مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حائط بطول ثمانمائة كيلومتر…

تصريحات إيهود باراك إلى صحيفة لوتون السويسرية قد تمهد لعودته إلى المعترك السياسي الإسرائيلي Keystone

أجرى مراسل صحيفة لوتون (الزمان) السويسرية الصادرة في جنيف حديثا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك كشف فيه عن تصوراته القديمة- الجديدة لحل الصراع مع الفلسطينيين لو كان محل شارون...

يؤكد باراك في حديثه للصحفي لويس لايما بعض المسائل التي يبدو أنها تحولت إلى مسلمات جديدة لدى القيادة الإسرائيلية. فهو يرى مثلا أن الإشكال يتمثل في “أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية يشجع العنف” ..
وعلى الرغم من اعتراف ياسر عرفات بدولة إسرائيل إلا أن المشكلة الرئيسية معه تتمثل في “أنه لا يعترف بالحق الأخلاقي للإسرائيليين للعيش في دولة” على حد تعبير باراك.

ولا يخفي رئيس الوزراء السابق تأييده للسياسة التي ينتهجها حاليا أرييل شارون، لكنه اغتنم الفرصة للتذكير بخطته القديمة المتمثلة في الدعوة إلى فصل شامل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ويحدد هذه المرة صيغة عملية لإنجازها حيث قال ردا على سؤال ما الذي كنت ستفعل لو كنت اليوم رئيسا للوزراء: سأقترح خطة فصل من جانب واحد تتمثل في انسحابنا على امتداد أربعة أعوام من معظم أراضي الضفة الغربية مع الإحتفاظ بعشرين إلى خمسة وعشرين في المائة منها – حيث تتجمع كبرى المجمعات الاستيطانية اليهودية – على أقصى تقدير.

ويضيف باراك أنه لن يقوم بضم هذه المستوطنات من أجل عدم إعاقة استئناف المفاوضات لكنه اقترح عدم تفكيك المستوطنات الأخرى المعزولة على الفور حتى لا يكافئ الإرهاب على حد قوله. وشدد على ضرورة إعلان إسرائيل بوضوح وبقوة اعتزامها وضع حد للإحتلال مجددا الدعوة إلى الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس وجود أكبر عدد من الفلسطينيين من جانب وأكبر عدد من اليهود من جانب آخر يفصل بينهم حائط بطول ثمان مائة كيلومتر إن اقتضى الأمر ذلك!

في “الكشف عن النوايا الحقيقية”…

ويرى باراك أن خطته ستسمح بتقليص كبير للهجمات الانتحارية وسترغم ياسر عرفات على التفاوض. كما أنها سوف تبدد بعض المخاوف الموجودة أحيانا في العالم وهي مزاعم تدعي أن إسرائيل تحاول الآن تأجيل انسحابها من الأراضي لجيل آخر حسبما ما جاء في نص الحديث.

في المقابل نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بشدة أن يكون حاول وضع الفلسطينيين أمام الأمر المقضي في مفاوضات كامب ديفيد صيف عام الفين لكنه أنحى باللائمة على الرئيس الفلسطيني الذي “أسقط القناع” على حد قوله واعتبر باراك أن المخاطرات السياسية التي أقدم عليها كشفت عن النوايا الحقيقية لعرفات وأنه لم يعد هناك مبررات لمكافأته خصوصا بعد الحادي عشر من سبتمبر حسب رأيه.

قد يكون هذا الحديث مع أكثر الصحف السويسرية انتشارا باللغة الفرنسية مجرد محاولة من طرف إيهود باراك للإعلان عن استمرار وجوده السياسي لكن ما تضمنه من مقترحات محددة حول مستقبل الأراضي المحتلة وتكرار دعوته إلى الفصل الصارم بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد يأتي في سياق التمهيد لعودته إلى المعترك السياسي بعد أن بدأ يتضح أن أسلوب رئيس الوزراء شارون لم يعد مقنعا للكثيرين داخل إسرائيل وخارجها.

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية