مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحف سويسرا تشيد بهزيمة التطرف في فرنسا

swissinfo.ch

رحبت معظم الصحف السويسرية بهزيمة الزعيم اليميني المتطرف جون ماري لوبين، قبل الترحيب بانتصار الرئيس اليميني جاك شيراك، باعتبار النتائج للانتخابات الرئاسية الفرنسية رفضا واضحا للتطرف ليس في فرنسا وحسب وإنما في جميع أنحاء أوروبا أيضا.

تقول صحيفة دير بوند الصادرة في برن تحت عنوان “الانتصار ليس للرئيس شيراك”: إثر معرفة النتائج تنفست أوربا الصعداء لأن الانتخابات لم تكن في الواقع انتخابات رئاسية بالمعنى الحرفي وإنما استفتاء ضد اليمين المتطرف. والدليل على ذلك، كما تقول دير بوند هو أن الناخبين آثروا جاك شيراك المشبوه بالرشوة والفساد على منافسه اليميني المتطرف لوبين.

وفي نفس السياق تقول صحيفة لوتون (Le Temps) الصادرة في جنيف: تنفس جميع الأوروبيين، لا بل وجميع الديمقراطيين إثر الهزيمة المنكرة التي حلت بالمرشح الرئاسي اليميني المتطرف لوبين، وتضيف أن رفض الناخبين الفرنسيين رفضا واضحا لليمين المتطرف، قد وضع حدا للقلق دون أن يضع حدا للخطر الذي لا يزال قائما.

وتحذر صحيفة لوتون (Le Temps) بعد ذلك من استئناف ما يعرف “بالتعايش” الذي كان قائما بين اليمين بزعامة الرئيس شيراك واليسار بزعامة جوسبان في فرنسا، لأن ذلك سيعني تجاهل رغبات الناخبين الذين رفضوا ذلك “التعايش” رفضا ساحقا، ولأنه سيعني في هذه الحالة تقويض السلطة وانحلالها منذ الجذور في باريس.

صحيفة تاغس أنتسايغر الصادرة في زيوريخ تقول على الصفحة الأولى: إن الناخبين سحقوا لوبين سحقا باختيارهم البديل الأقل سوء. وتلاحظ أن الرئيس جاك شيراك سيقدم نفسه الآن كالمنقذ للجمهورية الفرنسية وأن أنصاره سيروجون له “كرجل المصالحة والوفاق” على نحو ما كان الزعيم الفرنسي الراحل الجنرال ديغول.

وعلى هذه الأرضية، كما تقول تاغيس أنتسايغر، تبدو المهام العظام التي أصبحت على كاهل الرئيس شيراك بعد انتخابات الأحد، وفي مقدمتها تسوية الفجوات العميقة التي برزت خلال الحلقة الأولى من الانتخابات حول مفاهيم وإنجازات “التعايش” بين اليمين واليسار في فرنسا.

وفي نفس المعنى تشير صحيفة 24 ساعة الصادرة في لوزان إلى أن نتائج انتخابات الأحد كانت استفتاء ضد جون ماري لوبين ولم تكن تأييدا للرئيس شيراك في الدرجة الأولى. وعقبت على هذه النتائج على صفحتها الثانية بالقول: إن الرئيس شيراك يستأنف الحكم الآن دون قناع ودون برنامج عمل، وتحذر على الصفحة الثالثة من أن اليمين المتطرف لا يزال قويا وأنه لا بد لفرنسا من إعداد العدة للانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل، إذا أرادت تأكيد وعيها للخطر وإنقاذ سمعتها وماء الوجه.

وبهذا المعنى يقول مراسل صحيفة زيوريخ للمال والأعمال ال NZZ: إن الرئيس شيراك على وعي بخطر التطرف اليميني في فرنسا وقد أعرب عن ذلك بتفسير رفض الناخبين الساحق للتطرف كرغبة في التغيير. والسؤال الآن هو ما إذا كان يستطيع العمل جادا من أجل الإصلاح والتغيير مع أخذ تأييد اليسار له بعين الاعتبار ومع مراعاة متطلبات الوفاق الوطني؟

وتتساءل الصحيفة عن تأثير الانتخابات الرئاسية على الانتخابات التشريعية المقبلة وما إذا كان اليمين بزعامة شيراك سيحرز على الأغلبية في الجمعية الوطنية التي يسيطر عليها اليسار حاليا، أو ما إذا كان سيُكره مجددا على “التعايش”؟ وتلاحظ أن احتفال كل من اليسار الديمقراطي واليمين الديمقراطي على حدة بهزيمة لو بين، يعكس غموض الوضع الراهن في فرنسا.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية