مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رسالة الى الدول الراغبة في الانضمام!

مايك مور تحدث عن مشاكل الدول الراغبة في الانضمام الى منظمة التجارة العالمية قبل توجهه الى المغرب swissinfo.ch

يرى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أن على الدول الراغبة في الانضمام إلى المنظمة، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية والجزائر، "أن تقوم بتسعين بالمائة من التحضير في عواصمها".

اعترف مايك مور “بأن هناك نقصا في الاهتمام بالعالم العربي في نشاطات منظمة التجارة، وأبدى استعدادا لسد النقص من خلال الدورات التقنية التي ستشرف عليها المنظمة في الدار البيضاء بالنسبة للناطقين باللغة الفرنسية ونيروبي بالنسبة للناطقين بالإنجليزية.


وقبل ان يتوجه مور الى المغرب في نهاية الاسبوع، التقى مور يوم الجمعة في جنيف مجموعة من الصحفيين العرب والأفارقة، واقر امامهم “بأن منظمة التجارة العالمية لم تقدم ما فيه الكفاية للعالم العربي، وهذا صحيح أيضا بالنسبة لإفريقيا ودول آسيا الوسطى ومنطقة الكاريبي”.

وذكر مور ان المغرب سيصبح مركزا للتاهيل التقني للناطقين باللغة الفرنسية. ويعترف المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أن إمكانيات المنظمة في مجال التكوين التقني التجاري المقدم لإطارات الدول النامية في مقر المنظمة بجنيف لم يكن يتجاوز اربعين سفيرا وخبيرا في الدورة المكثفة التي تدوم ثلاثة أشهر. وحتى بعد مضاعفة هذا العدد إلى حوالي 80، فإن ذلك معناه عدم قبول اكثر من موظف واحد كل سنتين عن الدولة العضوة علاوة على ان هذا لا يحل مشكلة البلدان التي هي في طور الانضمام.

لكن المدير العام الذي لم يبق في ولايته سوى 3 اشهر، حيث سيخلفه التايلندي سوباتشاي بانيكباندي، يعمل جاهدا منذ مؤتمر المنظمة في الدوحة العام الماضي، على تدارك هذه النقائص. فقد عين مستشارا خاصا له من العالم العربي في شخص سفير المغرب السابق في جنيف بن جلون التويني. وعزز مور في الآونة الأخيرة لقاءاته بالمؤسسات والمسؤولين العرب “لتطوير بعض الأفكار”.

جامعة تجارية افتراضية

ولتجاوز العراقيل، اقترح المدير العام “توسيع” إمكانية الاستفادة من الدروات التأهيلية التي تقدمها المنظمة مع الحفاظ على “مراقبة الجودة والمصداقية”، وذلك بتأسيس كلية افتراضية مدعمة بجملة من الأساتذة وكبار الموظفين المتقاعدين، الذين يسهرون على تكوين اكبر قدر ممكن من إطارات البلدان النامية.

وبما أن وضع إفريقيا هو الاكثر الحاحا، فقد اقترح مور إقامة مركز في الدار البيضاء بالمغرب لإطارات البلدان الناطقة بالفرنسية ومركزا في نيروبي بكينيا للدول الناطقة بالإنجليزية.

وفي هذا الإطار تدخل زيارة المدير العام للمغرب في عطلة نهاية الأسبوع، حيث ستشمل لقاء مع مدير المعهد المغربي العالي للتجارة وإدارة المؤسسات، الذي ستتولى مؤسسته تقديم التاهيل التقني للأفارقة الناطقين بالفرنسية.

وإذا كانت هذه المرة الأولى التي تقدم فيها هذه الدروس خارج جنيف، فإن المدير العام لمنظمة التجارة العالمية يعقد امالا على إمكانية “تجاوز الحساسيات” لجعل الدروس دائمة في الدار البيضاء ونيروبي. ويعترف مايك مور “أن هناك العديد من الجامعات في العالم ترغب في احتضان هذه الدروس الممولة من قبل الدول المانحة ومؤسسات القطاع الخاص.

وإذا كانت المنظمة تركز في الوقت الحالي على تكوين إطارات البلدان النامية العاملة في ميدان التجارة الدولية والمبادلات المتعددة الأطراف، فإن المدير العام يرغب في بعث نواة دراسات جامعية عليا، متخصصة في شؤون التجارة الدولية، ويرى ان هذا المشروع سيكون من مهام خلفه ومشمولات المؤتمر الوزاري القادم.

عضوية الجامعة العربية؟

أبدت جامعة الدول العربية رغبة في الحصول على منصب مراقب داخل منظمة التجارة العالمية، بغرض تعزيز اهتمامات العالم العربي بشؤون التجارة. وصرح المدير العام لسويس انفو “أن هناك ثمانية وعشرين منظمة اقليمية ترغب في الحصول على وضع مراقب”.

لكنه اقرّ “أنه لم يتم تحقيق إجماع حول منح الجامعة العربية وضع مراقب”. وبما أن القرارات تتخذ بالإجماع، فإن المدير العام يعقد آمالا على تجاوز هذه العراقيل مع مرور الزمن. ويرى مور “أن العالم العربي يمكن أن يمرر افكاره عبر قنوات أخرى مثل صندوق النقد العربي او البنك الإسلامي.

لكن المدير العام الذي اعترف “بان هذا القرار يعد من أهم القرارات التي يتعين على مجلس المنظمة اتخاذها عبر عن الأمل في منح الجامعة العربية منصب مراقب في أشغال لجنة المفاوضات التجارية، وهذا ما قد يتخذ المجلس قرارا بشأنه يوم الإثنين”.

ماذا قدمت الدول العربية الراغبة في الانضمام؟

من بين النقاط الإيجابية التي أسفرت عنها الدورة الوزارية الرابعة لمنظمة التجارة العالمية في الدوحة في نوفمبر الماضي، الدعوة إلى تيسير المشوار أمام الدول الراغبة في الانضمام إلى المنظمة.

لكن دولا عربية لا تزال ملفات انضمامها تعاني من بعض العراقيل وبشكل متفاوت، مثل المملكة العربية السعودية والجزائر. وقال مور في حديثه لسويس انفو بشان ما قامت به المنظمة لتسهيل انضمام هذين البلدين، تطبيقا لما جاء في إعلان الدوحة، “أنه منذ قمة الدوحة، راجع شخصيا ملفات الدول الراغبة في الانضمام لمعرفة ما الذي يمكن أن يقدمه لها من مساعدة، لكنه ذكر “أن الجزء الهام من العمل يجب أن يتم في عواصم هذه الدول”.

وفيما يتعلق بملف انضمام السعودية، المتوقف منذ مدة، يعترف مايك مور بأنه تحدث مرارا مع المسؤولين السعوديين، لكنه شدد على أن العمل الرئيسي يجب أن يتم من قبل البلد الراغب في الانضمام.

واستشهد المدير العام لمنظمة التجارة العالمية ببعض الحالات مثل روسيا، التي لا يفوت رئيسها فلاديمير بوتين فرصة إلا ويتحدث فيها عن رغبة بلاده في الانضمام إلى المنظمة، او الصين التي نشرت اكثر من 6000 كتاب عن منظمة التجارة العالمية باللغة الصينية قبل انضمامها للمنظمة في الدوحة. وهو ما يتعين على الدول العربية الراغبة في الانضمام الاقتداء به، حسب راي المدير العام مايك مور.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية