مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ساركوزي في مرايا المغاربيين.. ارتياح هنا واستياء هناك

الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي يحيي أنصاره في حفل أقيم في باريس عقب الإعلان عن فوزه في السباق الرئاسي مساء 6 مايو 2007 Keystone

يفتح فوز المرشح اليميني نيكولا ساركوزي برئاسة فرنسا، صفحة من الأزمات مع كل من الجزائر وليبيا، فيما يؤشر لعلاقات أوثق مع المغرب وتونس.

إذا كان الخليجيون، الذين يبعدون عن فرنسا آلاف الكيلومترات، شعروا بالانقباض من انتخاب نيكولا ساركوزي رئيسا لفرنسا، إلى درجة أن صحيفة “الخليج” الإماراتية، التي شبهته بالمحافظين الجدد في أمريكا، فكيف لا تكون ردود الفعل بالقتامة نفسها في المغرب العربي المجاور، الذي يتأثر بالصغيرة والكبيرة في الحياة السياسية الفرنسية؟

مصدر المخاوف، هو من دون شك السياسة المتشدّدة التي يرمز لها الرئيس الفرنسي الجديد، والتي جسَّـدها في برنامج آلي على نفسه تنفيذه في ولايته التي تستمر خمسة أعوام.

وأكثر ما صدم المغاربيين في مشروع ساركوزي، تلك العناوين البارزة التي اقتبس قسما مهِـما منها من برنامج اليمين المتشدد ممثلا في “الجبهة الوطنية”، بزعامة جون ماري لوبّـين، وخاصة في مجال مكافحة الهجرة وتقليص منح التأشيرات للمغاربيين، الراغبين في زيارة فرنسا، وهناك بالتحديد، خشية على مصير 265 ألف طالب أجنبي يدرسون حاليا في فرنسا، ويشكِّـل المغاربيون أكثر من 25% منهم.

وربما كان الرئيس الجديد وطاقمه يفكِّـران في تخفيض المِـنح الدراسية المخصصة للأجانب، إذ يحصل 20 ألف طالب على منح للدراسة أو متابعة دورات تدريبية في فرنسا حاليا بقيمة 100 مليون يورو، ومن بينهم 44% من الأفارقة، الذين يحتل المغاربيون حيِّـزا هاما منهم.

نكأ جراحنا

لعل أكثر ما شحذ الاحتقان المغاربي ضد الرئيس الفرنسي الجديد، أنه نكأ جِـراح التاريخ وعبّـر في الوقت نفسه عن انحياز واضح لإسرائيل. فقد أثارت تصريحاته عن الفترة الاستعمارية ردود فعل عنيفة في الجزائر، اشتركت فيها الحكومة والمجتمع الأهلي والنُّـخب على السواء.

فما أن عبّـر ساركوزي عن نِـيته رد الاعتبار للمتعاونين الجزائريين مع سلطات الاحتلال أثناء الحرب التحريرية المعروفين بـ “الحركيين”، حتى ثارت عاصفة من الاشمئزاز والإدانة في الجزائر، كان المبادر بإطلاقها رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم، وهذا يعني أن مشروع “معاهدة الصداقة”، التي تأجَّـل توقيعها على أيام الرئيس المتخلِّـي جاك شيراك، والرامية لطيِّ صفحة الحِـقبة الاستعمارية، ستبقى في أدراج الحكومتين فترة طويلة أخرى، طالما أن المناخ المناسب لتوقيعها بات أبعد منالا.

وفي هذا السياق، أكد هشام قسنطيني المعلق في صحيفة “الخبر” واسعة الإنتشار لسويس أنفو، أنه متشائم من مستقبل العلاقات الجزائرية – الفرنسية في ظل الرئاسة الجديدة، مُعتبرا أنه لو فاز لوبّـين، لكان ذلك أفضل بالنسبة للجزائر، ورأى أن فرنسا، التي احتلتها ألمانيا لمدة خمس سنوات، احتاجت إلى 50 عاما كي تنتقل إلى الحديث عن الصداقة مع برلين، فكيف سيكون الحال مع الجزائر التي احتلتها فرنسا لمدة 130 عاما وتسبّـبت في قتل مليون ونصف المليون من أبنائها وتشريد عشرات الآلاف في المنافي؟

ونلاحظ تشاؤما مماثلا، لكن بدرجة أقل، لدى النُّـخب في المغرب وتونس، ليس فقط بسبب مواقف ساركوزي المعادية للعرب، وإنما أيضا للآمال التي كانت معلّـقة على احتمال وصول الاشتراكيين مُجدّدا إلى قصر الإيليزي.

فمنظمات المجتمع المدني والأحزاب المعارضة، وبخاصة الإتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية، الذي قاد الحكومة المغربية في ظل زعامة عبد الرحمان اليوسفي، كانت تنتظر أن تجد مناخا دوليا مواتيا لمجابهة خصومها المحليين، لو فازت الاشتراكية سيغولين روايال بالرئاسة، ويجابه الإتحاد الاشتراكي استحقاقا انتخابيا حرِجا في الأسابيع المقبلة ضد غريمه حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل، والذي ترشِّـحه التوقعات للفوز بالغالبية في البرلمان المقبل.

لكن الجامعي فؤاد عمر، أستاذ الاقتصاد في كلية الحقوق بمدينة فاس ينظر إلى هذا الدخول القوي لساركوزي إلى الرّكح من زاوية أخرى، فالصِّـراع بين اليمين واليسار في فرنسا، لا يخرج حسب رأيه، عن النظريتين الكبيرتين المسيطرتين في الغرب منذ انهيار جدار برلين، والتي تقسم الساسة إلى متفائلين ومتشائمين.

فنظرية التفاؤل، التي صاغها فرانسيس فوكوياما، والمعروفة بنظرية نهاية التاريخ، تعتبر أن الشيوعية كانت مجرّد قوسين أغلِـقا نهائيا، وأن العالم دخل اليوم إلى عصر الليبرالية والديمقراطية، مما سيعني نهاية الصراعات والحروب.

ويعتقد فؤاد عمر في تصريح لسويس أنفو أن التجربة أثبتت أن هذه النظرية غير مطابقة للواقع، أما النظرية المقابلة، وهي لصامويل هانتينغتن، فتقول بحتمية الصِّـدام بين الحضارات، وقد أكّـدت الأحداث أنها أقرب للواقع في رأي مُحدِّثنا.

مع ذلك، فهو يرى أن وضع أمريكا في مواجهة مع فرنسا في المغرب العربي بعد وصول ساركوزي إلى سدّة الرئاسة، طرح خاطئ ويائس، لأن فرنسا تعرف المنطقة معرِفة أفضل، لأسباب معلومة ويمكنها أن تكون (مع الأوروبيين الآخرين)، مدافعا عنها على الساحة الدولية بهدف تسوية نزاعات قائمة، واستدل في هذا المجال بالدور النشط الفرنسي (والأوروبي عموما)، خلال حرب لبنان في الصيف الماضي، الذي كان أنموذجا لما يُـمكن أن يكون عليه الدور الفرنسي مع ساركوزي “بصفته يقدِّم رؤية أخرى وأسلوبا مُغايِـرا في معالجة المشاكل من دون احتكاك مع الإدارة الأمريكية” كما قال.

مرتبة ثالثة

في هذا السياق المتفائل، يمكن إدراج الاهتمام الذي تابعت به العواصم المغاربية التصريح الذي أدلى به ساركوزي بعد فوزه، والذي وعَـد فيه بإطلاق مبادرة لتطوير الشراكة مع بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط قريبا. والظاهر، أن الحكومات المغاربية فوجئت بتخصيص ساركوزي فقرة مهمّـة من كلمته للبلدان العربية المتوسطية، والتي بوأها المرتبة الثالثة بين أولويات فرنسا الدولية خلال المرحلة المقبلة بعد أمريكا والإتحاد الأوروبي.

وأماط ساركوزي اللِّـثام عن عزمه على طرح مبادرة بعد دخوله قصر الإيليزي، لتفعيل الشراكة الأورو متوسطية (المتعثرة بسبب مضاعفات الصراع العربي – الإسرائيلي)، مُتعهِّـدا بوضع هذا الملف بين الملفات الرئيسية في ولايته، وقال “علينا تجاوز جميع الأحقاد كي نُفسح المجال أمام (تجسيد) حُـلم السلام الكبير وحُلم الحضارة العظيم”، مُضيفا “أتوجه بنداء إلى شعوب المتوسط لأقول لها إن كل (اللعبة) ستكون في المنطقة المتوسطية”، مُؤكِّـدا أنه “آن الأوان لإنشاء اتحاد في المتوسط أسْـوَة بتشكيل الإتحاد الأوروبي قبل 60 عاما”.

وفي هذا السياق، ذكَـر فؤاد عمر بأن فريقا من الخبراء، شكّـله الإتحاد الأوروبي في السنة الماضية، من ضفتي المتوسط تحت اسم “أورومسكو” ( Euromesco) لإعداد تقرير عن الشراكة الأوروبية المتوسطية، (وكان هو عضوا فيه)، انتهى إلى إجماع على نقطة مركزية، مفادها أنه علينا، كي نحرِّك الأمور، أن نشرع في إرساء الأسس لمجموعة الدول الديمقراطية، مُعلِّـقا بقوله أن “هذا الإجماع يعكِـس المكانة المركزية للديمقراطية في بناء شراكة وطيدة الأركان بين الضفتين”.

طبعة دوفيلبان

مع ذلك، يمكن القول أن مشروع ساركوزي، ليس سوى امتداد لخطَّـة فرنسية كان أعلن عنها رئيس الحكومة المُغادر دومينيك دوفيلبان يوم 20 مارس الماضي، ورمت لتنشيط العلاقات مع البلدان المغاربية، واستطرادا، مجابهة المنافسة الأمريكية وحتى الروسية المُتناميتين في المنطقة.

واختار دوفيلبان، الذي يمكن أن يكون أحد أعمِـدة حكومة ساركوزي، أن يكشف عن الخطة خلال اجتماع في معهد العالم العربي في باريس، وفي حضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية العربية والفرنسية، من بينها بيير جوكس، وزير العدل السابق، الذي حضر بصِـفته رئيسا لجمعية الصداقة الفرنسية – الجزائرية، وإمام جامع باريس دليل أبوبكر، المُقرب من ساركوزي، وتضمَّـنت الخُـطة إقامة مشاريع مشتركة مع شمال إفريقيا في المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية، في إطار السعي للمحافظة على موقع فرنسا بصفتها “الشريك التجاري الأول والمستثمر الأول في البلدان المغاربية”، مستدلا بحجم المبادلات الاقتصادية معها، والذي قدَره بعشرين مليار يورو في السنة. وشكّـل طرح المشروع قبل أسابيع من نهاية ولاية شيراك، دليلا على ثقة اليمين الفرنسي بأنه سيستمر في الحكم، وهو على كل حال مشروع منذور للإنجاز في ظل ولاية الرئيس المقبل.

وفي معلومات مصادر مطَّـلعة، أن ساركوزي اعتمد في بلورة المشروع الذي طرحه عن الشراكة الفرنسية مع بلدان شمال إفريقيا، على تقرير أعدّه كل من مدير عام التعاون الدولي والتنمية في الخارجية الفرنسية فيليب إيتيان، ومدير عام دائرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط جون فيليكس باغانون، وهو التقرير الذي اعتمده أيضا دوفيلبان لطرح المبادرة التي أعلنها في معهد العالم العربي.

ردود فعل متناقضة

وأكدت المصادر أن مشروع ساركوزي يرمي، من ضمن أهداف أخرى، لإنقاذ اللغة الفرنسية من التراجع في منطقة كانت تُعتبر طيلة نصف قرن من أهم مناطق انتشارها، ويميل أكثرية الشباب في البلدان المغاربية، التي يصل عدد سكانها إلى نحو مائة مليون ساكن، غالبيتهم دون سن الخامسة والعشرين إلى استخدام العربية محلّ الفرنسية، التي كان الجيل السابق مُـسيطرا عليها.

وفي هذا الإطار، يُرجح أن يُعلن ساركوزي عن فتح فروع لجامعات ومعاهد علمية وتكنولوجية فرنسية في البلدان المغاربية، بغية تحقيق هدفين في آن معا، يتمثلان بتقوية موقع الفرنسية أمام الإنكليزية، التي ما فتئت تنتشر في الأوساط الجامعية، وفي الآن نفسه إقفال إحدى المنافذ الرئيسية للهجرة نحو فرنسا، وأشارت إحصاءات فرنسية إلى أن أكثر من 50% من الطلاب المغاربيين، الذين يُكمِـلون دراساتهم العالية في فرنسا، يبقون فيها ولا يعودوا إلى بلدانهم الأصلية.

غير أن الجنرال جان مارك لوران، نائب مدير الشؤون الإستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية أكد لسويس أنفو أن المشاريع الكبرى، سواء في الإطار الثنائي أو الإقليمي (مع دول المتوسط)، لا ترتبط بالولايات الرئاسية وليست خططا ظرفية، وإنما هي تنفَّـذ على مدى سنوات، واتخذ مِـثالا من برامج التعاون في مجال التدريب العسكري بين دول 5 + 5 التي تلعب فيها فرنسا دورا بارزا، ليؤكِّـد أنه تم إعدادها في سنة 2006 وتمّ الشروع في تنفيذ مراحلها الأولى هذه الأيام، من خلال دورة في باريس “ستكون تجريبية، لكي نُحدِّد في ضوئها الصعوبات الواردة، حتى نتجاوزها في المستقبل ثم ننطلق إلى العمل”.

مُتغيرات

مع ذلك، لا يمكن اعتبار ردُود الفعل الرسمية المغاربية المتناقضة على انتخاب ساركوزي محكومة فقط بهذه الرؤية، التي تشدِّد على الاستمرارية والثوابت في سياسة باريس. فلا شكّ أن هناك متغيرات مع مجيء رئيس يقِـف على يمين شيراك، تتفاوت من بلد إلى آخر.

ففي تونس والرباط، لوحظ أن الرسميين سارعوا إلى تهنئة الرئيس الفرنسي المُنتخب فور فوزه في الدور الثاني، تعبيرا عن الارتياح لخطه وإسقاط “شبَـح” عودة “الخضَّـات” التي أبصرتها العلاقات الفرنسية مع البلدين على أيام الرئيس الراحل فرانسوا ميتران وحكوماته الاشتراكية، بسبب السِّـجال على ملف حقوق الإنسان.

ومن مصادر هذا الشعور بالارتياح، طبقا لمعلومات العارفين بالخفايا، أن العلاقات الشخصية سالكة، بل وسلِـسة مع ساركوزي، لأنه سبق أن زار البلدين، عندما كان يتحمل مسؤوليات وزارية (في المالية ثم في الداخلية)، على عكس غريمته روايال، التي لا تربطها علاقات شخصية مع كبار المسؤولين في البلدين.

في المقابل، أثار فوز ساركوزي قلقا كبيرا في كل من الجزائر وليبيا، الأولى بسبب تصريحاته بشأن المهاجرين المغاربيين ،وأغلبهم من الجزائريين، وكذلك رؤيته للحقبة الاستعمارية. أما الثانية، فبسبب الموقف المتشدِّد الذي أعلنه من مشكلة الممرضات البلغاريات المسجونات في ليبيا منذ فبراير 1999 في قضية حقن دماء ملوثة لأطفال ليبيين في مستشفى بنغازي.

ولوحظ أن الصحف الليبية شنَّـت هجوما حادّا على ساركوزي، بعد الكلمة التي ألقاها فور إعلان النتائج، مُعتبرة أنه “ما كان ينبغي عليه أن يحشر أنفه في قضية الممرضات البلغاريات”، فيما رأت صحيفة “الشمس” أن دماء الأطفال الليبيين “ليست سلعة انتخابية”.

وأكَّـدت مصادر فرنسية، أن ساركوزي جادٌّ في تعهده بألاّ تتخلّـى باريس عن الممرضات البلغاريات، ممَّـا يُؤشر إلى أزمة في الأفُـق مع طرابلس، إذا ما انتقل لتجسيد ذاك التعهد.

وطالما أن هناك محاكمة جديدة أمام المحكمة العليا الليبية خلال الشهر الجاري بعد استئناف الممرضات والطبيب الفلسطيني حكم الإعدام الصادر في حقهم في ديسمبر الماضي، فلا يستبعد أن تشكل تلك المحاكمة الشرارة الأولى لأزمات ساركوزي مع المغاربيين، وتحديدا ليبيا والجزائر.

تونس – رشيد خشانة

ساركوزي هو من دعاة الإنقطاع مع الماضي ومن محبذي تقليد النموذج الأميركي – البريطاني على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وحتى فيما يخص العلاقات الخارجية.

وكافة المؤشرات تفيد أن فرنسا ستكون أطلسية على المستوى العسكري والسياسي، فيما ستحافظ على مكانتها الأوروبية على المستوى الاقتصادي فقط، الأمر الذي يؤكد أن دورها القيادي للبيت الأوروبي سيبدأ بالتراجع .

ومن خلال رصد مجمل التصريحات التي أطلقها طيلة حملته الانتخابية، يمكن رسم الأطر العامة للسياسة التي سينتهجها ساركوزي على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي.

على المستوى الوطني يتلخص برنامجه بالسعي لخفض الضرائب ورفع الحد الأدنى للأجور وتخفيض عدد موظفي القطاع العام وتحديث القطاعات التربوية والقضاء على البطالة ووقف الهجرة والتخلص من المقيمين غير الشرعيين على الأراضي الفرنسية والحد من التقديمات الاجتماعية، دون المس بالضمان الصحي.

على المستوى الأوروبي، فإن ساركوزي لن يعود إلى إجراء أي استفتاء بشأن الدستور الأوروبي، لأنه يعتبر أن الشعب الفرنسي قد قال كلمته عندما صوت ضد الدستور، وسيقف ضد ضم تركيا إلى الإتحاد الأوروبي، حتى لا تصبح أوروبا – على حد قوله – عند حدود إيران والعراق، وسيسعى لإعادة تقييم اليورو، الذي يعتبره سبباً رئيسياً في إفقار الفرنسيين.

وعلى المستوى الأمريكي، فقد كان ساركوزي واضحاً عندما قال في خطابه: إن بإمكانهم “الاعتماد على صداقتنا وستقف فرنسا دائما إلى جانبهم وقت الحاجة”.

وخاطب ساركوزي كذلك شعوب حوض البحر المتوسط بقوله إن “المستقبل يقع هناك” وأن عليهم تجاوز الكراهية وضمان انتصار حُـلم الحضارة “وحان الوقت أمامنا لبناء وحدة متوسطية تكون رباطا بين أوروبا وإفريقيا”.
وأكد كذلك أنه سيعمل على مساعدة القارة الإفريقية على التغلب على مشكلات المجاعات والأوبئة والفقر والعيش في سلام، والبت في سياسة تنمية طموحة وخطة للهجرة المسيطر عليها.

وعن العلاقة مع إيران، فإنه ضد امتلاك طهران أي قدرة نووية وضد مشروعها في تخصيب اليورانيوم. إما عن سوريا، فإنه مع محاورتها شرط أن تلتزم بكل القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان وعدم تدخلها في شؤون هذا البلد.

وعن الملف الفلسطيني، فإنه يعطي الأولوية للمصالح الإسرائيلية ويعتبر حركة حماس حركة إرهابية، وأن عليها وقف عملياتها ضد إسرائيل، كما عليها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

وفيما يخص الملف العراقي، فإنه مع استمرار التواجد الأمريكي في هذا البلد وعدم الرحيل إلا بعد اتفاق مع السلطة السياسية العراقية. ويؤيد ساركوزي إرسال قوات دولية إلى دارفور ويشجع تحسين العلاقات مع روسيا والصين.

وفق هذه الرؤى، سيحكم ساركوزي اعتباراً من منتصف الشهر الخامس من عام 2007، وقد يبدأ ولايته بتعيين السيناتور فرنسوا ميون في منصب رئاسة الحكومة، وليس من المستبعد أن يكون ساركوزي هو المؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ فرنسا التي يمكن تسميتها “بالمرحلة الساركوزية”، وهي تعني الانقطاع مع الإرث الديغولي والاتجاه أكثر نحو التشبه بالدور البريطاني في أوروبا مع ما يستدعي ذلك من احتذاء للنموذج الأمريكي…

(المصدر: مركز الدراسات العربي الأوروبي بباريس بتاريخ 7 مايو 2007)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية