مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رسالةٌ في قنينة زيت زيتون

في إطار حملة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ستُباع ابتداء من يوم الخميس 25 أكتوبر 2001، 18000 قنينة زيت زيتون فلسطيني في عدد من المدن السويسرية. المبادرة التي نظمتها "جمعية حملة زيت الزيتون" في سويسرا بالتعاون مع منظمات سويسرية وفلسطينية تنتمي إلى الديانات السماوية الثلاث، تهدف إلى دعم صغار المزارعين الفلسطينيين عن طريق تمويل جملة من المشاريع في فلسطين، كما تغتنم الفرصة للتعريف بأوضاع الشعب الفلسطيني.

منذ آلاف السنين وشجرة الزيتون ترمز إلى السلام والسخاء وارتباط الإنسان بأرضه خاصة في منطقة الشرق الأوسط. هذه الشجرة التي تعيش قرونا طويلة تعد مصدر رزق لصغار المزارعين الفلسطينيين، فهي تشغل اليد العاملة وتحرك الاقتصاد بما تنتجه من زيتون وزيت وخشب واللائحة طويلة إذا نظرنا إلى المنتجات المشتقة من فاكهة هذه الشجرة المغذية.

لكن الحصار الإسرائيلي وسياسة تدمير الحقول واقتلاع أشجار الزيتون في المزارع الفلسطينية كانا لهما انعكاسات خطيرة على حياة الأسر التي تحصل على قوتها من منتجات أشجار الزيتون. ونتج عن تدهور القطاع الزراعي والقيود الإسرائيلية فقر متفاقم في أوساط المزارعين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني عامة وتشاؤم بشان مستقبل خال من آية آفاق اقتصادية.

غير أن جهات خارجية ومن بينها “جمعية حملة زيت الزيتون” في سويسرا، انشغلت بتدهور أوضاع القطاع الزراعي الفلسطيني وخاصة محاصيل أشجار الزيتون فبادرت بتنظيم حملة ستنطلق يوم الخميس في عدد من البلديات والمدن السويسرية للمساهمة في تحسين موارد صغار المزارعين الفلسطينيين.

وتدعم هذه الحملة التي ستباع خلالها 18000 قنينة زيت زيتون فلسطيني وبطاقات تعاطف مع الشعب الفلسطيني، عشرات المنظمات السويسرية بالتعاون مع جمعية الإغاثة الزراعية الفلسطينية وجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية.

ومن بين المنظمات السويسرية التي تساهم بفعالية في هذه الحملة التضامنية مع الشعب الفلسطيني ” تحرك أطفال الهولوكوست” اليهودية و” الخبز للجميع” و” الأصدقاء السويسريون لنيفي شالوم/واحة السلام” والجمعية السويسرية للنساء من اجل السلام والتطور” و” جمعية سويسرا- فلسطين” وجمعية كاريتاس الخيرية والمركز الصحي السويسري في كل من لوزان والتيشينو وزيوريخ والفرع المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دائرة التنمية والتعاون السويسرية وفريق التحاور اليهودي الفلسطيني وعدد كبير من الجمعيات والمنظمات المسيحية واليهودية في سويسرا.

متى نشأت “جمعية حملة زيت الزيتون” وكيف انطلقت المبادرة؟

تأسست الجمعية قبل حوالي ستة اشهر. وان كان عمرها قصير فهي حققت في فترة وجيزة عملا يستحق كل التحية والاحترام. السيد يوخي فيل (Yochi Weil) العضوُ في اللجنة المركزية للجمعية والذي يعتنق الديانة اليهودية، شرح بحماسة في اتصال هاتفي أجرته معه ” سويس انفو” أن الهدف من وراء الحملة التضامنية لا ينحصر فحسب في إطار تقديم مساعدات مادية للمزارعين الفلسطينيين بل يكمن أيضا في إبلاغ رسالة إلى العالم العربي تحمل “مؤشرا إيجابيا صغيرا على ما تقوم به سويسرا من اجل إحلال سلام دائم وعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.”

وتضم “جمعية حملة زيت الزيتون” مجموعة من الفلسطينيين واليهود ورجال دين وأعضاء في حركات تضامنية مختلفة من نساء ورجال التزموا بالعمل جاهدين من اجل إحلال سلام عادل ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتضم اللجنة المركزية للجمعية الى جانب السيد فيل اعضاء ينتمون الى كانتونات سويسرية مختلفة من بينهم السيد خيري أبو عمر من برن، واورسولا برونر فراونفيلد، وفريدي كريست من سانت غالن، والسيد سامي ظاهر من سولوثورن.

وعن كيفية انطلاق مبادرة “جمعية حملة زيت الزيتون” يقول السيد سامي ظاهر أمينُ صندوق جمعية الصداقة السويسرية الفلسطينية في حديث أجرته معه سويس انفو: “المبادرة انطلقت من مجموعة من الناس السويسريين والفلسطينيين شعروا في بداية الانتفاضة في السنة الماضية بضرورة تضامن مع الشعب الفلسطيني…ومع الوقت رأينا ضرورة القيام بمبادرة تضامن اقتصادي مع الشعب الفلسطيني لأننا رأينا أين تؤدي المحاصرة للاقتصاد الفلسطيني والتخريب والإرهاب.”

لماذا زيت الزيتون وأين سيتم بيع هذه الكمية الهائلة؟

شرح السيد سامي ظاهر في حديثه لسويس انفو أن الضفة الغربية وقطاع غزة انتجا وحدهما في شهر أكتوبر تشرين الأول الماضي اكثر من ستة وثلاثين ألف طن من زيت الزيتون أي أربعة أضعاف الكمية التي ينتجاه سنويا. ونتيجة الأوضاع القاسية التي يعيشها الفلسطينيون والحصار المفروض عليهم على كل الأصعدة، لم يتمكن المزارعون الفلسطينيون من بيع هذه الكمية في بلادهم لذلك قامت “جمعية حملة زيت الزيتون” في سويسرا بتطوير فكرة بيعها في عدد من المدن السويسرية.

وستُباع قنينات زيت الزيتون الفلسطيني الثمانية عشر ألف بثمن 19 فرنك سويسري للقنينة الواحدة التي تحتوي على نصف لتر من زيت الزيتون الرفيع. وسيتم بيعها في منصات ستقام في شوارع العديد من البلديات والمدن السويسرية وفي المدارس والمحلات التجارية، وخاصة المحلات التي لها علاقة مع العالم الثالث مثل محلات “كلارو” وأيضا في الكنائس خاصة أيام الأحد.

وبالإضافة إلى زيت الزيتون، سيُمكن اقتناء بطاقات تعاطف مع الشعب الفلسطيني بثمن عشرة فرنكات. هذا المبلغ يسمح لأسرة فلسطينية فقيرة بملأ جرة بزيت الزيتون. وسيخصص ريعُ الحملة لتمويل مشاريع في فلسطين لتحسين دخل المزارعين واليات إنتاج وتسويق زيت الزيتون الفلسطيني.

لكن الهدف من هذه الحملة كما سبق الذكر لن يكون البيع وحده كما يشرح السيد ظاهر قائلا: “سوف نحاول بيع زيت الزيتون بشكل تظاهري أي أن البيع لن يكون العمل الرئيسي إنما أيضا إعلام الناس بأحوال الشعب الفلسطيني الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تحت الاحتلال.”

إذن ابتداء من يوم الخميس الموافق لـ25 أكتوبر الجاري إلى اجل لم يُحدد بعد، ستنطلق حملة التضامن مع المزارعين الفلسطينيين في عدد كبير من المدن السويسرية من بينها شافهاوزن وسولوتورن وشببز وتون وسانت غالن وابانزل وزيوريخ وبرن وبازل وبيل والقائمة طويلة جدا. فإذا صادفت حملة بيع زيت الزيتون الفلسطيني في سويسرا واقتنيت قنينة أو بطاقة تعاطف فاعلم أن الرسالةَ قد وصلتك!

إصلاح بخات وكمال الضيف بالتعاون مع “جمعية حملة زيت الزيتون”

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية