مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ديفيد كاميرون‭:‬ تقدم في مساعي التوصل لوقف القتال في غزة

من جوناثان سبايسر

إسطنبول (رويترز) – قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة بعد جولة في الشرق الأوسط إن تقدما تحقق في مسعى التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإدخال مزيد من المساعدات وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.

وتركزت الضغوط الدولية على نهج لتحرير الرهائن الإسرائيليين على مراحل مقابل وقف الأعمال العدائية والإفراج عن السجناء الفلسطينيين في إسرائيل.

وفي مقابلة في إسطنبول، محطته الأخيرة في الجولة، ذكر كاميرون أن إسرائيل تدرس اقتراحا بريطانيا بفتح ميناء أسدود أمام شحنات المساعدات إلى غزة، لكن الأمر “سيتطلب الكثير من الضغط” للتوصل إلى اتفاق.

وقال كاميرون لرويترز ومحطة تلفزيونية تركية “التوصل إلى هدنة نوقف فيها القتال ونبدأ في النظر في كيفية إدخال المساعدات وإخراج الرهائن.. أعتقد أن هناك احتمالا للتوصل لذلك”.

وأضاف “هذا ما كنت أتحدث عنه في (جولتي في) المنطقة. وأعتقد أننا نحرز بعض التقدم”.

واجتمع كاميرون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء آخرين في رحلته الثالثة إلى الشرق الأوسط فيما يزيد قليلا عن شهرين.

وقال إنه ضغط في سبيل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في اجتماعات في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطر وتركيا.

وأضاف “كنت أضغط من أجل ما أعتقد أنه في مصلحة الجميع، بما في ذلك مصلحة إسرائيل وهو التوصل إلى هدنة فورا لأنه حينها فقط يمكن إعادة الرهائن”.

وتعهدت إسرائيل بأنها لن تتراجع في الحرب حتى القضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن. وتقول حماس إن أي اتفاق يتوقف على إنهاء إسرائيل هجومها على غزة وحصارها للقطاع والانسحاب منه.

* محادثات صعبة بشأن الهدنة

قالت مصادر لرويترز إن محادثات الوساطة بشأن هدنة مدتها شهر قد يتم خلالها تبادل رهائن بسجناء فلسطينيين في إسرائيل استؤنفت لكنها تعثرت بسبب خلافات بين الجانبين على طريقة إنهاء الحرب.

وأدت الحرب إلى نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وبعضهم نزحوا لعدة مرات. واندلعت الحرب بعد الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.

وقال مسؤولون في غزة اليوم الجمعة إن عدد القتلى في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، والتي دخلت الآن شهرها الرابع، ارتفع إلى 26083.

وبعد وقت قصير من تصريحات كاميرون، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لمساعدة المدنيين الفلسطينيين وقالت إن “الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة معرض لخطر التدهور الشديد”.

ويعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والوقود، مما أدى إلى كارثة إنسانية، ولم يصل إلى غزة سوى كميات قليلة من المساعدات الإنسانية بسبب مخاطر القصف والقتال والعقبات الإجرائية.

وقال كاميرون إن هناك حاجة لدخول ما لا يقل عن 500 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة، وإن فتح ميناء أسدود سيساعد في تحقيق هذا الأمر.

وأضاف “يعد فتح أسدود وسيلة هائلة أخرى لإدخال المساعدات، ومن الضروري حقا إدخال هذه المساعدات… عرضت المسألة على الحكومة الإسرائيلية، وهي تدرسها، لكنني أعلم أن الأمر بحاجة إلى الكثير من الضغط قبل أن نتمكن من الحل”.

ويتسلم القطاع كميات محدودة من المساعدات عبر معبر رفح بين مصر وغزة، ومنذ ديسمبر كانون الأول عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.

وتقول إسرائيل، التي تنفي الاتهامات بأنها أوقفت تسليم المساعدات، إن دورها يقتصر فقط على تفتيش إمدادات الإغاثة المتجهة إلى غزة لأسباب أمنية.

وذكر كاميرون أن إسرائيل بحاجة إلى ضمان استمرار نقاط التفتيش مفتوحة لفترة أطول، وأن تتمكن الأمم المتحدة من نقل المساعدات في أرجاء غزة بأمان وإعادة المياه بعد انقطاع.

وأضاف “أريد أن أرى كل العقبات أُزيلت… إسرائيل مسؤولة عما يحدث في غزة، وعلينا تجنب تفاقم الكارثة الإنسانية”.

والغذاء نادر في الجنوب، والوضع أسوأ في شمال ووسط غزة حيث تقول وكالات الإغاثة إن آلاف السكان يواجهون المجاعة وخاصة الأطفال الصغار الذين هم أكثر عرضة لمخاطر سوء التغذية.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية