحرير: هناك حديث عن زيادة حوالي 28 الف سرير في مشاريع مختلفة نذكر منها مشروع مشتركا بين شبكة آكور للفنادق ورجل الأعمال الجزائري جيلالي مهري، لبناء 37 فندقا عبر التراب الجزائري ستة منها قيد الدراسة حاليا في كل من الجزائر ووهران وقسنطينة وعنابة.
كما أن مجموعة الدار الدولية السعودية بصدد تمويل بناء مركبين سياحيين، وهناك مشاريع مع الإماراتيين والقطريين)، وهذه الأمثلة تعكس مدى الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين المحتملين في الجزائر.

سويس إنفو: هل لقيت هذه المحاولة الأولى التي تمت على مستوى جنيف صدى إيجابيا من قبل مستثمرين محتملين؟

رابح مرحبا: ما يمكن قوله هو أن هناك اهتماما من قبل هذه الأوساط. فقد قدمنا عرضا ضمن هذا المهرجان قدمنا فيه كل الإمكانيات المتاحة في القطاع السياحي بالجزائر. وقدمنا توضيحات حول التوجه السياسي للحكومة الجزائرية في قطاع السياحة. وفي عرضنا للمعالم السياحية بالجزائر ركزنا بشكل خاص على جانب الحمامات المعدنية لأنها من بين القطاعات المثيرة للاهتمام.

سويس إنفو: إذا ما أردنا تحديد طابع السياحة الجزائرية او الخاصية التي تتميز بها السياحة الجزائرية ماذا يمكن ان نقول؟

رابح مرحبا: كما قلت الجزائر توفر كل أوجه السياحة، ولكن الخاصية التي نتميز بها هي كوننا نرغب في تطوير قطاعنا السياحي بالاستفادة من أغلاط الآخرين لأن الجزائر قررت السير في طريق تطوير قطاع سياحي مراع لمعايير التنمية المستدامة ومحافظ على البيئة . وعندما نقول البيئة نقصد النبات والحيوان وبالأخص السكان الأصليين الذين يجب ان يكون تطوير السياحة في صالحهم ومكسبا بالنسبة لهم بالدرجة الأولى . وبما أن الجزائر ضلت معتمدة على قطاع المحروقات، يشكل تطوير السياحة من بين البدائل للخروج من هذه التبعية لقطاع المحروقات. يضاف الى ذلك أن الجزائر بحكم نموها الديموغرافي الكبير ونسبة الشباب فيها التي تفوق 75% من مجموع السكان، فإن تطوير قطاع السياحة يشكل أحدى الوسائل لتشغيل اليد العاملة في المستقبل.

سويس إنفو: إذا كان الرئيس بوتفليقة قد حدد سقف استقطاب الجزائر لـ 3 مليون سائح في العام 2013 ، كيف تقيمون مستوى الإقبال اليوم؟

رابح مرحبا: ما يهمنا بالدرجة الأولى في الوقت الحالي ليست الأرقام بقدر ما يهمنا تأهيل بلدنا لكي يستعيد مكانته على الساحة السياحية الدولية. ومن هذا المنطلق فإن أي سائح نتمكن من جلبه للجزائر فهو يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح الذي حددناه لتطوير هذا القطاع. أكيد ان الأرقام هنا في أوربا لها تأثيرها، ولكن ما يهمنا نحن بالدرجة الأولى هو إعادة إصلاح هذا القطاع.

سويس إنفو: كان معروفا أن المزاج الجزائري ينفر من كل ما هو ترويج لتوافد سياحي مكثف على غرار ما يتم في بلدان مجاورة، هل هناك تغير على هذا الصعيد؟

رابح مرحبا: يمكن القول أن الحديث عن السياحة لم يعد من اختصاص السياسيين والمحترفين وحدهم بل أصبح قضية الجميع. وقد شرعت وزارة السياحة هذا العام في تنظيم ملتقيات بالاشتراك مع وزارة الشغل والشئون الاجتماعية وذلك حول مواضيع مثل الاستثمار او حول السياحة الداخلية وذلك لتحسيس الجميع لمدى أهمية هذا القطاع بالنسبة للجميع وأنه قطاع لن ينجح إلا إذا تضافرت جهود الجميع. ويكفي ان ننظر الى المشروع المقام مع وزارة الأشغال العمومية المتمثل في الطريق السريع الممتد من الغرب الى شرق الجزائر هذا المشروع الموجود قيد الانجاز والذي ستكون لها تأثيرات إيجابية كبرى على العديد من القطاعات بما في ذلك القطاع السياحي.

سويس إنفو: من بين المشاكل التي عانى منها قطاع السياحة في الجزائر في الماضي قطاع التكوين. بما اننا في بلد له تقاليد عريقة في مجال التكوين الفندقي أي سويسرا فهل كانت لكم لقاءات لربط صلات في هذا الإطار؟

رابح مرحبا: بالتأكيد من بين الأولويات التي نراعيها في عملية تطوير القطاع السياحي بالجزائر، أولوية التكوين وإعادة تكوين الموظفين العاملين حاليا. وبالإضافة الى تكوين العاملين هناك رغبة في تطوير ثقافة سياحية لدى الجميع . وهناك جهود تتم على مستوى قطاع التعليم بحيث يتم توزيع كتيبات على الطلبة ترسخ هذه الثقافة المراعية لمتطلبات تطوير السياحة. وقد استفدنا من هذا التواجد بالمعرض لقيام وفد من الإطارات السياحية الجزائرية بزيارة الى مدرسة الفندقة بلوزان. ومن المؤكد أن تكون لهذه الزيارة تأثيرات إيجابية على التعاون في هذا المجال ، لأن الجزائر من أجل ان تنجح في التحدي الذي حددته لنفسها في الميدان السياحي عليها أن تستفيد من التعاون الخارجي وان تكتسب خبرات في شتى الميادين سواء الفندقة او التسيير وما إلى ذلك.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

1004 مؤسسة فندقية بسعة 81024 سرير.

73 مؤسسة حكومية، 59 مؤسسة ملك للجماعات المحلية، 872 مؤسسة ملك للخواص.

لا يوجد أكثر من 10 مؤسسات من فنادق الخمسة نجوم و22 من فئة 4 نجوم و67 من فئة 3 نجوم و59 من فئة 2 نجوم و42 من فئة نجمة واحدة و804 بدون ترتيب.

المشاريع الجديدة:

301 مشروع قيد الإنجاز، 207 منها في المدن بسعة 30 الف سرير، وهناك 250 مشروع متوقفة عن الانجاز بسب نقص التمويل.

عدد شركات السفر الخاصة 755، يضاف إليها 30 وكالة تابعة للديوان الوطني للسياحة و25 تابعة لنادي السياحي “تورينغ”.

يشغل قطاع السياحة إجمالا، حسب إحصائيات 2004، اكثر من 165 ألف عامل.

لا زالت حصة الجزائر من سوق السياحة العالمية ضئيلة جدا بسبب العجز في هياكل الاستقبال التي لا توفر حاليا سوى 81 ألف سرير، 80% منها غير مصنفة، على حد تصريح وزير السياحة الجزائري نور الدين موسى، الذي أشار إلى أن “الإستراتيجية القطاعية إلى غاية سنة 2015 ستمكن بلادنا من استقبال 4 ملايين سائح، في حين سيبلغ عدد سياح حوض البحر الأبيض المتوسط 24 مليون سائح عام 2020”.

وأشار تقرير صادر عن عدد كبير من الخبراء تحت إشراف فابريس هاتم، ومشاركة الوكالة الفرنسية للاستثمارات الدولية، أن القطاع السياحي بمنطقة المتوسط يمثل 10% من الناتج المحلي الخام، إلا أنه يظل تحت المستوى في عدد من الدول من بينها الجزائر، حيث يبقى القطاع غير مستغل بصورة كبيرة مقارنة بالقدرات والفرص المتاحة.

واستنادا إلى إحصائيات المنظمة العالمية للسياحة، فإن القطاع السياحي يمثل 3,9% من قيمة الصادرات و9,5% من نسبة الاستثمارات المنتجة و8,1% من الناتج المحلي الخام. وتصنف الجزائر ،من حيث حصة السياحة في الناتج المحلي الخام، في الرتبة 147 من مجموع 174 دولة.

أما عن مستوى التشغيل، فإن القطاع يشغل أكثر من 200 ألف عامل ويمثل حوالي 6,5% من نسبة التشغيل المباشر وغير المباشر، ولم تسجل الجزائر، حسب التقرير، سوى 23,1 مليون دخول كسائح، ثلاثة أرباعهم من المغتربين، وإن سجّـل، حسب التقرير، تحسّنا خلال السنتين الماضيتين، إلا أن الحصة الجزائرية لا تزال تقدر بـ 2,0% من التدفقات السياحية. وجنت الجزائر عائدات بلغت 105 مليون أورو مقابل 9,4 مليار أورو لمصر و1,3 مليار أورو للمغرب. وتمثل نفقات السياحة في الجزائر 8,4% من إجمالي نفقات السياحة في المنطقة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية