مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دعوة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في سويسرا!

من اليسار شراجا إيلام الناشط الإسرائيلي في مجال السلام ومحمد فيصل السكرتير العام لجمعية الفلسطينيين في سويسرا Keystone

دعت هيئة التنسيق للتضامن مع فلسطين المواطنين في سويسرا إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية.

الاتحاد السويسري للجاليات اليهودية يعتبر أن الخطوة لن تساهم في حل المشكلة، و سلسلة Migros التجارية تؤكد أنها تلتزم الحياد في هذا الشأن.

أطلقت هيئة التنسيق للتضامن مع فلسطين، التي تضم طيفاً من المنظمات السويسرية والفلسطينية الأهلية، دعوتها في مؤتمر صحفي عقد في برن يوم الثلاثاء 18 يونيو.

حددت الهيئة محاور حملتها بعدد من المطالب. أولا، مقاطعة البضائع الإسرائيلية إلى أن “تنهي الدولة العبرية احتلالها للقدس الشرقية وقطاع غزه والضفة الغربية، وتكف عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتتوقف عن سياسات التمييز ضد العرب، وتطبق قرارات الأمم المتحدة”.

ثانيا، الضغط على الحكومة السويسرية كي توقف صفقاتها العسكرية وعلاقات التعاون البحثي مع تل أبيب. وثالثاً، دعوة الجامعات السويسرية إلى إيقاف تعاونها الأكاديمي مع نظيراتها الإسرائيلية.

دعوة لها طابعها الحساس!

لا تخلو الدعوة التي وجهتها الهيئة من بعض المحاذير. فمقاطعة البضائع الإسرائيلية قد تذكر بمقاطعة بضائع اليهود التي مهدت في أربعينات القرن الماضي لحدوث المذبحة النازية.

ولذا سعت الهيئة جاهدة في بيان لها إلى التأكيد على أنها “ترفض أي صورة من العنصرية أو التمييز، وان الدعوة إلى المقاطعة ليست موجهه إلى اليهود أو الشعب في إسرائيل”.

رغم ذلك، أعرب الاتحاد السويسري للجاليات اليهودية عن رفضه للحملة معتبرا أنها تأتي في وقت برزت فيه “تطورات جيدة في الشرق الأوسط”.

و صرح توماس ليسي نائب رئيس الاتحاد السويسري للجاليات اليهودية في حديث مع سويس إنفو بأن:”الاتحاد كان دائما يقف ضد فكرة المقاطعة كأسلوب للضغط على أية جهة. ونحن لا نعتقد أن المقاطعة ستحل أية مشكلة … كما أنها لن تكون داعمة لعملية السلام”.

ضرورة تحديد مصدر الإنتاج!

عملياً، تعني المطالبة بالمقاطعة نداءا مباشرا إلى شركات الأغذية الكبرى كي تلتزم بسياسة تحديد مصدر البضائع والمنتجات التي تبيعها في محلاتها التجارية الكبرى.

وفي هذا الصدد، أوضح أورز بيتر نايف المتحدث بإسم سلسلة Migros التجارية في سويسرا بأن شركته تلتزم بمبدأ كتابة مصدر الإنتاج وتسلسله على البضاعة، حيث تدون على سبيل المثال عبارة “إنتاج إسرائيل وتم إعادة التغليف في أسبانيا”.

لكنه شدد في الوقت ذاته على أن شركته “لا علاقة لها بالسياسة”، وأنها تستورد بضائعها من دول عديدة (ومن بينها إسرائيل) كي تشبع رغبات المستهلك في الحصول على الفواكه والخضراوات في كل المواسم، و تترك للمستهلك في النهاية الحق في الاختيار.

هل للمقاطعة تأثير فعلي؟

لا تمّلي الهيئة نفسها بآمال زائفة. فالأثر الذي يمكن أن تتركه المقاطعة السويسرية (الشعبية منها لا الرسمية) على اقتصاد الدولة العبرية يظل ضئيلاً.

على سبيل المثال، لا تزيد البضائع التي تستوردها سلسلة Migros من إسرائيل عن 35 بضاعة من فواكه وخضراوات ومنتجات أخرى.

وقد بدت هذه القناعة الواقعية واضحة في رد شراجا إيلام، الصحفي الإسرائيلي والناشط في مجال السلام والعضو في هيئة التنسيق للتضامن مع إسرائيل، على سؤال سويس إنفو.

إذ قال إنه يعتبر المقاطعة إحدى الأدوات التي يمكن استخدامها في هذا الصراع، وأن أثرها الفعلي يصب في إطار توعية الناس بطبيعة الأزمة، وأنها لذلك قد تهيئ لاتخاذ خطوات أكبر في المستقبل.

إلهام مانع – برن – سويس إنفو

تأسست هيئة التنسيق للتضامن مع فلسطين عام 2002.
إشتركت المنظمات المكونة لها في حشد مظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني في الفترة بين أبريل ويونيو من نفس العام.
تشمل هيئة التنسيق للتضامن مع فلسطين عددا من المنظمات، منها:
جمعية الفلسطينيين في سويسرا
الجمعية السويسرية الفلسطينية
منتدى الشرق الأوسط في زيورخ
منظمة إغاثة فلسطين
منظمة التضامن – جنيف
اللجنة الفلسطينية – باسل

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية