مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ديموقراطيتكم المباشرة .. حبذا لو كانت عندنا!

swissinfo.ch

زار وفد صحفي مغربي يتكون من ثلاث صحفيات وأربعة صحفيين سويسرا ما بين الفاتح والثامن من شهر مارس آذار الحالي، بدعوة من وكالة التواجد السويسري في الخارج.

زيارة الوفد الصحفي المغربي صادفت تصويت الشعب السويسري على الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة، كما سمحت له بالوقوف على عدة معالم تاريخية وسياحية واقتصادية في هذا البلد ساهم بعضها في ترسيخ بعض الكليشيهات بينما ساهم البعض الآخر في تصحيح الصورة المعطاة عن سويسرا.

في إطار الدعوات التي توجهها سويسرا لصحفيين من مختلف أنحاء العالم لزيارة هذا البلد والوقوف على واقعه، حل بسويسرا ما بين الفاتح مارس والثامن منه وفد صحفي مغربي شمل الزميلات بدرة بريسول من “الإيكونوميست” وسميرة فرزاز من “الأحداث المغربية” وليلى بن ياسين من “نساء من المغرب”، إضافة إلى الزملاء محمد زينابي من “الأوبنيون” ومصطفى السالكي من ” البيان” وعمر بروكسي من ” لو جورنال” والطيب شادي من “ماروك هيبدو”.

زيارة الوفد المغربي تزامنت من جهة مع حضور المغرب كضيف شرف في معرض “الموبا” بمدينة بازل ومع تنظيم سويسرا لثاني استفتاء شعبي حول الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة . لذلك تصدر الحدثان برنامج زيارة الوفد الصحفي المغربي بحيث زار الضيوف المغاربة معرض بازل الدولي توجهوا بعد ذلك إلى العاصمة الفدرالية برن حيث حضروا الندوة الصحفية بالقصر الفدرالي مقر الحكومة حيث تم الإعلان عن نتائج الاستفتاء والإعلان عن قبول الشعب السويسري الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة في الثالث مارس.

كما سمحت الزيارة لأعضاء الوفد بمقابلة مسئولين سياسيين من وزارة الخارجية السويسرية والأحزاب السياسية والمؤسسات الصناعية والصحفيين، إضافة إلى ممثلي المملكة المغربية في برن وجنيف.

اطلعنا على نظام سياسي نتمنى أن يكون عندنا

وكما صرحت الزميلة ليلى بن ياسين رئيسة تحرير جريدة “نساء من المغرب” لسويس انفو “مثل يوم الأحد الثالث مارس ذروة برنامج الزيارة بحيث سمح لأعضاء الوفد الصحفي بالوقف عن كثب عن ممارسة الديموقراطية المباشرة” والتي أضافت “أن ذلك مفيد جدا بالنسبة لنا كبلد سائر في طريق الديموقراطية”.

زميلها من صحيفة “البيان” مصطفى السالكي يرى” أن التجربة كانت مفيدة جدا لأنها سمحت لنا بالاطلاع على نظام سياسي نتمنى أن نراه مطبقا عندنا في بلادنا”. وما شد انتباه الزميل من الجريدة الحزبية “ذلك التلاحم والعمل المشترك بين الحكومة والدبلوماسية السويسرية والشعب السويسري من أجل إنجاح هذا البلد وتقدمه وازدهاره”. ويتمنى الزميل السالكي أن تنطبق هذه التجربة على المغرب نظرا لكونه بلدا في طريق الانفتاح وترسيخ الديموقراطية.

برنامج الزيارة سمح لأعضاء الوفد الصحفي المغربي بمقابلة المسؤولين عن ملف العلاقات السويسرية المغربية سواء بوزارة الخارجية أو بإدارة التعاون والتنمية السويسرية. كما كان للصحفيين المغاربة لقاء مع سفير المغرب في برن السيد عبد المجيد عالم.

وفي جنيف حل الصحفيون المغاربة ضيوفا على النادي الصحفي السويسري للصحافة بحضور دبلوماسيين سويسريين ومغاربة ولتبادل بعض الانطباعات مع نخبة من الصحفيين العرب والدوليين المعتمدين في قصر الأمم.

وما يأسف له أعضاء الوفد الصحفي المغربي كون برنامج الزيارة كان حافلا بزيارة العديد من المؤسسات الهامة وان ضيق الوقت لا يسمح بالتعمق في الاطلاع على هذه المؤسسات مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر او منظمة التجارة العالمية.

تصحيح الكليشيهات

الهدف من مثل هذه الزيارة هو للتعرف على واقع سويسرا كما هو وليس ترديد او ترسيخ الكليشيهات أو الصور المسبقة المتداولة عن هذا البلد. بعد هذه الجولة المكثفة التي دامت ثمانية أيام، ما هي الصور التي سيعود بها هؤلاء الصحفيين والصحفيات؟ سؤال طرحناه على رئيسة تحرير مجلة “نساء من المغرب” التي رأت “أن الصور التي كانت لديها عن سويسرا هي الصور التي وجدتها على أرض الواقع بحكم الاهتمام من خلال الإعلام بما يجري في سويسرا” ولكنها كسيدة وكصحفية مختصة في شؤون المرأة ترى على كل “أن نساء العالم مازال أمامهن المزيد من الكفاح من أجل تطورهن” وما فاجأها فعلا “ملاحظة أن النساء في المغرب قد أحرزن تقدما في بعض القطاعات احسن مما حصلت عليه المرأة في سويسرا”.

مصطفى السالكي من جريدة “البيان” يرى أن من بين الكليشيهات التي سمحت الزيارة بتغييرها “ما هو معروف عن السويسريين من أنهم منغلقون على أنفسهم”. إذ يرى السيد السالكي أن اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين السويسريين في شتى القطاعات سمحت له باكتشاف “أن الدبلوماسي السويسري متحفظ وحذر، وأنه يحاول اكتشاف حقيقة مخاطبه قبل الانطلاق في التعامل معه”.

ويجمع عضوا الموفد الصحفي المغربي على آن هناك نية في سويسرا على تعزيز التعاون مع المغرب خصيصا ومع بلدان المغرب العربي ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط عموما. ولكن على الجانب الثاني آن يبذل مجهودا أكثر للوصول بالمبادلات إلى مستوى متكافئ.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية