مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جيبٌ إسباني على البرّ الإفريقي

لا يفرغ مركز "تاراخال" الحدودي بين مدينة سبتة الخاضعة للحكم الإسباني وأراضي المملكة المغربية من العابرين فيما يظل الحرس المدني، المسؤول عن مراقبة الحدود إلى جانب وحدات تدخل الشرطة الإسبانية، في حالة تأهب قصوى. فمنذ بضعة أشهر، يحاول مئات المهاجرين التسلل بالقوة وضمن مجموعات إلى هذا الجيب الإسباني على السواحل الشمالية المغربية.

أحيانا، ينجح بعض المهاجرين في اختراق الحدود، وغالبا ما تتم رعايتهم من قبل الصليب الأحمر الذي يُوجههم إلى مركز إقامة مؤقت في انتظار دراسة السلطات الإسبانية لوضعياتهم. بينما سيجرب البعض الآخر حظه مرة أخرى.

تأخذك الحافلة رقم 7 في مدة لا تزيد عن خمس دقائق من الحدود المغربية إلى ساحة “Constitucion” (أي الدستور) وسط مدينة سبتة التي تتميز بالممرات الرخامية المخصصة للراجلين وبمحلاتها التجارية الفاخرة. تناقض المشهد مع المغرب المجاور مُدهش ولافت للنظر. في الميناء، ألمحُ أسرة لاجئين سوريين يلتقطون صورة تذكارية أمام تمثال أعمدة هرقل. في الأثناء، تتأمل مجموعة صغيرة من الجزائريين عبّارات تُبحر بعيدا باتجاه “الجزيرة الخضراء” على الساحل الإسباني، آملين أن يقوموا بنفس الرحلة عما قريب. أما الكاميروني جوسوي، فيكتفي بمراقبة السيارات في مرآب الميناء مقابل مبالغ زهيدة.

السياح القادمون عن طريق العبارة قد لا يُعيرون اهتماما كبيرا لهؤلاء المهاجرين، وربما لن يلاحظوا وجود الجدار الأمني الذي يبلغ ارتفاعه ستة أمتار الذي شيدته إسبانيا على طول 8 كيلومترات في عام 2001. هذا الجدار مُحاط بأسوار موازية تعلوها أسلاك شائكة وشبكة من الكابلات المدفونة تحت الأرض والمرتبطة بأجهزة إلكترونية لاستشعار الحركة والجلبة.

تعرف مدينة سبتة حركة مرور مكثفة. ففي كل يوم، تعبر الحدود آلاف النساء المحملة بأكياس ضخمة يصل وزنها إلى 70 كيلوغراما. وتوظف هذه النساء اللواتي يطلق عليهن إسم “الناقلات” أو “النساء البغال” من قبل تجار سبتة لإيصال المنتجات التي يتم بيعها لاحقا في أسواق مدينة الفنيدق المغربية. وهنا يتم تمرير كل شيء، من أحذية وملابس، ومواد التنظيف…

رجال الجمارك يغضون البصر عن هذه التجارة التي تخفف نوعا ما من حدة الفقر في شمال المغرب، من جهة، كما تُنشّط الحركة التجارية في سبتة المحتاجة فعلا إلى مثل هذا الدعم، فهذه المدينة لا تتوفر على أية زراعة أو صناعة، كما أن نشاطات مينائها تتراجع، أمام منافسة جبل طارق وطنجة. (النص والصور: أوليفيي فوغلسانغ، 2013 Olivier Vogelsang)

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية