مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الصراع السوري يدخل مرحلة استنزاف داخلي”

المظاهرات السلمية للمطالبة بسقوط نظام الرئيس الأسد لا زالت مستمرة. صورة التقطت من طرف الجمهور في مدينة حلب يوم 25 يناير 2013. swissinfo.ch

يرى نضال درويش، مدير المكتب السياسي للهيئة العامة للثورة السورية أن الصراع الدائر في بلاده منذ نحو عامين "دخل مرحلة استنزاف داخلي، بسبب تراجع الدعم بالسلاح والتمويل"، وبعد الفشل المتكرر لكل الوساطات.

مع ذلك، يسجل درويش “عزيمة الشعب السوري لمواصلة الكفاح من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد، بالإعتماد على قواه الداخلية، ويستبعد أي حوار مع نظام اختار شبيحته شعار “إما بشار الأسد أو لا وطن”…

دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة تفرض قراءة جديدة لأهم معالمها والتوجهات التي تتخذها والعوامل المؤثرة فيها. ومن أجل الإطلاع على وجهات نظر من داخل البلاد لهذه التطورات العسكرية والإنسانية والسياسية والمسار الذي قد تتخذه الثورة السورية على ضوء هذه المستجدات، أجرت swissinfo.ch الحوار التالي مع نضال درويش، مدير المكتب السياسي للهيئة العامة للثورة السورية.

swissinfo.ch: في ظل هذه التطورات العسكرية التي شهدها الصراع السوري خلال الأشهر الأخيرة، ما هو تقييمكم كممثل للهيئة العامة للثورة السورية للوضع العسكري أولا؟

نضال درويش: من يتتبع الوضع العسكري في الآونة الأخيرة، يلمس أكثر من معطى . المعطى الاول، هو مستوى  العنف والإجرام الذي يمارسه هذا النظام، باستخدام مُجمل الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك استخدام صواريخ سكود، وهذا موثَّـق لدى الأمم المتحدة ومن أطراغف دولية غربية. واستخدام الطيران على نطاق واسع جدا، مع براميل الموت العشوائية، إضافة الى مجمل الأسلحة التقليدية.

تكلم الأمريكان أنه ليس هناك لحد الآن مَـعطى حقيقي لاستخدام نظام بشار الاسد  للأسلحة الكيماوية، وعلى ان هذا خط أحمر، وبالتالي، يحق لبشار الأسد ونظامه استخدام كل أدوات القتل، لدرجة أنها تجاوزت كل ما يُقاس باستخدام سلاح غير تقليدي، وهذا هو واقع معظم المدن، باستثناء المدن الساحلية بشكل نِسبي، اللاذقية وجبلة وطرطوس.

بالنسبة للجيش الحر، نلاحظ تقدما له، ولكن في محيط المدن وفي الريف وبشكل بطيئ، ولكن نتوقع كسرا لهذا الاستعصاء بخرق المدن المهمة، وتحديدا بدمشق، حيث لاحظنا اشتباكات بداخل المدينة وعلى مقربة من مقر الرئاسة، وهذه إشارات جديدة في هذا السياق.  

لكن بشكل عام، نحن ومنذ فترة، في حالة من الاستنزاف الداخلي، وهذا يعود الى حدٍّ كبير لتراجع الدعم على مستوى السلاح والتمويل للجيش الحر بالتحديد ولذلك، بدأ في الآونة الأخيرة يعتمد على قدراته الذاتية بتحرير بعض القواعد العسكرية ويستخدم ما يستولي عليه من سلاح.

أما النظام، فيحاول استعادة السيطرة على المناطق التي يحدث فيها تحرك، مستخدِما في ذلك، الطيران مثلما حدث في جامعة حلب، بحيث من الواضح بالفيديو، كيف يستخدم النظام الطيران لقصف ساحة الجامعة.

موضوع تراجع التسليح  والتمويل، هل تمت إثارته مع الجهات التي تدعم الثورة السورية وماذا كان ردها؟

نضال درويش: لقد تمّت إثارته أكثر من مرة. وكما تعلم، الدعم الخارجي له أبعاد سياسية ويراعي مصالح معينة. فنحن لسنا واهمين على أن الداعمين للثورة السورية هم داعمون من أجل حرية الشعب السوري، بل في الحقيقة هذا الدعم يرتكز على مصالح سياسية واستراتيجية وجغرافية وأمنية، تتعلق بمنطقة حيوية، هي منطقة الشرق الأوسط، إضافة الى مكانة سوريا الجيو – سياسية في المنطقة وبالتالي، أثرنا هذا الموضوع. ولكن لاحظنا بأن هناك تراجعا واضحا في دعم الجيش الحر في الآونة الأخيرة.

تحت شعار “من أجل سوريا ديمقراطية ودولة مدنية”، دعت عدة منظمات سورية ومدافعة عن حقوق الإنسان، من بينها المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان ومنتدى حوران للمواطنة واللجنة العربية لحقوق الإنسان، لعقد مؤتمر في جنيف ما بين 28 و 29 يناير 2013.

يهدف المؤتمر، حسب المنظمين لـ “تشجيع حوار حقيقي بين الهيئات الديمقراطية للمعارضة السورية، لمناقشة،  وبشكل مفتوح، مسائل العنف وتأثيراته وأخطار الانشقاقات العرقية ، وعن تصور المشروع الديمقراطي المستقبلي في سوريا”.

ويرغب المشاركون في هذا المؤتمر، من أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية ومدنية، من الداخل وفي المهجر، في”الخروج بتصور واضح حول برنامج انتقالي عملي، يقود نحو إقامة دولة مدنية ديمقراطية في سوريا”.

الاجتماع الذي كان من المفروض أن يبدأ على الساعة العاشرة من صباح الاثنين 28 يناير في فندق “ستارلينغ” (غير بعيد عن المطار)، سيتناول بالتحليل والنقاش، المخاطر الكبرى على المشروع الديمقراطي، وذلك باستعراض نظرة الدولة المدنية لظاهرة الطائفية ومسؤولية السلطة الديكتاتورية في توليد العنف، ومدى تأثير الحركات الإسلامية على المشروع الديمقراطي.

وبما أن أغلب المشاركين من منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج، هناك جلسة ستخصص لمناقشة نظرة وتصرّفات هذه المنظمات في مواجهة العنف، ومدى تأثير الدولة الأمنية في الحد من مجال نشاط منظمات المجتمع المدني، وكيفية انعكاس مبادئ حقوق الإنسان في بيانات المعارضة المسلحة، ومدى وجود مخاطر على الأقليات الدينية في سوريا.

اما اليوم الثاني، فسيُـخصص لجلستين: الأولى، حول حماية المشروع الديمقراطي بإثارة موضوع  المصالحة والمحاسبة وكيفية مراعاة الحقوق القومية في المشروع الديمقراطي وكيفية إعادة البناء والتنمية، ومدى تأثير العنف والطائفية في الخطاب الإعلامي.

اما الجلسة الاخيرة، فستتناول فرص الحل السياسي، قبل أن ينتهي المشاركون بحوصلة الافكار المتبادلة في هذه الندوة، لاستخلاص ما يمكن القيام به في ظل المُعطيات القائمة اليوم.

ونشير الى أن من بين الشخصيات التي ستوجه كلمات، إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة في هذه الندوة: الرئيس التونسي منصف المرزوقي والسفير العراقي لدى الجامعة العربية قيس العزاوي والشاعر أدونيس، إضافة الى مشاركة نشطة لشخصيات سورية، مثل هيثم مناع وشخصيات غربية من أمثال جيمس بول عن المجتمع المدني الدولي.

هل هناك تفسيرات لذلك؟

نضال درويش: ليس هناك تفسيرا واضحا حقيقة. ونلاحظ هذا حتى على المستوى السياسي، بحيث هناك صعودا وهبوطا للخط البياني بين الفينة والأخرى. ليس هناك إشارة واضحة الى أن هناك تصعيدا متواصلا لدعم دولي مرتكز على موقف دولي متين تجاه السلطة السورية، وهذه هي مخاوفنا الأساسية حقيقة من الدور الدولي المتعلّـق بالثورة السورية.

وما هي الاستراتيجية التي تنوى المعارضة السورية انتهاجها في ظل هذه المعطيات؟

نضال درويش: الثورة السورية ماضية في مسارها بعد كل هذه التضحيات، لأن الشعب السوري قرر بشكل واضح عدم التراجع عن الثورة عن هدفها الأساسي، المتمثل في إسقاط النظام وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية، استنادا على الإرادة الحرة للشعب السوري. ومن هنا، فإن إمكانية التراجع غير واردة وسنستمر في ثورتنا.

وسيكون الاعتماد بشكل واضح على الوضع الداخلي وعلى الإمكانيات الذاتية المستمدة من الإرادة، التي لا تقهر للشعوب إذا ما أرادت أن تغير نظاما ما، وهذا لا ينقص بكل تأكيد من أهمية أي دعم خارجي، إن كان على المستوى العسكري أو على المستوى  السياسي من الدول الصديقة للشعب السوري.

منذ فترة، كان هناك اجتماع على مستوى قادة الكتائب، وكان هذا هو التصور الأساسي على أننا سنستمر، حتى في حال عدم وصول مساعدات خارجية، على الاعتماد على إمكانياتنا الذاتية وعلى إرادة الثوار وإرادة  المقاومة المسلحة.

وعلى الرغم من تنوع كتائب المقاومة، هناك رغبة جدية في التنسيق والتعاون على المستوى الميداني. وتأكدوا أن على المستوى الميداني، هناك تنسيقا كبيرا في مجال تبادل المعلومات والذخيرة، والاتفاق على خطط محددة لأهداف عسكرية محددة، وهذا يتعلق بكل منطقة على حِـدة، سواءً الشرقية او الجنوبية أو ريف دمشق والوسطى والشمالية.

في الآونة الأخيرة، بدا أن العناصر الجهادية تسجل حضورا أكبر . ما حقيقة الظاهرة ميدانيا؟ وهل ترون أنها قد تُلقي بظلالها على باقي مكونات المقاومة؟

نضال درويش: أعتبر بأن الإعلام لعب دورا كبيرا في الترويج وفي تكبير هذه الصورة. على المستوى الميداني، لا يصل الأمر الى هذه الدرجة، ولو أن ذلك لا يعني عدم وجود كتل لها خلفياتها الأيديولوجية. فنحن مجتمع مسلم، وبالتالي، فإننا في ظل هذه الأوضاع المتميزة بتقاعُـس دولي وقتل مدمر للبلاد والعباد، الذي يمارسه بشار الأسد، سنلحظ بكل تأكيد صعودا ما لهذا البُـعد الديني الذي يمكن أن يعطي إرادة للمقاتلين في سوريا. لكن، حسب ما أعتقد هذا سوف لن تكون له ظلال عميقة على مستقبل سوريا، لأن المجتمع السوري مجتمع مسلم متسامح. وحتى ولو تشكلت مجموعات إسلامية راديكالية هنا وهناك، فهذا  لا يضفي الصبغة الراديكالية العامة على المجتمع السوري، التي حاول الإعلام إلصاقها بالمقاومة المسلحة في سوريا.

وأعتقد بأن قيام الولايات المتحدة بوضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، كانت بمثابة خطإٍ سياسي، أعطى مبررات لبشار الأسد ولنظامه لكي يرتكب مزيدا من الجرائم في حق الشعب السوري، لدرجة تحويل المقاومة المسلحة بأكملها إلى جبهة النصرة، وهذا لا يعكس الحقيقة، مع نقدنا العميق لبعض الممارسات هنا وهناك من قبل بعض العناصر في الكتائب المقاتلة في سوريا، المترافق مع غياب استراتيجية عسكرية موحدة.

من بين محاولات تحريك الملف السياسي، تلك التي يقوم بها الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي بدأ يفكر في إمكانية تشكيل حكومة انتقالية. هل ترون أن شروط قيام حكومة انتقالية متوفرة في الوقت الحالي؟

نضال درويش: في اعتقادي الشخصي، لا ارى أن قيام حكومة انتقالية يرتكز على ركائز منطقية في الوقت الحالي. فالدول  الداعمة من أصدقاء الشعب السوري كثيرا ما شددوا على ضرورة توحيد المقاومة السورية وقاموا بمحاولات في هذا المجال، ولكن ما ذلك إلا تمويه لتغطية عجز المجموعة الدولية في اتخاذ مواقف جدية ذات مغزى من الثورة السورية ومن السلطة السورية، وبالتالي، فهم يطرحون في كل مرحلة بعض المبادرات، من أجل التوحيد مشروط بالدعم الدولي الذي يبقى بيانات معنوية فقط، وهذا يدخل في إطار سياسة العصى والجزرة التي تمارسها المجموعة الدولية.

 لكن الائتلاف، ومن خلال بياناته، رغب في الحصول على ضمانات للحصول على دعم جدي، وليس على مجرد تصريحات وبيانات، وهذا ما يفسر عدم ظهور بوادر حكومة انتقالية. ولحد الآن، لم يتم استشارة الهيئة العامة للثورة السورية بخصوص هذه الحكومة الانتقالية.

ونحن قد اخترنا دوما الانحياز الى الثورة والحراك الثوري. فنحن مشغولون بالحراك الثوري، أكثر من انشغالنا بالمعارضة وبتوحيد المعارضة والانتقال من مؤتمر الى مؤتمر. وكما سبق أن أوضحنا من قبل، كنا داعمين لقيام المجلس الوطني السوري، ولكن لم نكن ممثلين فيه، وهذا هو الموقف المبدئي الذي نتمسك به على الدوام، أي دعم أي جهد توحيدي على المستوى السياسي، لكي يكون معبّـرا عن الثورة السورية سياسيا، لكن شرطنا الأساسي، أن يستند ذلك على الشرعية الداخلية وعلى المبادئ الأساسية للثورة السورية.

الأرضية السياسية الوحيدة التي لا زالت تحتمي المجموعة الدولية وراءها، هي محاولات الحوار التي يقوم بها المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي بعد فشل سابقه كوفي عنان. فهل ترون أن هذه المحاولات لا زالت أمامها اية حظوظ للنجاح. وهل الحوار مع النظام السوري ومع بشار الأسد على رأسه ما زال ممكنا؟

نضال درويش: المبادرات التي قام بها كوفي عنان، والتي يقوم بها الأخضر الإبراهيمي، كانت تعبيرا وفيا عن العجز الاقليمي والدولي، وبالتالي، فهي بمثابة ملء الفراغ الدبلوماسي بمبادرات، هي في الحقيقة وهمية والأسرة الدولية تعي هذا.

فالنظام السوري قام منذ البداية باغتيال أي مبادرة سياسية. فهو يستقبل أي مبادرة سياسية بارتكاب مزيد من الجرائم والمجازر. فالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من خلال قراراته، يبرهن على عجز المجموعة الدولية في اتخاذ اية قرارات ذات مغزى، لوضع حد لما يرتكبه النظام السوري من مجازر في حق الشعب السوري، وهذا ما عبّـر عنه الأمين العام بان كي مون بقوله أن مهمة الأخضر الإبراهيمي، الى حدود بعيدة، فشلت، وهو ما جاء على لسان الأخضر الإبراهيمي بطريقة أو بأخرى، بتلميحه الى فشل السوريين في الجلوس الى مائدة واحدة.

وفي نفس الوقت، قيام نظام الأسد بتصعيد القتل والدمار، وهي محاولة لوأد اية مبادرة، وبالتالي، فإنه لا يمكنك فتح أي حوار مع مَـن يمارس القتل في حقك. ونحن نقرأ في ذلك ضوء أخضر لبشار الأسد لارتكاب مزيد من المجازر، لعله قد يجد “حلا” للوضع السوري من خلال آلة القتل وعبر الاتجاه الأمني والعسكري. لذلك، هو الذي يتحمل هذه المسؤولية في إيصال البلاد الى ما وصلت إليه الآن، وهو مسؤول مسؤولية سياسية وقانونية عن كل قطرة دم في سوريا.

على المستوى الانساني، هل تعتبرون أن المجموعة الدولية على علم بتفاصيل معاناة الشعب السوري، وهل ما تقدمه يصل إلى حجم المأساة الانسانية في الداخل وفي دول الجوار؟

نضال درويش: من المفترض مبدئيا أن تكون الأسرة الدولية على عِـلم بهذه المُعاناة، خصوصا وأن حوالي ثلث الشعب السوري أصبح نازحا في الداخل، إضافة الى مئات الآلاف في دول الجوار. ولكن ما تم تقديمه، سواء لللاجئين  في الخارج او في الداخل، خصوصا مع حلول فصل الشتاء، يبقى دون المستوى. يُضاف الى ذلك أن هذه المجموعة الدولية لم تمارس ضغوطا حقيقة على النظام لوقف القتل والقصف الجوي، الذي يعتبر عنصرا اساسيا  لفتح ممرّات إنسانية لتقديم المساعدة للداخل.

وما هو ملفت للانتباه، قرار الأمم المتحدة الأخير لتقديم حوالي نصف مليار دولار لنظام بشار الأسد في مجال المساعدة الإنسانية، في وقت تقدّمت فيه حوالي 60 دولة بمبادرة تزعمتها سويسرا، للمطالبة بتقديم ملف مرتكبي الجرائم في الصراع السوري للمحكمة  الجنائية الدولية.

ومن خلال معرفتنا بالنظام، نعرف جيدا أن النظام السوري سيستخدم تلك الأموال من أجل قمع الثوار، ولربما قد يستخدمها حتى في تمويل شبيحته وعصابته. كنا نأمل في أن يتم تقديم هذه المساعدات عن طريق الأسرة الدولية وعن طريق الآليات المُختصة المتعلقة بالأمم المتحدة ومنها الصليب الاحمر .

تعلمون جيدا أن أي صراع، مهما بلغ من الحدة والضراوة، مآله أن ينتهي في يوم من الأيام الى طاولة المفاوضات. هل على مستوى الهيئة العامة للثورة السورية، وعلى مستوى الحراك الثوري، هناك تصور لشكل من أشكال الحوار والتفاوض؟

نضال درويش: لقد تحدثت الهيئة العامة للثورة بهذا الشأن منذ فترة طويلة، إذ هناك فرْق بين الحوار وبين الجلوس للتفاوض بخصوص انتقال السلطة. وكلا الخيارات اغتالهما نظام بشار الاسد مع مسار الثورة واغلق الابواب امام أي مبادرة تتسق وتطلعات الشعب السوري المحقة والشرعية في الحرية والكرامة والمساواة.

فالمعطيات الأساسية، أننا رفضنا أي شكل من أشكال الحوار مع نظام يوغل في قتل شعبه. ومن هنا، كان شعار الثورة الأساسي هو إسقاط نظام بشار الأسد وإحالة المجرمين ممن تلطخت ايديهم بالدماء السورية الى المحاكمة، وفقا لمعايير المحاكمة العادلة، وبالتالي، ليس مطروحا الآن أي حوار باي شكل من الأشكال مع نظام اختار شبيحته شعار “إما بشار الأسد او لا وطن”، ولذلك سيواصل الشعب السوري مسيرته نحو إسقاط هذا النظام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، التي كانت تنادي بها المظاهرات الشعبية في اغلب شوارع المدن السورية، معتمدا في ذلك على جهوده الذاتية، مع الشكر لكل مَـن يدعم من الخارج.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية