مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا تؤيد “حظر النقاب” بأغلبية انتخابية ضئيلة

ملصقات
Peter Klaunzer/Keystone

أيّد 51,2% من الناخبين والناخبات في سويسرا المبادرة الشعبية الداعية لحظر تغطية الوجه في الأماكن العامة.

مع إعلان كل الكانتونات في سويسرا عن النتائج النهائية، تم تأكيد قبول مبادرة “حظر تغطية  الوجه” من قبل غالبية الناخبين والناخبات ومن أغلب الكانتونات السويسرية .

الاستثناءات من هذا القانون ستشمل تغطية الوجه لأسباب أمنية أو مناخية أو صحية، كما هو الحال الآن في ظل الأزمة الصحية التي نجمت عن جائحة كوفيد – 19.

وهذه المرة الثالثة والعشرون خلال 130 عامًا التي يتم فيها قبول مبادرة شعبية، وهي المرة الأولى منذ عام 2014. وصوت الناخبون والناخبات في سويسرا إجمالاً على 219 مبادرة – تم إطلاقها عبر جمع ما لا يقل عن 100 ألف توقيع – على مدار تاريخ البلاد الحديث.

و يمثل قبول المبادرة هزيمة للحكومة الفدرالية والبرلمان، اللذان عارضا الحظر على أساس أنه غير ضروري، نظراً لقلة عدد مرتديات النقاب في البلاد، ولأن الكانتونات الـ 26 يمكنها إصدار تشريعات في مثل هذه القضايا.

ورأى الفريق المعارض للحظر أن المبادرة تخدم “سياسات رمزية” معادية للإسلام ولا تستهدف أي مشكلة حقيقية. وأكدت وزيرة العدل كارين كيلر-سوتر خلال الحملة الانتخابية، أن بضع عشرات من النساء فقط يرتدين النقاب في سويسرا، ولكن “بعض المناقشات جعلتني أشعر وكأننا نعيش في كابول”.

محتويات خارجية

ولم ينكر فالتر فوبمان من حزب الشعب السويسري اليميني وعضو لجنة المبادرة، أن المبادرة كانت “رمزًا للتحرك ضد القيم الإسلامية المعادية للديمقراطية التي لا مكان لها في سويسرا”، حسب قوله.

وأشار فوبمان  إلى أن “أغطية الوجه تتعارض مع نظام قيمنا”. وأضاف “أخيرا، بهذه المبادرة، تمكنا من بدء مناقشة حول هذه القضية”. كما جادل حزبه بأن الحظر سيساعد في معالجة أعمال الشغب في المظاهرات أو الملاعب الرياضية.

وقال زميل فوبمان، جان لوك أدور ، إن نجاح المبادرة يعود إلى قدرتها على بناء قاعدة دعم تتجاوز جناح اليمين فقط و أشاد يوم الأحد بمشاركة النسويات اليساريات والمسلمين التقدميين، الذين دعم بعضهم أيضًا الحظر.

بالنسبة إلى أدور فقد “فهم بعض المسلمين أن النقاب هو رمز واضح للإسلام الراديكالي والذي لا يمثل تحديًا لـ “حضارتنا” فحسب ، بل أيضًا تحديًا للمسلمين أنفسهم”.

ووصفت سعيدة كيلر مساهلي، الكاتبة ومؤسسة منتدى الإسلام التقدمي يوم الأحد  النتيجة بمثابة رفض لـ”الأيديولوجية الشمولية التي لا مكان لها في الديمقراطية”. وأضافت أنها تعتقد أن النتيجة ستكون ستحظى بالفهم في الخارج.

 وفي رد فعل على النتائج، قال مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا إن النتيجة كانت “خيبة أمل كبيرة لجميع المسلمين الذين ولدوا ونشأوا في سويسرا”.

وانتقد فراه أولوكاي، الأمين العام للمجلس،  التصويت بالقول إنه “نجح في ترسيخ كراهية الإسلام في سويسرا في الدستور على نطاق واسع”.

وأوضح باسكال غمبرلي من اتحاد المنظمات الإسلامية في سويسرا إن التصويت “استهدف مجتمعًا معينًا، تمامًا مثل المآذن [في عام 2009]”. وصرح بإنه ليس من الواضح ما سيحدث بعد ذلك، لكنه يخشى على أمن المسلمين في سويسرا.

وشاركت المجموعات النسوية أيضًا بشكل كبير في الحملة، حيث رأى البعض تغطية الوجه كرمز للقمع الأبوي، بينما عارض البعض الآخر الحظر على أساس أنه يجب السماح للنساء بارتداء ما يحلو لهن.

وفي ذات السياق صرحت تمارا فونيتشيلو من الحزب الاشتراكي يإن النتيجة لن يكون لها تأثير على مشاكل حقيقية مثل التمييز على أساس الجنس والعنصرية والعنف. وطالبت بالتوقف عن إخبار النساء بما يجب عليهن وما لا ينبغي عليهن ارتداءه.

المزيد
بصمة إصبع من خلال عدسة مكبرة

المزيد

قانون بطاقة الهوية الرقمية مطروح على الاستفتاء الشعبي

تم نشر هذا المحتوى على يُواجه مشروع قانون بطاقة الهوية الرقمية معارضة بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات وأصبح مطروحاً للاستفتاء في الاقتراع القادم في 7 مارس 2021. فما سبب الجدال الدائر؟

طالع المزيدقانون بطاقة الهوية الرقمية مطروح على الاستفتاء الشعبي

ذاكرة المآذن

تناقش سويسرا مثل العديد من دول أوروبا الغربية على مدار العقود الماضية أفضل السبل لدمج مجتمعها المسلم، الذي يُقدر بحوالي 5٪ من إجمالي السكان.

وفي نوفمبر 2009، وافق 57.5٪ من الناخبين والناخبات على مبادرة شعبية لحظر بناء المآذن في البلاد، قدمتها نفس اللجنة التابعة لحزب الشعب صاحبة مبادرة حظر النقاب: وجاءت نتيجة الاقتراع عكس توقعات استطلاعات الرأي وشكلت صدمة للمؤسسة السياسية.

استمرت النقاشات حول رموز الإسلام المختلفة، بما في ذلك النقاب، في السنوات التي تلت حظر المآذن، وفرض كانتون سانت غالن وتيتشينو حظرًا كاملاً على تغطية الوجه في العقد الماضي. ورفضت كانتونات أخرى مثل هذه الاقتراحات.

ففي تيشينو، أيد أكثر من 60٪ من السكان الحظر، وشهدت السنوات الثلاث والنصف الأولى بعد دخول قانون حظر تغطية الوجه حيز التنفيذ اتهام 60 شخصًا بارتكاب انتهاكات – 32 منهم من المشاغبين الرياضيين و 28 امرأة.  

يُذكر أكثر من نصف الكانتونات السويسرية لديها بالفعل لوائح معمول بها تحظر ارتداء أغطية الوجه أثناء المظاهرات أو الأحداث الرياضية.

المزيد
دخان كثيف منبعث من إحراق الأشجار لإزالة الغابات واستبدالها بمزارع زيت النخيل

المزيد

زيت نخيل إندونيسيا يثير غضب الجماعات المناهضة للعولمة في سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على تُطرح اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بين سويسرا وإندونيسيا على الاستفتاء الشعبي على مستوى البلاد، ويتمحور الجدل القائم بشأنها حول مسألتيْ إنتاج زيت النخيل واستيراده.

طالع المزيدزيت نخيل إندونيسيا يثير غضب الجماعات المناهضة للعولمة في سويسرا

 تراجع الدعم

أظهرت استطلاعات الرأي في وقت مبكر من حملة حظر النقاب وجود دعم شعبي ، حيث أيده أكثر من 60٪ من المستطلعة آراؤهم.

بعد ذلك، تراجع حجم التأييد إلى حد ما وأظهر الاستطلاع الأخير الذي أجرته هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، قبل أسبوعين من التصويت، أن نحو 49٪ يخططون للتصويت بـ “نعم” و 47٪ “لا”. أما النسبة المتبقية فلم تكن حسمت قرارها بعد.

يذكر أن سويسرا ليست الدولة الأولى التي تفرض مثل هذا الحظر: فقد سبق أن حظرت خمس دول أوروبية أخرى بالفعل ارتداء النقاب والبرقع، بما في ذلك فرنسا والنمسا.

إلى جانب التصويت على حظر تغطية الوجه، كانت هناك مسألتان آخريان مطروحتان للتصويت يوم الأحد 7 مارس الجاري.

فقد صوت 64,4% من الناخبين والناخبات ضد قانون الهوية الرقمية المدعوم من الحكومة وأيّد 51,7% اتفاقية التبادل التجاري الحر مع إندونيسيا.

هذه هي أول جولة من أربعة اقتراعات مقررة على مستوى البلاد هذا العام كجزء من نظام الديمقراطية المباشرة المعمول به في سويسرا.

يذكر أن حوالي 5.5 مليون شخص مؤهل للتصويت في سويسرا، بما في ذلك الأشخاص المسجلون على القوائم الانتخابية والذين يعيشون في الخارج.

في نفس اليوم، تم التصويت على العديد من القضايا الأخرى على مستوى الكانتونات وعلة المستوى المحلي.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية