مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحُف سويسرا تـستـهجنُ تجربة بيونغ يونغ

تصدرت التجربة النووية الأولى لبيونغ يونغ العناوين العريضة لأبرز الصحف السويسرية swissinfo.ch

أجمعت الصحف السويسرية الصادرة يوم الثلاثاء 10 أكتوبر على إدانة تحدي كوريا الشمالية للتحذيرات العالمية بإقدامها يوم أمس على أولى تجاربها النووية.

لكن آراء المُعلقين تباينت بشأن انعكاسات هذا التصرف على بيونغ يونغ والمنطقة وبقية العالم.

“من سيوقف التهديد النووي المُرعب لكوريا الشمالية؟” تتساءل صحيفة لوتون الصادرة بالفرنسية في جنيف في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء بعنوان “انتحار كيم”.

ويرى كاتب الافتتاحية فريديريك كولر أن زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ إيل “الطاغية المُصاب بجنون الارتياب و المُهرّج أحيانا (…) قام مع ذلك بإطلاق آخر خراطيشه”، مُضيفا “إن التهديد النووي، الذي كان بمثابة منطق للبقاء على قيد الحياة لنظام ستاليني مُفلس منذ خمسة عشر عاما تقريبا، قد بلغ آخر حـدّ له. إلا إذا اندفع في حرب – وهو انزلاق لا يستطيع أحد استبعاده”.

وتابع المعلق “بعمله الانتحاري، نجح كيم يونغ إيل في جعل العالم يتفق على شيء واحد: التخلص منه”.

وتعتقد صحيفة لوتون أن هذه التجربة النووية التي وضعت قائد البلاد كيم يونغ إيل في “طريق مسدود تماما وعزلته أكثر من أي وقت مضى” تبعث “إشارة مشؤومة إلى المُتدربين السّحرة المُقبلين، وعلى رأسهم إيران”.

وتتفق مع هذا الطرح صحيفة “لاتريبون دو جنيف” التي أضافت أن نظام طهران “سيتابع عن قرب شديد أسلوب الإدارة الدولية للأزمة النووية التي أثارتها كوريا الشمالية. إنها سابقة تهـُم بأعلى درجة الجمهورية الإسلامية. وسيكون من الصعب أن يـُرفض لطهران ما تم قبوله أو السماح به لبيونغ يونغ”.

أما صحيفة “لا ليبرتي” التي تصدر بالفرنسية أيضا في فريبورغ، فنوهت إلى “الصفعة” التي وجهتها كوريا الشمالية إلى شقيقتها الكبرى، الصين، إذ كتبت “لقد فقدت الصين كرامتها الدبلوماسية عندما فجـّرت البلاد الشقيقة قنبلتها النووية، في حين كان يـُعتقد أنها (كوريا الشمالية) تخضع لسلطتها. سيتعين على الصين إذن مقاومة ضغوط الولايات المتحدة”.

“رأس أممي ورأس نووي”

ولم تغفل اليومية الإشارة إلى مُصادفة يوم الإثنين 9 أكتوبر، المتمثلة في تعيين الأمين العام الجديد للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون، وفي تنفيذ أول تجربة نووية لكوريا الشمالية.

وكتبت الصحيفة بلهجة ساخرة “في الجنوب، رأس الأمم المتحدة، وفي الشمال، الرأس النووي (…) هذه الصدفة ترمز إلى التناقضات المُعقدة التي تعرفها اليوم منطقة آسيا، وآليات الأمن الدولية بشكل أوسع”.

وبالنسبة لصحيفة “فانت كاتر أور” التي تصدر بالفرنسية في لوزان، يـمثل اقتحام بيونغ يونغ نادي الطاقة الذرية فتح “علبة الباندور” (نسبة إلى أسطورة “باندور”، حواء الإغريق، التي عاقب بها “تزوس” الرجال حيث أرسلها لهم وبحوزتها جرة أوصاها بعدم فتحها، لكن الفضول تغلب عليها، ولدى فتح العلبة تدفقت كل الشرور…، التحرير).

“الخطر الأكبر”

وفي المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية، كتبت صحيفة “تاغس أنتسايغر” الصادرة في زيورخ أن كيم يونغ إيل “المُتيم بالنظارات” و”الديكتاتوري المتوحش” ذهب إلى أبعد حد دون الأخذ بعين الاعتبار التحذيرات الدولية، موضحا للعالم أن بوسع نظامه تطوير السلاح الذري.

وأضافت اليومية أن “نظام مراقبة الأسلحة الدولي تلقى ضربة قاسية”، معربة عن اعتقادها في المقابل أن استعراض كوريا الشمالية لقدرتها النووية ستحميها من هجوم عسكري أمريكي.

من جهتها، تساءلت “نويه تسورخر تسايتونغ” الصادرة في زيورخ أيضا “ما الذي يثير أكبر قدر من الإنزعاج، سياسة الابتزاز التي تقوم بها بيونغ يونغ، أم العجز الذي تبديه بقية العالم؟”.

وتعتقد الصحيفة أن تعاطي ديكتاتورٍ خارجٍ عن السيطرة لألعاب ذرية خطيرة لا يساهم بتاتا في سكينة العالم.

وتضيف صحيفة “بوند” الصادرة في برن أن “الخطر الأكبر” يتمثل في تحول “آسيا إلى قارة نووية”، إذ أن “اليابان، وكوريا الجنوبية، وربما حتى تايوان، قد تشرع قريبا في تطوير السلاح النووي إذا ما لم يتم إيقاف دكتاتورية بيونغ يونغ سريعا”.

وتتفق يومية “بازلر تسايتونغ” الصادرة في بازل على أن صعوبة توقع تصرفات كيم يونغ إيل جعلت خبر التجربة النووية أكثر إثارة للرعب. وكتبت في هذا السياق “إنه دلالة على استخفافه الكبير، واستخدامه لموارد البلاد المحدودة لتطوير قنبلة ذرية بدل إعادة بناء دولته الفقيرة”.

سويس انفو

تجتمع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي واليابان صبيحة الثلاثاء 10 أكتوبر لمناقشة رد المجلس على التجربة النووية لكوريا الشمالية. ويتضمن جدول الأعمال مشروع قرار أمريكي يشتمل على 13 محور.

أوضحت وزارة الخارجية السويسرية بعد أنه في حال صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات مُلزمة ضد كوريا الشمالية، فإن سويسرا ستدعمها.

2002: كوريا الشمالية تطرد من أراضيها مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

2003: بيونغ يونغ تنسحب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

2004: فشل مفاوضات الستة (الصين، والكوريتان، والولايات المتحدة، واليابان وروسيا).

2006:

5 يوليو: تجربة إطلاق صاروخ بعيد المدى (Taepong-dog 2) قادر على الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة.

15 يوليو: مجلس الأمن الدولي يصدر القرار 1695 الذي أدان عمليات الإطلاق المتعددة التي أجرتها كوريا الشمالية لقذائف تسيارية في 5 يوليو.

9 أكتوبر: بيونغ يونغ تقوم بأولى تجاربها النووية، مما يجعل من كوريا الشمالية ثامن قوة نووية في العالم (إذ أن سبعة دول تتوفر رسميا على القنبلة الذرية: الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، والهند، وباكستان). علما أن إسرائيل لم تؤكد أبدا حيازتها للسلاح الذري لكن الخبراء يعتقدون أن الدولة العبرية تتوفر عليه.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية