محاولة للتصالح مع سياسة مُثيرة للجدل إبان الحرب العالمية الثانية
يصادف يوم 27 يناير 2018 اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا مَحرقة اليهود. وفي هذا اليوم من كل عام، تُستَدعى ذكرى قرابة ستة ملايين يهودي قتلوا على يد النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية. بهذه المناسبة، تراجع swissinfo.ch السياسات المُثيرة للجدل التي إنتهجتها سويسرا في زمن الحرب تجاه اليهود الفارين من جحيم الاضطهاد النازي.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
عملت جولي كمراسلة إذاعية لبي بي سي ومحطات البث الإذاعي الخاص في جميع أنحاء المملكة المتحدة قبل انضمامها إلى إذاعة سويسرا العالمية - سلفswissinfo.ch - للعمل كمُنتجة. بعد التحاقها بمدرسة لصناعة الأفلام، عملت كمخرجة مستقلة قبل التحاقها بـ swissinfo.ch في عام 2001.
بعدَ أن وَضَعَت الحرب العالمية الثانية أوزارها في أوروبا، ومن أجل الحفاظ على السرية المصرفية، رفضت البنوك السويسرية تقديم تفاصيل بشأن الحسابات البنكية الخاملة لضحايا المحرقة. وقد أدى ذلك إلى تشكيل الحكومة السويسرية لجنة مُستقلة من الخبراء ترأسها المؤرخ جان فرانسوا بيرجييه (وهو ما جعلها تعرف بـ”لجنة بيرجييه”) للتحقيق في جوانب مُحددة من سلوك الكنفدرالية في زمن الحرب. وقد بدأ عمل اللجنة البحثي من عام 1997 وحتى سنة 2002.
الدراسات التي نشرتها اللجنة المُستقلّة خلصت إلى أن المسؤولين السويسريين “ساعدوا النظام النازي على تحقيق أهدافه” من خلال إغلاق حدود البلاد أمام آلاف اللاجئين اليهود، الأمر الذي أدى عملياً إلى إعادتهم إلى موت مُحَقَّق. وكان حوالي 300,000 شخص قد عبروا الحدود إلى سويسرا من الدول التي كانت تحت الإحتلال النازي خلال فترة الحرب. (31857022). ومن بين اللاجئين المدنيين، كان حوالي 30,000 من اليهود. لكن، وكما تشير التقديرات، أعيد حوالي 24,500 مدني – معظمهم من اليهود – من حيث أتوا قسراً. (43217360).
بالإضافة إلى ذلك، قلَّلَت اللجنة من أهمية النظرية القائلة بأن إجراءات الحكومة السويسرية ضد اللاجئين إنما كانت تُمليها عُزلَة البلاد الواقعة وسط أوروبا الخاضعة للإحتلال النازي. كما رأت اللجنة أن قيام السلطات السويسرية بإغلاق حدودها بشكل رسمي أمام اللاجئين الفارين في عام 1942 كان “لأسباب عرقية فقط”.
من جانبها، رَحَّبَت الحكومة السويسرية بهذا التقرير. وفي عام 1999، كررَت إعتذارها الرسمي الذي كانت قد قدمته للشعب اليهودى فى عام 1995.
في نفس السياق، توصل أكبر مَصرَفَين سويسريَين هما اتحاد البنوك السويسرية “يو بي أس” و”كريدي سويس” في عام 1998 إلى اتفاق مع المؤتمر اليهودي العالمي إثر دعوى قضائية أمريكية رُفِعت في نيويورك في عام 1995. ووافق المصرفان على دَفع مبلغ 1,25 مليار دولار (1,16 مليار فرنك سويسري) لضحايا المحرقة أو أسلافهم ورثتهم.
ومن مُجمَل هذا المبلغ، تم رَصد 800 مليون دولار (770 مليون فرنك سويسري) لتعويض الأشخاص الذين ظلت أموالهم في حسابات مصرفية سويسرية بعد انتهاء الحرب. كما تم تخصيص مبلغ 425 مليون دولارا إضافي (409 مليون فرنك سويسري) للأشخاص الناجين من المحرقة، واللاجئين الذين ردّوا على أعقابهم عند الحدود السويسرية، والأشخاص الذين أحتجزوا في سويسرا للعمل بالسخرة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
ردّ فعل يهود سويسرا كان داعما ومتحفظا
تم نشر هذا المحتوى على
قبل 120 عاما، انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل شمال سويسرا، واضعا بذلك حَجَر الأساس لإنشاء دولة إسرائيل. الكاتب يوناتان كرويتنَر، الذي يتولى منصب الأمين العام للفدرالية السويسرية للجاليات اليهودية، يوضح رؤيته للأحداث التي شَكَّلَت وجهة النظر حول الصهيونية وإسرائيل إلى يومنا هذا.
سويسرا طردت عددا أقلّ من اليهود خلال الحقبة النازية
تم نشر هذا المحتوى على
ووفقا للمؤرخة روث فيفاز – سيلبرمان، التي قدّمت أطروحة دراسات عليا مؤلفة من 1000 صفحة بعنوان “الهروب إلى سويسرا” في جامعة جنيف يوم السبت 27 مايو 2017، حاول 15.519 يهوديا الدخول إلى سويسرا عبر الحدود المشتركة مع فرنسا بين عامي 1939 و1945. وقد سُمح بالدخول إجمالا إلى 12.675 شخصا في حين تم إبعاد 2.844 فردا إلى الحدود…
سويسرا تتولى رئاسة “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”
تم نشر هذا المحتوى على
ليس بعيدا عن النصب التذكاري للمحرقة في برلين، وبالتحديد في مبنى السفارة السويسرية، سلم رئيس الرابطة المنتهية ولايته، السفير الروماني ميهنيا كونستاتينسكو، يوم الأربعاء 8 مارس الجاري المسؤولية إلى خليفته السويسري بينو بتيغ، كاتب الدولة بوزارة الخارجية السويسرية. العاصمة الألمانية برلين هي مقر أمانة “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست”، وهي واحدة من أهم الأماكن الشاهدة…
حول أصول ضحايا المحرقة والدّور السويسري المُـثير للجدل
تم نشر هذا المحتوى على
في عام 1996، كان توماس بورير دبلوماسيا سويسريا شابا، ملتحقا حديثا بوزارة الخارجية في برن. وكانت مادلين كونين، حديثة التعيين من قِـبل الرئيس بيل كلينتون، كسفيرة لبلادها في سويسرا. كل منهما، لم يكونا على عِلم بأنهما سيُصبحان طرفيْن فاعليْن في أزمة سياسية عاصفة، جعلت على المحك الأفراد والحكومتيْن في “البلديْن الشقيقتيْن” لعدة سنوات. وفي مقابلتيْن…
تم نشر هذا المحتوى على
وسيظل اسم Jean-François Bergier مرتبطا في الذاكرة الجماعية بـ “تقرير بيرجييه” الشهير، وهو وثيقة من 600 صفحة نُشرت عام 2002 بعد خمس سنوات من البحث المُعمق في موقف سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية. وتضمنت الوثيقة انتقادات للسلطات السويسرية في تلك الفترة، خاصة حول مسألة اللاجئين اليهود. وغداة الإعلان عن وفاته، أصدر رئيس الكنفدرالية ووزير المالية…
تم نشر هذا المحتوى على
في المقابل، أدّت التسوية التي تمّ التوصل إليها في 12 أغسطس 1998 وبلغت قيمتها 1،33 مليار فرنك، إلى حدوث رجّـة كبيرة في سويسرا بعد أن واجه البلد مزاعم بالتواطؤ مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. في منتصف التسعينات، عندما أثارت منظمة يهودية من جديد، تساؤلات بخصوص حسابات نائمة في البنوك السويسرية توجد فيها ودائع تعود…
تم نشر هذا المحتوى على
هؤلاء “الصديقين” السويسريين الذين اعترفت بهم إسرائيل منذ نهاية التسعينات، عرفوا كيف يقولون لا للبربرية وهو ما يجعل منهم مثالا يُقتدى به، حسب رئيس الكنفدرالية باسكال كوشبان. يرى أوغوست بوني، في الاحتفال الذي نظم مساء الاثنين 28 يناير 2008 في جنيف لتكريمه الى جانب كافة السويسريين الذين أنقذوا آلاف اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، أي…
تم نشر هذا المحتوى على
هذه اللجنة، عادت مجددا للظهور يوم 15 ديسمبر 2006 في برن، لجردة حساب استخلصت من خلالها حصيلة النقاشات والأبحاث، التي أسفرت على نشر “تقرير برجيي” المعروف. في عام 1995، أي بعد مرور 50 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت بعض المنظمات اليهودية في طرح أسئلة على البنوك السويسرية بخصوص تواجد ودائع لديها، تعود ملكيتها…
تم نشر هذا المحتوى على
الرئيس السويسري كاسبار فيلليغر ووزيرة الشؤون الداخلية روت درايفوس أكدا على أن هذا الاعتراف بالخطأ والأسف على ما وقع لا يعني توجيه اتهام إلى الجيل الذي شهد الحرب العالمية الثانية، بقدر ما يعني وضع الصورة الصحيحة لصفحة من تاريخ سويسرا. المنظمات اليهودية الدولية ناشدت سويسرا بأن تتعلم من هذا التقرير دروسا لمعالجة المشاكل الحالية المتعلقة…
تم نشر هذا المحتوى على
لكن “الغضب الديبلوماسي” والشكاوى المستعجلة لن تكون كافية لاستصدار قرار قضائي من هذا القبيل في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية. أثار غلاف كتاب جديد أعده ستيوارت إيزنستات المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون حول حصيلة المعركة القضائية والديبلوماسية والقانونية التي دارت رحاها في النصف الثاني من التسعينيات حول ما عرف بقضية الودائع…
تم نشر هذا المحتوى على
“كنا مذهولين. لم نكن نتصور أن يتفوه قاضٍ مستقل بمثل تلك العبارات”. هكذا صرح أحد العاملين في “محكمة الفصل في الادعاءات” لصحيفة النويه تزورخر تزايتنج في نسختها الأسبوعية. وهو في ذلك لم يجانب الصواب كثيرا. فالقاضي المقصود هو إدوارد كورمان، الذي أصدر عام 2000، بموجب صلاحياته في محكمة دائرة بروكلين بولاية نيويورك، قراره الشهير بالمصادقة…
تم نشر هذا المحتوى على
المنظمة الدولية للهجرة هي إحدى ثلاث منظمات تتولى مسئولية توزيع المبالغ المالية من قيمة التسوية التي تم التوصل إليها لتعويض عاملي السخرة وجماعات أخرى من ضحايا النظام النازي في ألمانيا؛ حيث تشاركها في تنفيذ هذه المهمة منظمتان هما مؤتمر المطالب اليهودية ضد ألمانيا ومحكمة معالجة المطالب. من خلال برنامجها لودائع ضحايا النازية ستعمد المنظمة الدولية…
تم نشر هذا المحتوى على
بيد أن التاريخ المزعج الذي ظل يؤرق سويسرا في السنوات الماضية، عاد من جديد ليطل برأسه. كان لابد لهذا الملف أن يطفو إلى السطح من جديد. فهذا الملف يتعلق بطبيعة العلاقات بين سويسرا وجنوب إفريقيا خلال فترة نظام الميز العنصري. أما سبب عودة الموضوع إلى الواجهة هذه المرة، فيتصل بقضية رُفعت يوم الثلاثاء في نيويورك.…
المصارف السويسرية تنشر قائمة ثالثة بأسماء أصحاب حسابات تعود إلى الحقبة النازية
تم نشر هذا المحتوى على
نشر القائمة الجديدة -وهي الثالثة من نوعها- سوف يساعد الأشخاص والجهات الشاكية بالتعرف على هوية أصحاب الحسابات “النائمة” حاليا في المصارف السويسرية والتي تعود ملكيتها لأشخاص لقوا حتفهم في معسكرات الاعتقال النازية في حقبة الحرب العالمية الثانية. هذه القائمة التي ستكون متوفرة على شبكة الانترنت هي الثالثة التي يقوم اصحاب المصارف السويسرية بنشرها منذ أن…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد انقضاء خمسة أعوام، عبّـر المؤرخ لسويس انفو عن خيبة أمله لمحدودية اهتمام السياسيين، الذين اتخذوا قرارا بإنشاء اللجنة في عام 1996 في ذروة الجدل الدولي حول دور سويسرا في تلك الحقبة، بتوصيات الخبراء. نادرا ما اتخذ البرلمان الفدرالي قرارا بمثل تلك السرعة، عندما أنشأ في عام 1996 في خضم الحملة الدولية من الانتقادات الموجّـهة…
تم نشر هذا المحتوى على
هذه التقارير كشفت عن الكيفية التي ساهمت بها قطاعات الصناعة والسكك الحديدية والطاقة الكهربائية السويسرية في المجهودات الحربية لدول المحور. وتفيد التقارير الجديدة التي نشرتها ” لجنة بيرجيي” التي تحمل اسم رئيسها المؤرخ السويسري (Jean-François Bergier)، أن عددا من رجال الصناعة السويسريين طوروا خلال الحقبة النازية علاقاتهم الجيدة مع ألمانيا وساهموا بالتالي في النهوض بالاقتصاد…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.