مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حوار “صريح” في زيارة مثيرة للجدل

إستغرقت زيارة الوفد البرلماني الجزائري لسويسرا ثلاثة ايام وتركزت حول العلاقات الثنائية بين البلدين. swissinfo.ch

أنهت لجنة الشئون الخارجية التابعة للبرلمان الجزائري جولة في سويسرا قابلت خلالها الأوساط السياسية والاقتصادية والعلمية في كل من بيرن وزيوريخ وجنيف، كما إلتقت مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر. الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام ردا على دعوة من البرلمان السويسري أتت في وقت تعرف فيه الجزائر اضطرابات متزايدة، وفي وقت صّعدت فيه المعارضة بقيادة زعيم حزب القوى الاشتراكية السيد حسين آيت أحمد من لهجة الانتقاد للنظام الجزائري.

ردا على الزيارة التي قامت بها لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السويسري للجزائر في شهر أكتوبر من العام ألفيين، قام وفد برلماني جزائري بزيارة لسويسرا في مطلع الأسبوع استغرقت ثلاثة أيام.

الوفد الذي ترأسه السيد عبد الحليم سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية ضم ممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني وحزب التجمع الوطني الديموقراطي وحزب النهضة وحزب مجتمع السلم. وهذا ما انتقده ممثلو حزب القوى الاشتراكية المعارض عندما صرح الأمين العام للحزب كريم بلول “أن السلطات الجزائرية حاولت مرة أخرى منع حزبه من إظهار حالة الحرب التي تعرفها الجزائر، وذلك بعدم دعوته للمشاركة في الوفد”. لكن رئيس الوفد عبد الحليم سي عفيف أوضح بأن “الوفد يشمل تعددية تعكس ممثلي الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي والأحزاب التي تدعم برنامج الحكومة”.

وكان حزب القوى الاشتراكية قد أوضح للصحافة بأنه وجه رسالة للسفير السويسري في الجزائر في الثامن عشر يونيو لجلب انتباه السلطات السويسرية “حتى لا تنخدع بالشروح المقدمة من قبل الوفد”. غير أن سفير سويسرا اندري فون غرافنريد أوضح بأنه لم يتلقى هذه الرسالة عند وجوده في سويسرا وأنه عبر للسلطات الجزائرية “عن رغبته في أن يشمل الوفد ممثلين عن المعارضة وممثلة عن النساء على الأقل”.

لقاءات مكثفة

هذا الجدل الذي أثير عبر وسائل الإعلام السويسرية لم يمنع من قيام الوفد بزيارة لكل من زيوريخ وبيرن وجنيف، حيث إلتقى الوفد البرلماني الجزائري في زيوريخ بأرباب المال والأعمال لشرح الوضع الجزائري من جهة ولحث هؤلاء على الاستثمار في الجزائر من جهة أخرى. ولكن الوفد البرلماني الجزائري اكتشف أن الزيارة التي قام بها وفد أرباب العمل السويسريين للجزائر قبل أشهر سمحت بتوفير معلومات شاملة عن وضع الاقتصاد الجزائري وهو ما تضمنه تقرير مفصل سيوزع على أعضاء الإتحاد كما صرح بذلك السيد سي عفيف.

وقد شمل الجانب السياسي لقاءا مع ممثلي برلمان دويلة زيوريخ، غير أن اللقاء المهم تم في بيرن حيث استقبل الوفد البرلماني الجزائري من قبل رئيسي لجنتي السياسة الخارجية بمجلس النواب ومجلس الدويلات ومن قبل المستشار الفدرالي، وزير الخارجية السيد جوزيف دايس.

وإضافة إلى العلاقات البرلمانية والسياسية، أوضح السيد سي عفيف أن البرلمانين الجزائريين تطرقوا أيضا “إلى ما حدث في الجزائر أخيرا من مظاهرات، وشرحنا هذه القضية بارتباطها بالمشاكل الأخرى المتمثلة في فتح الجزائر عدة جبهات في آن واحد من انفتاح سياسي وتعددي وانفتاح اقتصادي في اتجاه القطاع الخاص”. ويرى الممثل البرلماني الجزائري “أن ما تعيشه الجزائر اليوم ما هو ربما إلا انعكاس لهذه الإصلاحات” على حد قول السيد سي عفيف .

وعلى الصعيد الاقتصادي استقبل الوفد البرلماني الجزائري من قبل كاتب الدولة للاقتصاد السويسري السيد دافيد زيتس حيث تم التطرق إلى إمكانية الاستفادة من الخبرة السويسرية في مجال تكوين مسيري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والاستفادة بالخصوص في قطاع الخدمات البنكية التي لسويسرا تقاليد عريقة فيها. وقد أوضح رئيس الوفد البرلماني الجزائري اعتزام الجزائر الشروع قريبا في خصخصةالقطاع البنكي . كما زار الوفد البرلماني مقري شركتي نيستلي المتعددة الجنسيات وشركة سويس ميديا .

زيارة الأسرى وقانون العقوبات

في الزيارة التي قام بها الوفد البرلماني الجزائري لمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر تم التطرق لزيارة اللجنة الدولية لمراكز الاعتقال في الجزائر ووقوفها على أوضاع السجناء.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أوضحت في بيان سابق أنها تواصل القيام بمهمتها في العديد من مراكز الاعتقال وتجري لقاءات بالسجناء على انفراد.
وقد أوضح رئيس الوفد البرلماني الجزائري “أن تطبيق الجزائر لتوصيات اللجنة الدولية بعد الزيارة الثالثة، سمح بزيارة كل السجون والتحادث إلى الأسرى بكل حرية “. كما شرح بأنه تطرق لقانون العقوبات الجديد والجدل الدائر حول إمكانية مساسه بحرية التعبير بحيث أوضح لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر “أن هذا القانون لا يمس بتاتا بحرية التعبير، بل أتى لسد ثغرة كانت لم تعالج لحد الآن من طرف نصوص القوانين “.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية