مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دبلوماسيون أمريكيون قريبا في طهران؟

مقر السفارة السويسرية في طهران التي تقوم برعاية المصالح الأمريكية في إيران منذ عام 1980 Reuters

أثارت واشنطن، حسبما تناقلته وسائل إعلام أمريكية، إمكانية تعزيز تواجدها الدبلوماسي في طهران حيث تتولى سويسرا تمثيل المصالح الأمريكية منذ أكثر من 30 عاما.

وكانت واشنطن أقدمت عام 1980 وفي أعقاب قيام الثورة الإسلامية واحتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. ومنذ ذلك التاريخ تولت سويسرا تمثيل المصالح الدبلوماسية الأمريكية في الجمهورية الإسلامية وتقديم الخدمات القنصلية للرعايا الأمريكيين في الوقت نفسه.

ونفس المهمة تقوم بها سويسرا لحساب الولايات المتحدة الأمريكية في كوبا، ولكن بفارق يتمثل أنه في هافانا يتولى فريق من الدبلوماسيين الأمريكيين مهام العمل الدبلوماسي تحت العلم السويسري، أما في طهران فليس هناك تواجد لدبلوماسيين أمريكيين في عين المكان.

ولكن الحكومة الأمريكية أثارت مؤخرا إمكانية إرسال دبلوماسيين أمريكيين الى طهران، مثلما أوردت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية هذا الأسبوع. فقد كتبت صحيفة فاينانشل تايمز البريطانية “إن الحكومة الأمريكية تنظر في إمكانية فتح ممثلية لها في طهران. ولكن قرارا بهذا الشأن لم يُتخذ بعد”.

كوندوليزا رايس لم تكذب

ظهرت فكرة افتتاح ممثلية أمريكية في طهران لأول مرة في مقال نشر بجريدة الواشنطن بوست. ولم تقم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لا بتكذيب الخبر أو بتأكيده.

ولكن على هامش أشغال المؤتمر الذي انعقد يوم 24 يونيو الجاري في برلين حول فلسطين، صرحت رايس بما يمكن أن يُفهم منه، بأن المواطنين الإيرانيين يعانون كثيرا من أجل الوصول الى السفارة الأمريكية في دبي من أجل الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة. وقالت الوزيرة للصحفيين: “إننا نرغب في ان يزور عدد كبير من الإيرانيين الولايات المتحدة. وإننا عاقدون العزم على الوصول الى الشعب الإيراني”.

قلق بسب زيارة كالمي-ري لطهران

إثارة نقاش حول إمكانية حدوث تقارب دبلوماسي مع إيران ليس بالأمر الجديد في الولايات المتحدة، أما خروج هذا الموضوع للعلن اليوم، فقد عزته وكالة الأنباء الأمريكية أسوشييتد برس إلى قلق واشنطن من الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-ري إلى طهران في شهر مايو الماضي والتي كانت لها صلة بتوقيع اتفاق غازي بين شركة سويسرية والشركة الوطنية الايرانية لتصدير الغاز.

وهذا ما أدى بدوره إلى ظهور أقاويل مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تكون راغبة في سحب مهمة تمثيل سويسرا لمصالحها في طهران.

وقد شككت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ في أن تكون لهذه النوايا الأمريكية علاقة بقلق أو انزعاج من سويسرا، وكتبت تقول: “على الولايات المتحدة أن تقيم تمثيلا خارجيا لها مثلما هو الحال في هافانا، تحت رعاية بلد صديق”.

“تحسين للعلاقات”

ويرى فيكتور كوخر، مراسل صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ (تصدر في زيورخ) في الشرق الأوسط، أن زيارة وزيرة الخارجية السويسرية لطهران “ما هي إلا زيارة روتينية”، وأضاف في حديث لسويس إنفو “مع الأسف الشديد أن هذه الزيارة تم انتقادها من وجهتي النظر الإسرائيلية والأمريكية”.

ويعتبر كوخر أن السياسة السويسرية في الشرق الأوسط “متبعة لخط مستقيم”، ويذهب إلى أن على من هو في حجم سويسرا “أن يحسن تقييم نفسه”، ويعتقد أن الحملة الوقائية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران “لن تأتي إلا بنتائج عكسية”.

ويقول فيكتور كوخر “إن الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما عززت تواجدها الدبلوماسي في طهران فإن ذلك يعني أنها حسنت علاقاتها مع هذا البلد وهذا ما يجب الترحيب به”.

أما وزارة الخارجية السويسرية في برن فذكر بأن إمكانية افتتاح قنصلية أو مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في طهران ليست سوى “صيغة من بين الصيغ العديدة التي تنظر فيها وزارة الخارجية الأمريكية منذ مدة”.

سوزان شاندا – سويس إنفو

(نقله من العربية وعالجه محمد شريف)

في شهر نوفمبر 1979 احتلت أفواج من طلبة الثورة الإسلامية مقر السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا موظفيها كرهائن لمدة 444 يوما.

ومنذ حدوث أزمة الرهائن هذه، تخلت الولايات المتحدة عن تواجد ممثلين دبلوماسيين لها في طهران. وتم تمثيل المصالح الأمريكية عبر إسناد ما يسمى بمهمة رعاية المصالح الأمريكية لسويسرا.

وافتتحت الولايات المتحدة مكتبا قنصليا لها بموظفين أمريكيين في دبي يتولى تسليم التأشيرات للإيرانيين الراغبين في التوجه للولايات المتحدة والذين عليهم السفر الى دبي للحصول على التأشيرة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية