مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خوف على مستقبل النفط والأسرة الحاكمة

الخوف من ارتفاع اسعار النفط وتأثيره على اقتصاديات الغرب وانتشار العنف وعدم الاستقرار في المنطقة كانت أهم محاور تعليقات الصحف السويسرية على مذبحة الخبر swissinfo.ch

كانت عملية اختطاف الرهائن في الخبر محط اهتمام جميع الصحف السويسرية الصادرة صبيحة الفاتح من يونيو على اختلاف توجهاتها، حيث ربطت بين انعكاساتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.

لكنها حذرت من التهاون في حماية المنشآت النفطية، وعدم الجدية في مشاريع الإصلاح السعودية الداخلية.

أعربت الصحف السويسرية عن مخاوفها من انعكاس عملية اختطاف الرهائن في مدينة الخبر شرقي السعودية على أسعار النفط المرتفعة أصلا، وحذرت من لجوء تنظيم القاعدة إلى أسلوب جديد في المواجهة يستهدف الأسرة الحاكمة وآبار النفط على حد سواء.

يومية دير بوند الصادرة من العاصمة برن اعتبرت أن ما حدث في الخبر هو إشارة تحذير حيث انتقل الإرهاب إلى عقر دار صناعة النفط. وكتب فالتر لوتي في تعليقه “إذا نجحت القاعدة وخرج خبراء النفط والعاملون الأجانب من أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، فهذا يعني بأن الدول الصناعية الكبرى ستتأثر بشدة من ارتفاع أسعار المحروقات، كما ستتعرض الأسرة الحاكمة في المملكة إلى أزمة لن تمكنها من تحقيق السلام الاجتماعي”.

في المقابل، تسائلت “برنر تسايتونغ” ماذا سيحدث إذا بدأ الراديكاليون المعادون للغرب في استهداف المنشآت النفطية والأسرة الحاكمة في السعودية؟ والإجابة حسب الصحيفة هي حالة من الفوضى تمتد بظلالها إلى خارج المملكة العربية السعودية، وليس من المستبعد الاستعانة بالولايات المتحدة التي لن تتردد في الدخول عسكريا على شكل احتلال للمنشآت النفطية.

“ضرب عصب الحياة السياسية في السعودية”

وتحت عنوان “عنف الشرطة لا يكفي”، كتبت استريد فريفل مراسلة “تاكس انتسايغر” في الشرق الأوسط “إن الحكومة السعودية احتاجت إلى كثير من الوقت للاعتراف بأن لديها مشكلة مع الإرهاب. أما البحث عن أسبابه فهو يبدو مشكلة صعبة لها، لم ينفع في حلها عنف الشرطة، بل الأفضل هو تجديد الخطاب الديني ومزيد من الشفافية بين الحكومة والمواطنين”.

وأكدت استريد فريفل على أن “السعودية مقبلة على مرحلة من التغيير الجوهري، إلا أنه ليس من الواضح حسب رأيها “إن كان هذا التغيير سيكون من خلال السياسة أم القنابل”.

وفي عنوان “بازلر تسايتونغ” على الصفحة الأولى “إرهاب القاعدة يرفع أسعار النفط”، وفي تحليل حول الموضوع، كتب هايكو فلوتاو أن إرهاب القاعدة في الخبر يهدف إلى زعزعة النظام الحاكم في السعودية، فأصابوا بعمليتهم عصب حياة الحكومة السعودية واستهدفوا المنشآت النفطية.

ورأى الكاتب أن أسامة بن لادن يتبع استراتيجية مزدوجة، “فهو يتعامل مرة مع العدو البعيد المنال، أي الولايات المتحدة، ومرة أخرى مع العدو القريب من العين، أي الأسرة الحاكمة في السعودية”. ويؤكد فلوتاو على أنه من الصعب تخيل زحزحة الأسرة الحاكمة بسهولة كبيرة، إلا إذا تمكنت القاعدة من ضرب أنابيب النفط المتجهة إلى التصدير، وعندها ستواجه الحكومة السعودية مأزقا صعبا للغاية. ولم يستبعد فلوتاو أيضا احتمال احتلال القوات الامريكية لآبار النفط السعودية.

وفي “آرغاور تسايتونغ” كتبت داغمار هويبرغر بأن عملية الخبر تمثل فشلا للسياسة السعودية في مواجهة الإرهاب، أما مخاوف الغرب فهي نتيجة طبيعية لما يحدث. وترى الكاتبة بأن الإسلاميين ينظرون إلى التواجد الغربي في شبه الجزيرة العربية وحكومة آل سعود على انهما مزيج واحد، وتهدف القاعدة بعملياتها إلى زعزعة الأوضاع هناك.

“سلاح القاعدة الجديد”

أما في الصحف السويسرية الناطقة بالفرنسية، فنقرأ في العنوان الرئيسي ليومية “لا ليبرتيه” الصادرة من فريبورغ “هجوم القاعدة يهدف إلى زعزعة سوق النفط”، واكتفت الصحيفة بسرد أحداث عملية الاختطاف وتحرير الرهائن.

بينما افردت صحيفة “لوتون” الصادرة في جنيف، صفحتين كاملتين للحديث عن الموضوع تحت عنوان التهديد العالمي على البترول سلاح القاعدة الجديد. واستعرضت الملف من مختلف الزوايا، الأولى عرضت من خلاله أهمية ما وصفته بـ”مثلث الذهب الأسود” الذي يضم مدن الظهران والدمام والخبر. وعلى عكس الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية، قالت الصحيفة بأن السعودية خصصت قوات قوامها 30 ألف جندي لحماية تلك المنشآت النفطية بعد أحداث 11 سبتمبر.

أما الزاوية الثانية فكانت حول تأثير تلك العملية على أسعار النفط وانعكاسه على المعركة الانتخابية الحالية في الولايات المتحدة، ورأت في الثالثة أن أجواء الصدمة تخيم على العاملين في عالم النفط والمحروقات سواء في السعودية وخارجها.

بينما فضلت صحيفة “24 ساعة” سماع تعليق رولان جاكار رئيس المرصد الدولي للإرهاب في حوار معه ربط فيه بين ما يحدث في العراق والسعودية. ورأى بأن مثل تلك العمليات تحفز الغربيين على الفرار من الجزيرة العربية. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها بأن المواجهة الآن بين جنود بوش المتعطشين للانتقام منذ أحداث سبتمبر، والمتشددين الإسلاميين المتعطشين هم أيضا للانتقام ولكن من كل من هو غير مسلم.

تامر أبو العينين – سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية