مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حرب باردة جديدة.. ولكنها نفطية هذه المرة

الإبتسامات البروتوكولية التي يحرص عليها الرئيسان الأمريكي والروسي أمام عدسات الإعلام لا تحول دون منافسة قوية على جبهات متعددة Keystone

في 3 مايو 2006، أدلى نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بخطاب في ليتوانيا أمام مؤتمر لقادة من دول البلطيق والبحر الأسود، اعتبره العديدون تاريخاً لحرب باردة جديدة بين روسيا وأمريكا.

فماذا تضمن هذا الخطاب؟ وما هي معالم هذه المواجهة الجديدة بين واشنطن وموسكو؟

في 3 مايو الماضي، أدلى نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بخطاب في ليتوانيا أمام مؤتمر لقادة من دول البلطيق والبحر الأسود، اعتبره العديدون تاريخاً لحرب باردة جديدة بين روسيا وأمريكا.

ماذا جاء في هذا الخطاب؟ إنه تضمن النقاط الرئيسة الآتية:

– أمريكا وكل أوروبا تريد أن ترى روسيا في خانة الديمقراطيات الصحية والحيوية. ومع ذلك، ثمة في روسيا اليوم من يعارض الإصلاح ويسعى لعكس مكاسب العقد الماضي. في العديد من مجالات المجتمع المدني، من الدّين إلى وسائل الإعلام والأحزاب، تقّـيد الحكومة بشكل غير عادل وغير ملائم حقوق شعبها، وهذا قد يؤثر على علاقاتها مع الدول الأخرى.

– لا مصلحة شرعية (لروسيا) تخدم حين يصبح النفط والغاز أدوات للتخويف أو الابتزاز، سواء عبر التلاعب بالإمدادات أو من خلال محاولة احتكار وسائل نقل الطاقة.

– روسيا تستطيع أن تكون شريكاً إستراتيجياً وصديقاً موثوقاً للغرب عبر تحالفها معه، ليس عليها أن تخشى من شيء ويمكنها أن تربح كل شيء، إذا ما كانت هناك ديمقراطيات مستقرة وقوية على حدودها.

لوهلة، قد يبدو خطاب تشيني هذا متوازنا ومتناسقاً مع “ثورات الألوان” الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة في دول الاتحاد السوفييتي السابق، لولا تفصيل أمريكي ليس هو بنظر الروس تفصيلاً على الإطلاق: فور انتهاء نائب الرئيس الأمريكي من خطابه في ليتوانيا، طار من فوره إلى كازاخستان وأذربيجان، حيث لزم هناك الصمت التام حيال الخروق الفاضحة في هاتين الدولتين للأعراف الديمقراطية وحقوق الإنسان.

فكازاخستان هي البلد، حيث المعارضين السياسيين والإعلاميين لا يسجنون أو يبعدون أو يخوفون فحسب، كما في روسيا، بل يطلق عليهم النار ويدفنون في الغابات لصالح عائلة تدير الدولة كإقطاعية خاصة.

وفي أذربيجان، الوضع أسوأ، حيث تحوّلت هذه الجمهورية إلى سلالة وراثية مع حلول إلهام علييف مكان أبيه في السلطة، ووضع يده على أموال النفط.

كتبت “نيويورك تايمز” آنذاك: “إن طعن روسيا ومغازلة جيرانها اللاديمقراطيين في الوقت ذاته، يربك رسالة أمريكا، خاصة وأن ذلك يتم على يد نائب رئيس عُـرف بارتباطاته بمصالح النفط”، وهذا موقف تبنّـته حتى “وول ستريت جورنال” الموالية لتشيني التي أدانت “المقاييس المزدوجة في السياسة الخارجية الأمريكية”.

لماذا؟ خطاب تشيني أثار إذن الكثير من اللغط والنقاشات في الولايات المتحدة وخارجها، لكن أحداً لم يتساءل لماذا اختار نائب الرئيس ما وصفته بعض الصحف اليسارية الأمريكية “ممارسة الرياء” في قلب الإتحاد السوفييتي السابق؟ ولماذا لم يبذل أي جهد لوضع مسافة بين هجومه على سجل روسيا الديمقراطي وبين زيارتيه لكازاخستان وأذربيجان؟

أفضل وسيلة للإجابة على هذا السؤال، كما يقول الكاتب الأمريكي مارك إيمز، هي العودة بالتاريخ قليلاً إلى الوراء لمعرفة أسباب انتقال العلاقات الروسية – الأمريكية من الوفاق إلى الصِّـراع.

قبل أربع سنوات ونصف، كان الرئيس الروسي بوتين يعامل كنجم سينمائي لامع في أمريكا، فهو بعد 11 سبتمبر 2001، أصبح أهم وأبرز صديق لواشنطن في العالم، حين برز كأول شخصية عالمية تتصل بالرئيس بوش مُـعلناً دعمه الكامل له، ثم مدشناً ذلك بالسماح للقوات الأمريكية بدخول آسيا الوسطى لغزو أفغانستان. كان بوتين هو بالتحديد ما يحتاجه الأمريكيون في حربهم العالمية الجديدة على الإرهاب، وأعطاهم كل شيء، برغم الاحتجاجات القوية من جانب أنصاره في روسيا، الذين رأوا في سلوكياته خيانة جديدة لمصالح روسيا، وجادل هؤلاء بان بوتين ساذج وأحمق كما كان سلفاه، يلتسين وغورباتشوف، وأن الأمريكيين في النهاية سيقلبون ظهر المِـجن له كما فعلوا مع هذين الأخيرين.

لم تكن هذه الاحتجاجات مجرد إنفجارات انفعالية، إذ أن سنوات غورباتشوف ويلتسين في الحكم، كانت من أسوإ الكوارث التي تتعرض لها أي دولة في زمن السِّـلم. فروسيا كانت عملياً تحتضر: اقتصادها انخفض بنسبة 60%، ونسب الوفاة فيها ارتفعت إلى معدلات غير مسبوقة، ولذلك، تخوف أنصار بوتين من تكرار هذه الكارثة الآن، ولذلك أيضاً، ركب الرئيس الروسي موجة مغامرة خطرة حين قرر مغازلة أمريكا حتى النهاية بعد 11 سبتمبر، بأمل أن تجعله أمريكا وتجعل روسيا معه قوية.

العد العكسي

لكن بعدها، ربحت الولايات المتحدة الحرب في أفغانستان بسهولة وبأسرع مما ظن الكثيرون، وقرّرت سريعاً بأنها لن تعُـد بحاجة إلى بوتين، لا بل ذهبت “نيوزويك” إلى حد القول بأن أمريكا “لم تعد في حاجة إلى أي كان”.

هنا بدأ على الأرجح العد العكسي للحرب الباردة الجديدة. ففي 13 ديسمبر 2001، وبعد أن بدا واضحاً أن أفغانستان سقطت في يده، أعلن الرئيس بوش انسحاب أمريكا بشكل مُـنفرد من معاهدة حظر الدفاع ضد الصواريخ (أي. بي. ام).

حينها، ظهر بوتين على التلفزيون وبدا كسيراً ومهموماً ليُـعلن أن هذه الخطوة الأمريكية “خطأ”، وحينها أيضاً نقل عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية قولها أن “واشنطن لم تدرس انعكاسات هذه الخطوة على بوتين، وأنها لم تضع في الاعتبار سوى مصالحها التي تتطلب الانسحاب فوراً من المعاهدة”.

بالطبع، كان الروس عل حق تماماً كي يشعروا بالصّدمة والخوف الارتيابي، ويعترف البروفسور الأمريكي كيير ليبر أن الدرع الدفاعي الصاروخي الذي تنوي أمريكا بناءه (والذي يتطلب إلغاء معاهدة “أي. بي. أم”) هو هجومي بطبيعته، لأنه يسمح لأمريكا بتوجيه الضربة الأولى لأعداء، مثل روسيا والصين، بدون خوف من ضربة ثانية”.

بعد هذا التطور بشهرين، وبالتحديد في أوائل 2002، أعلن بوش أنه سيرسل فرقة القبعات الخضر الأمريكية الشهيرة إلى جمهورية جورجيا لمقاتلة عناصر القاعدة في مقاطعة بانكيسي جورج، بيد أن الهدف الحقيقي لهذه الفرقة، كان تدريب جيش جورجي قوي موال لواشنطن لضمان أمن خط أنابيب نفط، مقرر إنشاؤه في بحر قزوين يمر عبر جنوب جورجيا في طريقه إلى تركيا، وذلك بهدف تجنب المرور من روسيا.

القوميون والشيوعيون الروس، الذين سبق لهم تحذير بوتين من واشنطن، جنّ جنونهم. فأمريكا أولاً قضمت أوروبا الشرقية وجمهوريات البلطيق، وهي الآن تتحرك لابتلاع ما تبقى في منطقة القوقاز ووسط آسيا، فيما روسيا عاجزة عن إخماد حريق تشيشينيا، الذي تتلاعب به واشنطن، وهؤلاء كانوا على حق. فقد تبين لاحقاً أن بوش لا ينوي مغادرة القواعد العسكرية التي أقامها في آسيا الوسطى.

في صيف 2002 تفاقمت الأمور أكثر في العلاقات الروسية – الأمريكية بعد أن شعر المحافظون الجدد الأمريكيون بحنق شديد لما اعتبروه خطوات اعتراضية روسية على خططهم لغزو العراق، لكن الواقع أن موسكو لم تكن تفعل شيئاً، سوى الدفاع عن عقود نفط محتملة بمليارات الدولارات مع العراق.

في هذه المرحلة بالذات، نشبت المعركة الحقيقية الأبرز في الحرب الباردة الجديدة: معركة السيطرة على شركة النفط الروسية العملاقة “يوكوس”، التي كانت تتحوّل بسرعة إلى ثالث أو رابع أكبر شركة بترول في العالم، والتي كان رئيسها ميخائيل خودوركوفسكي، وثيق الارتباط بالدوائر الغربية، وعلى الأخص بديك تشيني وبيل غيتس.

كان خودوركوفسكي يخطط لبيع جزء كبير من “يوكوس” إلى أحد أصدقاء تشيني في شركات نفط تكساس، إما إكسون أو شيفرون. لماذا؟ لأن دخول الغرب على الخط، سيمنع الكرملين من محاولة العمل على استعادة هذه الشركة.

في الوقت ذاته، كان تشيني يضع اللّـمسات الأخيرة على إستراتيجية السيطرة الأمريكية على كل نفط العالم، والتي وضعت ملامحها الأولى في أوائل التسعينات، فقد أعلن عام 1998، حين كان مديراً في شركة هاليبورتون: “ليس هناك منطقة أصبحت فجأة مهمة في عصرنا كما الأمر مع منطقة بحر قزوين”، وكان على حق. فهذه المنطقة، وخاصة كازاخستان وأذربيجان، فيها ما بين 5 إلى 10 تريليون دولار من النفط، وربما أكثر.

القصة الحقيقية

في تلك الأثناء، برزت روسيا كثاني أكبر منتج للنفط في العالم، وفي قمة نفطية روسية – أمريكية عقدت في هيوستن (ولاية تكساس) في أواخر 2002، تم توقيع اتفاقية لبناء خط أنابيب يمتد من حقول النفط الغنية في غرب سيبيريا إلى ميرمانسك، حيث يمكن شحن البترول بعد ذلك بسهولة إلى الولايات المتحدة، هذا الخط كان يُـفترض أن يكون أول كونسورتيوم خاص روسي بقيادة يوكوس.

كانت هذه أيضاً أول محاولة كبرى لـ “تحرير” النفط الروسي من سيطرة الكرملين ونقله إلى السيطرة الأمريكية، لكن هنا برزت عقبة: بوتين وأنصاره اعتبروا هذا الأنبوب مؤامرة أمريكية، ولأنه فقد الثقة بواشنطن بعد إلغاء معاهدة “أي.بي.أم” وإنزال القبعات الخضر في جورجيا، فقد قرر العمل.

بقية القصة معروفة: سيطرة الكرملين على يوكوس في صيف 2003 (بعد غزو العراق)، وضع خودوركوفسكي في السجن لمنعه من السيطرة على الدولة وتحويل روسيا إلى دولة نفطية تدور في فلك أمريكا، ومع هذا التطور، تبدّدت أحلام تشيني بالسيطرة على النفط الروسي، خاصة بعد أن ألغى بوتين مشروع خط أنابيب ميرمانسك. الآن، هذا الخط في يد الكرملين وهو ينقل النفط إلى آسيا.

هذه هي القصة الحقيقية وراء هذه الحرب الباردة الجديدة، والجانب الأخر منها يتعلق بالطبع برغبة تشيني المبكّـرة بالسيطرة على نفط قزوين. ومع خسارته روسيا، أو بالأحرى النفط الروسي، بات الصراع على قزوين أكثر سخونة. وهنا، العودة أيضاً إلى التاريخ قد تكون مفيدة: ففي عام 1994 كان تشيني عضواً في المجلس الاستشاري للنفط في كازاخستان، وساعد على إبرام صفقة بين هذه الأخيرة وبين شركة شيفرون، التي عملت في مجلس إدارتها كوندوليزا رايس.

الشركات الأمريكية كانت لها مصالح كبيرة في حقول النفط الكازاخستانية، لكن مُـعظم هذا النفط كان يُـضخُّ عبر ميناء نوفوروسيك الروسي، مما دفع واشنطن إلى طرح مشروع خط أنابيب باكو – سايحان، التي يمر عبر أذربيجان وجورجيا وتركيا.

هذا الخط بدأ العمل الآن، والحدث الكبير لتأمينه في أواخر 2003 كان ثورة الورد الجورجية، التي كانت أول “ثورات الألوان”، والتي تبين سريعاً أنها نُـفِّـذت بدعم أمريكي ضخم. وقتها، كان الرئيس آنذاك شيفارنادزي يظهر علائم على ابتعاده عن الولايات المتحدة واقترابه من روسيا، وفجأة، بدأ بوش يُـعرب عن قلقه على الديمقراطية في جورجيا، ثم أرسل جيمس بيكر، الذي كان يُـشرف على نفط أذربيجان لإبلاغ شيفارنادزي بأنه من الأفضل له إجراء انتخابات حرة ونزيهة وإلا؟

الانتخابات جرت، لكنها كانت مزوّرة، فتم إشعال ثورة (في الواقع انقلاب) ووصل الرئيس الموالي للغرب ساكاشفيلي إلى السلطة، وبعدها كانت المنطقة التي يمر بها خط أنابيب باكو – سايحان تُـنقل من يد الروس وتسلّم للأمريكيين.

فوجئ الروس في البداية، ثم سرعان ما التقطوا أنفاسهم، فعمدوا إلى رسم خط أحمر في مقاطعتي أبخازيا وجنوب أوسيتيا الجورجيتين المطالبتين بالحكم الذاتي، وهذه الخطوة كانت ثاني هجوم معاكس لهم في الحرب الباردة بعد هجوم خودوركوفسكي. وحين حاول ساكاشفيلي إعادة السيطرة على جنوب أوسيتيا، ردعته القوات المدعومة روسياً عن ذلك.

وفي صيف 2004، أدرك الجورجيون أن الولايات المتحدة لن تدعمهم في حرب ساخنة مع روسيا فتراجعوا، ثم فجأة، وفي سبتمبر سيطر المسلحون الشيشانيون على مدرسة في غرب أوسيتيا، مما أسفر عن مجزرة قُـتِـل فيها مئات الأطفال.

هل كان ثمة رابط بين هذين الحدثين؟ بوتين أكّـد ذلك، واتَّـهم الغرب بالمساعدة على تنفيذ هجوم بيسلان بهدف إضعاف روسيا للسيطرة على موارد المنطقة.

ثورة البرتقال

آخر انتصار أمريكي في الحرب الباردة الجديدة، كان لا شك ثورة البرتقال في أوكرانيا، لكنها كانت ثورة فارغة صدَمت الروس ودفعتهم إلى العمل. ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه الدولة إلى مستنقع جيوسياسي وإيديولوجي، والمجابهة لا تزال مستمرة.

ثورة الزنبق في قرقيزستان، كانت الأولى التي تنتكس، ثم لم تلبث كل الأمور أن تحوّلت إلى نكسات لأمريكا، حين خسرت قاعدتها العسكرية الكبيرة ونفوذها في أوزبكستان، كما أن كازاخستان تظهر دلائل على الاقتراب من موسكو.

وفي هذه الأثناء، كان بوتين، الذي تخلص كلياً من أوهامه الأمريكية، يتحّول في نظر بوش وتشيني إلى عقبة كأداء تقف بين حقول نفط سيبيريا وبين حسابات شركات النفط الكبيرة في هيوستن. بوتين الآن يرد بهجمات معاكسة، ليس فقط في روسيا وجوارها، بل أيضاً عبر بيع الأسلحة لفنزويلا ومصانع نووية لإيران. لقد خاب تشيني في مساعيه للسيطرة على النفط الروسي، لكن نفط بحر قزوين لا يزال مدار صراع، خاصة وأن كازاخستان لم تبدأ بعد ضخ معظم نفطها الجديد.

كل هذه التطورات هي ما يجعل الحرب الباردة الجديدة بين روسيا وأمريكا مختلفة عن الحرب السابقة: ففي حين أن الاولى كانت صراعاً قاتلاً بين نظامين مختلفين، يدور الصراع الحالي برمّـته حول النفط والموارد.

سعد محيو – بيروت

موسكو (رويترز) – قال قائد القوات الاستراتيجية الروسية إن الجيش الروسي قادر على اطلاق صواريخ على بولندا وجمهورية التشيك إذا وافقتا على استضافة جزء من نظام الدرع الصاروخي الأمريكي لكنه أضاف أن القرار في ذلك يعود إلى الكرملين.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطط واشنطن لنشر أجزاء من نظامها الدفاعي الصاروخي في الدولتين الواقعتين بوسط أوروبا بأنه تهديد للأمن القومي الروسي سيضر بالتوازن الاستراتيجي للقوى في القارة 771751937

وقال الجنرال نيكولاي سولوفتسوف في مؤتمر صحفي يوم الإثنين “حتى الآن لم نر شيئا يتم وإنما مجرد الحديث عن نوايا.”

وأضاف “ولكن إذا قررت الحكومتان البولندية والتشيكية (استضافة الدرع الصاروخي الأمريكي) فستكون القوات الصاروخية الاستراتيجية قادرة على استهداف هذه المنشآت إذا اتخذ القرار السياسي بهذا الصدد.”

وردا على تصريحات الجنرال الروسي قال جيمس اباتوراي المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي في بيان “انقضت منذ عهد بعيد أيام الحديث عن استهداف أراضي حلف شمال الأطلسي أو العكس. هذا النوع من الحديث المتطرف عفا عليه الزمان ولا داعي له.”

وفي أوائل التسعينات أعلنت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أن صواريخها لم تعد موجهة إلى دول حلف الأطلسي. وقال محللون آنذاك إن الاعلان الذي لم يتسن أن تتحقق منه جهة مستقلة كان مجرد بادرة رمزية تضع نهاية للعداء الذي ساد إبان الحرب الباردة.

وتوترت العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق واعلان الولايات المتحدة عن خطط الصواريخ.

وتشك روسيا في تأكيدات الولايات المتحدة بأن الدرع الصاروخي الأوروبي يهدف الى تجنب هجمات محتملة من دول مثل ايران أو كوريا الشمالية وتعتقد أنها الهدف الحقيقي.

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة في خطاب ألقاه هذا الشهر بالسعي لفرض ارادتها على العالم.

غير أن بوتين قال في وقت لاحق إن الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر بخصوص الأمن في ميونيخ استهدف إبراز السياسة الخارجية المستقلة لروسيا وليس احياء مواجهات الحرب الباردة مع الغرب.

وقال سولوفتسوف إن الصناعات العسكرية الروسية التي استعادت حيويتها بمقدورها انتاج جيل جديد من الصواريخ القادرة على اختراق المظلة الصاروخية الأمريكية.

وأضاف أن الاستثمارات الضخمة في الصناعات العسكرية في عهد بوتين أتاحت امكانية صنع أسلحة جديدة تتصدى للمشروع الأمريكي.

وقال “منشآت انتاج الصواريخ التي تبلغ حوالي 500 منشأة ستكون قادرة على الوفاء بأي مهام في السنوات القليلة القادمة.”

وقال سولوفتسوف إن مصانع الصواريخ تستطيع في سنوات قليلة انتاج صاروخ جديد أسرع من الصوت لا يمكن للدرع الصاروخي الأمريكي رصده أو أن تستأنف انتاج الصواريخ المتوسطة المدى إذا قررت موسكو التخلي عن الاتفاقية التي أبرمتها مع واشنطن عام 1987 لحظرها.

وقال “روسيا مستعدة الآن لأي سيناريو.” وكرر عدة مرات خلال المؤتمر الصحفي أن الجيش سيلتزم بالقرارات التي يتخذها السياسيون.

من اوليج شيدروف

(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 22 فبراير 2007)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية