مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خمس السويسريين لا يرون مانعا في تعذيب المقاتلين الأسرى

اليمن واحدة من البلدان المشاركة في مسح "الناس حول الحرب" لعام 2016، وهي من المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة. Keystone

بشكل متزايد بات السويسريين أكثر قبولا لظاهرة التعذيب. 20% منهم لا يرون مانعا في استخدام التعذيب من اجل انتزاع معلومات عسكرية، وفقا لدراسة استقصائية عالمية حول الموقف تجاه القواعد الإنسانية المنظمة للعمليات الحربية. 

وقد أظهرت دراسة “الناس حول الحرب” لعام 2016 التي نشرتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي يوجد مقرها الرئيسي في جنيف اتجاها مماثلا في جميع أنحاء العالم، حيث قال 36% من الذين شملهم المسح في 16 بلدا أنه يمكن تعذيب المقاتلين الأعداء الذين يتم أسرهم من اجل الحصول على معلومات عسكرية مهمة.

وقال أقل بقليل من نصف المستطلعة آرائهم في جميع انحاء العالم إنهم يعتقدون أن التعذيب خطأ مهما كانت المبررات، بينما كانت تلك النسبة 66% في عام 1999، آخر سنة أجري فيها هذا المسح.

وفي سويسرا يرى 70% من الذين أدلوا بأصواتهم أن ممارسة التعذيب خطأ مهما كان الوضع. لكن 12% من السويسريين يرون أن التعذيب عموما هو جزء من الحرب، مقابل 85% يرفضون هذه الفكرة، وهي ثاني أعلى نسبة لرفض التعذيب بعد اليمن.

وأظهر تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل عام أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة من الصراع يجيبون باكثر إنسانية على الاسئلة المتعلقة بالحرب. على سبيل المثال، رأى ثلاثة أرباع أولئك الذين يعيشون في مناطق الحروب أن مهاجمة قوات العدو في المناطق المكتظة بالسكان مع احتمال سقوط ضحايا كثيرين من المدنيين ممارسة خاطئة. بينما اتخذ نصف المستطلعة آرائهم من بلدان مجموعة P5 (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين) فقط نفس الموقف.

كذلك يعتقد قرابة ربع السكان في البلدان الخمس الكبرى أن حرمان المدنيين من الغذاء والماء والادية “جزء من الأعمال الحربية”، مقابل 14% فقط من السكان الذين يعيشون في المناطق المتضررة من الحروب.

اتفاقيات جنيف

تقرير “الناس حول الحرب” هو كذلك إحدى الآليات لاختبار نظرة السكان إلى اتفاقيات جنيف، والتي تضع القواعد الدولية التي يجب مراعاتها زمن الحروب.

وتوصّل تقرير 2016 إلى أن 38% من المستجوبين في العالم يرون أن هذه الإتفاقيات تحدّ من مآسي الحروب، مقابل 52% في عام 1999، بينما قال 41% إنهم لا يون أي أثر لهذه الإتفاقيات في الواقع مقارنة ب 36% في عام 1999. في الأثناء قال 16% أنه لا جواب لهم.

وعلى الرغم من التغيرات في المواقف مقارنة بما كانت عليه قبل 17 عاما، خلص بيتر ماورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن “ما تكشف عنه هذه الدراسة في العموم هو أن الناس يعتقدون حقا في أهمية القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، وحماية المدنيين في مناطق النزاعات المسلحة”.

شمل مسح “الناس حول الحرب 2016” 17.000 شخص موزعين على 16 بلدا في الفترة الممتدة بين شهر يونيو وسبتمبر 2016، وعشرة من جملة هذه البلدان تعيش نزاعات مسلحة منها أفغانستان، والعراق واليمن وجنوب السودان. كما شمل هذا المسح كذلك البلدان الخمس الممثلة للأعضاء الدائمين في مجلس الامن وسويسرا، البلد الراعي لإتفاقيات جنيف. 


متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية