The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

دروز إسرائيليون وسوريون يلتقون في الجولان: “كأنه حلم”

afp_tickers

يقف عشرات من الدروز الإسرائيليين خلف سياج الأسلاك الشائكة على خط فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا، بحثا عن أقارب قد يحاولون دخول الدولة العبرية، كما حدث الأربعاء.

في مكان قريب، تتجوّل سيارات تنقل مجموعات من الشباب وترفرف من نوافذها أعلام الطائفة الدرزية المخطّطة بالألوان الخمسة التي تمثّل مبادئ هذه العقيدة.

ويحاول جميع هؤلاء معرفة أخبار عائلات وأقارب موجودين في الجانب السوري، حيث أدّى العنف الطائفي إلى مقتل المئات، خصوصا من الدروز، منذ يوم الأحد.

تقول قمر أبو صالح التي تقيم في مجدل شمس الواقعة في الجولان المحتل، “أمس، لأن الوضع كان صعبا للغاية في السويداء، وكان هناك قتل وذبح ومجازر، توجّه الناس إلى الحدود، وعندما جاء الناس إلى هنا فتحوا البوابة… ودخل أيضا أشخاص من سوريا”.

وتضيف المعلّمة البالغة 36 عاما “كان الأمر مثل حلم، وحتى الآن لم نصدّق ما حصل… جئنا اليوم أيضا كي نفتح البوابة ونلتقيهم”، معربة عن أملها في وصول أقارب آخرين. 

من جانبها، تقول أمالي شوفق “حلم وتحقّق لقسم منّا، واليوم جئنا على أمل أن يفتحوا الشريط (البوابة) وأن نرى مجددا زوجة خالي وبنت خالي وابن خالي” المقيمين في الجهة المقابلة من الشريط الحدودي.

أجلست هذه المرأة الخمسينية والدَيها المسنّين على كرسيين قبالة الشريط الذي يحرسه الجيش الإسرائيلي، على أمل أن تُفتح البوابة مجددا وتتمكن من لقاء أقاربها.

– “تحدثنا طوال الليل” – 

في مكان آخر، يتعانق عدد من الرجال. بجانبهم، يقف طفل سوري درزي يلوّح بعلم إسرائيلي صغير. ويقول والده الذي رفض الكشف عن اسمه، إنّه يعيش في قرية حضر المجاورة في سوريا. ويضيف أنّه قضى الساعات القليلة الماضية مع أقاربه في مجدل شمس على الجانب الإسرائيلي.

ويتابع “لم ننَم طوال الليل، تحدثنا فقط”. 

ويقول قريبه الإسرائيلي “أشعر بقشعريرة لرؤيته هنا معنا”، معربا عن أمله في أن يسود الهدوء المنطقة وأن تصبح هذه الزيارات أمرا شائعا.

وبعد الظهر، عاد عدد من السوريين الدروز إلى سوريا عبر ثغرة في الشريط الشائك، يرافقهم جنود من الجيش الإسرائيلي.

خلال الأيام الماضية، خاض مسلحون من الدروز اشتباكات مع مسلحين من البدو في محافظة السويداء في جنوب سوريا، أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص. 

ومع دخول القوات الحكومية السورية مدينة السويداء أعلنت إسرائيل شنّ ضربات جوية استهدفت هذه القوات، بعدما سبق للدولة العبرية أن تعهدت العمل على حماية أبناء هذه الأقلية الدينية ومنع الانتشار العسكري في جنوب سوريا.

– “عائلة واحدة” –

في الأثناء، حضر إلى المنطقة الحدودية في مجدل شمس عدد من الوجهاء المحلّيين والشخصيات الدينية بلباسهم التقليدي ونساء ارتدينَ أغطية بيضاء على رؤوسهن، وذلك بهدف الاطّلاع على الأجواء من الناحية السورية.

يتواجد الدروز بشكل رئيسي في سوريا ولبنان وإسرائيل.

وفي إسرائيل، يشكّلون أقلية ناطقة بالعربية يبلغ تعدادها أكثر من 150 ألفا. 

غير أنّ سليم صفدي المقيم في قرية مجاورة يؤكد أنّ “جميع الدروز ينتمون إلى عائلة واحدة”. 

ويضيف المحامي البالغ 60 عاما “أعتقد أن لدينا نوعا من اتفاق مع إسرائيل، (وهو أنّه) عندما يتعرّضون لمشاكل نقوم (الدروز  الإسرائيليون) بمساعدتهم، وعندما نتعرّض لمشكلة يساعدوننا”، مشيرا إلى أنّ الكثير من الدروز يخدمون في الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية.

ويعرب عن امتنانه للتدخّل الإسرائيلي في سوريا، مشيرا إلى أنّه أدى إلى وقف إطلاق النار.

من جانبها، تستنكر انتصار محمود وهي امرأة في الستينات من عمرها “ما يحدث في سوريا”، واصفة إياه بأنّه “عمل وحشي… لقد قتلوا أبرياء”.

وتضيف “نطالب العالم كلّه بأن يقف معنا ومع أهلنا في سوريا”، مذكّرة بأنّ الحدود الحالية لم تكن موجودة دائما، وأن شعوب المنطقة لطالما كانت “يدا واحدة”.

لسب-سرب/ناش/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية