مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زيلينسكي يحضّ شولتس على توفير دعم قوي لأوكرانيا في مواجهة روسيا

afp_tickers

شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين على أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة ودعم دبلوماسي أقوى من أجل التوصّل إلى “سلام عادل”، وذلك خلال زيارة إلى كييف يجريها المستشار الألماني أولاف شولتس.

في إطار سعيه للانخراط في وساطة، توجّه شولتس إلى العاصمة الأوكرانية بعد بضعة أسابيع على إجرائه محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والمستشار الألماني هو أول حليف رئيسي لأوكرانيا يجري محادثات مع بوتين منذ أكثر من عام.

وتعهّد شولتس الإثنين منع روسيا من تفرض شروطها على أوكرانيا، ساعيا في ذلك إلى تهدئة مخاوف حيال مستقبل الدعم الأميركي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.

في مؤتمر صحافي مع شولتس، قال زيلينسكي إن حلفاء أوكرانيا “لا يمكنهم ضمان السلام إلا من خلال القوة: قوة أسلحتنا ودبلوماسيتنا وتعاوننا”.

وتابع “من المهم جدا بالنسبة إلينا ألا تقلّص ألمانيا” الدعم في العام المقبل “بما في ذلك الدعم المالي”، مشددا على أهمية “السلام العادل”.

وتجري ألمانيا انتخابات في شباط/فبراير يواجه فيها شولتس منافسة كبيرة وصعودا قويا لليمين المتطرف.

وتأتي زيارة شولتس قبل شهر ونيّف من تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/يناير. وتعهّد الرئيس الأميركي المنتخب وضع حد للحرب خلال ساعات، ما أثار مخاوف من محاولته إجبار أوكرانيا على القبول باتفاق يملي عليها شروط روسيا.

وكان شولتس أثار جدل ومخاوف بتواصله مع بوتين في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.

ندد زيلينسكي حينذاك بالاتصال معتبرا أنه فتح “صندوق باندورا” عبر إضعاف عزلة بوتين الدولية.

ودان شولتس خلال الاتصال الحرب و”حضّ روسيا على إبداء استعدادها للتفاوض مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم”.

– سلام “بالإملاء” –

في كييف، قال شولتس إنه يجب عدم السماح لروسيا بـ”فرض سلام بالإملاء على أوكرانيا”.

وأشار إلى أن الجهود من أجل التوصل إلى “سلام عادل ودائم”، يجب ألا تتّخذ أي قرارات من دون كييف كما يجب أن يلتزم كل الأطراف بشعار “عدم تقرير أي شيء يتعلق بأوكرانيا من دون أوكرانيا”.

وقال شولتس الإثنين إنّ ألمانيا ستزوّد أوكرانيا بحلول نهاية العام معدّات عسكرية جديدة، تشمل أنظمة دفاع جوي. وأعلنت برلين عن الجزء الأكبر من هذه الحزمة البالغة 650 مليون يورو في تشرين الأول/أكتوبر.

وتكتسي هذه المساعدات أهمية كبرى بالنسبة إلى كييف في تصدّيها للجيش الروسي الأفضل تجهيزا عند خطوط أمامية بطول ألف كيلومتر.

وحقّقت روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر أكبر مكاسب ميدانية شهرية منذ آذار/مارس 2022، وفقا لتحليل وكالة فرانس برس لبيانات المعهد الأميركي لدراسة الحرب.

وتقدّمت قوات الكرملين أكثر من 725 كيلومترا مربعا، معظمها في الشرق قرب مدينة بوكروفسك، مقارنة بـ610 كيلومترات مربعة في تشرين الأول/أكتوبر.

وقال الكرملين الإثنين إنه لا يتوقّع أن تحقق زيارة شولتس أي نتائج يعوّل عليها.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “لن أقول إننا نتوقّع شيئا من هذه الزيارة. إن ألمانيا مستمرة في دعمها غير المشروط لاوكرانيا”.

وزار شولتس وزيلينسكي جنودا مصابين في مستشفى في كييف، ومعرضا للمسيّرات.

– الموت من البرد –

تكثفت الهجمات بواسطة مسيّرات وصواريخ على أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية.

وشهدت الموجة الأخيرة هجوما روسيا ليليا على أوكرانيا بـ110 مسيّرات، ما أسفر عن مقتل رجل في بلدة ترنوبيل الغربية أدت ضربات الشهر الماضي إلى حرمان الآلاف من الكهرباء.

ودان شولتس الضربات الروسية التي تستهدف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا والتي يُنظر إليها على أنها محاولة لتعطيل إمدادات الطاقة الحيوية خلال أشهر الشتاء واستنزاف المعنويات الأوكرانية.

وقال إنّ “روسيا تستمر في استهداف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا بطريقة محدّدة الأهداف وعديمة الرحمة. بوتين يريد أن يتجمّد الناس”. 

وأضاف “لكننا لن نسمح بنجاح حساباته المعيبة”.

وباتت ألمانيا في عهد شولتس ثاني أكبر مزوّد لأوكرانيا بالأسلحة بعد الولايات المتحدة، لكنها رفضت إمداد كييف صواريخ بعيدة المدى لكييف قادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية.

وفي كييف، كرّر شولتس موقفه المعارض لإمداد أوكرانيا بصواريخ تورس الألمانية البعيدة المدى والتي يمكن استخدامها لضرب عمق الأراضي الروسية.

وتعتبر برلين أنه لا يمكن إمداد أوكرانيا بهذه الصواريخ إلا ضمن إشراف للقوات الألمانية على الأهداف التي تعتزم كييف ضربها.

لكن زيلينسكي قال إنه ما زال يبحث مع شولتس في إمكان تزويد كييف صواريخ ألمانية.

وقال الرئيس الأوكراني إن جهوده مستمرة لإيجاد “أرضية مشتركة أكبر في مسألة (صواريخ) تورس”، وإن الصواريخ يمكن أن تساعد أوكرانيا على ضرب مزيد من الأهداف العسكرية في روسيا.

بور-فز/لين-ود/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية