مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دوامة العنف تتصاعد

الاستعدادات الاسرائيلية التي شوهدت في الايام الماضية حول المناطق الفلسطينية، كانت مصدر قلق لكثير من المراقبين Keystone

يبدو أن المواجهة بين الفلسطينيين و إسرائيل قد دخلت في دوامة لا يعرف أحد كيف سيكون مآلها حيث شهد مقر حركة فتح في مدينة الخليل مساء الجمعة انفجارا هائلا دمره وافاد شهود عيان أن اشلاء جثة شوهدت تتطاير خارج المبنى من قوة الانفجار.

الانفجار جاء بعد ساعات من تشييع الخليل لاصغر ضحايا الانتفاضة رضيع عمره ثلاثة أشهر واثنين من أسرته، كما أصيب ما لا يقل عن تسعة عشر فلسطينيا في الخليل اثر اشتباكات مع القوات الإسرائيلية. في المقابل صرح وزير الدفاع الإسرائيلي بأنه من المحتمل أن تقبل الدولة العبرية بتواجد مراقبين دوليين تحت شروط محددة. بينما طالبت السلطة الفلسطينية قمة الثمانية المجتمعة في جنوة باتخاذ “توصيات قابلة للتنفيذ”.

تدمير مكتب فتح مساء الجمعة ومصرع الفلسطينيين الثلاثة ليلة الجمعة والتي سبقتها قبل ثلاثة أيام اغتيال إسرائيل لثلاثة من أعضاء حركة حماس، ينقل الانتفاضة، حسب رأي الدكتور غسان الخطيب مدير مكتب القدس للاتصال و الإعلام ، إلى مرحلة جديدة من الصراع خالية من القيود، حسب رأيه، و تأتي خطورة هذا التطور في ظل غياب كامل لاي نوع من التدخل الخارجي لا من قبل الأمم المتحدة في صورة حماية، ولا من قبل واشنطن الدولة الراعية الرئيسية لعملية السلام والأكثر تأثيرا على إسرائيل.

“نوعام فيدرمان” احد نشطاء حركة كاخ اليهودية المتطرفة قال انه لا يعرف شيئا عن منفذي الهجوم. ومضى قائلا لوكالة رويترز للأنباء “لا أرى اي مشكلة اخلاقية في الهجوم على العرب مثلما لا يجد العرب اي عيب اخلاقي في الهجوم على اليهود.”

بينما متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية “مثل هذه الهجمات التي تهدف الى قتل مدنيين هي هجمات همجية” تنبع من انعدام الضمير. ودعا المتحدث اسرائيل الى القبض على منفذي الهجوم ومحاكمتهم ودعا الفلسطينيين الى التحلي بضبط النفس.

العملية جاءت بعد ساعات من إعلان قمة الثمانية المجتمعة في جنوة، بضرورة القبول بوجود مراقبين في المنطقة، وجاءت، على ما يبدو، ترجمة لقناعة المجتمعين بأن الأوضاع وصلت إلى درجة حرجة، و ما لمسوه من خلال زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية إلى اوروبا قبل القمة، إلا أن هذه التوصية لم تكن ملزمة لإسرائيل، مما دفع بوزير التعاون الدولي و التخطيط نبيل شعث بمطالبة قمة الثمانية يوم الجمعة بطرح توصيات “قابلة للتنفيذ”.
© حقوق النشر محفوظة لإذاعة سويسرا العالمية/سويس إنفو
الجهد الدولي وخاصة المبذول من قبل واشنطن هام جدا، حسب رأي الدكتور الخطيب، الذي يطالب بسياسة أمريكية أكثر وضوحا في المنطقة لكي تكون رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي أولا.

خطة جديدة للرئيس عرفات

أوضح الدكتور الخطيب في حديثه مع “سويس انفو” أن الرئيس الفلسطيني عرفات طرح أثناء اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة برنامج عمل متكامل، يرى الدكتور الخطيب أنه يمكن أن يكون تحولا كبيرا وشاملا في التعامل مع القضية الفلسطينية إذا تبنته المجموعة العربية، وتبدأ هذه الخطة بضرورة انعقاد قمة عربية تتبنى جملة من التحركات عل المستوى العالمي تنتهي باشراك الأسرة الدولية كاملة على عملية السلام وهو المخرج الوحيد لمحاصرة إسرائيل إعلاميا و سياسيا.

ويؤكد الدكتور الخطيب أن تبني هذه الخطة هو المخرج الوحيد للمأزق الذي وقعت فيه الأنظمة العربية نتيجة تواصل الانتفاضة، التي سوف تؤدي إلى ازدياد في عمليات القمع الإسرائيلية وستقود تلقائيا إلى شعور الشارع العربي، الساخط أصلا والغير راض عن مسلك حكوماته تجاه الانتفاضة، بالتناقضات، ويرى الدكتور الخطيب أن الدول العربية يجب أن تلجأ إلى تفعيل الدول الجماعي الدولي لتحييد بعض احتمالات التوتر داخل أراضيها.

انفلات العنف وغياب أي مبادرات جادة ينذر بأسواء أنواع السيناريوهات التي يمكن أن يتوقعها أكثر المراقبين تفاؤلا.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية