مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

روسيا تنضم إلى الصين في انتقاد برنامج التسلح الأمريكي

السفير الامريكي روبرت غراي أثناء تدخله أمام مؤتمر نزع السلاح في جينيف swissinfo.ch

أكدت الإدارة الأمريكية الجديدة أمام مؤتمر نزع السلاح يوم الخميس في جنيف معارضتها لفتح مفاوضات شاملة حول منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي وهو ما أثار انتقاد الصين التي ترى في إصرار واشنطن على إنجاز برنامجها الدفاعي القومي المضاد للصواريخ تشجيعا على العودة إلى سباق التسلح الذي طبع حقبة الحرب الباردة

عرف مؤتمر نزع السلاح يوم الخميس في جنيف مبادلات اتسمت لهجتها بالحدة لما أصرت واشنطن على رفض فتح مفاوضات شاملة بخصوص سباق التسلح في الفضاء الخارجي . فقد انتقد سفير الصين لدى مؤتمر نزع السلاح السيد هو كسياوودي هذا الإصرار الأمريكي على إقامة نظام دفاعي جديد بالصواريخ المضادة للصواريخ معتبرا ذلك تشجيعا ” على سباق جديد نحو التسلح “.

فقد أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية في أول حديث له أمام مؤتمر نزع السلاح منذ تولي الإدارة الأمريكية الجديدة ، الموقف الأمريكي الذي عبرت عنه الإدارة الديموقراطية تحت رئاسة بيل كلينتن، والمتمثل في المضي قدما في إنجاز برنامج الدفاع القومي بالصواريخ، وهو البرنامج الذي يهدف إلى تطوير صواريخ قادرة على حماية الولايات المتحدة الأمريكية من هجمات صاروخية محتملة من دول معادية .

وفي الوقت الذي ترى فيه واشنطن أن هذا البرنامج الصاروخي هو برنامج دفاعي محض، انضمت الصين على لسان سفيرها إلى روسياالتي عبرت قبل أسبوعين أمام مؤتمر نزع السلاح وعلى لسان وزير الخارجية ايجور ايفانوف عن انتقادها للموقف الأمريكي في ما ينظر له من الجانب الصيني على “أنه سباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي ” ومن الجانب الروسي على أنه ” مساس بمعاهدة الصواريخ الباليستيكية المضادة للصواريخ ABM “.

كما انتقد السفير الصيني السيناريوهات التي وضعتها واشنطن لتدريبات في موفى الشهر الماضي والتي ” تتصور تمرينا لحرب نجوم في العام 2017 في الفضاء الخارجي تستعمل فيها الصواريخ المضادة للصواريخ والأنظمة الدفاعية الاستراتيجية وأسلحة الليزر المنطلقة من الأرض لإصابة أهداف في الفضاء وأسلحة فضائية للقيام بهجمات وقائية “وهذا ما سمح له بالوصول إلى خلاصة مفادهاأن ” ذلك يبرهن على أن تسليح الفضاء أمر وشيك الوقوع “.

وفي الوقت الذي تصر فيه الصين وروسيا على ضرورة فتح مفاوضات شاملة بخصوص السباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي ترى واشنطن أن هذا الموضوع ليس من المسائل المطروحة على مائدة التفاوض داخل مؤتمر نزع السلاح .

سبب إصرار واشنطن على عدم فتح مفاوضات شاملة داخل مؤتمر نزع السلاح بخصوص الفضاء الخارجي يتضح من تصريحات السفير الأمريكي على انه يكمن في حرص واشنطن على عدم فتح المجال أمام كل الدول الأعضاء الستة والستين لإبداء شروطها بخصوص مجال حيوي ” يؤوي جملة من الأقمار الصناعية التي تقدم خدمات حيوية اقتصادية وتجارية . إضافة إلى آن العديد من الدول تملك أقمارا صناعية توفر خدمات عسكرية لبواخرها وطائراتها وقواتها البرية ” . ولذلك يرى السفير الأمريكي على أن أية مناقشات يجب آن تأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات الاقتصادية والعسكرية وكل ما تستطيع واشنطن تقديمه في هذا المجال ” هو فتح نقاش وليس مفاوضات بخصوص الفضاء الخارجي ” على حد قوله.

وترى واشنطن أن الموضوع الذي يجب أن يحظى بالأولوية يتمثل في التوصل إلى منع لانتشار المواد القابلة للانشطار. وقد اتهم السفير الأمريكي بيكين في ربطها بين النظام الدفاعي الأمريكي وموضوع السباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي بأنها تحاول صرف الأنظار عن موضوع المواد القابلة للانشطار متسائلا ” ما إذا كان ذلك يعني رغبة الصين في مواصلة إنتاج المواد القابلة للانشطار والمستعملة في الأسلحة النووية أم أنها فقط ترغب في ترك المجال مفتوحا أمامها “.

هذه المبادلات الكلامية الحادة في محفل عرف تعثرا منذ اكثر من أربع سنوات ليس بالأمر الذي قد يسمح لمؤتمر نزع السلاح بالتوصل إلى إجماع حول جدول الأعمال وهذا ما وصفه رئيس الدورة السابقة لنزع السلاح السفير الكندي ليس فقط بالمأزق بل بكيس مليء بالعقد “.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية