مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويـسرا تُـعَزّزُ روابـطها مع العـملاق الهـندي

رئيسة الكنفدرالية السويسرية ميشلين كالمي - ري تتوسط رئيسة الهند براتيبها باتيل ورئيس الوزراء الهندي الدكتور مانموهان سينغ لدى الاستقبال الذي خصصها لها حرس الشرف في القصر الرئاسي بنيودلهي يوم 7 نوفمبر 2007 Keystone

تواصل رئيسية الكنفدرالية ووزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي - ري زيارة رسمية إلى الهند تهدف إلى تشجيع الروابط في مجموعة من المجالات مع هذه القوة الاقتصادية الصاعدة.

وتأتي هذه الزيارة أيضا لدفع محادثات التجارة الحرة التي سبق لوزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويـْتهارد أن أجرتها في الهند في شهر أغسطس الماضي.

تؤدي رئيسة الكنفدرالية ووزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي – ري زيارة إلى الهند تتواصل من 5 إلى 8 نوفمبر 2007.

وبدأت المرحلة الرسمية من هذه الزيارة خلال اليوم الثالث، الأربعاء 7 نوفمبر، بمحادثات مع رئيسة الجمهورية السيدة براتيبها ديفيسينغ باتيل، ورئيس الوزراء الدكتور مانموهان سينغ، ووزير الخارجية براناب موخيرجي. كما تلتقي بعد ظهر الأربعاء برئيسة حزب المؤتمر الوطني صونيا غاندي ونائب رئيس الوزراء محمد حميد.

وتتركز مناقشات رئيسية الكنفدرالية السويسرية مع المسؤولين الهنود على سبل تحقيق تعاون ثنائي واسع النطاق في ميادين مُتنوعة مثل البيئة والعلوم والاقتصاد.

ويأمل الجانب السويسري أن تؤدي هذه اللقاءات إلى التوقيع على إعلان مشترك حول شراكة مُميزة تضع الأسس لروابط أوثق بين البلدين. مما سيعدّ خطوة هامة نحو تحوُّل العلاقات السويسرية مع الهند من برامج المساعدات التنموية التقليدية إلى إقامة مشاريع مُشتركة بشأن مواضيع ذات اهتمام مشترك.

تحولٌ في الاستراتيجية السويسرية

وبالفعل اتضح من خلال لقاء السيدة كالمي – ري برئيس الوزراء الهندي أن الطرفين يريدان التفاوض بشأن مذكرة تفاهم من أجل تحقيق تلك الشراكة المُميزة، وستُشكل لهذا الغرض مجموعة عمل تضم خبراء من البلدين سيُكلفون بتحديد ميادين الشراكة خاصة في مجالات العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف والاقتصاد والتكنولوجيا.

ويُعبـّر هذا التغيير في الإستراتيجية عن إدراك سويسرا لصعود الهند كأحد أسرع الاقتصاديات العالمية نموا وتوسعا، إذ سجل إجمالي إنتاجها الداخلي نموا يقترب من الرقمين في السنوات الأخيرة. كما ارتفعت الصادرات السويسرية إلى الهند بـ38% لتصل إلى 1.9 مليار فرنـك في عام 2006، فيما زادت الواردات بـنسبة 13% لتستقر في حدود 737 مليون دولار.

وقد استثمرت الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون أكثر من مليار فرنك في البلد للمساعدة على التخفيف من الفقر منذ انطلاق برنامجها الهندي في عام 1961.

كريستوف غراف، رئيس فرع الوكالة لفرع جنوب آسيا في إدارة التعاون الثنائي، صرح لسويس انفو أن برامج تعاون الوكالة الوكالة ستعرف انتقالة نوعية في الهند قبل عام 2010.

وقال في هذا السياق “إن الهند الصاعدة بمؤهلات نموها لم تعد تلك الهند التي كنا نعرفها من قبل. لذلك نحن بصدد تخفيض مساعداتنا المالية المباشرة من أجل التخفيف من وطأة الفقر، ونفكر في إقامة شراكة بين أطراف متساوية”، مُضيفا “إننا نرى العديد من الفرص الاستثمارية من خلال استثماراتنا وتجاربنا السابقة والشبـكات التي طورناها لفتح الأبواب أمام فـاعلين آخرين مثل المؤسسات العلمية والبيئية”.

توقيع عقد لتقليص الانبعاثات

وقد ساعدت سويسرا على تثبيت هذه العملية، إذ حضرت السيدة كالمي – ري يوم الإثنين 5 نوفمبر في نيودلهي مراسيم توقيع وزارتها على عقد لتقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون مع محطة هندية لتوليد طاقة الكتلة الحيوية يوجد مقرها بـمالافالي جنوب البلاد.

هذا العقد الذي يتواصل لمدة ثلاثة أعوام ينص على شراء وزارة الخارجية السويسرية من المحطة الهندية “ائتمانات الكربون” (carbon credits) أو “تخفيضات الانبعاثات المعتمدة” (Certified emissions reductions) بمبلغ 650 ألف فرنك، حسب رئيس مكتب الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في الهند، فرانسوا بيندر.

وتريد الوزارة من خلال هذا العقد التعويض عن انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون التي تتسبب فيها الرحلات الجوية لموظفيها في العاصمة الفدرالية برن، والتي تقدر بـ5000 إلى 6000 طن في العام.

يـُذكر أن “إئتمانات الكربون” هي آلية نص عليها بروتوكول كيوتو لمساعدة الدول النامية على بلوغ أهدافها في مجال التخفيض من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون عبر الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة، خاصة في البلدان النامية.

وكانت رئيسة الكنفدرالية قد قابلت في وقت سابق يوم الإثنين المغامر السويسري لويس بالْمر (من كانتون لوتسرن) الذي بدأ في يوليو الماضي رحلة حول العالم على متن سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، وقد قطع لحد الآن 12000 كيلومترا وعـبر 17 بلدا. وهنأت السيدة كالمي – ري مواطنها بالْمر على مبادرته قائلة “من المهم تعزيز وعي الناس حول ظاهرة الاحتباس الحراري”.

وشاركت في نفس اليوم في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الرابع حول الفدرالية الذي يتواصل إلى يوم الأربعاء. وحذرت في كلمتها من عولمة المشاكل والأخطار.

محادثات التجارة الحرة

وكانت وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس لويتهارد قد زارت الهند في أغسطس الماضي من أجل دفع مقترح للتجارة الحرة بين الهند ودول الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة “إيفتا” (التي تضم سويسرا والنرويج وإيسلندا وإمارة ليختنشتاين. كما وقعت مذكرة تفاهم بين سويسرا والهند تتعلق بحقوق الملكية الفكرية.

وقد بدأت محادثات التجارة الحرة هاته في شهر ديسمبر الماضى في فادوز عاصمة إمارة ليختنشتاين، ودعا أعضاء رابطة إيفتا ممثلي الهند إلى عقد اجتماع آخر في جنيف يوم 3 ديسمبر المقبل.

وبالإضافة إلى هذه الزيارات الوزارية، تحول أيضا إلى الهند والصين في مايو الماضي، السيد شارل كلايبر، كاتب الدولة السويسري لشؤون التعليم والبحث العلمي لإجراء محادثات حول الاستراتيجيات الممكنة للتعاون الثنائي في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

سويس انفو مع الوكالات وماثيو آلان من نيودلهي

قاتل المرتزقة السويسريون إلى جانب القوات الفرنسية والبريطانية خلال حقبة استعمار الهند في القرن الثامن عشر.

في عام 1851، أنشأت شركة “فولكارت” (Volkart) التجارية، التي تـُوصف بالشركة السويسرية المعادلة لشركة “الهند الشرقية البريطانية”.

كانت سويسرا أول بلد يوقع على معاهدة الصداقة والتسوية مع الهند المستقلة حديثا في 1948.

بدأت نشاطات الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في الهند في عام 1961.

وخلال نزاع بنغلاديش، قامت سويسرية بدور الوسيط بين الهند وباكستان في الفترة المُمتدة من 1971 إلى 1976.

أقامت العديد من الشركات السويسرية أعمالا تجارية في الهند، من أهمها هولسيم، نوفارتيس، و إي بي بي ونستلي وسولزر.

يتجاوز عدد ساكنة الهند المليار نسمة، ويبلغ معدل منوها السنوي 1,7% منذ 1990.
قارب إجمالي ناتجها الداخلي مبلغ 1 تريليون دولار أمريكي (1.15 تريليون فرنك سويسري) لأول مرة هذا العام، إذ زاد بأكثر من 9% خلال العامين الماضيين. لكن سُجل هذا النمو في بلد يشهد تناقضات اقتصادية واجتماعية صارخة بحيث يعيش 80% من السكان بأقل من دولارين في اليوم.
في نهاية عام 2006 ، كان يعيش 707 سويسريا في الهند، بينما بلغ المواطنون الهنود المقيمون في الكنفدرالية 6984.
تقلص إجمالى الاستثمارات المالية المباشرة للحكومة السويسرية 27 مليون فرنك في عام 2005 إلى 20 مليون المُقررة لهذا العام. ومست معظم التخفيضات مجال المساعدات الإنمائية.

زارت وزيرة الخارجية السويسرية يوم الثلاثاء 6 نوفمبر الجاري مشروعين للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون في حيدرأباد (سادس أكبر مدينة هندية، الواقعة جنوب البلاد)، أولهما في حي سريرامناغار جنوب المدينة الذي مازال ينتشر فيه السكن العشوائي، والتقت رئيسة الكنفدرالية في هذا الحي بعدة نساء استفادوا من القروض الصغيرة لشركة باسيك التي تأسست عام 1996 بمساعدة وكالة التنمية والتعاون السويسرية.

بعد ذلك توجه وفد السيدة كالمي – ري إلى جزء آخر من المدينة يُدعى “هايتيك سيتي” (مدينة التكنولوجيا العالية) نظرا لتركز العديد المن الشركات الكبرى المتخصصة في الإعلاميات، حيث سيزور مراكز التكوين وتكنولوجيا المعلومات، من أهمها “مركز الأعمال الأخضر” لرابطة الصناعة الهندية. وقد أسست هذه الجمعية التي تمثل كبريات الشركات الخاصة في البلاد هذا المركز الهادف إلى تقليص استهلاك الطاقة في الشركات وتشجيع تشييد المباني البيئية.

وتقيم الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون شراكة مع هذا المركز من أجل تطوير مشاريع مُشتركة. وقد وقع السيد فرانسوا بيندر خلال هذه الزيارة “مذكرة تفاهم” بهذه تعزيز هذا التعاون.

وتتجه السيدة كالمي – ري في نهاية يوم الثلاثاء 6 نوفمبر إلى دلهي حيث سيتوقف الوفد في معلم تاج محل المعماري الشهير الذي شيد في عام 1643. كما ستشارك رئيسة الكنفدرالية في مساء نفس اليوم في حفل يقام في السفارة السويسرية حيث ستلتقي بممثلين عن الجالية السويسرية وعن الغرفة التجارية السويسرية الهندية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية