مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حضورٌ قوي للسينما المغاربية في لوكارنو

عشاق العروض السينمائية بساحة "بياتزا غراندي" في الهواء الطلق يأملون أن تسمح لهم الأحوال الجوية بالاستمتاع بسحر الساحة المشهورة لمهرجان لوكارنو www.pardo.ch

انطلقت فعاليات الدورة 58 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي مساء الأربعاء 3 أغسطس ببرنامج يبتعد عن الأحداث السياسية ليهتم بالقضايا الشخصية.

وتتميز الدورة أيضا بعرض حصيلة أعمال الفنان العالمي أورسن ويلس وبحضور مغاربي مُُلفت يشمل أكثر من 20 فيلما من المغرب والجزائر وتونس في إطار فقرة “باب مفتوح على سينما المغرب العربي”.

انطلقت عشية يوم الأربعاء 3 أغسطس فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمدينة لوكارنو السويسرية الجنوبية، وسط ترقب لمعرفة من سيشغل منصب المدير الفني للدورات القادمة إثر إعلان إيرين بيناردي عن استقالتها في نهاية هذه الدورة بعد أن قضت خمس سنوات على رأس المهرجان.

إيرين بناردي، التي واجهت انتقادات بسبب برمجتها العام الماضي لعدد من الأفلام التي تعكس الواقع السياسي لعالمنا المعاصر، ردت على تلك الانتقادات في تصريحات صحفية بالقول: “الواقع السياسي يفرض نفسه علينا شئنا أم أبينا، وعلى مهرجان الفيلم في لوكارنو ألا يقتصر على بعض التجارب الرمزية، بل أن يظهر أيضا بأنه مهتم بما يحدث في العالم”.

ومن المنتظر الإعلان عن إسم المدير الفني الذي سيخلف السيدة بيناردي بعد نهاية المهرجان في 14 أغسطس.

من السياسي إلى الشخصي

لكن يبدو أنه تم الأخذ بعين الاعتبار الانتقادات الصادرة العام الماضي فيما يتعلق ببرمجة المهرجان، إذ تحول الاهتمام من التركيز على أحداث العالم السياسية إلى تجارب شخصية وقضايا فردية أو اجتماعية.

وأوضحت المديرة الفنية للمهرجان في هذا السياق أن تقلـُّب محاور الاهتمام جعل دورة هذا العام تنتقل من “ردود الفعل السياسية والاجتماعية إلى التحاليل النفسية والبعد الحُـُلمي”.

ومن هذا المنطلق، يستعرض مهرجان لوكارنو في دورته الـثامنة والخمسين أفلاما تعكس تجارب شخصية مثل مسار تسع سيدات في فيلم رودريغو غارسيا “ناين لايفز”، أو الفيلم السويسري”سنو وايت” من إنتاج السينمائي العراقي الأصل سمير، المشارك في المسابقة الرسمية للحصول على جائزة “الفهد الذهبي” للمهرجان، والذي يستعرض العلاقة العاطفية بين فتاة غنية من زيورخ، ومغني موسيقى “الراب” من مدينة جنيف.

ولئن كانت دورة هذا العام قد تجنبت عرض أفلام تجارية ضخمة بسبب تخوف كبريات شركات الإنتاج من أعمال القرصنة، فإن المنافسة على جائزة الفهد الذهبي ستكون محتدة بين 17 فيلما من بلدان مختلفة، من بينها الهند واليابان وإيران ولبنان، بالإضافة إلى الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، وباقة من الأفلام السويسرية.

“أصدقاء بياتزا غراندي”

ولا يمكن الحديث عن مهرجان لوكارنو دون ذكر ساحة “بياتزا غراندي” الساحرة التي تأوي عروضا في الهواء الطلق أمام حوالي 7000 متفرج.. إذا سمحت أحوال الطقس بذلك بطبيعة الحال!

وعن هذه الساحة المشهورة، قالت مساعدة المديرة الفنية للمهرجان تيريزا كافينا “إنها مخصصة لاستقبال أهم الأصدقاء”. ومن هؤلاء المخرجان جون مالكوفيتش وفيتوريو ستورارو اللذان سيُمنحان جائزتي امتياز، وكذلك المخرجون فيم فيندرس وتيري جيليان وعباس كياروستامي الذين سيحصلون على جائزة الفهد الشرفية.

كما ستشهد ساحة بياتزا غراندي في آخر يوم من المهرجان حضور الممثلة الشهيرة جيرالدين شابلين أثناء عرض فيلم “ناشفيل” لروبير آلتمان. وستخصص الدورة تكريما فريدا من نوعه لأعمال الفنان العالمي أورسن ويلس بعروض تمتد طوال العشرة أيام التي يستغرقها المهرجان، والتي تشمل أكثر من 75 فيلم من أعماله، مما يعد سابقة في نشاطات المهرجانات الدولية.

“باب مفتوح” على السينما المغاربية

وتتميز دورة مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي لهذا العام أيضا بتنوع الفئات المشاركة فيه. فبالإَضافة إلى المنافسة الدولية التي اشتملت هذا العام على 17 فيلما من بينها الفيلم اللبناني المشترك الإنتاج مع كل من فرنسا وألمانيا “يوم ممتاز” لخليل جريجه، خصصت الدورة جانبا للسينما الصاعدة يعرض العديد من الأفلام السويسرية والأوربية، إضافة إلى حصة خاصة بتكريم الفيلم الإفريقي.

وما يلفت الانتباه في دورة 2005 تكريم السينما المغاربية بعرض أكثر من 26 فيلم من إنتاج كل من المغرب والجزائر وتونس ضمن فقرة “باب مفتوح على سينما المغرب العربي”.

ومن الأفلام المشاركة من المغرب “قايد النساء” لفريدة بليازيد، و”الملائكة لا تحلق في الدار البيضاء” لمحمد عسلي، و”طرفاية” لداود ولاد زياد، و”ذاكرة في الاعتقال” لجيلالي فرحاتي، و”جوهرة بنت السجن” لسعد الشرايبي، و”علي زاوا” لنبيل عيوش، و”الطفل النائم” لياسمين قصاري، و”الغرفة السوداء” لحسن بن جلون.

أما تونس، فتشارك في مهرجان لوكارنو بأفلام “باب اعزيز” لناصر خمير، و”الحرير الأحمر” لرجاء عماري، و”لا حب لأحد” لنضال الشطة، و”الأثر” لناجيا بن مبروك، و”عرائس من طين” لنوري بوزيد.

ومن الجزائر، تعرض أفلام مثل “التبعية” لمالك بن سماعيل، و”قصة لقاء” لإبراهيم تساكي، و”قلعة الصحراء” لمحمد شويخ، و”الحلم الجزائري” لجون بيار لييدو، و”ماشاهو” لبلقاسم حجاج، و”شاي دانيا” لسعيد ولد خليفة.

كما يعرض المهرجان أشرطة موريتانية وعراقية مشاركة في نشاطات جانبية مثل الأفلام المخصصة لحقوق الإنسان، وأغلبها وثائقية.

محمد شريف – سويس إنفو

تتواصل الدورة 58 لمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي من 3 إلى 13 أغسطس 2005.
يشارك في المسابقة الدولية 17 شريطا
يعرض المهرجان أفلاما من 38 دولة
يعرض في ساحة بياتزا غراندي التي تأوي 7000 مقعدا 18 فيلما، إذا سمحت أحوال الطقس بذلك.
تقدم دورة هذا العام 75 شريطا للفنان العالمي أورسن ويلس.
في إطار فقرة “باب مفتوح على سينما المغرب العربي”، يعرض المهرجان 26 شريطا من إنتاج كل من المغرب والجزائر وتونس.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية